Patient Luna Edgar

كنت سأذهُب إليه بها ، فهو من دفعنى لتلك الحالة ، لست نادمآ على مافعلته لأننى لست مدركآ له بعد لكنه إخبرنى أن أتى بها لهنا وإتصالآ واحدآ به جعل كافة الامورُ تمرُ بسلامُ ، والجميع يعمل كخلية نحلُ يساعدوها وينظفوها من الدماء ويعقمون جروحها ويضمدوها ، إتصالآ واحدآ كان كفيلآ بجعل كل من بتلك المستشفى يبتلع لسانه ولايسألون بشىء

والان هى على فراشها المحاليل والدماء موصلة ليدها وهناك اشعة وتحاليل أجريت لها ولم تظهر نتائجها بعد

تم الاهتمامُ بها وبجرحها ، يقول الطبيبُ إنه جرحآ كاد أن يودى بحياتها ولكنهم إنقذوها ولكنها فقدت الكثير من الدماءُ ، الكدمات التى على وجهها بمرور الوقتُ ستختفى والالم كذلك سيتلاشى ، أجلس أمامها على ذلك المقعد ناظرآ لها وهى ساكنة هكذا ، احدق بها بخواءُ فحسبُ منتظرآ إفاقتها .

بحكمُ عملى لااقع بالحب عادة وربما ذلك ماجعلنى رجله الدائم إننى لاأقع بالحب وتلك هى قاعدة عمله مع رجاله جميعهم
ولكن لونا بها شىء مختلف إنها إستثاء القاعدة
لايمكن أن يراها أحد ولا يتعلق بها
معها يختلف الامر معها أشعر بكونى أفقد ذاتى
أشعر بكونى أدم فقط ليس أدم كوربن القاتل المختل
وربما هو كان محقآ حينما قال لى إننى لايجب أن أسقط بتلك الدائرة
وطيلة الفترة السابقة كنت لديه وقد نجح بأعادتى لرشدى وأخبرنى إنها تتحسن
ولكنى لازالت أرغب برؤيتها أنا أشعر بالضياع دونها فهى قد كانت الكابحة لكل طاقتى السلبية
 والان قد ذهبت وذهب معها كل شىء بداخلى
منذ أخر ماحدث هنا ولم أتى لها بل كنت لديه أؤدى أعماله وأستعيد ذاتى من جديد
ولكن بضعه أحاديث سمعتها تنتشر بين رجالها كونها الان قد تكون تذكرت كل شىء !!
الاطباء يؤكدون إحتمالية عودة ذاكرتها
ولكن
الامر لازال  ليس أكيدآ ولذا أتيت 
أقف أمام فراشها ناظرآ لها فقط وهى لازالت غافية دون إتخاذ أى رد فعل يذكر.

أنا بمأزق! هذا ما أدركته و أنا أحرك الصور التي أمامي على الهاتف ، فأمر فُقداني للذاكرة جعل كُل شيء مُعقد.
راقبتُ خروج الممرضة بعيّنِ شاردة بينما أعود للصور ، سبب وجودي في المشفى الآن .. و ذكرياتي عن هذا اليوم ضبابيّة و مُبهمة هذا عدا جُرعة المُهدئات التي أخذتها فقط كيّ لا أصب بإنهيار عصبيّ آخر و الآن أنا مُستقرة.
أخبرتني الممرضة أنه جاء لزيارتي و أنه رُبما مازال بالمشفى ، عليّ إخباره أني أتذكر .. رُبما ليس كُل شيء و لكني تذكرتُ القليل و هذا تطور!
دلكتُ ُعنقي مراقبة الباب الزُجاجيّ و أنا حقاً أكره المشافي و أريدُ الخروج من هُنـا بأسرع وقت.

لقد توقفت بالخارج بيدى كوبآ من القهوة سيئة المذاقُ تِلك والتى لم أتوقف عن تناولها منذُ أن عدتُ لرشدى مِن جديدُ ، أقومُ بتأدية المهامُ الخاصة لهُ وبالمقابلُ يستمُر هو بساعدتها وعلاجِها ،الفترة السابقة أتيت لها لم أراها بعد منذُ أن أستعدت جزء من ذاكرتها ، كنتث أتى لها وأبقى بالخارج لاادلفُ لها إلا حينما تكون خالدة للنوم وأبقى معها حتى الصباح وبعدها أغادرُ واليوم حينما أتيت هى كانت مستيقظة كما أخبرتنى الممرضة ، لم ادلفُ لها بعد بل وقفت  بالخارج عاجزاً عن التنفس بمعنى الكلمة وشعرت بالكثير يتفاعل بداخلى ، أخبرتنى تلك الممرضة إنها تريدنى ولذا أغمضت عيناى بشدة لثوان محاولآ تهدأة ذاتى قبل أن أدلفُ إليها ، أغلقت تلك الممرضة الباب فورُ  دخولى لأقولُ ببطء خافت :

-لِونا؟!

ظللت واقفآ بمكانى محدقآ بها فحسب بلا تحدث قبل أن يستعب عقلى إنها تريدنى 
إنها ليست خائفة مِنى كالمرة السابقة
 هل تذكرتُ؟!
مئات الاسئلة بداخلى ولكن إجابتها مبهمة ، لذا تقدمت فحسب لمكانها ونظرت لها بذلك القرب لأقول ببطء:
-هل أنتى بخير؟ كي تشعرين الان؟.

نظرت لإبتسامتها تلك ألا يعنى ذلك أن كل شىء بخيُر وإنها تذكرتنى ، بقيت بمكانى قليلآ محدقآ بالمكان الخالى بجوارها على الفراش لأتحرك للجلوس بجوارها وأمسكت يدها ببطء ضاغطآ عليها قليلآ برفق سمعت ماتقوله لاتذكر الكثير ولكنها تتذكر شعورها تجاهى ، لاادرى هل ذلك يشكل فارقآ بما أشعر حياله الان أدرت رأسى للنظر لوجهها قليلآ بذلك القربُ لأقوُ وأنا أنظرُ بعيناها قليلآ:

-ماالذى تتذكرينهُ لونا ؟.

أنا أفقدُ كُل شىء تدريجيآ حتى هو يشعرُ بذلِك ، ويمنحنى فرصة أخيرة لأصلاح كل ذلك وإنقاذ مايمكن إنقاذه ، أفقت فقط من إفكارى تلك حينما إنفلتت يدها من يدى وأصبحت يدها تحيطنى ظللت لوهلة متسمرآ بمكانى دون إتخاذ أى رد فعل يذكرُ لثوان فحسب قبل  ان ارتمى بين ذراعيها كطفل وجد الأمان  أمسكت بها ووضعت رأسى على كتفها وضممتها الي بقوة قائلاً :

-وأنا أحبك للغاية لونا ، إشتقت لكِ للغاية.

لمساتها لى تروقنى تبدو مريحة رغمُ إننى لاأشعرُ بها ليس كما سبق ، وهذا مااقنعنى إنه بلفعل هناك الكثير قد تغيرُ ، حينما إبتعدتُ نظرُ لها قليلآ فحسبُ قبلُ أن أكملُ:

-المنزلُ...نعم ولِما لا ؟.

نهضت من فوق الفراش ومددتُ يدى لها لأتابعُ:

- هيا.

دلفت لتلك الغرفة وقد كان الممرضين يغادرون بعد ان وضعوها بفراشها ، وعلى الفراش الصغير ذلك يقبع أحد الاوغاد والثانى تم وضعه بغرفة العناية الخاصة بالصغار لإنه ضعيفآ للغاية ، جلست بجوارها على ذك المقعد المجاور للفراش وأنا امررُ يدى على رأسها برفقُ مُنتظرآ إفاقتها

لاادرى ماالذى يمكن فعله بمثل تلك الامور ، فلازالت إلى الان أحاول التفكير بكيف تزوجت وتلك المسئولية والان اجد ذاتى امام مسئولية أخرى زوجة وطفل لا بل إثنان ، أكاد أجزمُ أن ذلك هو جحيمى لما كنت أقترفهُ ، إنتقلت عينى للفراش حينما تململ ذلك الصغير به قبل أن أسمع صوتها لتنتقل عيناى إليها لأقول لها وأنا أبتسم:

-مرحبآ بكِ بعالم الإحياءُ مِن جديدُ.

أمسحُ ذلك العرق عن وجهها برفق وتابعت:

-أحدهم يقبعُ بجوارك وبالمناسبة فهو يبدو فاتنآ للغاية مثلُ والدته ، والاخرُ بغرفة العناية وحينما يغدو بخير سيجلبوه لنا.

-بحق الجحيم ماالداعى للبكاء الان؟.

قلتها لها بضيق وانتقلت للجهة الاخرى لانظر لها وقلت:

-وكيف لى ان اعلم لونا ، الطبيب قال اثنان وانتى تقولين واحدآ ايهم الاصدق بحق؟.

صمتت مع ماتقوله لاتريده لأقول:

-لايمكننا إعادته من جديد بأى حالُ لِذا علينا إعتياد ذلك.

امسح دموعها تلك عن وجهها برفق وقلت وانا ابتسم:

-أخبرتينى إنه وغدآ واحدآ وكنت بدءت اعتاد على ذلك الان أصبحو اثنان وطفلة صغيرة تبكى كلما تحدثنا .

إتشعت عينى بدهشة وانا اشير لها علىى اتى وقلت:

-أنا ! .

اتابع مدافعآ عن ذاتى:

-أنتِ تظلمينى بالمناسبة لازالت احاول تجاوز صدمة وجود طفلين.

صاحت بوجهى لاقول لها:

-وماالذى فعلته لم اخبرهم ان يضعوه هو من ظهر هكذا .

لاادرى اى غباء اقوله ولكنى لم اتجاوز ذلك الامر بعد وحينما تسائلت عن الطفل قلت بتوجس:

-صبى. ولكنه ليس أكيدآ لإنه قد يأتون ويقولون لى إنها فتاة وتصيحين بوجهى من جديد

أراقب شبح إبتسامة على وجهها لإبتسم وتابعت:

-صبى وهذا يعنى إنك تريدين تربيتى وبشدة لتجلبين لى طفلين وفتيان إيضآ.

-بلطبع لقد تأقلمت على تواجد وغدآ أخر غيرى ليس إثنان.

قلتها بضجر  ومن جديد تعاود البكاء لإضرب جبهتى بيدى وقلت بيأس:

-بحقك لونا .

انا لم اكن اريد اطفال وذلك الامر الذى لم اصرح لها به ، لااريد اطفال ولم اكن اخطط لتواجد اطفال بحياتى والان هى تندب حظها يتبقى القليل وتقول لى اننى السبب بالحرب العالمية الثالنية انتقل بجوارها للفراش لامرر يدى على شعرها برفق وقلت:

-حسنآ لدى حلآ لذلك نقوم بإستبداله بفتاة  مارأيكِ ؟.