His Majesty's Theatre
4 مشترك
رد: His Majesty's Theatre
من طرف Yvette H.Hoult 22/11/2017, 3:41 am
كُنتُ بغرفة الملابس أتحضر للعرض، أخبرتهم بأن لديّ ضيف سيأتي و تركتُ لهم إسم إيوان إن جـاء لأن القاعة محجوزةِ بأكملها من قِبل النُقاد في المقام الأول ثمَ المُتفرجون.
شعري مرفوع و عينيّ مرسومتان بلون أزرق فاتح لامع و أرتدي ثوب أبيض خـاص بالعرض.
- عشرة دقائق إيفيت. -
نهضتُ من مكاني لأرتدي حذاء الرقص و أتجه للكواليس و أقف وراء الستارة المُسدلة بإنتظار إشارة البدأ. المسرح كـان مُظلماً و عِندما رُفع الستار كـان هُناكَ أضواءاً زرقاءِ تأتي من أسفل المسرح لتجعل ثوبي الأبيض بلونِ أزرق، رفعتُ يديّ لأقصى مدى و على أطراف أصابعي و أبدأ بالرقص، أرفع ساقي و يدخل شريكي بالرقص ليرفعني من خصري و نُكمل الرقصة بتوترِ يليق بالمشهد الذي يُحكى، فـ هيَّ تُحبه و لكنها خائفة و هو قاسِ.
كـانت ملامحي تعكس الحالة النفسيّة للبطلة، لم أكن أبتسم الإبتسامة المًصطنعة الخاصة بالراقصات. و مددتُ ساقي أمامي لأدور حول نفسي في دوائر واسعة، أدور و أدور أكثر من المفترض لـ يتوقف شريكي عن الرقص و يُحدق بي في ذهولِ ، دُرتُ تقريباً أكثر من ثلاثون مرة ليرتفع تصفيقً في مُنتصف العرض، قبل أن أسقط بحدةِ - ضِمن الرقصة - و تُظلم خشبة المسرح.
تعود الأضواء مُجدداً و هُنـاكَ عشرة راقصاتِ و راقصون، يتهامسون و يشيرون على البطلة التي ألعب دورها، أدور حول نفسي و أذهب لإحدهن لتقفز للخلف و تبتعد، أقف على أطراف أصابعي و أذهب لمُحادثةِ أحدهم لـ يقفز للوراء أيضاً.
أضم يديّ إليّ لأنكمش على نفسي و أرفع ساقاً واحدةِ بالهواء و أهبط بجسدي على أطراف قدماً واحدة بحركةِ شبه مُستحيلة، و أخفض ساقي بالتدريجِ و مازلت يدي مضمومتان إليّ على قلبي بألمِ.و ظلامِ.
تعود الأضواء و لكنها لم تعد زرقاءِ، أصبحت حمراءِ و إنعكس هذا على الثوب..
كـان هذا مشهد موتها، ساقيّ مُتقاطعتان و أنا أرفع ذراعيّ في دُعاءِ و ساقيّ تتحرك في خطواتِ مدروسةِ لأثني جذعي و أميلُ للوراء و تلمس يدي الأرض لتخفت الموسيقى و جسدي يهبط شيئاً فـ شيء حتى لمس ظهري أرضية المسرح و تُظلم خشبة المسرح.
كـان صدري يعلو و يهبط و أنا أحدق بسقف المسرح المُرصع بكـاشافت الضوء المُطفأة قبل أن أعتدل و أنهض من مكاني عائدةِ للكواليس و التصفيق يصل لأذنيّ بوضوحِ
أذهب للغرفة الخاصة بي لأغلق الباب وراءي و أبدل ملابسي و أجلس أمام المزينة أراقب وجهي و الزينة عليّه. لأمسك بـ ربطة شعري و أجذبها ببطءِ ليسقط شعري على وجهي و أتنفس بعُمقِ لأبدأ بإزالة المساحيق.
شعري مرفوع و عينيّ مرسومتان بلون أزرق فاتح لامع و أرتدي ثوب أبيض خـاص بالعرض.
- عشرة دقائق إيفيت. -
نهضتُ من مكاني لأرتدي حذاء الرقص و أتجه للكواليس و أقف وراء الستارة المُسدلة بإنتظار إشارة البدأ. المسرح كـان مُظلماً و عِندما رُفع الستار كـان هُناكَ أضواءاً زرقاءِ تأتي من أسفل المسرح لتجعل ثوبي الأبيض بلونِ أزرق، رفعتُ يديّ لأقصى مدى و على أطراف أصابعي و أبدأ بالرقص، أرفع ساقي و يدخل شريكي بالرقص ليرفعني من خصري و نُكمل الرقصة بتوترِ يليق بالمشهد الذي يُحكى، فـ هيَّ تُحبه و لكنها خائفة و هو قاسِ.
كـانت ملامحي تعكس الحالة النفسيّة للبطلة، لم أكن أبتسم الإبتسامة المًصطنعة الخاصة بالراقصات. و مددتُ ساقي أمامي لأدور حول نفسي في دوائر واسعة، أدور و أدور أكثر من المفترض لـ يتوقف شريكي عن الرقص و يُحدق بي في ذهولِ ، دُرتُ تقريباً أكثر من ثلاثون مرة ليرتفع تصفيقً في مُنتصف العرض، قبل أن أسقط بحدةِ - ضِمن الرقصة - و تُظلم خشبة المسرح.
تعود الأضواء مُجدداً و هُنـاكَ عشرة راقصاتِ و راقصون، يتهامسون و يشيرون على البطلة التي ألعب دورها، أدور حول نفسي و أذهب لإحدهن لتقفز للخلف و تبتعد، أقف على أطراف أصابعي و أذهب لمُحادثةِ أحدهم لـ يقفز للوراء أيضاً.
أضم يديّ إليّ لأنكمش على نفسي و أرفع ساقاً واحدةِ بالهواء و أهبط بجسدي على أطراف قدماً واحدة بحركةِ شبه مُستحيلة، و أخفض ساقي بالتدريجِ و مازلت يدي مضمومتان إليّ على قلبي بألمِ.و ظلامِ.
تعود الأضواء و لكنها لم تعد زرقاءِ، أصبحت حمراءِ و إنعكس هذا على الثوب..
كـان هذا مشهد موتها، ساقيّ مُتقاطعتان و أنا أرفع ذراعيّ في دُعاءِ و ساقيّ تتحرك في خطواتِ مدروسةِ لأثني جذعي و أميلُ للوراء و تلمس يدي الأرض لتخفت الموسيقى و جسدي يهبط شيئاً فـ شيء حتى لمس ظهري أرضية المسرح و تُظلم خشبة المسرح.
كـان صدري يعلو و يهبط و أنا أحدق بسقف المسرح المُرصع بكـاشافت الضوء المُطفأة قبل أن أعتدل و أنهض من مكاني عائدةِ للكواليس و التصفيق يصل لأذنيّ بوضوحِ
أذهب للغرفة الخاصة بي لأغلق الباب وراءي و أبدل ملابسي و أجلس أمام المزينة أراقب وجهي و الزينة عليّه. لأمسك بـ ربطة شعري و أجذبها ببطءِ ليسقط شعري على وجهي و أتنفس بعُمقِ لأبدأ بإزالة المساحيق.
Yvette H.Hoult- High authorities families
- location : Paris - Kyiv
Nationality : French
رد: His Majesty's Theatre
من طرف Ewan J. Hoult 22/11/2017, 6:36 pm
وصلت بالفعل قبل بداية العرض، كنت بعثت لها بالفعل باقة من الزهور البيضاءِ قبل دخولي، ولأن الإجتماع إنتهى بنتائجِ مبشرة لذا لم أر سببًا لعدم الحضور، وهو أمر لم أندم عليه، فأدائها كان مميزًا.
صفقت بوقارِ مع إسدال الستار ثم نهضت لأغلق زر البذلة وطلبت من أحد العاملين بالمكانِ إخبارها بتواجدي، فلن أتجه إلى غرفتها بالطبع لأن المكان يعج بالصحفيين.
صفقت بوقارِ مع إسدال الستار ثم نهضت لأغلق زر البذلة وطلبت من أحد العاملين بالمكانِ إخبارها بتواجدي، فلن أتجه إلى غرفتها بالطبع لأن المكان يعج بالصحفيين.
Ewan J. Hoult- High Official
-
location : Ukrania
Nationality : Ukranian
رد: His Majesty's Theatre
من طرف Yvette H.Hoult 22/11/2017, 6:50 pm
أعلمني أحد العاملين بوجوده و كُنتُ قد أنهيّتُ تبديل ملابسي بالفعل. إرتديتُ قُبعة و معطفي لأخفي وجهي و أخرج لحيّث مكان لأمسك بيده و أقوده للخارج بصمتِ و هدوءِ كيّ لا تلتقطني أعيّن الصحفيين أو النُقاد المتواجدين، و مـا أصبحنا بالخارج حتى أخذتُ نفساً عميق و نزعتُ القُبعة لأقول:
- لم أكن مُتأكدةِ أنكَ ستأتي.
- لم أكن مُتأكدةِ أنكَ ستأتي.
Yvette H.Hoult- High authorities families
- location : Paris - Kyiv
Nationality : French
رد: His Majesty's Theatre
من طرف Ewan J. Hoult 22/11/2017, 7:20 pm
خصلات شعرها المميزة هي التي جعلتني أتعرف عليها، ما إن أصبحنا بالخارجِ حتى قلت متسائلًا بهدوءِ :
" لماذا؟ لأجل الإجتماع. لا يجب عليكِ الإبتعاد مُجددًا عن العروض، لديكِ هالة متفردة بنوعها =
" لماذا؟ لأجل الإجتماع. لا يجب عليكِ الإبتعاد مُجددًا عن العروض، لديكِ هالة متفردة بنوعها =
Ewan J. Hoult- High Official
-
location : Ukrania
Nationality : Ukranian
رد: His Majesty's Theatre
من طرف Yvette H.Hoult 22/11/2017, 7:28 pm
حركتُ القُبعة بيدي لأقول:
- لا ليس من أجل الإجتماع و لكنكَ رجُلاً مشغول.
إبتسمتُ و أنا أنظرُ إليّه.
- راقكَ العرض؟ أتمنى أن يكتب النُقاد شيئاً جيّداً بشأني، لم يكونوا هيّنين معي.
أثني القُبعة قليلاً و أحركها في حركاتِ متوترة بعض الشيء لآخذ نفسٌ عميق.
- سِّرْ معي قليلاً.
- لا ليس من أجل الإجتماع و لكنكَ رجُلاً مشغول.
إبتسمتُ و أنا أنظرُ إليّه.
- راقكَ العرض؟ أتمنى أن يكتب النُقاد شيئاً جيّداً بشأني، لم يكونوا هيّنين معي.
أثني القُبعة قليلاً و أحركها في حركاتِ متوترة بعض الشيء لآخذ نفسٌ عميق.
- سِّرْ معي قليلاً.
Yvette H.Hoult- High authorities families
- location : Paris - Kyiv
Nationality : French
رد: His Majesty's Theatre
من طرف Ewan J. Hoult 22/11/2017, 7:42 pm
أجيب وأنا أتحرك معها بالفعلِ :
" أعجبني بالفعلِ، وما المشكلة مع النقاد تحديدًا؟ العرض كان راقي، ممتعًا ومؤثرًا، حتى أنا ليس لدي خبرة فنية كثيرًا ولكني لا أتهاون برأيي أبدًا =
ثم علقت على أمرِ الإنشغال :
" هناك تغيير وزاري بأوكرانيا الفترة القادمة، لذا من يعلم، رُبما لن أظل منشغلًا بعدها =
" أعجبني بالفعلِ، وما المشكلة مع النقاد تحديدًا؟ العرض كان راقي، ممتعًا ومؤثرًا، حتى أنا ليس لدي خبرة فنية كثيرًا ولكني لا أتهاون برأيي أبدًا =
ثم علقت على أمرِ الإنشغال :
" هناك تغيير وزاري بأوكرانيا الفترة القادمة، لذا من يعلم، رُبما لن أظل منشغلًا بعدها =
Ewan J. Hoult- High Official
-
location : Ukrania
Nationality : Ukranian
رد: His Majesty's Theatre
من طرف Yvette H.Hoult 22/11/2017, 7:50 pm
- لم أرقص البالييه مُنذ فترة، إتجهتُ للرقص الحديث، الإيقاعيّ و اللاتيني.. لذلك لا أعرف مـا سيكون نقدهم، هذا أول عرضاً لي منذ خمس سنواتِ.
سِرتُ معه و قد أدخلتُ يديّ بجيبيّ معطفي و أنظر له بعد حديثه عن التغيير الوزاريّ.
- هل تُريد أنت ترك الوزارة؟ لأن لا أظن أنهم سيقومون بتغييركَ بأيّ وقت قريب.
سِرتُ معه و قد أدخلتُ يديّ بجيبيّ معطفي و أنظر له بعد حديثه عن التغيير الوزاريّ.
- هل تُريد أنت ترك الوزارة؟ لأن لا أظن أنهم سيقومون بتغييركَ بأيّ وقت قريب.
Yvette H.Hoult- High authorities families
- location : Paris - Kyiv
Nationality : French
رد: His Majesty's Theatre
من طرف Ewan J. Hoult 22/11/2017, 8:10 pm
" لا أظن أنهم سيجدوا ما ينقدونه! العرض كان متكامل، على رغم أن لم يكن هناك داع لموتها بالنهاية، الحياة لا تحتاج المزيد من النهايات السوداوية =
جعلتها على الطرف الداخلي من الرصيف الذي نسير عليه مع مرورنا ببعض الشبان ليصبحوا على جانبي أنا :
" تلك الأمور ليست متوقعة دائمًا =
جعلتها على الطرف الداخلي من الرصيف الذي نسير عليه مع مرورنا ببعض الشبان ليصبحوا على جانبي أنا :
" تلك الأمور ليست متوقعة دائمًا =
Ewan J. Hoult- High Official
-
location : Ukrania
Nationality : Ukranian
رد: His Majesty's Theatre
من طرف Yvette H.Hoult 22/11/2017, 10:17 pm
ضحكتُ لأحرك شعري وراء أذني:
- إرتبطَ الفن دائماً بالحُزن، فـ أعظم القصص في التاريخ ذات نهايات مأساويّة كـ روميو و جولييت. من الحُزن يولد الفن. إدجار آلن بو كـان أكثر الشُعراء حُزناً و أكثرهم شُهرةِ بوقته. فيفالدي عندما قام بتأليف أجمل مقطوعات الكمان كـان مُكتئباً و مُنعزلاً. فان غوخ لم يصل لـ كامل إبداعه سوى بالمُعاناة.
كُنتُ مُندمجةِ بالحديث قبل أن أشعر بحركته لأنظر له و لمن مروا من جوارنا لأبتسم و أصمتُ
- نعم و لكنكَ لم تجبني، أ تُريد أنتَ ترك الوزارة؟
- إرتبطَ الفن دائماً بالحُزن، فـ أعظم القصص في التاريخ ذات نهايات مأساويّة كـ روميو و جولييت. من الحُزن يولد الفن. إدجار آلن بو كـان أكثر الشُعراء حُزناً و أكثرهم شُهرةِ بوقته. فيفالدي عندما قام بتأليف أجمل مقطوعات الكمان كـان مُكتئباً و مُنعزلاً. فان غوخ لم يصل لـ كامل إبداعه سوى بالمُعاناة.
كُنتُ مُندمجةِ بالحديث قبل أن أشعر بحركته لأنظر له و لمن مروا من جوارنا لأبتسم و أصمتُ
- نعم و لكنكَ لم تجبني، أ تُريد أنتَ ترك الوزارة؟
Yvette H.Hoult- High authorities families
- location : Paris - Kyiv
Nationality : French
رد: His Majesty's Theatre
من طرف Ewan J. Hoult 22/11/2017, 11:21 pm
" وجهة نظر لا أستطيع معارضتها! =
قلتها وقد إرتسمت إبتسامة جانبية على وجهي تهدأ تدريجيًا، أقول وأنا أعبر معها الطريق :
" لم أحسم قراري بعد، لكني لن أنتظر قرار الإعفاء إن شعرت بإقترابه =
قلتها وقد إرتسمت إبتسامة جانبية على وجهي تهدأ تدريجيًا، أقول وأنا أعبر معها الطريق :
" لم أحسم قراري بعد، لكني لن أنتظر قرار الإعفاء إن شعرت بإقترابه =
Ewan J. Hoult- High Official
-
location : Ukrania
Nationality : Ukranian
رد: His Majesty's Theatre
من طرف Louisiana A.Ezra 5/5/2022, 4:52 am
سقطت مُجددًا، وبتلك المرحلة لم أعُد أعلم إن كانت المُشكلة من شريكي فعلاً ام هيَ أنا وحسب.
بينما أعتدل إلتقت عيناي بالسيد مانويل الذي عقدت ذراعيه أمامه وتلوَّت شفتاه بعدم رضا، لأزفر بقوَّة وأمسح بيداي على وجهي بينما تصلني الهمسات من باقي الفريق حولي. قبل ابتعادي لشرب بعض المياه لمحته يُدلِّك عنقه ويهز رأسه دون معنى، وبعد لحظات أتى صوته من جواري وقد استند بيده على المنضدة التي تراصت عليها الزجاجات البلاستيكيّة ومال بجذعه ليتمكن من النظر إليّ بشكلٍ أفضل:
<ما الخطب؟>
هززت كتفاي بصمت. حقًا لم أعُد أملك إجابة لسؤالٍ كهذا، ولا حتى واحدة نافيَة.
تنهدت واعتدل واقفًا:
<يكفي هذا لليوم. سنُتابع غدًا. فلتنالي قسطًا جيّدًا من الراحة الليلة، إن استمر الحال على ما هو عليه غدًا قد أضطر للقيام ببضع تغييرات لن تروق كلانا.>
لم أُبدِ رَد فعلٍ للوهلة الأولى.
الحق يُقال، لقد كان صبورًا معي بما يكفي. والعَرض اقترب وهذا سبب انتقال التدريبات لخشبة المسرح.
<حسنًا، أجل.. شُكرًا.>
أغلقت غطاء الزجاجة واتجهت لغرفة تغيير الملابس، بطريقي فككت شعري ودلّكت عنقي بإرهاق..
يوم لطيف
يوم لطيف
يوم لطيف!
لم أُبالِ بالاغتسال، أفعل هذا عِندما أعود للمنزل، فقد أصبحت بهذا الارتياب مؤخرًا فحسب بعد خروج بضع صور غير مرغوبٍ بها بالفترة الأخيرة. ارتديت سترة رياضيَّة وأخرجت حقيبتي من الخزانة ومع إغلاقها استقرت جبهتي لبابها، ثم بدأت بطرق رأسي مراتٍ متتاليَة، أوقفتها رنة هاتفي بوصول رسالةٍ نصيَّة لتظل رأسي مكانها لدقيقة..
لا أظنني أرغب في الاطلاع على هذا..
خاصة إن كانت من العائلة، أحد قرر أن يتفقد حالي، مُجددًا!
أسكن وحدي الآن بسبب بُعد المسافة بين القصر والمسرح لذا التواصل غالبًا ما يتم من خلال الهاتف.. وأفتقد جوست.
بالنهاية انتصر فضولي، وأخرجت الهاتف، سأتفقد النص دون فتحها، لا بأس بهذا فـ..
ماذا الآن؟!
إنعقد حاجبيّ بشكلٍ سيء، قبل أن تلين ملامحي بصدمة لم تستمر سوى لثوانٍ، ثم انفجرت ضاحكة..
إن كان هو.. إن كان هو فعلاً، فأجل، كانت تنقصني تلك اللمسَة.
الرسالة ذكرتني بالاكتشاف المُهين الذي توصلت له منذ شهرين، أم كانوا ثلاث؟ الآن أستعيد نوبة الغضب مُجددًا وأظن أن عليّ أن أكون شاكرة لتلك الرسالة لتوليدها شعورٌ ما مُختلف عن خواء الفترة الماضيَة. يبدو كهدف جيّد لصب عليه غضبي، رُبما مُحاولة إيلامه؟ لكن إن كان الشخص ذاته فلا أظن أن أيًا من هؤلاء قد يُفلح معه. ما فعله جعلني أتأكدت من أني كنت الغبية الخرقاء بتلك الليلة.. لم أستحق شيئًا كهذا! كان بإمكانه الرفض! لم يكُن ليُسعدني هذا لكني كنت لأحترم وضوحه، كما أنهُ لم يبدُ كشخصٍ قد يجد صعوبة في رفض أي شيء حتى من مبدأ المُجاملة أو.. أيًا يكُن!
لا أعلم متى جلست أو تسارعت أنفاسي إنفعالاً ولكني بدأت مُحاولات تنظيمها، وفتحت الرسالة، ولم أفكر مرتين في ما كتبته قبل إرسالها سواء كان هو أم لا..
<لا، لا أملك ذكريات جيّدة بهذا المكان. أ فعلت أنت؟>
بينما أعتدل إلتقت عيناي بالسيد مانويل الذي عقدت ذراعيه أمامه وتلوَّت شفتاه بعدم رضا، لأزفر بقوَّة وأمسح بيداي على وجهي بينما تصلني الهمسات من باقي الفريق حولي. قبل ابتعادي لشرب بعض المياه لمحته يُدلِّك عنقه ويهز رأسه دون معنى، وبعد لحظات أتى صوته من جواري وقد استند بيده على المنضدة التي تراصت عليها الزجاجات البلاستيكيّة ومال بجذعه ليتمكن من النظر إليّ بشكلٍ أفضل:
<ما الخطب؟>
هززت كتفاي بصمت. حقًا لم أعُد أملك إجابة لسؤالٍ كهذا، ولا حتى واحدة نافيَة.
تنهدت واعتدل واقفًا:
<يكفي هذا لليوم. سنُتابع غدًا. فلتنالي قسطًا جيّدًا من الراحة الليلة، إن استمر الحال على ما هو عليه غدًا قد أضطر للقيام ببضع تغييرات لن تروق كلانا.>
لم أُبدِ رَد فعلٍ للوهلة الأولى.
الحق يُقال، لقد كان صبورًا معي بما يكفي. والعَرض اقترب وهذا سبب انتقال التدريبات لخشبة المسرح.
<حسنًا، أجل.. شُكرًا.>
أغلقت غطاء الزجاجة واتجهت لغرفة تغيير الملابس، بطريقي فككت شعري ودلّكت عنقي بإرهاق..
يوم لطيف
يوم لطيف
يوم لطيف!
لم أُبالِ بالاغتسال، أفعل هذا عِندما أعود للمنزل، فقد أصبحت بهذا الارتياب مؤخرًا فحسب بعد خروج بضع صور غير مرغوبٍ بها بالفترة الأخيرة. ارتديت سترة رياضيَّة وأخرجت حقيبتي من الخزانة ومع إغلاقها استقرت جبهتي لبابها، ثم بدأت بطرق رأسي مراتٍ متتاليَة، أوقفتها رنة هاتفي بوصول رسالةٍ نصيَّة لتظل رأسي مكانها لدقيقة..
لا أظنني أرغب في الاطلاع على هذا..
خاصة إن كانت من العائلة، أحد قرر أن يتفقد حالي، مُجددًا!
أسكن وحدي الآن بسبب بُعد المسافة بين القصر والمسرح لذا التواصل غالبًا ما يتم من خلال الهاتف.. وأفتقد جوست.
بالنهاية انتصر فضولي، وأخرجت الهاتف، سأتفقد النص دون فتحها، لا بأس بهذا فـ..
ماذا الآن؟!
إنعقد حاجبيّ بشكلٍ سيء، قبل أن تلين ملامحي بصدمة لم تستمر سوى لثوانٍ، ثم انفجرت ضاحكة..
إن كان هو.. إن كان هو فعلاً، فأجل، كانت تنقصني تلك اللمسَة.
الرسالة ذكرتني بالاكتشاف المُهين الذي توصلت له منذ شهرين، أم كانوا ثلاث؟ الآن أستعيد نوبة الغضب مُجددًا وأظن أن عليّ أن أكون شاكرة لتلك الرسالة لتوليدها شعورٌ ما مُختلف عن خواء الفترة الماضيَة. يبدو كهدف جيّد لصب عليه غضبي، رُبما مُحاولة إيلامه؟ لكن إن كان الشخص ذاته فلا أظن أن أيًا من هؤلاء قد يُفلح معه. ما فعله جعلني أتأكدت من أني كنت الغبية الخرقاء بتلك الليلة.. لم أستحق شيئًا كهذا! كان بإمكانه الرفض! لم يكُن ليُسعدني هذا لكني كنت لأحترم وضوحه، كما أنهُ لم يبدُ كشخصٍ قد يجد صعوبة في رفض أي شيء حتى من مبدأ المُجاملة أو.. أيًا يكُن!
لا أعلم متى جلست أو تسارعت أنفاسي إنفعالاً ولكني بدأت مُحاولات تنظيمها، وفتحت الرسالة، ولم أفكر مرتين في ما كتبته قبل إرسالها سواء كان هو أم لا..
<لا، لا أملك ذكريات جيّدة بهذا المكان. أ فعلت أنت؟>
Louisiana A.Ezra- Nationality : French/ English/ Italian
رد: His Majesty's Theatre
من طرف Louisiana A.Ezra 6/5/2022, 6:08 am
رغبت في إلقاء الهاتف ليتهشَّم بأقرَب جِدار، ثم قررت أن.. لا، الهاتف ثمين. سأتجاهله فحسب. كان عليّ فِعل هذا منذ البداية!
ما الذي..
يريده..
حدقت بالإضافة التي تلتها، حدقت حتى لم أنتبه إلى أنهُ أرسَل شيئًا بعدها للوهلة الأولى.
المنطق يقول أنهُ كان ينبغي عليّ تجاهله منذ البداية، والآن وقد تأكدت، لا يجدُر بي مُتابعة تلك المُحادثة..
أشعُر بالغضب، والضيق، والإهانة، و.. شيء آخر يمنعني من دَس الهاتف بجيبي أخذ حقيبتي والرحيل ونسيان اليوم بأكمله.. يمنعني من التوقف العَودة بعيناي لـ "أمام مدخَل.."
خفضت نظري لما يليها..
"إن كان يزعجكِ" جعلتني أهز رأسي دون معنى.. أوليس استخفاف العام!
شيء بهذا حتمًا يُزعجني، لكن الصوت برأسي يهمس بأني أبالغ، وأني أريد فقط صَب الجُعبة التي أحملها بشيء ما، شخص ما، وهو توقيته أتى مثاليًا أكثر مما ينبغي..
رفعت ساقاي لطرف المقعد لأضم ركبتاي إليّ وفوقهما استقر ذراعاي، وبالنهاية نقرت فوق الشاشة:
<تحدَّث.>
جززت أسناني
<لكن ما الذي يُمكن التحدث به إن كنت لا تعي سبب مُحادثتك إياي الآن من الأساس؟ آمل ألا تتوقع مني مُسامحتك بأي وقت قريب. لم تعتذر حتى.>
زفرت وأضفت
<ولازلت مدين لي باعتراف.>
ما الذي..
يريده..
حدقت بالإضافة التي تلتها، حدقت حتى لم أنتبه إلى أنهُ أرسَل شيئًا بعدها للوهلة الأولى.
المنطق يقول أنهُ كان ينبغي عليّ تجاهله منذ البداية، والآن وقد تأكدت، لا يجدُر بي مُتابعة تلك المُحادثة..
أشعُر بالغضب، والضيق، والإهانة، و.. شيء آخر يمنعني من دَس الهاتف بجيبي أخذ حقيبتي والرحيل ونسيان اليوم بأكمله.. يمنعني من التوقف العَودة بعيناي لـ "أمام مدخَل.."
خفضت نظري لما يليها..
"إن كان يزعجكِ" جعلتني أهز رأسي دون معنى.. أوليس استخفاف العام!
شيء بهذا حتمًا يُزعجني، لكن الصوت برأسي يهمس بأني أبالغ، وأني أريد فقط صَب الجُعبة التي أحملها بشيء ما، شخص ما، وهو توقيته أتى مثاليًا أكثر مما ينبغي..
رفعت ساقاي لطرف المقعد لأضم ركبتاي إليّ وفوقهما استقر ذراعاي، وبالنهاية نقرت فوق الشاشة:
<تحدَّث.>
جززت أسناني
<لكن ما الذي يُمكن التحدث به إن كنت لا تعي سبب مُحادثتك إياي الآن من الأساس؟ آمل ألا تتوقع مني مُسامحتك بأي وقت قريب. لم تعتذر حتى.>
زفرت وأضفت
<ولازلت مدين لي باعتراف.>
Louisiana A.Ezra- Nationality : French/ English/ Italian
رد: His Majesty's Theatre
من طرف Louisiana A.Ezra 8/5/2022, 4:31 am
ظللت أحدق بالرسالة الأولى بعدم استيعاب، ودون قراءة الباقي أغلقت البرنامج وقمت بفتح آخر لطلب سيارة لتقلني.
إن لم تكُن تلك الإجابة تحمل رسالة واضحة عَن مدى خطأ تلك المُحادثة من الأساس، فلا أعلم ما الذي عليه أن يفعل.
كنت قد ارتديت السترة بالفعل لأني بدأت أشعُر بالبرد وأعلم أنهُ لم يكن بسبب المناخ، وأخذت حقيبتي لأغادر المسرح لحيث السيارة التي كانت قد وصلت بالفعل.
صعدت وأغلقت بابها خلفي ليبتعد بي السائق عَن المكان وأزفر بقوَّة وأدلك عيناي مميلة للأمام..
ما الذي فعلته بحياتي؟ ماذا؟ أعلم أن أغلب السيناريوهات لا تُنصف الشقراء الثريَّة بأي شكلٍ من الأشكال، وفي المُقابل لم أكُن ملاكًا طوال حياتي بدوري، ولكني أيضًا لم أفعل ما أستحق به كُل.. هذا..
هدأت أنفاسي، رُبما أكثر مما ينبغي، حين شَرد عقلي لذكرى بعينها.. وكأنهُ يُجيب النقطة الأخيرة، و.. استحق.
إرتخى كتفاي، تنفست بعُمق، وأغمضت عيناي لدقيقة. حين فتحتهما أخرجت الهاتف لأعيد فتح محادثتي معه.. تمُر عيناي على السطور الأخيرة بينما أغطي فمي بباطن يدي.
قررت تجاهل الرسالة الاستفزازيَّة الأولى.. نوعًا.. لأني أجبت سؤاله:
<عدا استمراري -لسببٍ لا يعلمه إلا الله- في مُحادثة شخصًا لا يشعُر بالندم لخداعه إياي ولا يعني له ضيقي من الأمر شيئًا.. بديعة! شكرًا لسؤالك.>
ما تلا هذا أخذ مني ثوانٍ لمُعالجته أولاً بتقطيبة خفيفة.. لم يُحادث أحدًا منذ فترة وحين قرر أن يفعل، فتح حديثًا مع فتاة خدعها منذ أشهر؟ إنهُ.. أغرب مما ظننت، لكن نهاية رسالته تُفسر الكثير..
<ما الذي منعك من التحدث لأحد لتلك الدرجة؟>
Louisiana A.Ezra- Nationality : French/ English/ Italian
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى