Carrillo Leyva Mansion

من طرف **Ezequiel Carrillo Leyva** 29/3/2020, 7:04 pm

أجلس على طَرف الفِراش عَار الجِذع، أنظف المُسدس الذّهبيّ ذا العلامة المميزة للكارتِل، هُناكَ ندوبِ شَتى تُغطى صَدري و ظَهري، أغنيّة أسبانيّة تأتي من المَطبخ و لكن صوتِ مُتلاشِ يصلني من خِلال الباب المُغلق. هُناكَ صليباً فوق الفِراش ، جاء مع المَنزل و لم أقم بتحريكه من وَقتها.
رَكبت أجزاء المسدس و لَقمته بالرُصاص لأضعه بحزامِه و أنهض لأرتدي القَميص الأبيض المصنوع من القُطن الفَاخر، بينما أغلق أزرا الياقة رافعاً رأسي بعض الشيء، تَطرق إلسا الباب فأسمح لها بالدخول.
تَدخل و بعيناها فَخرِ بينما ترتدي الثوب الأسود و عِقداً من اللؤلؤ ضَيقاً على عُنقها الطويل و بمنتصفه تَميمة العَذراء، دُونَ حَديثاً تَدلف لتُمسك بالسُترة الرسميّة السوداء بحرصَ و تقثف خَلفي لتُساعدني بإرتداءها و عَيناها مُثبتةِ على عَينيّ في المرآة.
حركت أصابعها على كتفي و قالت:
-[ بيدرو إن كان مَعنا لكان فَخوراً بِكَ.
لَمْ أعلق و أنا أسحب رَبطة العُنق و أربطها، لا أحتاج فَخراً من ايّ نوع من أيّ أحد. هَذا لن يُعيد الموتى و لكن على الأقل سيكون مُسكناً طويل المَدى:
-[ و مَالينا؟
إنقبضت يدها على كَتفي و ظَلت صامتة ليخرج صوتها مُحمل بحُزنِ عميق:
-[ تشعر بالراحة.
نَظرةِ جانبية تِجاهها و أمسكت بيدها لأرفعها من فوق كتفي دُونَ أن أعلق و تَخطيتها مُغادراً الغُرفة لحيّث الجنازة بالخارج.

من طرف **Ezequiel Carrillo Leyva** 24/3/2022, 10:05 am

وضوعه على فراشِ بغُرفةِ شاغرةِ و وصول غريبِ للمنزل أثار بعضاً من التحركات و طلبتُ بوضوحِ ألا تَخرج أنتونيتا من غُرفتها و ألا تتدخل إلسا و لم تقم إحداهُن بمخالفة ما طَلبت لكني تلقيّتُ إعتراضاتِ طويلةِ من الأخيرة.
سحبتُ كُرسِياً لأجلس عليه بطريقةِ عكسيّة جِوار الفِراش. أنا لديّ فضولِ لمعرفة أسباب فِعله الإنتحاريّ. أ ظنّها بطولةِ؟ أم هو إختيارِ خاطئ أم كـان يعلم ما يفعل. لكنه إستطاع أن يتحمّل و هذا شيءِ احترمه.
نقر كورتِز الباب و نقى حَلقه.
- الطبيب خارج البلدة. أ توْد أن ننقله لمشفى؟. -
راودتني رغبةِ عميقةِ بتفريغ سلاحي برأسه لكني قُلتُ بهدوءِ:
[ و كيف ستقوم بتفسير إصابته؟ ]
-سنُلقيه على الباب و نَرحل، ليس و كأنها مهمةِ عويصة. -
[ نحنُ لا نحتاج أنظارِ علينا، خاصةً هذه الفترة. ]
لم يكن أمامي إختياراتِ كثيرةِ الآن لأن بحالته هذه فلا أظن أن أمامه كثيراً و يلحق بسان أمارو.
[ إستعدى آنّا ]
فغر فاهه و لم يتحرك من مكانه:
- و لكن يا رئيس.. سنيور كلايد..
[ أعلم وسأتعامل أنا مَعه. ]
زفر و نظرَ للمُصاب بنظراتِ قاتلةِ
- أمركَ يا رئيس.
راقبته يذهب ليستدعيها و أعلم أن كلايد لن يكون سعيداً. بأياً من هذا! لكن بنفس الوقت لا أظنه سيقوم بمُناقشتي كثيراً.

من طرف **Antónetta C.Fuentes** 24/3/2022, 10:29 am

جَلستُ أرضاً وَسط أوراقِ عديدةِ عليها رسوم تصويريّة أغلبها غير مُنتهي و هناكَ الكثير من أعمالِ قديمةِ تُغطي الجُدران. بينما هُناكَ بجانب الغُرفةِ منحوتةِ لا زِلت أعمّل عليها. فلأني ممنوعة بتاتاً من وضع قدمِ خارج المنزل إلا برفقة حراسةِ مُشددة و بأضيق الحدود فكان عليّ شَغل نفسي دائماً كيّ لا أفقد عقلي. و إلسا لا تُساعد كثيراً بأمور الوِحدة. و بعد موت مَالينا فلقد تضاعفت القيود عَليّ..
جمعتُ شعري لأرفعه و لكني سمعتُ صوتِ بالخارج لأنهض من جَلستي و أفتح الباب مِقداراً قليلاً لأنظر لما يحدث.. هناكَ شخصاً غريباً، و دِماء؟ مـاذا..يحدث.
[ لا تتركِ غُرفتكِ. ]
قالها إيزيكِل بنبرة قاطعةِ و أنا هَززتُ رأسي لكني لم اغلق الباب على الفور. أتمنى الا يكون أحدِ قد تأذى!
أغلقتُ الباب و عُدتُ لما أفعله دون تركيز فِعليّ. هناكَ أفكارِ قاتمة سبحت برأسي.. ماذا إن كان أحدِ من العائلةِ؟ هل حدث صِدامِ آخر؟ هل هُناكَ..موتى؟

نظرتُ تِجاه الباب عِند سماعي للطرق، فتحتُ ليُطالعني وَجه كورتِز و قال بحرجِ و تَردد كما لو كـان قاطعني عن شيءِ هام.
- آسف للغاية لإزعاجكِ. لكن الرئيس يُريدكِ. -
كُنت قلقة و هذا زَادني قلقاً لذا شِبه ركضتُ من الغرفة لمكان إيزيكل لأتأكد أن كُل شيء على ما يرام. تباطئت خطواتي عِندما طالعني وجهِ الغريب وذهبت نظراتي إلى إيزيكِل بعلامات إستفهامِ و لكني عَلمت ما عليّ فِعله. ليس و كأنها أول مرةِ.. لكنها أول مرةِ يأتي بأحدِ غريب للمنزل.
جلستُ على جانب الفراش بجوار من كان شِبه فاقد لوعيّه لكنه بنفس الوقت لازال يحتفظ بباقيا وعيّ
( لا تَقلق. ستكون بخيرِ. )
إبتسمتُ إبتسامةِ خفيفة بتعاطفِ و تشجيعِ بآنٍ واحدِ و آتى كورتِز بمُعداتي لأقوم بتنظيف و تقطيب جروحه بعدما خدرتُ مواطِن إصابته.
( يحتاج أن يرتاح.)
قُلتها بتنهيدةِ و سألتُ إيزيكِل.
( من هو؟ )
قبل أن أحصل على إجابة جاءت إلسا لتأخذ إيزيكل بحديثِ جانبي بنبرة خافتة لم اتبين مِنها شيءِ.
أمسكتُ بالغِطاء لأسحبه عليه و رفعتُ رأسه بحرصِ لأعدّل الوسادة أسفل رأسه.
( لا بأس. يُمكنكَ أن تنام قليلاً. أنتَ مُرهق. )
لم أكد أنهي جُملتي حَتى نال مِنه الإرهاق كما يبدو. من الجروح على يديّه علمتُ أنه لم يأخذ هذه الإصابات دون أن يُسدد مِثلها أو أسوء!
وضعت إلسا يدها على ظهري لتقودني بلُطفِ لخارج الغرفة قائلةِ.
- لا تقلقي حبيبتي. لا أحد تأذى. -
هَزةِ خفيفة من رأسي و تنفستُ براحةِ لأسير معها عائدة لغرفتي بذهنِ مُنشغلِ. لا أحد يُخبرني بالتفاصيل ها هُنا. لكن على الأقل لا شيء سيء للغاية حدث.

من طرف **Ezequiel Carrillo Leyva** 24/3/2022, 10:33 am

بعدما أنهت آنّا الإهتمام بجِراحه حَككتُ ذقني دون أن يظهر على ملامحي إنفعالِ مُحدد. غادرت الغرفة و لكنِي أخبرتهم أن يُعلموني ما إن يستعيد وعيّه.

من طرف **Rubén Avila** 25/3/2022, 12:39 am

دلّكت جبيني ببطء. أحدهم دخل منذ دقائق، وحين وجدني واعيًا رماني بنظرةٍ أكدت لي أنهُ ليس المسؤول هُنا عن الفراش ولا الضمادات، ونبّه عليّ بلُطف أني إن أردت أن أفقد كافة أصابعي أولاً، إصبع إصبع على حِدى، فعليّ التفكير بتحريك واحد من مكانه وغادر. أظنه كان متعجلاً، وإلا لجلس ليصف لي كيف كانت لتتم عمليّة تخليصي من أصابعي آخذًا كافة التفاصيل الصغيرة بالاعتبار.
لا أتذكر الكثير حول وصولي، بضع مشاهد متقطعة تخللهم صوت أنثويّ لطيف ولمساتٍ حريصة، وهُنا ينقطع الفيلم تمامًا. الألم سيء، لن يمنعني عن الحركة لكني سأكون بطيئًا، وإن صَح تخميني فسيكون هناك آخرون بالخارج عدا المِضياف الذي إلتقيّته هُنا والحركة البطيئة ستعني أني هالك سواء بقيت أو حاولت الفرار.
تحرّكت حتى أصبحت جالسًا على طرف الفراش مغمضًا عينًا بضيق وبدأت مُحاولة حصر الإصابات.

من طرف **Antónetta C.Fuentes** 25/3/2022, 2:11 am

كُنت أسير مُغمضة العينين خلف رائحة الطعام، و أعتقد أني لم أستيقظ بشكلِ كامل لأني جلستُ على كُرسي مائدة المطبخ و شِبه فقدت ما يحدث حولي حتى سمعتُ صوت الطبق أمامي. فتحتُ عينيّ و أخذتُ نفسِ عميقاً بإبتسامةِ واسعة:
( شُكراً إلسا.)
أمسكتُ بالملعقة و أنا أرتدي منامة بيضاء فضفاضة و نصف شعري يسقط على وجهي كالعادة. من المفترض أن أبدل ملابسي و أبدو بمظهر أكثر ترتيباً بما أن منزلنا مفتوحِ دائماً سواء لباقي العائلة أو من يعملوا تحت إمرة إيزيكل أو كِلايد أو عائلاتِهم، لكني لا أفعل هذا و هُم إعتادوا عليّ مع الوقت و مظهري الحالي لم يكن شيئاً جديداً
تحركت إلسا من المطبخ و تركت الفتيات به يكملن طهي و تحضير باقي الطعام و سمعتُ صوتها تُحادث كورتِز.
- أحضر الشاب ليتناول طعامِ.-
أظن أن عقل كورتز لم يكن بأماكن جيدة لأن عيناه شِبه جحظت.
- حتى أنتِ سنيورا إلسا!
قالت بصوتها الوقور
- إنه ضيف. و علينا إكرامه.
عادت بثوبها الأسود ذا القصة الأسبانيّة و العقد اللؤلؤي الذي لا تخلعه أبداً و شِبه جذبتني من شعري
- لما شعركِ دائماً ساقط على عيناكِ و كيف تأكلين بها المظهر؟
تأوهتُ قليلاً و هي تقوم بجمع شعري و عقصه و هذا لم يجعلني أتوقف عن تناول الطعام الشهي ،أعدتُ رأسي للخلف لأنظر إليّها.
( ألم يطلب إيزيكل رؤيته فور إستيقاظه؟ )
- لديه إجتماع عملِ هام و لن نترك الفتى يتضور جوعاً بحالته تِلك.
همهمتُ و أعدتُ رأسي أمامي لأكمل تناول طعامي محاولة التركيز على أيّ شيءِ آخر عدا البحث عن أسباب لما حدث البارحة و ما قد يحدث اليوم.
إنتبهتُ بعدها أن كورتِز جلب الغريب منذ فترةِ و أنه كان متواجد خِلال حديثي مع إلسا و إن كان كورتز يُعطيه هو حديثِ آخر بتحذيرات يعجز أي عقلِ بشريّ على إستيعابها جميعاً و بها تقطيع أطرافِ و إطعامها للتماسيح. صورةِ ليست جميلة أبداً على الإفطار.
قالت إلسا بحزمِ:
- كورتِز!
زفرَ الأخير و شِبه دفع من معه ليذهب لحيث مكتب إيزيكل و توجه إلسا حديثها لمن يقف و الذي بدا أطول مما ظننت و هو واقف!
- نعتذر على إزعاجكَ و لكن لا يوجد طعامِ يدخل غُرف النوم. إجلس لتناول إفطاركَ و و سيراك سنيور إيزيكِل بعد قليلِ.
كانت تتحدث بتهذيبِ لكنه كان حديثِ مُغتصَب و حاسم لا تترك به مجالاً لمُناقشتها.
نقيّت حَلقي و سألته بقلقِ و إهتمامِ بآنِ واحد.
( كيف تشعر؟ هل تتألم؟ حاول ألا تتحرك حركاتِ عنيفة كيّ تنزف جروحكَ مُجدداً، رُبما عليّ مُعاينة..)
- آنّا!
خرجت بإعتراضِ من إلسا. هيّ ليست راضيّة عن أياً ما يحدث لكنها و إن لم تستطيع أن تلوم إيزيكِل فهي تستطيع أن تلومني أنا!
أطبقتُ شفتيّ و تأسفتُ لأعيد نظري لصحني و أكملتُ تناول طعامي و أنا أنظر إليه من الحين للآخر و إبتسمتُ. إنه حيّ.. و أنا ساعدتُ بهذا. هذا يجعلني راضية عن نفسي قليلاً.

من طرف **Rubén Avila** 26/3/2022, 3:46 am

هناك تقطيبة عميقة تُنير وجهي، من جانبٍ هُناك مَن يقوم برص عليّ نُسخةٍ دمويّة من الوصايا العَشر، وبالجانب الآخر هُناك اسمًا ذُكِر مِن قِبلهن لذا التقطيبة تعود للبطء في الاستيعاب الذي أعاني منه حاليًا آملاً أن يكون تشابه أسماء ليس إلّا، لأني أجد صعوبة في تخيُّل أي عائلةٍ أخرى قد تستقبل غريبًا بحالتي ودمائي على مائدة الإفطار. إن كانت رِفقة البارحة تعود للكارتِل فبنسبة لا بأس بها عليّ الاستعداد نفسيًّا لمُلاقاة عائلتنا بالأعلى، أو جزء منهم بما أني لا أعتقد أن كثير منهم سينتهي بالجحيم - أستطيع التفكير في اسمٍ واحد على الأقل سيفعل دون شَك بَعد أن أودَى بالعائلة بأكملها على يَد الكارتِل لأنهُ لم يكُن سوى فأرًا حقيرًا، أو هكذا تلت آبويلا علينا القصة. لسنا سوى الفتات الباقيَة من عائلة آفيلا بعد أجيالٍ من الرؤوس التي أسقطت زُعماء سابقين للكارتِل ولـا إيمى، لكن على ما يبدو لم نتمكن من استنتاج من أي جينات أتى هذا الوَغد.
نظرت للمرأة ذات الأسود دون أن تتزحزح التقطيبة، وبتلك النبرة، لن استبعد إن كانت صديقة مُقربة سابقة لجدتي بحياةٍ أخرى أو ما شابه.
بعد فترة دفعت قدمًا أمام الأخرى لأجلس على مقعدٍ بعيد نسبيًا عَن الجالسة. فلا داعي لزيادة الأمور سوءًا. على الأقل إن كان هو فعلاً، فيمكنني أن أحلم بقبرًا وشخص يُخبرهم في المنزل بموقعه بدلاً من تقطيعي ونثري بالشوارع كعِبرة أخرى. حينها قد تحاول لاز قتله، وهذا سيكون نزالاً نتيجته ستُحدد من سيُشاركني خطة التقاعد بالأعلى، أو الأسفل.
نظرت للفتاة.. آنا؟ جيّد، الآن يُمكن ربط الصوت بوجهٍ واسم معًا.
حككت مؤخرة عنقي ولانت التقطيبة قليلاً بعد عرضها الذي لم يكتمل..
أسئلة جيّدة..
"لا أظنني أملك الكثير مما قد يؤهلني للحركة حركات عنيفة، ولكن شكرًا على إعادة تجميع قطع الغيار."
تفقدت عيناي الصحون قبل أن ألمح تلك الابتسامة والذي أخذ مني الأمر ثوانٍ أطول مما ينبغي لأشيح بعيناي عنها، وحين فعلت إلتقيتَا بالمرأة ونظرتها جعلتني أعيد عيناي للصحون بتقطيبة جديدة. سيكون هذا يومًا طويلاً.

من طرف **Antónetta C.Fuentes** 27/3/2022, 4:30 pm

تحولت الإبتسامة لضحكةِ قصيرة. ظَننتُ التشبيه طريفاً لكني كما يبدو أني وحدي من فعلت لأن لا أحد ضحك بل أعطتني إلسا نظرةِ على طراز - يا خيبة أملي بكِ! -
كُنت قد أنهيّت طعامي فعلاً و لم أترك شيئاً بصحني كالعادة. و رمقتُ طعامه الذي بالكاد لمسه و توقفت عيني على قبضتيّه و الذي لم تكن حالتهُما أفضل كثيراً من باقي جسده. لا أعلم ما حدث تحديداً لكن أن يصلا لهذه الحالة فلابُد أنه قاتل لفترةِ طويلةِ.
لسببِ مـا ذكرني هذا بإيزيكل كثيراً.. و رُبما أيضاً لهذا السبب قرر أن يجلبه للمنزل، لأنه بوقتِ مـا وقف وحده أمام جيشِ تقريباً و كـانت قبضتيه أسوء حتى من هذا..كـان بإمكاني رؤية عِظامه.. هذا كـان سببِ من أساب رغبتي بدراسة التمريض..
أخذتُ نفسِ عميق و إنتبهتُ أن كنتُ شاردةِ لذا إبتسمتُ ببعض الحرج و نهضتُ من مكاني بنفس اللحظة الذي عاد بها كورتِز ليقول.
- الرئيس سيراكَ الآن. تحرك!
نقيّتُ حلقي فلانت ملامح كورتِز:
- صباحُ الخيّر.
إتسعت إبتسامتي:
( صباح الخير كورتِز، كيف حال ماركو؟ )
هَزّ رأسه و قال بشيءِ من الفخر:
- بخيرِ! لقد قال كلماتِه الأولى. قال " رئيسِ "
ضحكتُ و انا أشبك يدي أمامي و قبل أن يأخذ الغريب لمُلاقاة إيزيكل سألته:
( ما إسمكَ؟ أيضاً لا تقلق. ستكون الامور بخيرِ )
قُلتها بنبرةِ مُنخفضةِ لكن بلُطفِ كيّ أطمئنه، لقد إستقيظ بمكانِ غريب على وجه كورتِز، هذا فيلم رُعبِ وحدِه.
قام كورتِز بعدها بجره جراً لمكتب إيزيكل و أنا كِدت أساعد إلسا و لكنها جعلتني أعود لغرفتي كيّ أعدِل من هندامي و بالطبع لم يكن هذا سؤالاً مِنها بل أمراً.

من طرف **Ezequiel Carrillo Leyva** 27/3/2022, 4:41 pm

أشعلتُ سِجارةِ و انا أزفر بقوة مُلقياً بالقداحة على سطح المكتب. لديّنا شقيّن بالعمل. الشق الغيّر القانونيّ و الشق القانونيّ الذي يعمل كواجهةِ و للغريب الشق القانونيّ هو ما يأتي مِنه المشاكل أغلب الوقت. و حتى مع تولي كلايد أمور الشركات فعليّ احياناً التدخل كيّ لا يغرق هو. و لا يُمكننا بساطة إشراك أحدِ بالعمل لأن هناكَ أشياءِ إن إكتشفها أحد سيتم تقديمنا على طبقِ من الذهب للشرطة الفيدراليّة و التي تُزعجنا أكثر من حكومة المكسيك بأكملها! و بنفس الوقت كِلانا لا يود إقحام أنتونيتا بأمور العمل. لم يخلقها الرب لأجل هذا النوع من الأمور. و أظن أني شاكراً لهذا.

نظرتُ لمن دلف و لم أعطه إشارة ليجلس. تركته واقفاً أرمقه بثباتِ. قُدرته أن يقف على قدميه بعد ليلةِ كتلك يجعل إحترامي له يتضاعف لكن أياً من هذا لم يظهر على وجهي. أخبرتُ كورتِز أن يُغادر لأسأله بهدوءِ:
< أتعلم من أنا و أين أنتَ؟ >

من طرف **Rubén Avila** 28/3/2022, 7:01 pm

عادت عيناي لها حين ضحكت. وجودها وحده يبدو مُنافيًا لكل شيء آخر بهذا المكان.
إنتقلت عيناي لحيثما وجدتها تُحدق، يداي؟ غمغمت بصوتٍ خفيض بعض الشيء:
"كان عليكِ رؤية الآخرين."
ثم عاد ألطف غراب بالقفص بصوته المُغرِّد. استندت بكلتا يداي للطاولة كيّ أنهض لأن الجلوس أثبت أنهُ كان فِكرة سيئة فحسب والآن كل عظمةٍ بجسدي تأبى التخلِّي عن راحتها، ولكن بالنهاية نجحت المهمة بأكبر قدرٍ من الثبات تمكنت منه. غادرتني ضِحكة قصيرة ساخرة رغمًا عني سرعان ما غطيتها بسُعال زائف. أتمنى لو قال ماركو "أبي"، رُبما كان الرجل ليموت من السعادة حينها. كدت أتحرَّك ولكن على ما يبدو سُعالي لم يرقه تمامًا فسدد لي ركله حادة بجانب ساقي أسفل ركبتي جعلتني أوشكت بها على فقدان توازني ولكني استندت للجدار، وتلك المرة نتج السعال عَن الألم فبالكاد إلتقطت سؤالها لأقبض فكي لثوانٍ ثم..
"روبـِن."
لم أتمسَّك للغاية بأمل أن تكون الأمور بخير. ما يُبقيني مُتمسكًا بالشعرة الأخيرة من التعقُّل هيَ أنهُ مُذاع عنه أنه ليس وضيعًا ليذهب خلف النساء، لذلك ما بدأ بي سينتهي بي، فلحُسن الحَظ -كما يبدو- لم يتبقى رجال سواي بالعائلة، والشيء الوحيد الذي يمنع لازاروس من التبرّؤ مني هو حاجتهن لمَن يحمل الأثاث الثقيل.
وغادر أبو ماركو..
والمقاعد هُنا تبدو مُغريَة، لكني منعت نفسي من تأملها وإبقاء إنتباهي مع الجالس.
حسنًا.. المواصفات المُنتشرة تتلاقى هُنا..
"إلتقطت اسمًا أول بالخارج، كُل شيء آخر لا يجعل الاستنتاج صعبًا.."
دلّكت ذقني بحيرةٍ حقيقيّة:
"لكن ما لم يقطع الشَك باليقين هو استيقاظي بغرفةٍ آدميّة على فراش، بدلاً من مخزنٍ مهجور وجرذانه تتسلَّى عليّ. ودعوة الإفطار أيضًا. هذان العاملان عقّدا الأمور برأسي بعض الشيء."

من طرف **Ezequiel Carrillo Leyva** 29/3/2022, 10:50 pm

عُدت بظهري للمِقعد و هناكَ إبتسامةِ بعينيّ لكن ملاحي ظلت كما هيّ دون أيّ تعابيرِ.
لا أعلم أ كانت حيّرته أم طريقة الحديث بحد ذاتها. لكنكَ لا تُحدث زعيمِ كارتِل بهذه الطريقة.
< لديكَ جُرأةِ و أعصابِ حقاً لتتحدث معي بهذه البساطةِ. شخصِ غيركَ لوقع على رُكبتيّه و توسل كيّ أرحمه. و لكن هذا ليس مُهماً. لديّ لكَ سؤالاً واحد. >
ضيقتُ عينيّ و سألته مراقباً الحال الذي هو عَليها.
< ما الذي جَعلكَ تتعارك مع خمس رِجالِ من الكارتِل و تظل تُقاتلِهم حتى كدت تلفظ أنفاسكَ الأخيرة؟ >

من طرف **Rubén Avila** 1/4/2022, 5:36 am

كان لعائلتنا أنف تصل للسماء التاسعة، وبالنسبة للأجيال السابقة فنحن ندفن رؤوسنا بالرمال حاليًا لذا لم أفهم تمامًا أين هيَ البساطة بحديثي ولكني قطبت قليلاً ناظرًا أرضًا بغمغمة:
"حتى وإن أردت الوقوع عليها لا أظن أن حالتها الصحيَّة تسمح يا زعيم."
إن وقعت أشُك في أني سأتمكن من الوقوف مُجددًا بأي وقتٍ قريب.
عاد تظري له مع سؤاله لتحوَّل ملامحي لدهشة صافيَة
"أ تعني.."
دلّكت ذقني بتفكير وقلت ببطء:
"لم أكُن مَن سَعَى خلفهم، بل العَكس، ولا أعلم.. أ كان من المفترض بي أن أركض؟ لقد مررت بطفولةٍ شاقّة علّمتني ألا أدير ظهري لخصم للأسف لذا الهرب لم يكُن واردًا."
لا أعلم بَعد قدر ما يعرفه عني أو إن كان بحث خلفي بَعد، لذا سواء كانت له علاقة بما حدث أم لا، اكتفيت بإضافة
"ما استطعت إلتقاطه هو أنهم كانوا يبحثون عن الشخص الخاطئ."

من طرف **Ezequiel Carrillo Leyva** 6/4/2022, 1:03 pm

دَلكت ما بين عينيّ بضحكةِ جافةِ. هذا حِسُ دعابة قد يؤدي لمقتله بيومِ مـا. لكن ما تلى هذا من حديثِ عن نشأته جَعلني أرمقته دون رؤيته فِعلياً. هَززتُ رأسي دون إهتمام كبيرِ سواء أ كـان هو نفس الشخص الذي يبحثون عنه أم الشخص الخاطئ هذه ليست مُشكلةِ.
< حسناً. >
كـان هذا هو ردي على كُل شيءِ. قيّمتُ الأمر برأسي و لم آخذ فترةِ طويلة لأكمل بنبرةِ هـادئة لا تحمل إنفعالاً مُحدداً.
< ما إن تتحسن حالتكَ يُمكنكَ الذهاب. حاول بالمرة القادمة ألا تلقي حتفكَ. على الأقل ليس على أرضيّة زُقاقِ قذرة. أو..>
إتكأتُ بمرفقي للمكتب و أنا أشبك يديّ أعلاه
< يُمكنكَ العمل لصالحي. الإختيار إختياركَ. لن أجبركَ أو أهددكَ إن كنت هذا ما تَخشاه. لا أريد إجابة الآن. فَكِر جيداً بمساوئ و محاسن وظيفةِ كتلك ثُمَ أعطني رداً. إذهب الآن و لا تتسبب بمشاكل.>

من طرف **Rubén Avila** 6/4/2022, 6:06 pm

حككت مؤخرة عنقي بينما أنقل ثقلي من قدم لأخرى. أعلم أن لديه نقطة فيما يقوله ولكن ليس وكأن بإمكاني اختيار أين يقرر رجالي التعدي عليّ. فقد كانوا بالفعل يبحثون عني ولكن ليس كروبِن..
ارتفع حاجبيّ بدهشة خالصة.. ظننت أني سأخرج من هُنا لألقى رب كريم، وليس بعرض عمل!
حركت رأسي بإيماءة هادئة بعد دقيقة من الصمت:
"شكرًا."
واستدرت بحذر لأغادر.
لا أحتاج لكثير من التفكير في الواقع، أعلم ما سأختاره. لقد أمضيت أعوامًا أساعد آخرين وأخيرًا أتتني فرصة لمساعدة نفسي. قطعًا لديّ فضول تجاه ما جعله يعرض عرضًا كهذا خاصة وأن رجاله هم من تكوموا أرضًا..
أو رُبما هذا بحد ذاته هو السبب؟ آخرين كانوا ليتركوا العرض وجواره الحفرة التي سأدفن بها للاختيار بينهما لذا.. لا.. هذا استنتاج كهذا لا يرضي فضولي بما يكفي.

من طرف **Antónetta C.Fuentes** 8/4/2022, 3:00 am

الساعة تخطت الخامسة مساءاً و حالياً المنزل هادئ. أكثر ساعات النشاط ها هُنا تكون بالصباح و ليلاً لكن الأوقات التي تقع بالمنتصف فلا يكون هناكَ الكثير من الحركة.
إرتديّتُ كَنزة زاهيّة فِضفاضة و سروال أبيض و كـان شعري معقوص من منتصفه على جانب كتفي و كالعادة يُغطي نصف وجهي.
روبِن لا يخرج من الغرفة إلا بأوقات الطعام فحسبِ و أردتُ أن أخفف وحدته و أطمئن على تعافيه.
طرقتُ باب غرفته و دخلتُ بحذرِ بعد أن سمح لي بالدخول. إبتسمتُ و سألته بإهتمامِ.
( كيف تشعر اليوم؟ أفضل؟ )
جلستُ على طرف الفِراش و وضعتُ صندوق الإسعافات بجواري أتفقد الجروح و الكدمات التي كادت تختفي تماماً و لهذا أزلتُ أغلب الضمادات التي لم تعد ملوثةِ بالدماء. و الآن بعدما راق وجهه من كَمّ ما أصابه هو في الواقع.. آ.. وسيم..
نقيّتُ حلقي و قد تخضب وجهي بعض الشيء
إبتسمتُ و أنا أعطي عنايّة رُبما مُبالغ بها إلى قبضتيّه.
( ستظل هناكَ آثاراً طفيفة لكن أظنكَ عُدتَ كالجديد. تقريباً. )
أعدتُ الأشياء للصندوق ببطئِ أماطل قليلاً كيّ أكسب وقتاً و لكني بالنهاية تنهدتُ و توقفت لأنظر له.
( هل ستقبل عرض إيزيكل؟ )
أعني الجميع يتحدث عن هذا.. هناكَ بضعةِ غير موافقين بما أنه أهان رِفاقهم و آخرون لا يمانعون إنضمام فتى لديه قبضة قوية كما يقولون.

من طرف **Rubén Avila** 9/4/2022, 2:52 am

جالسًا على طرف الفراش مميلاً قليلاً للأمام وأمرر يداي على رأسي، ثم وجهي، وأرمق الهاتف بجواري. أعلم أنهُ عليّ أن أتواصل معهن، أن أجيب رسائل لـاز على الأقل قبل أن تُقدِم على شيء قد يُكلِّف كلانا الكثير..
قطع دخولها أفكاري، فقط الخاصة بالعائلة، لتبدأ دائرة أخرى مُحيّرَة. أعلم أن إصاباتي لم تعُد بالسوء ذاته الذي وصلت عليه وأن بإمكاني الرحيل والحركة، ولا أريد مشاكل مع الزعيم لأنها تبدو هامَّة لمَن هُنا.. لا أفهم سبب اهتمامها، ولا أستطيع ردَّها كذلك.. الوحشة تفقد شيئًا من سوءها بوجودها على الأقل..
أومأت إجابة على سؤالها عن حالي ولم أشيح بنظري على الفور.. ثم راقبت ما تفعله، والاهتمام الخاص الذي تناله يدي جعلني اسأل:
"هل ستريان يومًا آخر؟"
هززت رأسي بهدوء مع ما قالته، ثم أجبت متفقدًا عملها:
"على الأغلب.."
فردت أصابعي وقبضتها مغمغمًا:
"إحداهن لن تكون سعيدة."
زفرت بقوَّة لأدلك عنقي
"من تكونين تحديدًا بشجرة هذا المكان؟ الطبيبة الخاصة؟"

من طرف **Antónetta C.Fuentes** 10/4/2022, 5:58 am

بَدا و كأنه غارق بأفكـاره الخاصة. و لديه حَقِ.. كانت أحداثِ غريبة. ضغطتُ شفتيّ محاولة إعطاءه وقته قبل أن أتحدث لأني لا أريد أني أبدو و كاني أفرض عليه التحدث. و لكن آتى سؤاله لأبتسم و تتحول الإبتسامةِ لضحكةِ. أنقي حَلقي و أومئ برأسي.
( لحُسن الحَظ نعم. )
هَدأت الإبتسامةِ على وجهي و تأملته لثوانِ معدودةِ
( فقط.. لا تتأذي هكذا مُجدداً. )
جَمعتُ أغراضي و لكن يديّ توقفت
( مُتردد؟ إنه ليس قراراً سهل، أعلم. من ناحيّة سيكون جيداً رؤيتكَ بالجوار و من ناحيّة آخرى لن يكون عملاً سهلاً. لا أعلم هل أنا سعيدةِ أم قَلقة في الواقع. أقلق كُلما خَرج أحدِ لأنه قد لا يعود.. و لكنكَ قَويّ و ستعود )
قُلت الأخيرة بإبتسامةِ واسعةِ. لا أعلم هل أشجعه أم أشجع نفسي! لكني أحاول تصديق أني إن قلتُ شيئاً بصوتِ عالِ فسيحدث. شيءِ طفوليّ لم أتخلص منه للأسف.
( إحداهُن؟ )
بالطبع.. لديه عائلةِ. و قد يكون لديه حبيبة.. أو زوجةِ حَتى من يدري!
جمعتُ أشياءي بحركةِ أكثر سُرعة لأني شعرتُ بالذنب فجأة و لكن هناكَ شِبه ضحكةِ فلتت مني.
( ممرضة. فقط عِندما يكون الطبيب الخاص غير مُتاحاً )
عادت عينيّ له و لم أعلم من أين أبدأ.. من المفترض أن أثرثر لأنه لازال غريباً و لكن لسببِ مـا أنا أثرثر و سأثرثر له إن سألني.
( أنا الشقيقة الصُغرى للزعيم السابق. عائلات الكارتِل كثيرة و كبيرة. و لكني..هجينة. والدي كـان فوينتِس و والدتي كـانت ليفا. و لكن عندما مـات والدي أبعدوني بما أني " فتاةِ" و تكفلت بي عائلةِ والدتي. إيزيكل هو إبن خالتي. )
الأمر غريباً أن أتحدث عن هؤلاء كأنهم عائلتي.. عائلتي دائماً كـانت مالينا و إيزيكل و كلايد. و إلسا بالطبع.. الباقي لم يكونوا سوى وجوهِ، وجوه تسعى للتخلص من أيّ شخص يقف أمامها حتى و إن كان يحمل دماءهم.
( أنتَ لستَ سجينِ هُنـا. يُمكنكَ المُغادرة إن أردت فقط أعطي خَبراً لإيزيكل. و يُمكنكَ البقاء أيضاً. و لا مانع من تُطَمئِن عائلتكَ عليكَ. أظنكَ قلقِ على قلقهم اكثر من قلقهم عليكَ. )
نهضتُ من مكاني و سألته قبل أن أذهب.
( أتحتاج أيّ شيءِ روبِن؟ يُمكنكَ إخباري)
إبتسمتُ و تابعتُ بفخرِ مازحة:
( أنا مصدر ثِقة! )

من طرف **Rubén Avila** 12/4/2022, 10:10 am

"سأحاول، لكن لا وعود. كلانا نعلم الآن أن الفترة القادمة قد لا تمنحني الكثير من الفرص لأفي بأيهم."
رفعت حاجبيّ ولم أملك تعليقًا لفترة.. سيكون من الجيد وجودي بالجوار وواثقة من عودتي؟ أنا نفسي لا أملك هذا القدر من الثقة بكُل مرّة أخرج بها.
"آ.. شكرًا؟"
خرجت بنبرة غريبة مما جعلني أنقي حلقي، ثم أومأت:
"شقيقتي الكُبرى. لديها قبضة عمياء وقدم أعمى.."
توقفت عن الحديث بتقطيبة خفيفة واستمعت لها دون مُقاطعة حتى انتهت تمامًا.
كل ما غادرني كان ضحكة خفيفة حين نوّهت أني لست سجينًا. ليس لتنويهها في حد ذاته بل لسبب بقائي، من جانب أريد التفكير أكثر فيما حدث، والعرض وصاحبه في سكون قد لا أحظى به بالخارج، لأن هذا ينقلني للجانب الآخر وهو أني إن فكرت في العَودة للمنزل.. لا أستطيع الكذب على لازاروس، أستطيع ولا أستطيع بآنٍ واحد. قد تُقرر نانا تجاهلي مُدعيَة اليأس، لكن الأولى لن تفعل.
تعلّقت عيناي بها لدقيقة قبل أن تغادر ثم سألت:
"أتظنينه يُدرك من أكون؟ أم هو مُعتاد على انتشال المُشردين الذين يتعرقل بدمائهم صدفة بين الأزقة؟"

من طرف **Antónetta C.Fuentes** 28/1/2023, 5:43 pm

تحركت بغرفتي في دوائر مفرغةِ، أتوقف و أقطب ثُمَ اتنهد و ألف مُجدداً بذهنِ لا يهدأ. هناكَ جُزءِ مني يخشى هذا اليوم. و لا أوْد التفكير في السبب لأنه لا يبدو.. منطقيّ. إن كان هذا منطقيّ. فتحت باب الغرفة و أطللت برأسي و شعري يسقط على جانب وجهي أمسح المكان بنظري و اتأكد أن المنزل الذي يعج بالحركة كُل دقيقة باليوم يبدو هادئاً بما يكفي ثُمَ أغلقت الباب بهدوءِ و إستندت بظهري للباب لأخرج هاتفي من جيب التنورة الفضفاضة التي أرتديها.
{ أياً ما سيطلبه مِنكَ إيزيكل قُم بتنفيذه دون نقاشِ. إنه إختبارِ. ثق بي. }
أرسلت الرسالة إلى روبِن و ذيلتها بإسمي لأنه ليس مَعه رقم هاتقي و أنا أخذته بالكثير من الرشاوي و تهريب الطعام كَيّ يظل سِراً. إن علم كلايد بالأمر لن يكون سعيداً و أنا حقاً أخشى من بطشه إن غضب.
زفرت بعُمقِ و تبعتها برسالةِ آخرى قصيرة.
{ طَمأني كيف سارت الأمور بعد إنتهاءكم. }
إنعقد حاجبيّ بعدما أرسلتها، يُطمئني؟ أعدت الهاتف لجيبي و ضغطت بباطن يديّ على عينيّ. هامسةِ بسُبةِ موجهةِ لرأسي المعطوب ثُمَ فتحت الباب و خرجت لأتفقد الأحوال و أجلس بالحديقة مع ماركو الصغير.

من طرف **Rubén Avila** 20/2/2023, 2:44 am

أظنني وقفت أراقبه بحاجبين منعقدين بتقطيبة سيئة حتى اختفى من مرمى بصري تمامًا. لم تنفك التقطيبة طوال الطريق إلى جانب رأسي الذي سبح بمئة سؤال، خاصة بعد قرار رحيله وحده. لم تنجح حتى مُحاولات كارلوس في إشعال حريقًا بأعصابي من صرفي عن أفكاري، والذي أظنه كان يسعى لإثارتي ليجعل رَد فعلي مبررًا لقتلي. كان لما حدث تأثيرًا أفضل على الآخرين سواه، أظنه مُسلَّط عليّ من قِبل كورتِز الذي لم يتمكن من مرافقتنا بتلك الرحلة الصغيرة.
اتجهت للمطبخ بمُجرد أن خطت قدماي المكان وأدرت عيناي به حين وجدته خاويًا. وضعت رأسي أسفل صنبور المياه الباردة قبل أن أملأ كوبًا وأتجرعه على دفعات كبيرة ثم خرجت للباحة الخلفيَّة مشعلاً إحدى سجائري.

من طرف **Antónetta C.Fuentes** 22/2/2023, 9:23 pm

جَلست على مِقعد حجريّ أسفل نافذةِ الردهة التي تُرسل ضوءاً لا بأس بِه و على ساقي دَفتر الرسم أخط ظَلالاً لرسمةِ أعمل عليها منذ وقتِ بقلمِ فحميّ، مـاركو ركض منذ قليلِ للداخل و لم أنتبه لوجود أحدِ سوى مع رائحة السجائر. رفعت رأسي و تعلّق بصري بِه للحظاتِ بإبتسامةِ خَفيفة لكنها بَهتت تدريجياً، كَوْنه حياً يعني أن الإختبار سار بشكلِ جيد و لا يبدو مُتأذِ و لكنه لا يبدو بخيرِ أيضاً.
{ أكـان الأمر سيئاً للغاية؟ }

من طرف **Rubén Avila** 26/2/2023, 10:40 pm

انتبهت لمكانها حين سمعت صوتها لأنظر لها:
"بل كان متوقعًا لدرجة غير مريحة."
اقتربت من مكانها قليلاً وإن حافظت على مسافة بسيطة بالخطوة الأخيرة وكنت لأشبك سداي خلف ظهري لولا السيجارة بين أصابعي وأشرت للدفتر بيدها:
"ماذا تفعلين؟"

من طرف **Antónetta C.Fuentes** 26/2/2023, 11:37 pm

مِلت برأسي قليلاً قَائلةِ و كَأني أحادث نَفسي أكثر مِنه.
{ إن كان متوقعاً فهذا يَعني أن إيزيكِل يتساهل معكَ. }
إبتسمت إبتسامةِ خَفيفة و أكملت براحةِ طَفيفةِ بصوتي:
{ هذا جيد. طالما يفعل فلابُد أنه يرى شيئاً بِكَ. }
حركت شعري خَلف أذني و أبعدت عينيّ لتعود للصفحة أمامي فقط كيّ لا أنظر لَه طويلاً، أحياناً احدق بمن حَوْلي و أفقد التركيز، هل سيجعله هذا غير مرتاحاً؟
{أريد سؤالكَ شيئاً، لا تُجب إن لم تَرد. }
أسندت الدفتر لساقي و لمست طرفه بذقني:
{ لما قبلت بهذا العمل؟ أعني.. أعلم أن الرفض ليس إختياراً واضحاً و لكن أنتَ تعلم ما قد يكون عليكَ فعله هل أنتَ متصالح مع هذا؟ }
رفعت حاجبيّ و أجبته :
{ أرسم..}
مددت يدي له بالدفتر:
{ أتوْد أن تَرى؟ }
تذكرت بنفس اللحظة تقريباً أن بالصفحة التي تسبق هذه هناكَ رَسمةِ له و.. لنأمل ألا يُقرر الخوض في باقي الدفتر. سيكون هذا مُحرجاً!

من طرف **Rubén Avila** 28/2/2023, 2:57 am

هززت رأسي:
"هذا هو الجزء الغير مريح بالأمر، أنه يتساهل."
لم أعلق على الشيء الذي يراه، فليس بالضرورة أن يكون شيئًا إيجابيًا.
بحثت بعيناي عن شيء يُمكنني إطفاء السيجارة به -عادة غرزتها عصبيّة آيتانا- وحين فشلت، ذكرت نفسي أن آيتانا ليست هنا لذا أسقطتها أرضًا وقمت بدهسها:
"أنا متصالح مع العائد الذي أسعى له، لست هنا للتزكية عن صحتي. لا أظن أن أي أحد هنا يفعل. وبالنظر إلى أن المكسيك عامرة بالأوغاد الذين يستحقون كل شيء سيكون عليّ فعله، فلا مشاكل معي."
أخذت منها الدفتر لتمر عيناي على رسمتها، ولم أكن بحاجة للتقليب طويلاً به لأن الصفحة التي خلفتها تمامًا كانت تحمل.. وجهي..؟
أملت رأسي قليلاً مدققًا النظر به.. مُمتن لكوني لست شنيعًا للغاية، الأنف صحيحة أيضًا.
"لم أكن أعلم أن وجهي يصلح كـ بورتريه مفصل هكذا."
أعدت لها الدفتر:
"لا أفقه الكثير بالفنون لكنكِ تبدين بارعة. هل نحتاج للتحدث عن هذا؟"
دسست يداي بجيبي وأضفت بعد برهة:
"أو عن حصولكِ على رقمي وعدم انتشار الخبر بمعجزةٍ ما بالنظر إلى أن عنقي لا تزال بمكانها؟"

Carrillo Leyva Mansion

Carrillo Leyva Mansion

رد: Carrillo Leyva Mansion

رد: Carrillo Leyva Mansion

رد: Carrillo Leyva Mansion

رد: Carrillo Leyva Mansion

رد: Carrillo Leyva Mansion

رد: Carrillo Leyva Mansion

رد: Carrillo Leyva Mansion

رد: Carrillo Leyva Mansion

رد: Carrillo Leyva Mansion

رد: Carrillo Leyva Mansion

رد: Carrillo Leyva Mansion

رد: Carrillo Leyva Mansion

رد: Carrillo Leyva Mansion

رد: Carrillo Leyva Mansion

رد: Carrillo Leyva Mansion

رد: Carrillo Leyva Mansion

رد: Carrillo Leyva Mansion

رد: Carrillo Leyva Mansion

رد: Carrillo Leyva Mansion

رد: Carrillo Leyva Mansion

رد: Carrillo Leyva Mansion

رد: Carrillo Leyva Mansion

رد: Carrillo Leyva Mansion

رد: Carrillo Leyva Mansion