Trailer 11 Nordic Immigrants Camp

من طرف **Dagna Ragnar** 1/3/2021, 2:18 am

الساعة لم تَدق السادسة صباحاً بعد و الشمس لم تشرق و لا يزال هُناكَ نسمات باردة و لكنها ليست باردة بما يكفي و بينما أقوم بإعداد الإفطار سمعتُ صوت أمي بالخارج مع باقي العائلة - إن كان يُمكنني دعوتهم بعائلة أو أياً يكن! - و كـانت تُغني..
خرجتُ لأستند بكتفي لباب المقطورة المفتوحِ مُستمعةِ إليّهم..

إنها أغنية قديمة من الفلكلور و كأنها تحاول غرس حضارةِ جديدة هنا، و لكن البرد و الثلوج و رياح الشمال لا تتناسب مع شمس لوس آنجلوس و شواطئها مهما تمنت هيّ..
إنها تمر بوقتِ صعبِ، و هو وقتِ إستمر لثلاثة سنواتِ الآن.. ثلاث سنواتِ و لم تتقبل بعد أننا رحلنا و تركنا الموطن - أياً كـان مكانه - رغم أنها لم تستقر بمكانِ واحدِ لكنها كانت دائماً تحوم حول الجذور.

جاءت عندما رأتني لتقف أمامي بشعرها الأسود الطويل و الوشم على جانب وجهها و قِرطاً بأنفها بينما الكُحل بعيناها كـان باهتاً فلم تضع مِنه شيئاً اليوم..
قلتُ ببطءِ:
< الإفطار..>
أمسكت بيدي و قالت
- أعليكِ الذهاب للمدرسة حقاً اليوم؟
نظرتُ أرضاً و بدلتُ ما بين قدميّ:
< لا..>
أبعدت يدها كالملدوغةِ لتبتسم بعدها:
- ما الذي أقوله! إذهبي إذهبي..
نظرت لمن ينظر لها بنظراتِ أعلمها جيداً، مَرّ عليّ نظراتِ رجالِ كُثر مثله لها و لا أحب البقاء بهذه الاثناء، فهيّ تنحذب لأيّ شخصِ من أصولِ نورديّة سواء أكان من النرويج، الدنمارك، السويد أو أيسلندا..
أيّ شخصِ يُشعرها بانها ليست طائر اسود بين مُجتمع كناريّ - مجازياً. -
تركتني و عادت لصاحب النظرات و لم تأتي فرصة كيّ أتحدث معها عن باقي مصروفات المدرسة فهيّ ليست مجانية بالكامل فحتى و إن دخلتها بمنحة رياضيةِ فلازال هُناكَ مبلغِ مُتبقي و هناكَ أشياءِ أحتاجها أنا و.. هيّ ذهبت لتُغازل شخصِ مُريبِ يمتلك ذراعِ مليئ بالوشوم و يُضفر لحيته، لما لا! على الأقل إحدانا تحظى بوقتِ جيد.

تنهدتُ و عُدت للداخل لأسحب الحقيبة و اعلقها على كتفي صانعةِ لي شطيرة و تركتُ ما يكفي لشخصين.
قفزتُ الدرجتين من المقطورة للأرض و أخذتُ طريق الذهاب، إنها مسافة سير طويلة و لكنها رحلةِ صباحية لا أمانعها.

من طرف **Dagna Ragnar** 8/3/2021, 3:55 am

تَقلبتُ عِندما شعرتُ بالنسيم الخفيف ثُمَ إعتدلتُ بالفراش لأجد الباب مفتوحاً و أمي ليست بالداخل.
وضعتُ الوشاح حولي لأخرج بثوب منزليّ أبيض و وجدتها تفرش غطاءاً أرضاً و تتمدد ناظرةِ للنجوم و بيدها سيجارةِ مُشتعلة، أ عاد إليها الأرق مُجدداً؟
ذهبتُ لأتمدد بجوارها فإبتسمتُ و حركت يدها على رأسي و لكن عيناها ظَلت على النجوم.
عرضت عليّ التدخين معها و لكني هَززتُ رأسي نفياً لترمش بعيناها و كأنها تُدرك ما تفعل فتُطفئ السيجارة تماماً.
< أخبريني عن والدي. >
نظرت لي و هَزت رأسها بخفةِ.
- كُنت بالسادسة عشرة و كـان هو بالتاسعة عشرةِ و منذ أن إلتقت عينايّ به عملت أنه سيكون مُشكلةِ، فمن يتجول بالشتاء عارِ الجذع بهذه الطريقة بل و يشعر بالحر؟ كـان طالباً يقضي عُطلة مع أهله، لم أكن أعلم حتى إسمه الأخير. بعدها بفترةِ إكتشفتُ أني حبلى.. و ياللهول. كـان والدي يشتعل من الغضب! قال أنه عليّ التخلص من الطفل و أنا وافقته، ماذا سأفعل بطفلِ و أنا طفلةِ؟ ثُمَ راودني حُلماً، أني أنجبتُ أجمل فتاةِ بالعالم و كان لها شعراً ذهبيّ و أعين زرقاءِ. عِندما إستيقظتُ كـان بداخلي رغبةِ برؤيتها بالحقيقة و حَملها بين يديّ. لم أستطع فحسب.. حزمتُ حقيبةِ صغيرة و عزمتُ على الذهاب لوالدها كيّ نتزوج. لكن باليوم الذي ذهبت به لمنزله كـانوا قد سافروا.. ماذا قد أفعل؟ كل أحلامي تحطمت و ظللت أسير هائمة على وجهي و لكني لم أعد للمنزل. لجئتُ لوالدة صديقةِ لي و مكثتُ عِندها و بعد أشهر جاءت الفتاة. كان هذا أسعد يوماُ بحياتي يوم ولادتكِ. لقد ندمتُ لقراراتِ كثيرة أخذتها، لكني لم أندم على قرار إنجابكِ. لأنكِ لستِ إبنتي فحسب. بل أختي، و صديقتي المُقربةِ أيضاً. -

ثنيتُ مرفقي و أنا أسند رأسي ليدي:
< هذه قصةِ قدومي. لكنها ليست قصتكِ مع أبي. >
ضحكت شردت قليلاً:
- ماذا أ تودين التفاصيل؟ -
أخفيتُ وجهي بيديّ:
< لا طبعاً! >
هذا مُقزز! إرتفع صوت ضحكها و هذا جعلني أضحك. تحدثنا لفترةِ و بعدها كـان خيار العودة للنوم مُتأخراً ستشرق الشمس قريباً و لديّ يومِ حافل.
- ستقابلين المُدرب اليوم؟ -
أومأتُ برأسي:
< و لديّ مُقابلة عملِ >
إرتفع حاجبيها و قالت:
- جيد.. هذا جيد داجنا.. -
لا أعلم ماذا حدث و لكني لمحتُ دموعاً بعيناها لتنهض و تقول:
- سأخلد للنوم قليلاً. أيقظيني قبل ذهابكِ. -
قَبلت رأسي و نهضت لأتنهد و أسند ذقني لرُكبتي مُنتزعةِ بعض الحشائش بيدي.
لا يُمكننا الركض للأبد صحيح؟
فقط لا يُمكننا..
نهضتُ لأنفض ملابسي و أطوي الغطاء عائدةِ للمقطورةِ ثُمَ دلفت لدورة المياه الصغيرة كيّ آخذ حماماً و بنهايته كـانت المياه شحيحة. سيكون علينا مِلئ الخزانات مُجدداً!
خرجتُ لأرتدي سروال جينز قصير و تي شيرت أزرق فاتح فوقه كِنزة بيضاءِ مفتوحةِ و حذاءِ رياضيّ أبيض و بينما أترك شعري يجف كُنت أعد الإفطار كالعادة.
قبيل مُغادرتي تركتُ لها نوتةِ على الثلاجة و لم أيقظها. لم تنم منذ البارحة و إيقاظها سيكون قاسياً.
خرجتُ من المقطورة و أغلقت الباب خلفي لأجمع شعري بكعكةِ عاليّة و أسير مُغادرة.

من طرف **Dagna Ragnar** 2/8/2022, 2:39 pm

كُنّا قد وصلنا للمكان لكن المقطورة لاتزال بعيدةِ و أنا لا أريد تَلصص او إستراق سمعِ لهذا توقفت هُنـا. خلال الطريق لم يكن هناكَ سوى الصمت و الرحلة كتانت هادئة لكن هذا لا يعني أن راسي صامتةِ أو أفكـاري هادئة.
{ شُكراً لتوصيلي. }
تاملته بنظرةِ طويلةِ، لديّ شعورِ أني إن لم أفعل هذا قد أندم لفترةِ طويلةِ. المكان هادئ و لا يوجد صوت سوى الرياح و حفيف الأشجار.
قطعت المسافة بيننا و إحتويت وجهه بين كفيّ لألتقي بشفتيّه في قُبلةِ بطيئةِ ناعمةِ و مُشتاقةِ لدرجة لا أتحكم بها. إثنى عشرةِ شهراً من الإنتظار. طوفان من الشماعر يسري بداخلي و أنا أقف على أطراف أصباعي و أتعمق بالقُبلةِ و أجذبه نحوي دون فرصةِ أن ألتقط أنفاسي تحركت يدي لجانب عُنقه مُتلمسة حدود ذقنه، غارقة تماماً بالقُبلة و التي لا أودها أن تنتهي.. أبداً!
لكن الهواء ينحسر عن رئتيّ و عندما كسرت القُبلة كـان فقط لأجل التنفس.
تنفست بإضطرابِ و أنا أشعر برجفةِ خفيفةِ بأطرافي و قلبي يكـاد يقفز من صدري.
نظرت له و تلمست بأصابعي جانب وجهه لأبتسم إبتسامةِ خَفيفة.
{ الأمر أني.. لن أقف بطريقكَ. أنا أعلم أن الجامعة مرحلة جديدة تماماً و أننا قد لا نبقى نفس الأشخاص قد تصبح رغباتِنا مُختلفةِ و لم أكن لأطلب منكَ إلتزامِ جاد، فلا أعلم إن كنت أنا نفسي قد التزم بِه و أتفهم أن الرحيل حقكَ. لن أفسد مُخططات مُستقبلكَ لن أحاول إثناءكَ. لكن هذا لا يعني أن مشاعري ستختفي فقط لأن هذا وداعِ}
إقتربت مُجدداً لأعانقه هذه المرة و ذراعي حول عُنقه و اغمضت عينيّ ساحبة نفسِ عميقِ آخر. و عندما إبتعدت - أخيراً - مددت له يدي:
{ أعطني هاتفكَ. }

من طرف **Aksel** 3/8/2022, 3:22 am

الحقيقة هيَ أني لا أعلم لما لحقت بها، كل ما أعمله هو أني كنت منزعجًا، رُبما حتى غاضبًا. وفكرة الرحيل الآن بدأت ترسل لرأسي أفكارًا غريبة جعلتني أشرد أغلب الطريق، بل وأتوقف بغتة عن السير مرتين تقريبًا لأنفضهم عن رأسي، لأنهم بدأوا يتمحورون حول ازدياد صعوبة الرحيل والعَودة لكندا.. منذ متى كان العَودة لكندا صعبًا؟
[لا مُشكلة..]
خرجت بنبرة آليَّة قليلاً حتى أخرجتني من بين الضباب برأسي بتلك القبلة التي لم أحتج سوى لثوانٍ قبل أن أدير ذراعًا حول خصرها ولا أعلم متى تشابك أصابعي بين خصلات شعرها لأرفع رأسها برفق فقط كيّ أتمكن من التعمق أكثر بالقبلة، تناول شفتيها ببطء ورغبة، رغبة في حفظ مذاقها داخلي.. حفره إن تطلب الأمر..
ومرة أخرى كان جسدي يتعامل من تلقاء نفسه، فقد أرخيت ذراعيّ حولها حين أرادت الابتعاد، لكنهما اشتدا حولها مع العناق.. هُناك تلك الغريزة الوحشيَّة التي تنبت داخل كُل منا، هؤلاء من نشأوا حيثما فعلت، فلم أستطع مني نفسي من استنشاق عبقها بملئ رئتيّ، أو صرف الرغبة في دمجها بداخلي فحسب. بكُل حركاتها الصغيرة الضئيلة، هكذا أستطيع حمايتها، أو الحِرص على عدم خسارتها..
حسن ابتعدت رمقت القلادة التي تركتها حول عنقها أثناء العناق، وهذا كان التأكيد الأخير بأنها قد لا تتحرر مني مثلما تتخيَّل، وأنني لن أتمكن من إطلاق سراحها تمامًا بالرغم من كل ما تفوهت به، أو كل ما أنتوي فِعله لاحقًا.
[أعلم أنها تبدو باليَة قليلاً، أو.. كثيرًا في الواقع، لكن هلا اعتنيتِ بها؟ إنها هامَّة. سأعود لاستعادتها.]
ثم أخرجت الهاتف لأعطيها إياه.

من طرف **Dagna Ragnar** 3/8/2022, 7:18 pm

أخفضت عينيّ لرؤيّة القلادة كانت ذات شكلِ مميز لم أره قَبلاً. هَززت رأسي نفياً على أمر باليّة.

{ لا. إنها تروقني! }
عاد نظري له ليتعلق به قليلاً، سيعود؟! إتسعت الإبتسامة تدريجياً على وَجهي و هناكَ فيضاً من سعادةِ مُريبةِ يندفع بداخلي:
{ سأحميها بحياتي.}
إرتفع حاجبي لأقول بصدمةِ مـازحةِ:
{ لكن أيّ شخصِ يُعطي هديّة و ينتظر أن يستعيدها؟. قد لا أعيدها إليكَ إلا تحت شروطِ بالطبع. }
أمسكت بهاتفه لأدخل رقم هَاتفي و قلت بينما أفعل.

{ وقتما تُريد التحدث، هاتفني. بأيّ وقتِ.. سأحب سماع صوتكَ و.. }
أعدت له الهاتف و أكملت:
{ سأحب أيضاً إن تقابلنا قبل سفركَ، رُبما أساعدكَ بحزم حقائبكَ أو ما شابه؟ }
بسطت يدي على صدره لأترك قُبلةِ آخرى طـويلةِ على شفتيّه. لو أستطيع لما توقفت. لإحتفظت به.
تراجعت لأهمس بأنفاس متقطعةِ

{ طابت ليلتكَ، و إعتني بنفسكَ، حاول ألا تتأذى مُجدداً. أريدكَ كما أنتَ حسناً؟ }

من طرف **Aksel** 6/8/2022, 7:59 pm

تأملتها وحسب حين ابتسمت بتلك الطريقة. بهذه البساطة يُمكنها لوجهها أن يُشرق مُنيرًا عامًا كاملاً من حياتي.
نقيت حلقي حين انتبهت إلى أني كنت أحدق لفترة دون حديث، لأمسح على رأسي مديرًا النظر حولي بإبتسامة خفيفة:
[سنرى بهذا الشأن.]
استعدت منها الهاتف مُستمعًا لحديثها، لتُباغتني تعقيبي السريع قبلها:
[لا..]
إن فعلت شيء كهذا.. إن رأيتها باللحظات الأخيرة.. لن أتمكن من إيقاف الأفكار التي تتمحور حول "ماذا لو" حتى موعد صعودي للطائرة.
[سيكون من الأفضل ألا تفعلي، لكلانا.]
اشتد ذراعي حول خصرها أثناء قبلتها، وتركت واحدة أخيرة على جبينها:
[كوني بخير، داجنا. أراكِ قريبًا.]
تركت الحقيبة أرضًا بما أنها لم تبدُ مُرحبة بفكرة أخذي لأبعد من تلك النقطة، واستدرت لأغادر.

من طرف **Dagna Ragnar** 6/8/2022, 10:39 pm

نظراته وحدها كفيلةِ بأن تقلب كُل شيءِ بداخلي رأساً على عقب. و هذه المشاعر بأكملها جَديدة عليّ و لستُ مُستاءة أني أختبرها لأول مرةِ معه.
لكن عينيّ إتسعت مع رفضه لأشعر بوخزةِ بقلبي، ماذا فعلت خاطئاً؟ أردت فقط رؤيته قبل أن يذهب لم أطلب منه شيئاً كبيراً!!
{ لما؟ }
لم أقتنع بإجابته لأن " أفضل لكِلانا " لم تكن الأفضل لي مُطلقاً.
إنعقد حاجبيّ بخفةِ و هو يذهب بعيداً عني و تنفست بإنفعالِ لأقبض على الهواء :
{ آكسل! }
خرجت مني همساً و لا أظنه سمعني حتى و هو يبتعد! تعلق نظري بِه حتى غاب و لا أدري لمتى ظللت أقف بمكاني دون أن أفهم ماذا حدث.. لماذا يبدو و كأنه يهرب؟ من ماذا؟ أخبرته أني لن أقف بطريقه، كُل ما أردت هو أن أقضي معه ما تبقى من الوقت حتى رحيله.
شعرت بالوحِدة فجأةِ، و أنه أخذ كُل الدفئ معه و رحلِ و تركني وحيدةِ بالظلام.
أعني.. نعم المكان مُظلم و لكن هذا ظلامِ آخر.
زفرت بعُمقِ و إنحنيت لأخذ الحقيبةِ لأسير للمقطورةِ و أفتح الباب مُتجهةِ لفراشي على الفور، لحُسن الحظ أمي كانت نائمةِ لأني ذهني مشغولِ و لا أريد الحديث.
راقبت السقف بصمتِ و أنا أعلم أن لا نوم سيأتيني الليلة و أصابعي تذهب للقلادة لألمس شكلها الدائريّ و أقبض يدي عليها.

من طرف **Dagna Ragnar** 29/12/2022, 8:27 pm

سننتقل لمنزلِ قريباً أو ستتنتقل امي، أنا حالياً اقيم بسكنِ جامعيّ و لكني آتي لهُنا بإستمرار كيّ أجعلها تطمئن اني لم أنتقل للمريخ. الفترة الماضيّة كانت مُزدحمةِ، دِراسة، سِباقاتِ، لقاءات صحافيّة، جلسات تصويرِ و صورِي على أغلفة المجلات الرياضيّة و منحِ و تعقدات دعائيّة، كُل شيءِ سجلت و لم اسجل له! ثُمَ تأتي ليالي كتلك حيث لا يأتني أيّ نومِ و أصعد لسطح المقطورة كيّ أتمدد أسفل السماء الداكنة و أرفع القلادة من عُنقي لأغمض عيناً و أنظر للنجوم عبر الدائرةِ. تنهدت بعُمقِ و تركت القلادة من يدي مغمغمةِ.
{ وغد. }
و أكرهه!
لأن حتى مع الشعور السيء الذي خلفه ذهابه بهذه الطريقة فكوْن هاتفه مغلق دائماً لا يجعلني أحظى بأيّ شيءِ اتعلق به، فلماذا لا أصاب باليأس فحسب؟ كُل هذا لأجل قُبلةِ واحدة؟ لكم كان سهلاً لو إستطعت النسيان و التخطي.. لكني لا أستطيع لسببِ مـا. و حالياً أجد أمامي مئة فرصة للمواعدة و إختبار كُل شيءِ كما ينبغي و لكني غبية، برغم دفع أمي الحثيث لي لخوض تجارب جديدة. لكن الغباء يَحكم.
لذا.. نعم.. أكرهه.
إعتدلت جالسةِ مع صوت أزيز هاتفي لجواري و كان آخر من توقعت..أو من أتوقع دائماً و لا يصدق توقعي.
إمتزجت مشاعرِ كثير داخلي و لكن..

هناك ما أنا بحاجة لاستعادته

هذا فقط؟!
هذا كُل شيءِ؟
تنفست بعُمقِ تاركة الهواء يُهدأ من إنفعالي قليلاً و كتبت لَه.
{ أينما تركتني. تذكر؟ }
وضعت الهاتف إلى جواري و عُدت لتَمددي. بظروفِ آخرى لبدلت الثوب المنزليّ و رتبت شعري لكن قد يكون هذا حُلماً بسبب الإرهاق فلِما أتعب نفسي؟ أو قد يكون شبحاً.. هذا منطقيّ.

من طرف **Aksel** 2/1/2023, 10:35 pm

قمت بإيصال جوان للمنزل وتركت لها رقم هاتفي في حال زارها من تحدثت عنهم ولم تتمكن من التواصل مع شقيقتها.
استندت بكتفي لإحدى الأشجار وراسلتها بوصولي بالنقطة التي ودعتها بها آخر مرة وأعدت الهاتف لجيبي منتظرًا.

من طرف **Dagna Ragnar** 5/1/2023, 2:37 am

إرتفع حاجبيّ بدهشةِ حقيقيّة.
{ لقد أتيت حَقاً! }
تابعت بغمغمةِ و انا أحدث نفسي.
{ و هذا يبدو حقيقيّ كفايةً.. غريبِ }
وضعت يديّ بجيوب الثوب المنزلي الفضفاض الخفيف الذي بالكاد يصل لرُكبتيّ. لم يكن يتناسب مع الجو و لا الرياح التي تهب خاصةً بهذه الأماكن المفتوحة و لكني لا اشعر بالبرد. لا أفعل منذ زمنِ. كانت قلادته تقبع بُعنقي يختفي نصفها خلف قماش الثوب لكنها واضحةِ.
ظلّت عينيّ عليه لدقيقة، أتفرس بملامحه، يبدو.. بخير.
أوقفت نفسي من أخذ خطوةِ آخرى تِجاهه أو محاولة أيّ شيءِ.. أعني لأيّ درجة أوْد أن أبدو مثيرة للشفقة أو يائسة؟
{ خسرت رِهانِ مع نفسي للتو. لم أتوقع أنكَ ستظهر حقاً. }
رُبما كان هذا تبريراً لما لمظهري.. أو.. لا أعلم. لقد توقفت عن محاولة فِهم أفعالي عندما يتعلق الأمر بِه. لا يبدو أيّ شيء منطقيّ معه.

من طرف **Aksel** 6/1/2023, 12:25 am

تعلَّق نظري بها لدقائق عِند ظهورها، عيناي تتفقد كل إنش منها..
إرتفع حاجبيّ بدهشةٍ مماثلة:
[ثقتكِ بي مُنقطعة النظير!]
ثم لانت تعبيراتي:
[أنا من يجدر به إصدار تعليقٍ.. شبيه.]
تبدو مُنتمية للجو العام للمكان لدرجة.. ساحرة.. إن شئنا الدقة. لديّ طفولة كاملة من الموروثات والاعتقادات والأساطير للومها.
[كيف حالكِ؟]
ضحكت:
[لم تفقد نفسكِ بعض الثقة بي إذن. مُمتن.]

من طرف **Dagna Ragnar** 6/1/2023, 4:56 am

عقدت ذراعيّ و أخفضت نظري لموضع قدميّ
{ لديّ الكثير لأعتمد على هذه الثقة. }
زفرت بعُمقِ و عاد نظري إليّه
{ أ كان عليكَ حقاً الرحيل بهذه الطريقة؟ }
حركت رأسي للجانبين و..
{ ظَننتني لن أجب رسالتكَ و سأرفض.. رؤيتك؟ هذا منطقيّ، أظن! }
هَززت كتفيّ و أنا ألي شفتيّ:
{ بخيرِ. }
لكن هناكَ شيء تحرك بداخلي مع ضحكته، شيء جعلني أرمقه دون أن أستطيع إبعاد نظري، ثُمَ تنهدت.. ماذا أفعل تحديداً؟
إقتربت منه حَتى أصبحت أمامه و لازال ذراعيّ معقودان. حللت ذراعي لأرفع يدي و أمس جانب وجهه و قد إرتخى كتفيّ:
{ أنتَ لا تبدو بأفضل حالِ. تبدو كمن حظى بيومِ طويلِ.. مرهق؟ }
إنعقد حاجبيّ و سحبت يدي.
{ لا تتحرك }
سحبتها فقط لأحيط عُنقه بذراعيّ و أحتضنه.. أغمضت عينيّ و تنفست أنفاسِ عميقه و كُل نفسِ كان يحمل عِطره الذي لم يتغير و الذي لم أنساه..
إشتقت لَه، رغم أنه لم يكن معي منذ البداية كيّ يجعلني رحيله أشتاق.. حظيت به لدقائق فحسب.
{ أكرهك.}

من طرف **Aksel** 6/1/2023, 11:27 pm

هززت رأسي نفيًا
[لا، أقل من هذا بقليل. ظننتكِ لن تُبالي، ببساطة. لديكِ حياة جيّدة الآن، أليس كذلك؟ تبدين جميلة.. لا أريد أن أصبح مسمارًا دُق بلوحةٍ زُجاجيّة مثاليّة.]
زفرت بمُجرد لفظي للعبارة ومسحت بيد على وجهي.. أصبحت شاعريّ أيضًا.
مددت لها يدًا لتترك بها القلادة:
[أتيت لأتفقد حالكِ، وأخبركِ أنكِ قد لا تضطري للقائي مُجددًا.]
ولأن صورها بكُل مكان تجعلها تبدو أقل واقعيَّة، أقل.. مما هيَ عليه. أردت رؤيتها حقيقيّة، ملموسة. لن أنكر أني سعيت لهذا آملاً أن ألمس منها أي من الدفء المحيط بها.
اتسعت عيناي قليلاً حين شعرت بيدها على وجهي.. وتلك اللمسة وحدها كانت كافيَة لإعادة ما يقرب الحياة لجسدي، عيناي وإن كنت لا أحتاج لسطح عاكس لأعلم.
جززت أسناني، وبعد طلبها بألا أفعل لم أتحرَّك سوى لأخفض يدي لجواري قابضًا أصابعي معي، لكن أيًا من هذا لم يستمر بعد دقيقة من محوها المسافر بيننا. تلك المسافة كانت تحمل ما يكفي من الحدود التي تمسَّكت بها لأكبح نفسي عنها. أحاط ذراعاي بخصرها جاذبًا إياها نحوي، ومع الكلمة الأخير اشتد ذراعاي حولها أكثر بتلقائيّة خشيَة أن تُحاول الابتعاد ولم أكتفي منها بعد.
[تُجيدين تمويه أي خط أحاول رسمه ها هُنا. لديّ ماضٍ لا يسمح لي بالكثير هُنا وأنتِ..]
ضدرت عني ضحكة تهكميّة قصيرة تنفست بها عطرها. كانت مُحقة بالنهاية، ما كان يجدر بي الإقدام على ما قد يجعلني عالقًا بهذا المكان مُجددًا.

من طرف **Dagna Ragnar** 7/1/2023, 12:39 am

مرت عينيّ عَلى ملامحه من هذا القُرب و توقفت عِند عيناه مع قوله " جميلة ". أشعر بقلبي أفلت دَقةِ للتو و لأجل كلمةِ..
همهمت بتفهمِ على الحياة الجيدة و لكن.
{ كما قلت. لوحةِ.. لا يعني أنها حقيقيّة. و لا يعني أني سعيدة.}
حركت رأسي لأنظر لنقطةِ بعيدةِ
{ أ تظن أني أحتفظ بقلادتكَ كيّ تأتي و تخبرني أني قد لا اضطر للقاءكَ مُجدداً؟ إن أردت هذا لما إحتفظت بها. }
زفرت و أسندت ذقني بخفةِ لكتفه، و دون وعيّ لمست شفاهي عُنقه و ظلت مكانها..
خرج صوتي بنبرة منخفضةِ، أخشى حقاً من إجابة سؤالي هذا لكن عليّ ان أعلم.
{ ألهذا السبب فقط أتيت؟ }
تهدجت أنفاسي و ضممت نفسي إليّه أكثر. بلى أدرك أني أبدو يائسةِ الآن لكن حالياً هذا أقل إهتمامتي.
{ و أنا؟ كُل ما أحصل عليه منك هو ألغازِ و إختفاءِ، جذاب! وددت لو كنت أجيد جعلكَ تبقى. أو وضعي بخططكَ المستقبلية. }

من طرف **Aksel** 10/1/2023, 5:57 pm

قطبت بعدم فهم:
[لما لا تختارين مسارًا آخر إن لم تكوني سعيدة؟]
استمعت لها وحررتها من بين ذراعاي دون دفعها. هناك صوتًا برأسي يتسائل عن سبب وجودي هُنا، معها، للآن. لطالما كان هنالك هدفًا واحدًا برأسي أتجه صوبه بثبات ويُسر دون أن اتأثر بأي صوتٍ آخر سواه.. فما الذي أفعله للآن؟ لماذا أماطل..
[أنا شخص رمى أبيه بالرصاص عِند إتمامي الحاديَة عشرة.. أنتِ لا تريدين إضافتي لتلك اللوحة سواء كانت حقيقيّة أم زائفة.]
خرجت نبرتي هادئة، آليّة أكثر من أي شيء آخر، وفردت كفًا مجددًا لأتابع وقد استقرت عيناي على قمة رأسها
[أعطِني القلادة.]

من طرف **Dagna Ragnar** 10/1/2023, 8:24 pm

تنهدت و رمقت تقطيبة عَدم الفهم على وجهه، كيف أخبره بِهذا؟ ظَللت صامتة لثوانِ اصبحت دقيقةِ.
{ سبب عدم سعادتي أني لم أحظى بكُل ما أريد... }
تراجعت قليلاً مع تحول نبرته و ما قاله لترتسم الحيرة على وجهي.
{ ماذا؟ أنا.. لا.. أفهم! }
أ هذه مَزحة؟ لا تبدو كذلك. لا يبدو و كأنه يَمزح!
تراجعت ملامحي و نقلت بصري بينه و بين يده الممدودة..إذاً.. لقد عاد حقاً فقط لأجل القلادة؟
ليس.. لأجلي.
تنفست بإضطرابِ واضح و شعرت أني على حافة البكاء و أنا لا أبكي. لا أتذكر أني فعلت من قبل. لكن هذه ثاني مرة يقوم بصدي بِها. و هذه المرة أسوء حتى من سابقتها.
{لقد ظننت.. أنكَ مهتم. اعني لقد.. }
ليس لديّ خبرة واسعة و لكن أ هذا يعني أنه لا يبادلني نفس الشعور؟ أنا حقاً لا أفهم! قبضت يديّ و شعرت أني أكبر حمقاءِ عرفها التاريخ. حمقاء بما يكفي لأنتظره و ألا أفهم..
{ آ.. نعم.. آسفة.}
خلعت القلادة من عُنقي و وضعتها بيده.
تراجعت بضعة خطوات عَنه و نظرت أرضاً دون أن أجرء على رفع عينيّ إليّه.
{ أنا لا أعلم عنكَ الكثير..، لا أعلم ما يدور بحياتكَ ،لا أعلم ما الحقيقيّ و ما غير كذلك. و برغم أن هذا لا يعني أيّ شيء الآن و لكن..كنت أتمنى لو عرفت. ثُمَ بعدها تتركني أقرر ما إن كنت أريدكَ باللوحة أم لا. لكني أتفهم..لا بأس. أتمنى أن تجد ما تبحث عنه بالنهاية. }
مسحت على وجهي بكلتا يديّ تراجعت مُغادرةِ لأنه لم يعد بإمكاني البقاء أمامه ثابتةِ:
{ إعتني بنفسكَ.. جِدياً، حسناً؟، وداعاً. }
إبتعدت عائدة للمقطورة للمرة الثانيّة بقلب مكسورِ و انا أجاهد لأمنع الدموع و أخبر نفسي أنه لا بأس. هذه الأشياء تحدث.

من طرف **Aksel** 13/1/2023, 12:16 am

همهمت بهدوء، ثم سألت بعد لحظات:
[أ تُحاولين مُجابهة القدر؟ لا يجب على أحد أن يحظى بكل ما يريد.]
كانت كلماتها تصلني بوضوح بينما أرمق القلادة التي أصبحت بيدي بصمت. مَر إبهامي عليها بتقييم. أستطيع سماع صوت خطواتها تبتعد، أستطيع عَدها. بلحظةٍ كانت قدماي ثابتة أرضًا أرضًا بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ مجازيّة وحرفيّة، وبالأخرى.. لا أظنني كنت واعيًا لحركة جسدي.. لأني أصبحت خلفها تمامًا قابضًا على يدها، وبتلك اللحظة فحسب أدركت أن حديثها وإن وصلني فلا أملك شيئًا لتفسيره به..
[ما الذي يعنيه هذا؟]
لقد أخبرتها شيئًا يدفع أي شخص عاقل للفرار وهيَ.. لا تزال تنتظر المزيد لتُقرر؟!

من طرف **Dagna Ragnar** 16/1/2023, 8:55 pm

إلتفت له بأعين دامعةِ و يسقط بصري على يده التي توقفني بمكاني، أليس أنا من عليها سؤال هذا؟
لانت ملامحي مع نظرة عيناه و تنهدت.
{ لا يُمكنكَ دفعي بعيداً ثُمَ إيقافي. كما لو أنكَ تُريد شيئاً مُعلقاً بالهواء. }
نظرت للأعلى و تنفست بعُمقِ ناظرةٍ للسماء لبضعة ثوانِ.
{ لم تكن ظروفنا سهلة، أتعلم؟ ليس فقط بسبب التنقل الدائم و قِلة النقود. أمي تورطت بالكثير من الأمور و رأينا حِصتنا من الرجال السيئين، من قام بإبراجها ضرباً و أنا معها لأني تدخلت و كاد يقتلها. من قام بسرقتنا و من حاول التعدي عليّ قبلاً. هذا غير المشاكل مع تعقيدات الهجرة و غيرها و عدم قدرتها على الحصول على وظيفة حقيقيّة. ما أعنيه أني لا أمكث بقلعة زُجاجيّة على تلِ مليئ بالزهور الورديّة، أنا أحب أمي كثيراً و لكني وعدت نفسي أني لن أصبح مثلها، لن أتورط مع رجل سيءِ. و أظن ان لديّ من الخبرة ما يكفي لأقرر إن كان من أمامي سيئاً حقاً أم الظروف هي السيئة فحسب. لا أعلم ما يدور معكَ، لا أعلم الحقيقة من المزاح و لكن.. يُمكنكَ البداية بإخباري و تركي لأقرر. و إن كنت فعلاً وغداً سيئاً آخر سأرحل من تلقاء نفسي لا داعي لدفعي. و لكنكَ تفعل.. هل هذا لأني لا أروقكَ؟ أم تحاول حمايتي؟ أم تحمي نفسك؟ أنا لا أفهمكَ و لا تُعطيني فرصة أن أفعل. }
زفرت بقوة و حركت كف يدي الحُرة التي أصبحت باردة فجأة على وجهي الساخن من الإنفعال.
{ما يعنيه هذا.. إن كنت تكن شيئاً نحوي لأني أفعل.. فأنا مستعدة لسماعك. دعني أنا أقرر إن كنت أريدكَ بالحقيقة و ليس باللوحة التي تظهر للجميع لأن هذه ليست الحقيقة. دعني أنا أحكم.. كم أنتَ مخيفِ و إلى ايّ مدى سأركض بعيداً. لا تدفعني. أو فقط.. إتركني و لا تحاول إيقافي أو العودة. }

من طرف **Aksel** 19/1/2023, 1:47 am

حرّكت القلادة بيدي مصغيًا لحديثها بإنصات بعد تحريرها، قبل أن أضعها بجيبي وأدير النظر حولنا مغمغمًا:
[كان عليكِ التخطِّي. تركت فترة أكثر من كافية لتتخطي كأي فتاة جيدة تعرف مصلحتها.]
استقر نظري عليها بالنهاية لأضيف:
[ولا، خبرتكِ ليست كافية إن أردتِ رأيي. ليس إن كنتِ ستنتظري لمعرفة ما إن كان شخصًا قتل والده جيّدًا ويستحق إعطائه هو وماضيه وحاضره فرصة أم لا. لا أحاول حماية نفسي كما هو واضح، لم أعد أملك ما أخسره حرفيًا حاليًا. أحاول حماية لوحتكِ حتى وإن كانت مُزيّفة.]
ورُبما.. حقيقة أني إن مكثت بالجوار فستصبح هيَ ما أملك وأخشى عليه، حتى وإن فسدت الأمور لاحقًا كما أتنبأ لها أن تفعل..
مسحت على وجهي بكلتا يداي بزفرةٍ قويّة ثم نظرت لها لأقول بالنهاية:
[حسنًا، لديكِ نقطة جيّدة.]
أو لا، لأن هانا كان لها نظريّة منطقيّة وهيَ تلافي نقاط الضعف منذ البداية كيّ لا أملك شيئًا بالسجلات يستحق مُحاولة محوه أو تعقبه من الأساس، لكني كما يبدو عقلي يسير بإتجاه وما أتفوَّه به بإتجاه آخر.
[عام واحد فحسب. عام واحد سيكون أكثر من كافٍ لتلك الـ.. تجربة، خلاله إن قررتِ الركض للتلال بأي وقت لا تنظري خلفكِ.]

Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp

$Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp Empty$ Trailer 11 Nordic Immigrants Camp

$Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp Empty$ رد: Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp

$Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp Empty$ رد: Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp

$Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp Empty$ رد: Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp

$Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp Empty$ رد: Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp

$Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp Empty$ رد: Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp

$Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp Empty$ رد: Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp

$Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp Empty$ رد: Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp

$Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp Empty$ رد: Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp

$Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp Empty$ رد: Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp

$Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp Empty$ رد: Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp

$Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp Empty$ رد: Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp

$Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp Empty$ رد: Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp

$Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp Empty$ رد: Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp

$Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp Empty$ رد: Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp

$Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp Empty$ رد: Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp

$Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp Empty$ رد: Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp

$Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp Empty$ رد: Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp

$Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp Empty$ رد: Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp

$Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp Empty$ رد: Trailer 11 \ Nordic Immigrants Camp