4722

من طرف **Róisín-Nisha Dragic** 3/6/2022, 7:59 pm

عدت للمنزل لأركل الباب خلفي مغلقة إياه واستندت له بظهري بإرهاق.
أتمنى لو كان بيدي ركل مؤخرة المُتسبب بهذا، لكنه رئيس وزراء، إضافة إلى أن لديه أعين جراء يصعب قول لا أمامها.
كورت أصابعي أمامي بحنق.. ها أنا ذا أدفع ثمن عاطفتي!
ارتخت أصابعي حين سمعت خطوات صغيرة تدبدب نزولاً من الطابق العلويٍ:
× لقد عدتِ لقد عدتِ لقد عدتِ!
سمعتها بأول مرة T_T
رسمت ابتسامة واخرج التأوه مختنقًا مع الضمة التي رافقت قفزة مباغتة نحوي.
× أوف!
زيفت سعال وقلت:
× آه.. أخبرتكِ أن تترويّ ولا داعي للركض، مايف.
رفعت وجهها لتواجهني بأعين الجراء خاصتها بدورها:
× أنا جائعة!
تنهدت وقدتها من يدها للمطبخ:
× دعينا نستكشف ما الذي تركته لنا السيدة ماتيلدا.
ماتيلدا هي المساعدة بالمنزل، ومربية بأوقات أخرى، لكنها أحيانًا تنسى أنها هنا كمربية لأجل مايف بالأساس وتوليني الأولوية بمهاراتها..
صدر عني صوتًا ساخرًا حين رأيت الملاحظة التي تركتها على باب الثلاجة..
لم أترك منزل أمي وأستقل كيّ تذكرني ماتيلدا بسبب رغبتي في الابتعاد عن أمي.
بدأت أخرج الأطعمة المحفوظة بحرص للتسخين..
× أيمكننا الخروج للسباحة قليلاً بعد تناول الطعام.
رفعت حاجبًا استنكاريّ ونظرت للنافذة:
× الشمس موشكة على الغروب..
وها هيَ نظرات الجراء..
تنهدت. حسنًا، أعني الآن أفضل من السباحة أثناء حمئة الشمس أليس كذلك؟
× أجل، لكننا لن نطيل. لا نريد إزعاج السيد نيلسون، إتفقنا؟ لو ظن أن بالمنزل لصًا سيبلغ عنا الشرطة قبل أن يخرج ليتأكد.
لا أحد مهتم للغاية بإيذاء وزيرة الثقافة، وتلك كانت الحجة التي تمكنت بها بالحصول على نيلسون وحده دون فريق كامل. ولأنه رجل وحيد يشغل المنصب فهو سائق وحارس بالوقت ذاته ولديه مهارات تعوض غياب فريق كامل ويمكث معنا هنا بغرفة ملحقة بالباحة الخلفية وقد أو قد لا يكون مخيف.. إحم.. قليلاً. لذا لا، لا نريد إزعاج السيد نيلسون.

من طرف **Róisín-Nisha Dragic** 28/12/2022, 4:48 pm

رسمت ابتسامة لم أحاول إخفاء زيفها بوجه عم مايف حين طالعني وجهه بمُجرد فتحي الباب. سوف تقضي ما تبقى من عطلة الشتاء مع عائلة والدها وهذا فقط.. عظيم.
راقبتهما يذهبان لسيارته، وبمُجرد أن تأكدت من صعودها أغلقت الباب حتى بعدما لاحظت أنه فتح فمه ليتفوه بشيء ما.
اتجهت للمطبخ لأبدأ بإعداد شيئًا لأتناوله، ولكن هذا ذكرني بأمرٍ ما..
اتجهت عيناي تلقائيًّا للملف على طاولة الطعام. لقد أتتني أوراق الطلاق موقَّعة لمكتبي منذ بضعة أيام، ولم يصلني صوت آخر منه -طليقي- بعدها.
أخرجت هاتفي، وبما أني كنت قد سجلت رقمه مسبقًا، فتحت محادثة جديدة بيننا:
× شكرًا، أدين لك بوجبةٍ مُستحقة الآن.
هل سأحصل على إجابةٍ مُرضيَة إن سألتك كيف أتممت الأمر؟
R.D

من طرف **Róisín-Nisha Dragic** 29/12/2022, 11:53 pm

ضحكت بزفرةٍ صغيرة عِندما قرأت رده. بالطبع لن أحصل على شيء، من ظننتني أحادث!
× وصلت. ومُتفرغة ليومين آخرين. تنتهي عطلتي مع بداية الأسبوع المُقبل. أ هُناك شيئًا مُعين تود تناوله؟ أو مكوِّن ما تتحسس منه؟

من طرف **Elliot Robinson** 31/12/2022, 8:45 pm

أخبرتها أني سآتي اليوم و بالطبع لم أسأل عن العنوان لأنه كـان لديّ منذ.. وقتِ.
طرقت الباب بهدوءِ و كنت قد أحضرت مكوناتِ مُفضلة لديّ لتقوم بطهيها. قد تراها قلة ثقةِ و لكنها لم تكن كذلك تحديداً. الأمر هو عدم ثقة نهائيّ بحصولها على مكوناتِ ترضي ذوقي. لذا فقط توفيراً لخيبةِ مـا أتيت جاهزاً. أيضاً..
رمقت صندوق الزهور، لا أتذكر آخر مرة أتيت لإمرأةِ بهديّة و كـانت هديّة سارةِ.
من النادر للغاية أن أندم على فعل شيئاً مـا لكني لستُ مُتأكداً من أمر الزهور الآن.

من طرف **Róisín-Nisha Dragic** 3/1/2023, 12:49 am

كنت أضيف لمسة عطرٍ بسيطة حين سمعت الطرق. هبطت للطابق السفليّ لأتفقد هويّته أولاً ثم اعتدلت بوقفتي، تنفست بعُمق، وفتحت الباب لتهب الموجة الباردة داخل المنزل وتجعلني أمرر يدًا على ذراعي:
× سعيدة لأنك لم تتجمد بالمسافة بين السيارة والباب..
هبطت عيناي لصندوق الزهور ورفعت حاجبيّ مع نظري الذي صعد لوجهه قبل أن يعود للصندوق مُجددًا بضحكة خفيفة:
× بيضاء.. أ هذا له علاقة بإسمي؟ إنها جميلة. شكرًا لك.
أخذته منه وأشرت له ليدخل سريعًا وأغلقت الباب خلفه:
× أتمنى ألا يكون هذا الصندوق مشروطًا بجودة الطعام لأنك لن تستعيده.
مالت رأسي بفضول حين لاحظت شيئًا آخر معه:
× وما.. هذا؟
وضعت الزهور على المنضدة للآن وأشرت له تجاه الأريكة ليجلس:
× عدم سؤالك أو تأكدك حتى من العنوان لم يكن مُريبًا على الإطلاق..

من طرف **Elliot Robinson** 5/1/2023, 3:31 am

تأملتها بنظرةِ شملتها من رأسها لأخمض قدميها دون ظهور أيّ إنفعالِ على وجهي و رائحة عِطرها الرقيق يصلني بوضوحِ.
- لا أمانع البرد.
خلعت مِعطفي عندما دخلت و أنا أتفقد المكان بعيني. كان أبسط بكثيرِ مما توقعت و لكن ليس سيئاً.
- إسمكِ؟ مُطلقاً.. ما يهم أنها راقتكِ.
أخرجت من جيب المعطف الدُمية المحشوة الصغيرة، وضعتها بيدها و قلت بجِديّة.
- هذه للصغيرة. لا تَطمعي بِها.
قبل أن أجلس وضعت الحقيبة على طاولة المطبخ :
- هذا ما ستقومين بطهيه.
مالت زاوية فِمي بإبتسامة تهكميّة.
- ظننت أننا تخطينا مرحلة الشعور بالريبة لأشياءِ بديهيّة. لكن على أيّ حال، عنوانكِ ليس سِراً.

من طرف **Róisín-Nisha Dragic** 6/1/2023, 3:47 pm

نظرت له بدهشة:
× حتى هذا البرد؟ أجده مزعجًا حتى إن كان معتادًا.
رمقت الدميَة بيدي بصمت لثوانٍ، ثم مالت شفتاي بإبتسامة خفيفة جانبيّة:
× صعب ولكن سأحاول.
أجلستها على المنضدة مستندة لآنية الزهور ثم ذهبت لأتفقد الحقيبة التي تحوي ما سأقوم بطهيه لأن هذا ليس مبشرًا، ومع انتهائي من فرز كل ما كان بالحقيبة لتصبح طاولة عرض صغيرة قلت وقد رفعت حاجبًا بعدم تصديق:
× نسيت الملح.
زفرت لأعيد عيناي لما أمامي بنظرة شاملة:
× سأحاول تجاهل الإهانة بتلك اللفتة اللطيفة لكن أخبرني، هل تفعل هذا مع كل دعوة طعام تصلك؟
هناك ما بدأت بوضعه بالثلاجة حتى يحين دوره كيّ يترك لي مساحة أمامي وبدأت بترتيب الباقي:
× الجانب المشرق هو أنك أعطيتني حجة مثاليّة في حال لم تروقك النتيجة النهائيّة.
طرقعت أصابعي مستدركة:
× أجل، صحيح، أنسى هذا أحيانًا. رُبما لأنني حين أتذكر أتخيَّل منزلي مُحاطًا بالاحتجاجات والعصيّ المشتعلة والكثير من المناجل.

من طرف **Elliot Robinson** 6/1/2023, 9:00 pm

لستُ مُعتاداً على المُشاركة. أعتبرها مدخل لكشف نقاط ضَعفِ قد تُستخدم ضدي فيما بعد و لهذا حتى أقل التفاصيل، الأفكار ، الأراء الشخصيّة أحب الإحتفاظ بها لنفسي، و هذا كان أكثر من ممتازِ لأني أظل الشخص الذي لا يعلم عنه أحد الكثير ليس سوى ما يصرح به.
و لكن..
هل سأكون مُستاءاً للغاية إن كانت هيّ إستثناءِ؟ أعني هي بالفعل إستثناءاً، حتى و إن لم تَعلم هذا. لكن لأيّ درجة تحديداً؟
ظَلّ بصري مُثبت عليها لثوانِ قبل أن أجيب بنبرة هادئة لا تشي بشيءِ من أفكاري.
- حتى البرد الأسوء من هذا. و الأمر لا يتعلق بكونه مُعتاداً، أنا أفضل البرد. لأنه يجعل العالم بأكمله أكثر هدوءاً و كأنه عباءةِ تُغلف كُل شيءِ. نظرة شاعرية لكن هناكَ أشياءِ لا يوجد تفسيرِ لها سوى تفسيرِ شاعريّ و هذا كُل ما نملك. حتى شخصِ مثلي يفهم هذا.

ضحكت ضحكةِ جانبيةِ قصيرةِ على نسياني للملح. لم أنسى لكني أثق بملحها على الأقل، حتى و إن كان ليس بنفس الجودة التي أتوقعها.
- لا تتحججي الآن بأن لديكِ ملحِ رديء.

راقبت ما تفعل و أجبتها ببساطةِ:
- لا أجيب دعواتِ لا تتعلق بالعمل. أساعدكِ بشيءِ؟

و تعليقاً عن المنزل:
- لو كُنّا بزمنِ آخر لما إبتعد هذا التخيل كثيراً عن الحقيقة.

من طرف **Róisín-Nisha Dragic** 7/1/2023, 12:10 am

توقفت يداي عن الحركة ورمقته أثناء حديثه..
× بلى، لم أتوقع هذا الجانب منك.
خرجت بعد انتهاءه ببضع ثوانٍ حاولت خلالهم تذكير نفسي بأن هذا يحدث فعلاً.. أن لديه نظرة شاعريّة للأمور، وأنه يشاركني إياها.
رفعت شعري لأعلى قبل البدء:
× لكنه نظرة مُثيرة للاهتمام، لم أختبرها قبلاً. بالنسبة لي، غالبًا ما أفضل الحياة التي تُبعثها الحركة وألوان الأجواء الدافئة..
لم أتوقف عمَّا أفعل ولكن الإضافة خرجت بشيء من الآليّة:
× ولكني لم أختبر هذا النوع من الدفء لأعوامٍ الآن، لذا رُبما تغيَّر شيء أو اثنان أفقداني القدرة على التأقلم بشكلٍ عام.
أدرت عيناي:
× لا تجعلني ابدأ. لديّ خيال خلَّاق وقد أبهرك بكم الحجج التي يُمكنني استحضارها من العدم إن فشلت تلك العمليّة، عدا رداءة ملحي. ودعني أحزر، أنت من مُحبي احتفاظ اللحم بشيء من طعمه الأصليّ عِند التقديم؟
عقبت بتقطيبة خفيفة:
× هذا.. جاف، لكن يمكنني تفهمه. كيف حال علاقاتك الاجتماعيّة؟
ابتسمت وحرّكت يدي في دعوة لينضم للحفل:
× أتملك مهارات مطبخيّة؟ يُمكنك تقطيع عينات الخضوارات التي أتيت بها كبداية. وحتى وإن لم تملك مهارات، الآن هناك حجة إضافيّة.
ضممت شفتاي معًا كيّ أكبح اعتراضًا قويًّا، وفقط غمغمت:
× شُكرًا، لم أكن أرغب في سماع هذا. لا نوم لي الليلة على ما يبدو.

من طرف **Elliot Robinson** 9/1/2023, 5:33 pm

ليس و كأني توقعت أيّ رد فِعل آخر منها لكن كـان هناكَ جُزءاً بداخلي يشعر بإستمتاعِ فقط لمراقبة دهشتها.
- شاعريتي تتوقف عِند هذا الحد. لحُسن الحظ.
و لأكون صادقاً نظرتها لم تكن تناسبها. إن كنت أتخيلها بشيءِ -و قد أكون أفعل- فليس بأجواءِ دافئة.
راقبتها عن كثب صامتاُ دون تعليقِ ثم بعد دقيقةِ قلت بنبرة هادئة ثابتةِ
- أراكِ تتأقلمي بشكلِ جيد. لدينا قُدرة واسعة على التأقلم قد تُدهشكِ. لستِ إستثناءِ و لكنكِ لا تُعطي نفسكِ الرصيد الكافي.
هَززت رأسي على ملحوظتها بشأن اللحم، هي تؤكد لي بكُل لحظةِ صِدق إنطباعي عنها. و الذي كان على غير العادة إنطباعِ جيد.
- ليس جافاً، عمليّ. و علاقاتي الإجتماعيّة بخير طالما تظل داخل الحدود التي أرسمها.
لم أعلق و تركت مهاراتي تتحدث نيابةِ عني، رفعت أكمام قميصي و أمسكت بالسكين لأقطع الخضروات بطريقةِ سريعة و مُحددة لا يوجد قطعةِ أكبر أو أصغر من الآخرى.
- أأنتِ قلقلة على سلامتكِ؟

من طرف **Róisín-Nisha Dragic** 10/1/2023, 7:35 pm

ابتسمت له:
× لا بأس، لست متطلبة.
اكتفيت بهمهمة بخصوص التأقلم بما أني لا أشعر بما يراه هو لكن بما أن هذا ما يظهر عليّ فسأعتبره النصف الممتلئ من الكوب.
لازلت أرى الوضع لديه جافًا، وكأنه ينأى بنفسه عن أي علاقات حميميّة متعمدًا..
× أ هناك..
ابتلعت السؤال ضاغطة شفتاي معًا، لا أتوقع أن أحصل على إجابة مرضية بعد طرحه، وفقط قلت:
× دعك من هذا، لكن أين تنتهي الحدود بالعادة؟ بما أنك تقف بمطبخي وتقطع.. خضراوات.. أ تُمازحني الآن؟!
رمقته بإستنكار واضح بعد الطريقة التي قام بالتقطيع بها لأتناول قطعة فلفل وأشرت برأسي للخارج
× غادر مطبخي إذا كنت تريد مني إنهاء هذا، إن بقيت ستعد أنت الباقي لي، وإن لم تفعل فسوف أطالبك لاحقًا بأن تعد لي وليمة من الصِفر يومًا ما. متى تعلَّمت هذا؟!
عدت لما أفعله وأجبته بهدوء:
× سأترك لك تخمين إجابة هذا السؤال.

من طرف **Elliot Robinson** 10/1/2023, 8:59 pm

علقت بهدوءِ:
- بعض التطلب قد يفيدكِ. ليس عليكِ أن تقنعي بما لديكِ، يُمكنكِ طلب المزيد. ما أسوء شيء قد يحدث؟ لن تحصلي عليه؟
توقفت عما أفعل و أجبت سؤالها الذي لم تسأله أو لم تَكمله لأني أعلم عما كانت ستسأل.
- لا.
عاد بصري أمامي
- لقد أسديت لكِ خدمة صحيح؟ و أنتِ تقومين بردها. مطبخكِ، مكتبكِ.. لا فارق هذا مُجرد رد خِدمة.
و رُبما هذا بدا عمليّ أكثر مما ينبغي، رسميّ.. و لا أستطيع وضع إصبعي على سببِ واضح لمحاولتي إثبات أن هذا ليس شيئاً مميزاً لأني أعلم جيداً أنه ليس معتاداً و أني لا أقدم خدماتِ فقط لأجل وجبةِ.
ظلّ بصري ثابت أمامي قبل أن أبتسم إبتسامةِ جانبية .
- تُطالبيني؟ هذه قفزة واسعة بعلاقتنا.
عقدت ذراعيّ و إستندت بظهري لطاولة المطبخ.
- تعلمت الكثير. لديّ حصيلة واسعة بفنون عديدة. الطهيّ واحدِ منهم.
ظَل بصري عليها للحظةِ بعد إجابتها.
-ممن؟ ما أكبر مصدر قلقِ؟

من طرف **Róisín-Nisha Dragic** 17/1/2023, 2:23 pm

أومأت وهززت كتفاي:
× أجل، هذا هو تمامًا ما لا أريده. إن كنت لا أتوقع ممن أمامي أن يُلبي لي طلبًا من الأساس أفضل توفير وقتي وطاقتي وتجنب رفضًا توقعته من على بُعد أميال.
أُخذت قليلاً بإجابته على السؤال الذي قررت عدم طرحه ولم أجد تعليقًا لثوانٍ، لكن بالنهاية تنهدت:
× حسنًا.
بدأت بتسوية اللحم، لكن يدي توقفت للحظة مُصغيَة له، قبل أن أتابع وقلت بهدوء مُبقيَة عيناي على قطعته كيّ لا أبالغ بتسويتها:
× صحيح.. مجرد رد خدمة. كنت أخطط لتكرار الدعوة دون انتظار خدمات إضافيّة منك قبلها..
اعتدلت بوقفتي ودلّكت عنقي لأقول بفتور:
× رُبما كان قرارًا متسرعًا، وقد بالغت بقراءة الأمور مجددًا. عذرًا. كان يُمكنني أن أعد الوجبة وأرسلها أو ما شابه. لسببٍ ما هناك استنتاجات وحلول بسيطة معينة تعبر من فوق رأسي. أشعر ببعض الذنب الآن لإضاعة وقتك بالرحلة.
عقدت ذراعاي وإلتفت ناظرة له ثم أملت رأسي قليلاً بما أنهُ لم يكن يواجهني حين ابتسم، ولم تبدو كإبتسامة تهكميّة أو تحمل شيئًا عدوانيًا وهذا جعلني أرفع حاجبيّ:
× يُمكنك أن تبتسم هكذا..
ثم قطبت:
× ولما قد تُخبرني بأن التطلب سيفيدني إن كنت ستقول شيئًا كهذا الآن؟!
استدرت لأقوم بإخراج صحون التقديم:
× حقًا؟ هل كنت فضوليًا بصغرك مُحب للتعلُّم؟ ولا بأس، لقد ساعدتني بأكثرهم إزعاجًا للآن. أستطيع التعامل مع البقية على ما آمل.

من طرف **Elliot Robinson** 18/1/2023, 7:52 pm

رَفعت حاجبيّ قائلاً بتقريرِ:
- بهذه الطريقة ستفوتكِ الكثير من الفرص التي كان بإمكانكِ إغتنامها. ليست إستراتجيّة ذكيّة إن أردتِ رأيّ. و أشك أنكِ تفعلي.
عقدت ذراعيّ مُستنداً بظهري للطاولة أنظر لها بملامح هادئةِ:
- لما؟ ألا تشعري بالتوتر بوجودي؟
نظرت للأرضيّة و للشقوق الصغيرة بين كُل لوحةِ خشبية
- لم تُبالغي بقراءة شيءِ. كيف كنت ستأكد من أنكِ طاهيّة الطعام؟ إن لم أكن أريد القدوم لما أتيت. فلا تشعري بالذنب. من النادر أن أكون " مُضطراً" لقبول دعوة بدافع الذوق و ليس الرغبة.
إبتسمت إبتسامةِ جانبية طَفيفةِ و إرتفع نظري ليتوقف عليها:
- لأني لم أقل لا. لم أرفض. طَالبيني و إنتظري لتري النتيجة. قد أفاجئكِ.
هَززت رأسي نفياً
- لم أكن فضولياً. الأمر أن والدي كان له طريقته بالتربية. أراد وريثه الوحيد أن يتعلم كُل شيءِ من أول الأشياء التافهة إلى المهارات الأكثر جِديّة كي يُمكنني حمل عِبئ ميراثي وَحدي. الآن أنا ممتن له عندما أنظر للأمر من وجهة نظر محايدة. وقتها رآه الجميع قاسِ. لكنه لم يكن كذلك. كان لديه نظرةِ بعيدة فحسب. نظرةِ عمليّة.

من طرف **Róisín-Nisha Dragic** 19/1/2023, 2:56 am

× لقد وصلت لما أنا عليه بطريقتي بالفعل، ولا أملك حتى الآن خططًا أعلى كيّ أتخذ استراتيجيّة جديدة، لكن ما الذي يجعلك تظن أني لا أريد رأيك؟ أنت رجل أعمال ناجح، حتمًا تملك شيئًا مفيدًا بجعبتك، عدا خطط العرض والطلب. لديّ سُمعة بالفعل لا أحسد عليها وفي المقابل هناك ما أخشى عليه لألا أحاول تأجيج تلك النيران.
ثم تعليقًا على التوتر أجبت:
× ليس أثناء وقوفك بمطبخي. أعتبرها منطقة منزوعة السلاح.
رمقته بصمت قليلاً قبل أن أجيب نقطة تأكده بتربيتة على صدري وقلت بنبرة تحمل ما يكفي من الجديّة:
× بقلبك.
أطفأت النيران على الطعام واقتربت منه لتمُر عيناي على ملامحه بهدوء من هذا القرب:
× وبعد فتح هذا الباب، بأي مصب تتهي تلك الخدمات؟ ما الذي تريده مني فعلاً؟
مالت شفتاي بعدم اقتناع بالنظرة العمليّة:
× تبدو كخطة محكمة لعزلك عن الحياة والبشريّة، إن أردت رأيي.

من طرف **Róisín-Nisha Dragic** 29/9/2023, 10:29 pm

تركت المنزل بخطواتٍ واسعة سريعة، لأصعد للسيارة، مقعد السائق، وأغلق كل شيء حولي لأقطع كل تواصل ممكن مع.. كل شيء. إنقبضت أصابعي حول المقود ومِلت لأسند له رأسي بينما أحاول إطاله أنفاسي.. إن كنت أريد التفكير بعقلانيّى، بعمليّة، فرُبما عليهم أن يكونوا أعمق...
ولم أكد أكمل الفِكرة حتى بدت غير مناسبة، تافهة، لأعيد ظهري للخلف وألطم عجلة القيادة بحدة مراتٍ متتاليّة بغضب. حرّكت أصابعي بشعري للخلف معيدة ظهري للمقعد ناظرة أمامي. ظللت على الوضع نفسه لدقائق لم أحسبها، حتى بدأت أشعُر بعقلي يعود لدورانه، والأسلاك تتصل معًا.
زفرت زفرة طويلة، ثم تحرّكت أخيرًا لأخرج هاتفي بهدوء، وطلبت رقم إليوت.

من طرف **Róisín-Nisha Dragic** 2/10/2023, 6:49 pm

لقد أجاب سريعًا، وإجابته أعادتني من شرودٍ آخر لم يطيل. كنت قد انتويت برأسي أنني سأنهي المكالمة إن لم يجيب بعد ثلاث رنات، وأجاب قبل انتهاء الثالثة.. هذا طفوليّ.. لكن على الأقل عدم إجابته أو تأخره كان ليثبت لي شيئًا، ولهم.
× الهديّة التي أحضرتها لمايف..
دلّكت عيني اليسرى بباطن يدي الحرّة:
× أ يُمكنك.. الاستدلال على مكانها الآن؟

من طرف **Róisín-Nisha Dragic** 7/10/2023, 10:28 pm

نبرته جعلت حاجبيّ ينعقدان.
لم يكن السبب سلبيًا على عكس المُعتاد مني، وإن كنت للآن لا أفهم ما الذي جعلني أتوقع منه أن يهتم لأجلها لتلك الدرجة.
هل سيُثبت هو والتوقيت الآن كم كنت خاطئة؟ توقعتها على أي حال ولكن.. كنت أتمنى ألا يثبت هذا الخطأ بتوقيتٍ كهذا.
× حدس..؟
كان هذا كل ما أملكه حفاظًا على ماء وجهي، لكن رده جعلني أتنهد بـ..
إنكتمت أنفاسي بمُنتصف تلك التنهيدة بينما تتعمَّق تقطيبتي تدريجيًّا مع حديثه بعدم فهم. أردت.. موقعًا وحسب.
× لحظة، هذا سيأخذ الكثير من.. الوقت..
اتسعت عيناي في ذهول بينما أنهي الكلمة بعد إنقطاع الاتصال وأبعدت الهاتف لأحدث بشاشته ببلاهة.
كُلما تعاملت معه أشعر بالغباء.. الآن أشعر بالغباء، وبالغضب.
لم أدرك كم من الوقت بقيت أحدق بالشاشة وأصابعي تنقبض بقوة حول الهاتف حتى ابيضت براجمي وبدأت تؤلم إلا عندما سمعت الطرق على نافذة السيارة ورأيت من يقف بتهذيب وصبر بالخارج.
جززت أسناني معًا، وترجلت.

4722

4722

رد: 4722

رد: 4722

رد: 4722

رد: 4722

رد: 4722

رد: 4722

رد: 4722

رد: 4722

رد: 4722

رد: 4722

رد: 4722

رد: 4722

رد: 4722

رد: 4722

رد: 4722

رد: 4722

رد: 4722

رد: 4722