Beyond the fence

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

Beyond the fence Empty Beyond the fence

مُساهمة من طرف RED 23/11/2017, 6:24 pm

Beyond the fence Mummified-climber-562883
RED
RED
Admin
Admin


https://re-life.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Beyond the fence Empty رد: Beyond the fence

مُساهمة من طرف Liara Sullivan 1/12/2022, 10:41 pm

ركعت على رُكبتيّ و أنا أضغط بكِلا يديّ على جرحِ عميق بمعدة دوركَـاس. لكني لا أستطيع وقف النزيف و الدماء تظل تعبر ما بين أصابعي. كُل هذه الدماء..
أصابعي مرتجفةِ و جسدي يرتعد من البرد،، أصبت بخدوشِ عديدة لكن لا شيءِ خطير.
( إصمدي قليلاً، قليلاً فحسب .. الإنقاذ قادم. )
بحثت بيدي الحُرة عن هاتفي لتُضيء شاشته و أنظر للوقت، لازال هناكَ ساعاتِ على الفجر و لن يأتوا قبلها، هي لن تصمد ساعات..
نظرت لها بأعين تختزن دموعاً و لكن ماذا سأخبرها؟
( لارا، كلانا يعلم أني لن أنجو. )
أعدت هاتفي لجيبي و قلت و أنا أمسح وجهي بساعدي و اعود للضغط على الجرح، الدماء تلوث الثلوج البيضاء بسرعةِ مخيفةِ، كُل شيءِ أصبح لونه قانِ حولي..
( لا أعلم ماذا ظننت.. أنا خائفة. سأموت هنا بهذا المكان الحقير و كُل هذا لأني كنت جشعة. هذا.. هذا عقابي. )
حركت قدمي بعصبية و قلتُ برجاءِ.
( وفري طاقتكِ، يُمكننا النجاة سوياً. )
ضحكت بسخريّة و إندفعت الدماء من شفتيّها بعُنفِ
( لا. )
دفعتني عنها بيدِ ضعيفةِ:
( إذهبي، عليكِ العودة.. الآن. )
هَززت رأسي بعُنفِ و لا.. لن أتركها! إن فعلت فهكذا سأكون أقتلها أيضاً. زاغت عيناها لأرمقها بفزعِ و أربت على وجهها:
( دوركَاس.. لا! دوركَاس!! )
هَززتها بقوة و لكن..، و لكنها لم تعد تتنفس!
وضعت كلتا يديّ على فمي لأكتم صرختي و بدأت ببكاءِ عنيفِ. هذه الوفاة الكم للآن؟
بقيّت جوارها، بقيّت بمكاني لمدةِ طويلة. نهضت بملابس متسخةِ ملوثة بدماءِ كثيرةِ، حتى أطراف شعري كانت ملوثةِ، أشعر بالقذارة..برائحة الدماء، أسفل أظافري، خَلف أهدابي..
دماءِ و يأسِ..
نهضت من مكاني أخيراً لأتفقد سلاحي، معي طلقة واحدة. فقدت القوس بمكانِ مـا. الأسوء حدث. بدأ من بالمكان مهاجمة بعضهم، و كأن هذا لم يكن كابوسٍ كما هو. أول شيءِ كان صراخِ بمنتصف الليل ثُمَ بدأت موجة القتل. الجميع يريد الرحيل و بوابة الخروج تُصبح أقرب إن لم يكن هناكَ أحدِ لينجو سواكَ.
لا أعلم كم تبقى، لن أندهش إن كانوا أقل من أصابع اليد الواحدة! أو إن لم يبقى أحدِ.
نظرت لضوء المعتقل الذي يقبع على عدة أمتارِ من مكاني. أخذت خطوة، فالآخرى، قدميّ تنغرس بالجليد. تدفعني رغبةِ عميقةِ للنجاة. عليّ أن أنجو.. دون أن أتحول لحيوانِ مفترسِ. لازلت أستطيع النجاة، محتفظة بقليلِ من إتزاني من آدميتي.. قليلِ فحسب، خطوةِ، تتبعها آخرى.
توقفت خُطايّ لأنظر حولي، المكان مُعتم، لا يوجد حتى نجوم لتُضيء السماء! كيف هذا؟
قلت بصوت مسموعِ لا حياةِ به.
( حاول فعل شيءِ و ستندم. لازال لديّ طلقاتِ و أنا راميّة ماهرةِ. )
رَدّ عليّ الصمت و صوت الرياح التي تصرخ بأذنيّ. و من الظلام خرج وجه مرتعبِ
- لارا، لارا عليكِ إنقاذي.. إنهم يسعون خَلفي. )
ظلت ملامحي متجمدةِ، بلا تعابيرِ، بلا حياةِ ، نظرات مظلمةِ، بنفس الظلام حولنا. أرمق وجهه المرتعب و بيدِ ثابتة لم تتأثر بالبرد، الخوف، الإصابات، الجوع. رفعت سلاحي لأوجهه له و قلت بهدوءِ بارد.
( خطوةِ آخرى و سأطلق. )
كُنت جادةِ، نعم.. حتى الآن لم تتلوث يديّ لكني سأنجو.
مالم يحسب حِسابه أن الظلام، له رائحةِ، مِثل رائحة الدماء. يُمكنني معرفتها من على بُعد ميلِ. يُمكنني شَمّ الدماء على يديه، دماءِ ليست دماءه.. يُمكنني الشعور بقذارةِ روْحه. تُماثل قذارة مظاهرِنا الخارجيّة الآن
إختفى الرعب من على وجهه و إبتسم إبتسامة واسعة ليقف و يرفع يديه بعلامةِ إستسلام قبل أن يضحك بصوتِ عالِ، ضحكِ هيستيريّ.
- رائع، رائعة! أنتِ حقاً سليلةِ آل هاملتِون. لو لم أرى بعينيّ لما صدقت. )
أعاد يديه لجيبه و إختفت الإبتسامةِ ليقول بنبرة ناعمةِ تشبه الفحيح.
- مُحزن، ما حدث لدوركاس. كانت ساذجة. تُصدق أن هناكَ من قد يساعدها بالجحيم )
حرك رأسه بأسف و أكمل طريقه ليتحرك مسدسي معه دون أن أرمش بعيني حتى إختفى عن ناظريّ.
إهتزت ملامحي و إمتلئت عينيّ بدموعِ لكني رفعت بصري للسماء الصامتة الداكنة وكَأني.. كأني أنتظر.. شيئاً. أيّ شيءِ..
إنعقد حاجبيّ عندما وصلني صوت المروحيّة و عبرت من فوق رأسي متجهة لمبنى المعتقل لتتسع عينيّ و أركض.. أركض و كأن شياطين الجحيم بأكملها في أعقابي.
Liara Sullivan
Liara Sullivan

العقرب
Nationality : English

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى