Apartment 1B

من طرف **Ethan E.McGrath** 21/9/2020, 2:59 am

إنتقلت لهُنا ببدايّة الفصل الدراسيّ السابق لأن شريك سكن الجامعة لم يكن مُحتَمل و عندما حاولت نَقله أو الإنتقال كانت مجهوداتي بلا فائدةِ، المكان هُنا كان قريبِ من الجامعة و بنفس الوقت سِعره مُناسب و فكرة حصولي على مكانِ خاص كانت مُغريّة، لم أفكر كثيراً و إنتقلت بغضون بضعة ساعاتِ.
كانت حقيبتي مُعدةِ بالفعل، إنتويت السفر دون ترتيب لمُفاجئة هارييت. لقد مضت أشهر دون رؤيتها.
كُنت أنهي بحثاً لجريدةِ علميّة على الحاسوب عندما إرتفع رنين هاتفي، وضعت الهاتف على أذني:
( مرحباً أبي، كُل شيء بخير؟ )

من طرف **Ethan E.McGrath** 21/9/2020, 3:23 am

تراجعت بالكُرسيّ و أنا أدلك عُنقي بيدي الحُرة:
( رُبما بنهايّة الشهر المُقبل.)
حفظتُ البحث و نهضت من على المقعد لأسأله بإهتمامِ:
( كيف حال ليانا و أمي؟ )

من طرف **Ethan E.McGrath** 22/9/2020, 9:02 pm

لم أكد أكمل سؤالي حَتى آتاني صوت لطيف قام بثقب أذني!
( لأني سأسافر الليلة للقاء صديقتي. )
إبتسمتُ و قلت كيّ أجعل موقفي أفضل:
( و لكني سأكون متواجداً بالهالويين. )
سألتها بعدها ببطءِ:
( آنـا، هل حدث شيء؟ و لما لم تتصلي بي؟ )

من طرف **Harriet Darnell** 13/3/2021, 1:39 am

أجد صعوبة في تصديق أننا هُنا فعلاً، وأنني أقف أمام بابه على عكس المُعتاد، لهذا.. تلك هي ثاني مرة أرفع فيها يدي لطرق الباب وأسحبها مُجددًا دون أن أفعلها. لا أفهم ما المُشكلة، قد لا يكون متواجدًا الآن بأي حال، وهذا سيجعلني أعود مع لوكـي لمسكن الجامعة وأقرر أنهُ حسنًا.. رُبما كان قرار رَد المُفاجأة له أحمقًا قليلاً إن لم أسأله عن مواعيده لليوم سلفًا. وسينتهي المطاف بسؤاله عن مواعيده للغد مثلاً، وحينها سيعلم بوجودنا بالولايات.
زفرت بقوّة، وطرقت الباب، ثم دسست يداي بجيبيّ ورفعت نظري للسماء بزفرة أخرى متوترة. سأنتظر ثلاث طرقات، تلك أولهم. إن لم أجد إجابة، سأعود مثلما أتيت. أعني لضبط تلك المُفاجأة ولأني لم أعلم إن كانت جورجيا لا تزال على تواصل معه أم لا، هددتها بأنها لن تقرب شيئًا من خزانتي وأن تنسى فكرة إنفرادها بـ لوكي بأي وقتٍ مُتاح دون معرفة أبي -عن بُعد- إن فسد هذا! بالطبع، كان التهديد الأخير ليُثبت فعاليّته، إن لم تتوتر بينهما الأمور مؤخرًا لأسباب أنا نفسي لا أعلمها بعد.
إيثان عَلم بأنهُ تم قبولي بجامعة لوس آنجلوس، وعندما انتقل راسلني بموقع سكنه الجديد، وصورًا من داخل المكان وكان واضحًا -حتى وإن لم أكُن متواجدة حرفيًا لأشهد على الأمر!- أنهُ مسرور بالاستقلال.. ولكن آخر المعلومات التي وصلته مني هيَ أن أبي يرفُض سفرنا رفضًا قاطعًا، والأمر كان أقرب لحربٍ باردة -لا تقل ضراوة عن أي معركة رصدها التاريخ- إلا أن تدخل أمي لم يُطيل رفضه. لا أعلم التفاصيل، ولا أريد معرفتها، المهم أننا وأخيرًا -حتى وإن تأخرنا عن بداية العام الدراسيّ وأمامنا تلال من الدراسة التي لا نعلم عنها شيئًا لنواكب المنهج- هُنا!

من طرف **Ethan E.McGrath** 13/3/2021, 6:47 pm

نَهضت من أمام الحاسوب مُدلكًا ما بين عينيّ، هذا البحث سيقتلني قريباً أنهيتُ مئتيّ صفحةِ و لستث قريباً من نهايته حَتى و لا أعلم إن كـان سيتم قبوله بسبب طـوله هذه كـانت مُخاطرةِ و لكني حاليًا كُل ما أهتم بِه هو إنهاءه كإنجازِ شخصيّ على الأقل.
فتحتُ الباب و..
( هارييت! )
إتخذني الأمر دقيقةِ كيّ أتأكد من أني لا أهلوس بسبب قِلة النوم و أنها هُنا فِعلاً، بلوس آنجلوس! و أمامي!
إبتسمتُ إبتسامةِ جانبية طَفيفة و أفسحتُ لها لتدخل بصمتِ
ما إن فعلت و أغلقتُ الباب خَلفها كُنت أحتوي وَجهها بيدِ و التد الآخرى على عُنقها، أقبّلها بإشتياقِ.. منذ مَتى لم أتذوقها؟!
تَبعتُ القُبلة بآخرى و آخرى و كُل واحدةِ أشد عُمقًا و حرارة من سابقتها. توقفتُ لأعطيها فرصة لتتنفس و لم أبتعد بل إستشقتُ عَبقها بقوةِ كيّ أرضي قليلاً - قليلاً فحسب - خلايايّ.
إبتعدتُ قليلاً ثُمَ تذكرتُ أني لم أرحب بِها:
( مرحباً. )

من طرف **Harriet Darnell** 14/3/2021, 1:12 am

إرتفع حاجبيّ بدهشة،
- أنت هُنا!
وكأنه هو مَن ظهر فجأة أمام الباب وليس العكس!
ابتسمت ببعض الحرج:
- لا عليك..
أخرجت هاتفي لأراسل لوكي بأن المهمة تمت بنجاح لأحرره من دور السائق لبعض الوقت، ثم دلفت حين أفسح لي المجال وقلت بإثارة.. وبعض الهلع:
- المكان هُنا شـاســع! سأحتاج فترة لا بأس بها حتى أعـ..
لم أكمل حديثي، بما أن فمي انشغل بأمور أهم.. وبعد زيارته الثانية للجزيرة، أصبحت الأمور أكثر سلاسة، واستجابتي له أكثر تلقائيّة، لأبادله القبلة الأولى بمشاعر جمة لا أملك وصفًا لجميعها حتى، وظهرت ابتسامة خفيفة حين تبعتها أخريات، لتُغادرني ضحكة تلقائيّة بعد الترحيب المُتأخر.. فحتى أنا لازلت أحتاج وقتًا لتصديق أنهُ هُنا، أمامي مُباشرة!، لأجيبه:
- مرحبًا، اشتقت لك.. كثيرًا.. للغاية.. كيف حالك؟
مِلت قليلاً لأتفقد المكان خلفه بعيناي:
- لا أزال في مرحلة استيعاب أننا تبادلنا الأدوار..

من طرف **Ethan E.McGrath** 14/3/2021, 3:19 am

مالت زاوية فمي بإبتسامةِ جانبيةِ:
( أنا احيا هُنا. من الطبيعيّ أن أكون متواجد. )
حَركتُ يدي على ذراعيّها مستوعباً وجودها هُنـا..
( أنا بخير. كيف حالكِ أنتِ؟ هذه أول مرة تخرجين من الجزيرة صحيح؟ )
أمسكتُ بيدها لأقودها للأريكة لتجلس و حركتُ يدي على رأسي:
( ليس لديّ مشروباتِ باردة. هُناكَ قهوةِ آتي لكِ ببعضها؟ )
إنحنيتُ قليلاً أمامها لأصبح مستواها ناظراً إليّها:
( أ هيّ زيارةِ أم آخذ وجودكِ على أنه علامةِ لإنتقالكِ لأجل الجامعة؟ )

من طرف **Harriet Darnell** 16/3/2021, 5:54 am

رفعت حاجبًا مع عبارته، ثم حركت رأسي للجانبين:
- أجــل، في حال لم تنتهي مكونات طعامك واضطررت للذهاب للتسوق!
أومأت بهدوء إجابة على سؤاله:
- أول مرة، والقهوة ستكون مثاليّة. أنا أتغذى عليها.
تحرّكت عيناي إلى وجهه مُجددًا حين مال أمامي.. وسؤاله كان يطرح فرصًا عديد ومُغرية للعبث معه قليلاً ولكن لا، ليس إن كنت أفضل رؤية رَد فعله.
لثمت شفتيه سريعًا وابتسمت:
- علامة على تعلُّقي بعنقك لأربع سنواتٍ عزيزي.
عادت عيناي لتدور بالمكان لأعلق بإعجاب:
- أنت حقًا مُنظم! لما لا تُعطيني دروسًا بالتنظيم؟ غرفتنا بالمهجع أصغر من غرفنا بالمنزل وإن استمررت على النمط ذاته سنغرق أنا وجي أسفل خردتنا عاجلاً أم آجلاً.

من طرف **Ethan E.McGrath** 17/3/2021, 3:17 am

إستندتُ للأريكة بكفيّ لجوارها و تناولت شفتيها بين شفتيّ في قُبلةِ قصيرة ثُمَ إبتعدتُ ناظراً لعيناها:
( أ هذا وعدِ؟ )
إبتسمتُ إبتسامةِ جانبية و إعتدلتُ لأذهب للمطبخ و أصبُ لها كوب قهوةِ من الإبريق الطازج الذي صنعته منذ قليلِ و مَددتُ لها يدي بالكوب.
( حسناً. يُمكنني إعطاءكِ دروساً خاصةِ بالتنظيم. و لكني مُعلمِ قاسِ. ستتحملين؟ )

من طرف **Harriet Darnell** 19/3/2021, 12:19 am

إرتفع حاجبيّ بإبتسامة، ثم رسمت "×" فوق قلبي دون لفظ القسم.
تناولت منه الكوب، وغمغمت قبل الارتشاف منه:
- قاسٍ كـ مُعلم وقاسٍ كـ ناقد، متى أحصل على بعض اللين والتملُّق بموجب تلك العلاقة!
ثم تذكرت:
- وعلى ذِكر النقد، هل أنهيت أي فصول إضافيّة لأبدأ في رسمهم؟
أعدت ظهري لوسادة الأريكة وفردت ساقاي أمامي ناظرة له:
- الآن وقد أصبحت خارج الجزيرة وشِبه قادرة على تحقيق الكثير من الطموحات والأماني، أتمنى لو كنت دوّنتهم بقائمة ما.. على الأقل كنت لأعلم أين عليّ البدء.
قطبت قليلاً وقت بتفكير:
- لم اسألك قبلاً.. هل تعمل؟

من طرف **Ethan E.McGrath** 19/3/2021, 1:50 am

ثَبتُ ناظري عليها قائلاً:
( أظن أن هذا سؤالي، متى سأحصل أنا على اللين و التَملق؟ أنا قاسِ نعم و لكن يُمكن رشوْتي بسهولةِ. )
جَلستُ بجوارها و أمسكتُ بيدها لأرفعها لشفتيّ مُقبلاً باطنها وأصابعها كُل واحدِ على حِدى:
( لا. كُنت مُنشغلاً. )
سألتها بإهتمامِ بعد تحدثها عن الأمانِ:
( ما أول شيء على قائمتكِ؟ )
هَززتُ رأسي إيجاباً:
( نعم و لكن ليس بدوامِ كامل. اكتب مقالاتِ تُنشر بمجلةِ علميّة و يُذاع أني جيد. )

من طرف **Harriet Darnell** 21/3/2021, 2:17 am

بعثرت له شعره بيدي الحرة ما إن جلس بجواري:
- حقًا؟ كان عليك قول شيئًا كهذا من البداية! كنت لأستعد قبل زيارتي بتنمية مهاراتي بهذا الصدد سلفًا، الآن سأتدرب عليك فحسب. هل قررت إطالة شعرك أم أنه الانشغال الذي منعك؟
رفعت الكوب لشفتاي لأرمقه من خلفه وغمغمت:
- تبدو لطيفًا، وهذا ليس عادلاً..
شعرت بالحرارة تغمرني، لتتعلق عيناي بشفتيه:
- هل تُحاول إلهائي عن حقيقة أننا سنتأخر في نشر الفصول الجديدة لحوالي أسبوعين أو ثلاث؟ لأنك موشك على النجاح.
خرجت الإجابة دون تردد:
- كوميك كون! لكن هذا سينتظر للصيف. و.. مم.. بالنظر للأمر، أغلب الأماني لم يأتِ وقتها بعد..
استقرت جبهتي على كتفه لأتابع بإرهاق:
- ليس وكأني أملك الكثير من الوقت بأي حال، فهناك الكثير الذي سيكون عليّ مواكبته بالدراسة بسبب وصولنا المُتأخر.
نقلت ذقني مكان جبهتي على كتفه لأتمكن من التحديق بعيناه من هذا القرب:
- جيّد؟ أراهن أنك رائع، ولكنك متواضع للأسف. هل جربت استغلال لون عيناك بالتنويم المغناطيسيّ؟ أراهن أنك ستجني ثروات إن فعلت.

من طرف **Ethan E.McGrath** 22/3/2021, 12:53 am

رفعت حاجبِ بإستنكارِ:
( و على مَنْ كُنتِ تنوين التدرب تحديداً؟ )
تحرك ناظريّ لشعري و زفرتُ بقوةِ و أنا أحرك يدي عليه:
( الإنشغال. لا أحبه طويلاً في العادة و أيضاً شقيقتي تقول أنه يجعلني أبدو قديم الطراز و تُقهقه بعدها مُعلقةِ على أني أبدو كمن خرج من مسلسل بالسبعينات.)
لطيف؟..
مالت شفتيّ بإبتسامةِ، لكم أوْد الآن تحطيم هذه الفكرة تماماً و لكني عندما يتعلق الأمر بها أجد صفاتِ تظهر لديّ ليست متواجدة بالعادة.
( موشك فقط؟ عليّ بذل جُهداً أكبر كما يبدو، و لكن بعدما تنهين قهوتكِ تحسباً..)
كُنت أعلم أن هذا سيكون من ضمن الأماكن التي قد تود الذهاب إليها و لكني قلق بعض الشيء، فلا أجد فتياتِ هناك و إن وجِدنَ فهُن لا يبدون كالفتيات.
( ما ثاني شيء على قائمتكِ؟ )
حركتُ أصابعي بشعرها المُنساب بحُرية على ظهرها، ليس لديها أدنى فِكرة كم هي جذابة، دائماً!
( سيكون هناكَ الكثير من العطلات و الإجازات. )
نظرتُ لها و الآن كان صعباً..للغاية.. الحفاظ على تفكيري سوياً.
( لستُ متواضعاً، لازِلتُ مُبتدئ و دونَ خبرة. )
إستقرت أصابعي بين شعرها على ؤخرة رأسها و قربتها مني لأتناول شفتيّها ببطءِ متذوقاً إياها بتمهل و لكن بحرارةِ و إعتدلتُ قليلاً لأتعمق بالقُبلةِ و تصير مُلتهبةِ.
( أنتِ جميلة للغاية. )

من طرف **Harriet Darnell** 23/3/2021, 2:41 am

بمُجرد طرحه للسؤال، ظهر وجهًا أمامي.. لم يكُن لوكي بالطبع، ولا إيثان، وكان ليُناسب الـ.. حرّكت رأسي وكأني أنفض عنها ضبابًا بعد صفعةٍ عقليّة، لأعود لسؤاله:
- ماذا تعني مَن؟ الهواء على الأغلب، أو المرآة. لديّ خيال خصب.
ضحكت وقلت:
- حسنًا هيَ مُحقة، لكني رأيتك بهذا ورأيتك بالسترو الجلديّة وعليّ الاعتراف أنك وسيم في كلا الحالتين، وهذا ما عنيته بغير عادل.. كيف لشخصٍ أن يبدو جيّدًا بجميع حالاته؟
بعثرت له شعره مُجددًا وكأني أخرج به غيظي، لكن حين أبعدت يدي خفضت نظري لوجهه، ثم رفعته لشعره، ثم وجهه مُجددًا وزفرت بغمغمة:
- أنا حقًا مُمتنة لأنك لم تجد لك فتاة أخرى بالفترة السابقة..
رمقته لفترة بصمت قبل أن تضيق عيناي:
- لا فتاة هُنا أو هُناك، صحيح؟ أصبحنا بالجامعة نفسها الآن وسأكون لك بالمرصاد!
ابتسمت بخُبث وأخذت رشفة صغيرة من الكوب ثم تنهدت:
- آه.. قد يأخذ هذا بعض الوقت إذن. إنها حقًا ساخنة.
رفعت عيناي بتفكير وبدأت بالعَد:
- مدينة الألعاب، موعد سينما لكن ليس الآن فسوف أنتظر الفيلم المُناسب، إيجاد وظيفة..
أدرت خصلة من شعري حول سبابتي:
- الأفلام والروايات يجعلون أمر الوظيفة شيقًا، خاصةً إن كانت في مقهى، مطعمًا، أو مكتبة! بالمُناسبة ما النوع الذي تُفضله من الأفلام؟ أريد إجابة غير الوثائقيات.
زممت شفتاي وقلت ببطء:
- وعلى ذِكر العطلات.. سوف نُمضي مُعظمها بالجزيرة لذا لن يتسنى لي، مجددًا، الكثير من الوقت.
لا أعلم ما الذي تحوّلت له تعبيرات وجهي بعد قبلته، بعد أن نجح في إعادة إشعال رغبة عانيت لكبحها طوال الفترة السابقة لأستطيع تخطّي تلك الأيام دون وجوده، لكني على الأقل أعلم.. أن الإنصياع لتلك الرغبة أو ما يدور برأسي بخصوصه الآن، سيُفقدني أي قدرٍ أملكه من السيطرة على هذا الموقف..
لذا، نجحت في رسم ابتسامة جانبيّة خفيفة وبنبرة مازحة:
- للغاية؟ حتى بالسترة القطنيّة والعوينات ذات سُمْك قعر الكوب؟ مهلاً، أنت لم ترَني بتلك، عليكِ رؤيتها بأقرب فرصة مُمكنة. أنا استخدمها كإختبار للولاء.

من طرف **Ethan E.McGrath** 25/3/2021, 2:47 am

ظَللتُ صامتاً مع تعابير وجهها و هَزة رأسها لأن من المفتض أن يكون هذا سؤالاً سهلاً ذا إجابة سريعة لا يتطلب تفكيراً و شروداً..و غالباً بشخصِ آخر!.
لم تظهر إنفعالاتِ غلى وجهي و لم أعلق حتى على إجابتها.
( لديّ جيناتِ جيدة. )
أمسكتُ بمعصمها بعدما بعثرت شعري مُجدداً و بقيّت عيني مُثبتةِ على وجهها لأرخي يدي و أتركها لأنهض من مكاني.
كـان من السهل أن اللعب بأعصابها الآن و لكني إبتسمتُ إبتسامةِ خفيفة دون مَغزى و قلتُ:
( قد تكون هناكَ فتاةِ هنا و هناكَ و لكني لا أرى سِوى فتاةِ واحدة )
و هذه كـانت الحقيقة بمُنتهى البساطة.
فتقنياً ليس بيننا ما يكفي لأكون مُخلصاً لها و لا العكس و لم نتقابل كثيراً لهذا الحد أيضاً.
عقدتُ ذراعيّ و سألتها:
( لم يكن لديكم وظائف على الجزيرة؟ و ليس لديّ نوع معين مُفضل بالأفلام. إن كـان فيلمِ جيداً بغض النظر عن تصنيفه أو نوعه فسيروقني. )
هذه المرة لاحت على وجهي إبتسامةِ مُختلفةِ و ظَهر بها قليلاً من الحماس:
( هذا مظهر قد أدفع بضعة سنواتِ من عُمري لرؤيته و لكني أراهن أنكِ ستكونين جميلة بكُل الحالات. )
هدأت الإبتسامة لتعود ملامحي للهدوء و سألتها دون إنفعالِ.
( خلال الفترة الماضية لم يظهر أحدِ بحياتكِ؟ )

من طرف **Harriet Darnell** 26/3/2021, 8:54 pm

قطبت بخفة ونظرت لأصابعه حول معصمي، ثم لوجهه:
- هل تُزعجك تلك الحركة؟ أعتذر.
راقبته ينهض بدهشة.. ما الخطب!
لكن سرعان ما لانت ملامحي للفتور، وتقريبًا لم أسمع شيئًا بعد النصف الأول من الجملة، لكني أيضًا لم أعلق واكتفيت بهمهمة مُتفهمة لأنهض:
- توجد وظائف، ولكنها لا تُماثل للغاية ما تراه بالأفلام الأمريكيّة وليست على تلك الدرجة من الإثارة للاهتمام. كما أني لم أكُن أحتاج للعمل حينها أو أملك وقتًا له. وعلى ذكر الوقت، لا أريد تضييع خاصتك أكثر بما أنك مُنشغلاً.
أخرجت هاتفي لمُراسلة لوكي لأرى إن كان لا يزال بالجوار وسيتمكن من إيصالي، قبل أن أرفع وجهي لإيثان مُجددًا، ثم حركت رأسي للجانبين:
- همم.. بلى، صنعت صديقًا جديدًا، أو.. كما تعلم، أنا مُريعة بتلك الأمور لذا تقنيًا هو من نجح في ضمي كصديقة. وصل حديثًا للجزيرة بعد زيارتك الأخيرة.

من طرف **Ethan E.McGrath** 28/3/2021, 12:17 am

لم تكن الحركة تُزعجني، قليلة هي الأشياء التي تُزعجني و لكن شيئاً آخر كـان يزعجني و لكني فقط أستطيع التحكم جيداً بنفسي.
( لا، و لا داعي للإعتذار. )
هل ذكرت أني مُنشغلاً؟
عقدت ذراعيّ و أخفضت بصري لهاتفها و التي كـانت تُراسل أحدِ منه كما هو واضح رُبما لإقلالها.
( ماذا تفعلين؟ )
رفعت حاجبيّ و قلت ببطءِ ضاغطاً حروفي:
( حسناً. )
و لكني أضفت بنبرة لا تحمل إنفعالاً
( أخبريني شيئاً. هل تشعرين بالإنجذاب لأيّ غريبِ يصل للجزيرة؟ تجربة مثيرة من نوعِ مـا؟ )

من طرف **Harriet Darnell** 29/3/2021, 6:07 am

تعمّقت تقطيبتي وغمغمت بـ حسنًا بطيئة، فما كان سبب إيقافي وإمساك يدي بتلك الطريقة إذن! لذا سألت بصبر:
- مما أنت مُنزعج إذن؟
بعدها أجبته وقد رفعت شاشة الهاتف أمامه لثواني قبل خفضها مجددًا:
- أحاول الوصول لوسيلتي للعودة.
ثم.. سؤاله جعلني أحدق به ببلاهة لدقيقة أو ما شابه قبل أن:
- ماذا؟!
زفرت لتميل رأسي قليلاً ناظرة له وأعدت الهاتف لجيبي، ثم اقتربت منه خطوة إضافيّة جعلتني أمامه مباشرة وعقدت ذراعاي باحثة بعيناه:
- هل بالإنجذاب تعني مجرد الفضول نحو الغرباء، أم تعني ما إن كنا تبادلنا القبل وبضع أسرار بعد وصوله بأيام معدودات؟ لأن لا، لازلت لا أشعُر إرتياح مع الغُرباء، سواء كانوا فردًا أو مجموعة. ما حدث معك كان مُختلفًا وللآن لا أفهم سببه. كنت أول غريب لا أقوم بلكمه بمُجرد مُحاولته لمسي بالمُناسبة.
أضفت الأخيرة بشيء من المزاح، ولكن.. لماذا.. لماذا أشعُر بأنه بارع في قراءة أفكاري بل وتنقيحها أمامه أغلب الوقت، بينما أنا لا أملك سوى التعامل مع ما يقرر هو إظهاره مما يدور بداخله!

من طرف **Ethan E.McGrath** 30/3/2021, 9:49 pm

أخفضت عيني لرؤية شاشة الهاتف قبل أن تعود عينيّ لها و قلت بنبرة لازالت لا تحمل إنفعالاتِ:
( إن كُنتِ تحتاجين توصيلاً كان يُمكنكِ أن تطلبي مني. أم لا تُفضلين هذا؟ )
زفرتُ زفرةِ خفيفةِ و لم أعلق للحظةِ:
( أنا لا أفكر بكِ على أنكِ هذا النوع من الفتيات و لكنكِ لم تنفي إنجذابكِ حتى و إن أسميته فضولاً. عندما سألتكِ على من كُنت لتتدربي أخذت فترة للإجابة و بدا و كأن هناكَ شخصاً قفز لرأسكِ و لم أكن أنا صحيح؟ )
حركتُ يدي لأبعد لها شعرها لخلف أذنها:
( لا أظن أنكِ كُنتِ لتتعاملي بشكلِ جيد إن كـان الوضع معكوساً. إن كنت أقوم بزيارتكِ و قررت الرحيل و طلبت من فتاةِ آخرى أن تُرشدني ثُمَ سألتيني و أخذت وقتاً بالإجابة، ثم لم أنفي الإنجذاب و أسميته فضولاً. أعتقد أن الأمور حدثت بيننا سريعاً و هذا لم يُعطكِ فرصة للإستيعاب أو رُبما لا تفهمي تماماً طبيعة الأمر. لذا رُبما نأخذ الأمور بتمهل قليلاً؟ تأخذين الوقت الذي تحتاجينه لتُقرري ما تودين فعله. )

من طرف **Harriet Darnell** 29/3/2022, 1:35 pm

لا أستطيع النوم.
قضيت اليوم لوقتٍ مُتأخر بين إنهاء تكليفات الدراسة والعَمل على ما تبقى من مُخطط المشروع وأشعُر أن رأسي موشك على الإنفجار ولكني تحججت بأن مكان إيثان هو الأقرب لأمكث معه بدلاً من العَودة لسكن الجامعة.
أظنني قضيت حوالي ربع ساعة أتأمله أثناء نومه، ثم قررت النهوض كيّ لا أتسبب في إيقاظه بتلك الساعة بسبب تحديقي وحده. أخرجت حاسوبي لأجلس وأضعه أمامي على الطاولة قبل فتحه، وما إن أضاءت الشاشة آلمتني عيني، لأغلقه بحدة غير مقصودة وألعن هامسة بسبب الصوت الذي أصدره هذا. نظرت خلفي حيث الفراش، وجيد، لا يبدو أن هذا أيقظه.
دلّكت عيناي بحنق، لا شاشات يعني لا عمل. لا عمل ولا نوم. عظيم.
زفرت لأرفع قلنسوة السترة القطنيّة التي استعرتها منه لتغطي رأسي ومِلت لتستقر على سطح الطاولة بينما أحدق بالنافذة وقد فردت ذراعاي أمامي. ستكون ليلة طويلة.

من طرف **Ethan E.McGrath** 31/3/2022, 5:12 am

لا أعلم هل هُوَ سوء حَظِ أم حًسن حَظٍ أن أقل حَركة قد تُيقظني. لكن بهذه الحالة فأنا أعتبره من الفِئة الأخيرة. ذهبتُ لحيث تَجلس و دون حَديثٍ أمسكتُ بيدها لأضع ذراعها حَول عُنقي و أحملها عائداً بها للفِراش. إن كان لديها أرقِ فليس عليها أن تَمضي به وَحدها.

إستلقيّتُ على الفراش و أغلقتُ ذراعيّ حولها واضعاً قُبلةِ على جانب عُنقها.

( ماذا يَشغل تفكيركِ؟ )

من طرف **Harriet Darnell** 1/4/2022, 7:04 am

قطبت بخفة:
- أيقظتك؟ و.. مهلاً ليس عليك أن..
تنهدت بعُمق حين حملني على أي حال وأحطت عنقه بذراعاي لكني لم أفلته حتى بعد وصولنا للفراش، ثم ابتسمت وأجبته:
- أنت.
لكن سرعان ما سقطت الابتسامة لأتابع:
- ومُقابلة المُستثمر المُحتمل بنهاية الأسبوع.. لازلت أظن أننا نحتاج مزيد من الوقت.
تركت الصمت يسود لدقيقة ثم قلت:
- وأفكر بزيارة الجزيرة لبضع أيام، أ توَد مرافقتي؟

من طرف **Ethan E.McGrath** 8/4/2022, 2:36 am

جلستُ على مائدة الطعام بإنتظار إنتهاءها كيّ أوصلها للجامعة بطريقي لعَملي. لم أعطها بعد إجابة على ذهابنا للجزيرة ليس لأني أمانع أو ما شابه و لكن لأن لديّ إقتراحِ بشأن مسار الرِحلة.
أمسكتُ بكوب القهوة و أنا أراجع أوراق بَحثي الأخير، لازال أمامي الكثير كيّ أنهيه.

من طرف **Harriet Darnell** 9/4/2022, 1:13 am

كنت أحرك الطعام بصحني دون هدف لفترة قبل أن أتنهد بعُمق وغمغمت:
- لا أريد الذهاب للجامعة اليوم، أو غدًا، أو مُطلقًا.. لقد فقدت الشغف.
عُدت بظهري ورأسي للخلف لأحدق بنقطة لا وجود لها فوقي:
- أريد النوم حتى ينتهي العالم..
خفضت نظري له:
- متى يلحق البشر بالديناصورات برأيك؟

Apartment 1B

Apartment 1B

رد: Apartment 1B

رد: Apartment 1B

رد: Apartment 1B

رد: Apartment 1B

رد: Apartment 1B

رد: Apartment 1B

رد: Apartment 1B

رد: Apartment 1B

رد: Apartment 1B

رد: Apartment 1B

رد: Apartment 1B

رد: Apartment 1B

رد: Apartment 1B

رد: Apartment 1B

رد: Apartment 1B

رد: Apartment 1B

رد: Apartment 1B

رد: Apartment 1B

رد: Apartment 1B

رد: Apartment 1B

رد: Apartment 1B

رد: Apartment 1B

رد: Apartment 1B

رد: Apartment 1B