رد: 121

من طرف **Nam Hyun-jun** 7/9/2022, 2:44 am

فتحت لها الباب لأدعها تمر أولاً ثم دلفت خلفها:
[يُمكنكِ المكوث هُنا حتى تهدأ الأمور، أو تجدي مكانًا أنسَب. سأترك لكِ رمز المرور قبل الرحيل.]
تركت لها حريَّة إلقاء نظرة أولاً قبل أخذها بالجولة الملكيّة:
[هُناك طعام بالثلاجة وهناك عاملة تنظيف تمُر كل جمعة صباحًا للتنظيف. أخبريني إن احتجتِ شخصًا للطبخ أو..]
حككت رأسي:
[إن احتجتِ أي شيء في العموم.]

من طرف **SooJin** 7/9/2022, 4:12 am

إتسعت عينيّ بمزيجِ من الإنبهار و الإفتنان سوياً:
- واه..هذا جميلِ للغاية!!
إقتربت من الزجاج لأرمق المشهد المُطِل.. يُمكنني التربع أمامه و المُشاهدة للأبد! كان هناكَ سلامِ غريبِ هُنـا و هدوءِ..
- أين نَحنُ؟
إلتفت له ليرتفع حاجبيّ و إندفع الدماء لوجهي لتخضب تدريجياً، آه.. نحنُ بمنزله؟
هذا..مُحرجِ، هذه أول مرةِ لي بمنزلِ رَجُلِ. نقيّت حلقي و قلتُ بخجلِ واضح:
- آ.. مـ..مـ.. ملابس؟ لَقد سُرِقت حَقيبة.. ملابسي..
ثُمَ إنتبهت الآن فقط انه قال رحيل!! إنعقد حاجبي و قلتُ ببطءِ:
- لما ترحل؟ أين ترحل؟ هل ستتركني وحيدةِ هُنا؟
المكان ناءِ وبرغم أنه جميلِ لكني سأشعر بالخوف وَحدي! أكملتُ بجديّة شديدة:
- ماذا إن كان مسكوناً و ظهرت لي آجوما بمنتصف الليل؟ أنا صغيرة و هزيلة كيف سأركض منها؟
ضممت يديّ سوياً:
- أرجوك لا ترحل، على الأقل حتى أطمئن أن المكان آمن. الملجئ كان مسكوناً أتعلم؟ . أنا لا أكذب كان هناكَ شبح فتاةِ مُعلقة فوق فراشي!
لولا تشان-يول لما أغمضت جِفناً لليلةِ واحدةِ لأنه كان يُخيفها بعيداً. أنا لا أخيف قِطة فمابالك بشبحِ؟

من طرف **Nam Hyun-jun** 11/9/2022, 2:48 am

ثبت نظري عليها مراقبًا إياها تتفقد المكان:
[منزلي..]
قبل أن أضيف حتى أني لا أقيم هنا أغلب أيام العام كان الاحمرار قد انتشر بوجهها، لأنقي حلقي وأتجه للمطبخ متصنعًا تفقد الثلاجة ومُحتوياتها فقط للتأكد لمرة أخيرة من أن ما أخبرتها به واقعيًا للاحتياط.
أغلقت بابها بعد أن أخذ مني الوقت أطول مما ينبغي والتفت لها بتقطيبة خفيفة:
[متى وأين سرقت؟ ويُمكنكِ إخباري بمقاساتكِ وسآتيكِ بأشياء جديدة صباحًا. إلى أن أفعل، يُمكنكِ استعارة شيء أو اثنين مما لديّ هُنا.]
تحرَّكت تجاه ممر الغرف قبل أن أتوقف لألتفت لها ببطء ودهشة مع استنكارها
[ألن يُزعجكِ بقائي؟ لا أريد التسبب لكِ بحرجٍ أو ضيق لا داعي له.]
إرتفع حاجبيّ مع ما تقوله، ولثوانٍ إضافيّة بعد انتهائها لم أتحدث، وبالنهاية يدًا تحرَّكت أولاً مُشيرة لها، لكن مُجددًا أبت الكلمات في أن تصعد لطرف لساني، لأحرك رأسي دون معنى واستدير مغمغمًا لنفسي أكثر منها:
[لما عليكِ أن تكوني بهذا اللُطف..]
ليس وكأن بإمكاني أن أطلب منها التوقف عن كونها.. هيَ!
[سأريكِ الغُرف.]
أرشدتها لغرفتي أولاً كيّ آتيها بأحد قمصاني القطنيَّة ومنامة مريحة -لم تعُد تنامسبني بعد أشهر من التدريبات بغرض إبقاء رأسي بمكانه بعد ما اضطر للمرور به يوميًا- لتختار بينهما.
أريتها مكان دورة المياه ثم وصلنا للغرفة الإضافيَّة التي ستمكث بها:
[يُمكنني المكوث لأسبوع، بعدها سيكون عليّ العَودة لمكاني القريب من الشركة بما أن برنامجهن سيُكثَّف بالفترة المُقبلة ولن أملك رفاهية الترحال لمسافاتٍ طويلة. أيضًا لا أريد أن أجذب لكِ انتباهًا قد لا تحتاجينه الآن بتحرُّكاتي.]

من طرف **SooJin** 12/9/2022, 4:52 pm

فركتُ شعري و أجبته بحرجِ لأني لم أكن مُنتبهةِ وقت السرقةِ:
- بمحطة الحَافلاتِ. لم أرى من سَرقها. لم يكن بها شيءِ هام سوى ملابس و أحذيّة.
إبتسمتُ و رفعت حقيبة يدي بنصرِ:
- إحتفظت بتلك.
لقد تحول مزاجي تماماً و نسيّت للحظات وضعي الحالي. لديّ ذاكرة سمكةِ عندما تتعلق بالأشياء السيئةِ.
إرتفع حاجبيّ:
- يُزعجني؟ هذا منزلكَ! أنا المُتطفلة.. أيضاً لا أظن أني سأحب البقاء وحدي الآن. كِدت أفعل شيئاً غبيّ مُبكراً.
تخاذل كتفيّ بعض الشيء و زفرت ثُمَ سِرت خلفه لأتوقف بنصف الطريق:
- أنا.. لا أتضايق من وجودكَ، كنت أظن العكس.
أخذت القميص لأنه سيكون عليّ ثوباً، أنا أقصر مِنه بكثير و لكني أرتدي كعوباً عاليّة أغلب الوقت دونها أنا قزمةِ.
هَززت رأسي بإبتسامةِ خفيفة:
- إسبوعِ جيد. خلاله سأكون قد تصرفت.
أخفضت نظري للقميص و تخضب وجهي قليلاً لأخفض رأسي:
- شُكراً.
ذهبت لدورة المياه لآخذ حماماً طويلاً بعض الشيء أغسل عني إرهاق أيامِ طَويلةِ ثُمَ بينما أرتدي القميص و أضع ذراعيّ به رفع معصمي لأقرب أنفي من أكمام القميص و أبتسم بتلقائيّة دون إنتباهِ مغمغمةِ:
- رائحته جميلة.
نظرت لوجهي بالمرآة. أبدو بشعة بعدما غسلت المساحيق و ظهرت عينيّ المنتفخةِ. وضعتُ كمادات باردة على عينيّ حتى قَلّ إنتفاخهُما قليلاً و غادرت دورةِ المياه شاعرةِ بحرجِ أكبر أنه سيراني هكذا و لكني أفضل أن يراني هو هكذا أفضل من غريبِ.
أصدرت معدتي صوتاً عالياً لألف ذراعيّ حولها بوجهِ يكاد ينفجر.
- آ..
نقيّت حلقي و أشرت للثلاجةِ:
- سـ.. سأعد عشاءاً. ستأكل معي صحيحِ؟

من طرف **Nam Hyun-jun** 14/9/2022, 9:46 pm

تحرَّك نظري للحقيبة التي رفعتها ورفعت حابجًا بتهكم لم أستطع كبحه..
[إنجاز يستحق الثناء.]
هززت رأسي دون معنى لألتقط هاتفي من على منضدة المطبخ:
[أي محطة حافلات؟ القريبة من حيث غادرنا؟]
عقدت ذراعاي مستمعًا لها، ثم قطبت قليلاً مع ذكرها لأمرٍ غبيّ:
[مثل ماذا؟]
أخذت قرار المغادرة لأجلها بالأصل، بالخارج أستطيع احتواء أفعالي، بينما هُنا.. لا أضمن الخمس دقائق القادمة معها.
[لم يكُن هذا ما.. عنيته.]
نقيت حلقي بعدها ماسحًا بيد على شعري. لم أحدد الأسبوع كيّ تغادر هيَ بعده.
تركتها وخرجت لأقوم بمُراسلة دامي بأحدث التطورات، آملاً ألا تكون أقدمت على شيء أحمق لكن لا يوجد تحديثات بأخبار مُحركات البحث لذا أعتقد أن الأمور سلميّة للآن.
إلتفت لها حين خرجت وأجبتها بإيماءة:
[بإمكانكِ الطهو؟ يُمكننا أن نطلب طعامًا إن كنتِ مُتعبة.]
تلك ستكون معجزة لم أرها قادمة ولو كانت على بُعد خطوات من نظري.
جلست على أحد مقاعد مواجهًا مكانها:
[ما عنيته بتحديد الـ "أسبوع" هو أنهُ سيكون لكِ الحُريَّة لاعتبار المكان مكانكِ. لا أمكث به كثيرًا كما نوهت.]
زفرت معيدًا ظهري للمقعد وبعثرت شعري.. كان يومًا طويلاً!
[أتودين التحدث عمّا حدث؟]

من طرف **SooJin** 16/9/2022, 7:41 pm

عضضت على شفتي بحرجِ مع التهكم بنبرته. أنا نفسي لا أعلم سبب الفخر بصوتي.
رمقته يُمسك بهاتفه لأسأله بفضولِ
-ماذا ستفعل؟ و لا ، المحطة القريبة من المنزل.
حدقت به بصمت للحظاتِ طويلةِ ثُمَ إبتسمت بتوتر لأهز رأسي نفياً:
- لا شيء. لا تأخذ ببالك.
سيعلم قريباً من تحديثات مواقع التواصل التي سيتم وسم إسمي بِها. من الجيد أن هاتفي ميت منذ بضعةِ أيامِ، لن أرى ما سيقولونه عَني.
تخاذل كتفيّ و زفرت بعُمقِ، لأستدير و أبدأ بطهو عشاءاً بالفعل أثناء كونه بالخارج. عِند عودته كانت رائحة الأرز الطازج تُعبئ المكان بالفعل و أنا أعِد الأصناف الجانبية.
- أستطيع الطهو، التنظيف، الخياطةِ، كُل الأعمال المنزليّة تقريباً، كنت أساعد بمنزل والدتـ.. أعني بمنزل السيدة بارك خاصةً عندما يكون هناكَ نقصِ بالخدم. لا أحد يُحب فتاةِ بلا فائدة بالجوار.
صمتُ عندما وجدتني اكرر بعضاً من حديثها و إبتسمت لأغطي على ما قلت سريعاً.
- ثُمَ.. هذا أقل شيء أفعله لكَ. لقد آ.. أنقذتني.
رفعت الملعقة الخشبية لأتابع بصوتِ مرحِ:
- أنتَ كفارسِ شُجاعِ! جئت للمُساعدة و أخذت صفي و قمت بحمايتي أيضاً و تبحث عن ملابسي و ستتركني أمكث بمنزلكَ.. هذا.. كثيرِ و ما أفعله حالياً قليلِ لكن هذا ما بيدي حالياً.
وضعت الملعقة جانباً و سألته بجديّة:
- أهناكَ شيءِ استطيع فعله؟ أيّ شيءِ.. أنا بصدق مدينة لكَ بالكثير الآن.
همهمتُ على تفسيره و لم أجادل، لازلت لا أعلم ماذا سأفعل و لكن حركة يدي أثناء تقطيع الخضروات تباطئت:
- الحديث عما حدث؟ أم ..إن كان ما يذاع حَقيقيّ؟

من طرف **Nam Hyun-jun** 18/9/2022, 5:28 am

أدرت الشاشة نحوها محركًا إياها:
[أحاول إيجاد الحقيبة.]
بقى نظري مثبتًا عليها لثوانٍ إضافيّة بعد رفضها إخباري قبل أن أسأل بهدوء:
[أ هو شيء غبيّ للغاية؟ يُمكنكِ مُهاتفتي إن طرأت على خيالكِ أفعال غبيّة تعلمين أنها لن تعود بفائدة على أي أحد. هناك نظام مشابه بيني وبين دامي وللآن الأمور مُستقرة. اليوم مثلاً، كان يقع ضمن فترة مُحددة طلبتها منها للبحث عنكِ قبل أن تفتعل شيئًا غبيًّا. لست غريبًا على مثل تلك القرارات، لا تقلقي، ولستِ وحدكِ كذلك. لم يكن ما مررتِ به هينًا بالنهاية.]
استمعت لها بصمت دون تعليق بالبداية، كانوا يعاملونها كخادمة هناك؟!
[لستِ مدينة لي بشيء. يُمكنكِ اعتبار ما حدث كطريقتي لكبح دامي إن كان هذا سيُشعركِ بشعور أفضل. هُناك أيضًا حقيقة أني مُعجب بكِ، لكن تلك قد تجعل الأمور أكثر ريبة بيننا. أتمنى ألا تكون تلك رائحة احتراق الأرز.]
لم أجيبها على الفور، حككت مؤخرة عنقي قبل الرد ببطء:
["التحدث عما حدث" يشمل كل ما سبق، لكن لكِ الحُريَّة فيما تريدين الخوض به وما تفضلين عدم المس به.]

من طرف **SooJin** 18/9/2022, 10:11 pm

إتسعت عينيّ بإنبهارِ تامِ.
- يُمكنكَ فعل هذا بهاتفكَ؟
إبتسمتُ إبتسامةِ واسعةِ:
- هذا رائع!
إستمعت له بإهتمامِ و تحولت الإبتسامةِ لإمتنان و تقديرِ، لا أعلم ماذا فعلت لأستحق صداقةِ دامي لكنها تقريباً صديقتي الوحيدة الحقيقيّة، الجميع تخليّن عني وقتها حدث ما حدث.
- هل حاولت قتل نفسها قبلاً؟ لا أتمنى أن يكون هذا قد حَدث. هِيّ أقوى منى و لكن بدفاعي عن نفسي كُنت ثملةِ و أنا ثملةِ سيئةِ.
رفعت رأسي لأرمقه بقليلِ من الضيق، لا أريد أن يكون سبب أفعاله الوحيد هو أن يكبح دامي فحسب، هذا يجعلني مُتطفلةِ عليه أو أسوءِ.. انه مُجبرِ! و أنا أريد الظن أنه يفعل هذا لأنه يهتم ولو قليلاً لأنه هذا أفضل. أفضل من أن أكون عِبئاً على أحدِ آخر. إبتسمت بقليلِ من الخيبة مغمغمةِ:
- صحيح.
إتسعت عينيّ بشدةِ بعدما أكمل حديثه لتسقط الملعقة الخشبية من يدي و أظل أرمقه بصدمةِ ثم أعتذر بتلعثمِ و أنحني كيّ أجلبها و أظل بالأسفل قليلاً بوجه قارب ينفجر. أ قال مُعجبِ بي لتوه؟ كنت أظن أني لا أروقه كثيراً.. لا أعلم كم من الوقت بقيّت منحنيّة أرضاً ممسكة بالملعقة و لكن الأمر أصبح مريباً لأنه طـال ثُم إعتدلت ببطئ لأحاول عدم النظر إليّه بسبب الحرج الذي يجعلني بندورة مسلوقة لكن هذا صعباً للغاية.
كان هناكَ إعجاباً قديمِ تجاهه لكنه لم يبدو و كأنه مُهتماً و توقف الأمر عِند هذا الحد. عُدت للتحديق به و ضغطتُ شفتيّ بإبتسامةِ، هو لَطيفِ..و أجبته بنبرةِ خافتةِ:
- الأرز بخيرِ، لا تقلق عندما ينضج سنسمع نغمة الوعاء.
ثُمَ إرتفع حاجبيّ، ألم يستخدم وعاء طهي الأرز من قبلِ؟ على الإطلاق؟ كيف يحيا وحده؟
عادت عيني لتتعلق به و يحتقن وجهي مُجدداً.
نقيّت حلقي و إختزلت أحداث الليلة بأكملها بما حدث للتو و الباقي أصبح مُبهماً و ضبابيّ.
إنتهيّت من إعداد الأطباق الجانبيّة و وقف مُستندة للطاولة أواجهه و أتحدث بحرارةِ لأني لديّ الآن سبب مضاعف لنفيّ كُل هذا:
- لا شيء منها صحيحِ. لستُ حبلى بالتأكيد لأني لم أقم علاقةِ مع أحدِ أنا مُتأكدة لأني.. آ..
وضعتُ يديّ على وجهي و تنفست بعُمقِ، أحاول التصرف كناضجةِ هُنا و لكني لا أفلح.
هدأت نبرتي لأتنهد:
- و لم أسرق بالطبع أو أختلس شيئاً. و أعلم مصدر الإشاعات و سببها لكن أيّ رد سآخذه لن يُجدي و سأتأذى و من حولي أكثر. كوني أعاني هذا يجعلها راضيّة و طالما هيّ راضيّة ستبقى هادئةِ.
أخفضت عيني و شردت قليلاً و ما أخرجني كان نغمة الوعاء لأذهب و أفتح الغطاء و أغرف لكلانا طبقاً و أعد المائدة بصمتِ، لقد وجدت أغلب أماكن الأشياء وحدي لأنها لم تُمس كما يبدو من طريقة رصّها.

من طرف **Nam Hyun-jun** 20/9/2022, 5:16 am

نظرت للهاتف.. حين تصيغها بتلك الطريقة، جعلتني ابتسم:
[إنهُ هاتف خارق. صفي لي الحقيبة، وهل بها أي علامات مميزة؟]
لطالما ضاعت أشياء هامَّة، وتكرار تلك الحوادث -إلى جانب أسباب أخرى- جعلت لي صلات بطول كوريا تُمكنني من إيجاد حقيبة تائهة.
إنعقد حاجبيّ بتقطيبة مُريعَة وعاد نظري لها. هيَ مُحقة، دامي كادت تُ،هي على البعض ورُبما على مستقبلها المهنيّ، لكن ليس نفسها.
[صحيح، كان هذا فعل غبيّ، للغاية.]
لم ألحَظ الصقيع بنبرتي سوى عندما انتهت العبارة لأدلِّك ما بين عيناي بزفرة:
[عُذرًا، يوم طويل.]
هل يحق لي حتى الشعور بالغضب أو لومها؟ لسنا على صلةٍ قريبة ولست الأفضل بالحِكَم الحياتيَّة كما أنها بررت بكونها ثملة.. لا أعلم ما الداع لتبرير كهذا لم يكن ليفيد لو أنها نجحت مثلاً!
إرتفع حاجبيّ مع صدمتها ثم سقوط الملعقة. أولست أكثرهم سلاسة! ها هيَ الغرابة تنتشر وتتوسَّع بجميع الأحوال.
كنت سأنادي لأطمئن أن كل شيء على ما يرام حين طال اختفائها بالأسفل، لكنها سبقتني بالظهور مجددًا وطمأنتني على الأرز لأرسم ابتسامة وأرفع لها إبهامي بإيماءة من رأسي.
أصغيت لها إلى أن انتهت قبل أن اسأل:
[وما الذي يجعلها عازمة بهذا الشكل على رؤيتكِ تُعانين؟ كما أني أشك أن شخصًا مريضًا مثلها سيظل ساكنًا لفترة، لذا برأيي التضحيَة لن تُجدي على المدى الطويل.]
راقبت حركة يدها لثوانٍ قبل السؤال:
[هل ستحادثين أخيكِ؟]

من طرف **SooJin** 20/9/2022, 9:17 pm

أخبرته بمواصفات الحقيبة لتختنق الكلمات بحلقي و أبتلع حديثي لأخفض عينيّ بذنب و أبدل ما بين قدمي في وقفتي بحرجِ عندما تبدلت نبرته و أقرّ بغباء فِعلتي. لستُ حزينةِ منه و لكن لأني أعلم أنه لم يكن عليّ فعل هذا!
قلتُ بصوتِ هامس.
- آسفة..
حركت الأطباق أمامه بصمتِ لأجلس إلى جواره و قبل أن آكل أيّ شيءِ نظرت إليّه لأقول بعد بُرهةِ:
- عما تعتذر؟ أنا من تفعل.. لا تغضب حسناً؟ لم أكن أفكر بشكلِ صحيحِ.
إبتسمت إبتسامةِ ضعيفةِ و ضممت يديّ برجاءِ:
- سامحني.
عاد إنتباهي للطعام و تلون وجهي عندما أصدرت معدتي صوتاً أعلى لأتناول حصة ممتلئة من الأرز كيّ أجعلها تصمت.
تباطئت حركة فمي لأبتلع ما به و أشرب قليلاً من المياه:
- لأني إنفصلت عن يونهو. هذا غير مقبولِ و لم يكن مسموحِ لي بهذا إلى عند أخذي للإذن. لقد حذرتني و لم أستمع. و أيّ تضحية؟ هل تظن أني أستطيع فعل أيّ شيءِ يمسها؟ لا أحد يعلمها مِثلي هل تعلم أنكَ إن قاومت التيار تغرق أسرع؟
حركت رأسي نفياً:
- لا. ليس الآن. قد أطمانه فيما بعدِ و بالطبع لن أخبره بشيءِ.

من طرف **Nam Hyun-jun** 23/9/2022, 4:42 pm

تركت الهاتف جانبًا والآن لا نملك سوى الانتظار حتى تصلني إجابة بخصوص حقيبتها.
تعمّقت تقطيبتي لأنظر لها:
[لا أظنكِ مدينة لي، أو لأحد آخر، بطلب السماح أو حريَّة الإنفعال عليكِ. قد يبدو هذا مبتذلاً ولكن بالنهاية أنتِ من اضطرت للمرور بكُل هذا من البداية. رُبما الاختفاء تمامًا وقطع كافة الاتصالات لم يكن الحل الأمثل ولكني أعلم كيف يُمكن لكُل شيء أن يصبح ثقيلاً وكريهًا بغتة فلا يترك مساحة لأي شيء سوى الهرب، الاختفاء، حتى ولو مؤقتًا.]
أمسكت بالعصيّ لأبدأ بتناول الطعام، فقط لشغل يداي بدلاً من أن تتحرَّك من تلقاء نفسها تجاهها. لا أريدها أن تفهم جلبها لهُنا بشكلٍ سيء ولكن وجودها قريبة أيضًا لا يجعل المهمة يسيرة. إرتفع حاجبيّ بدهشة تميل للصدمة حين تذوقت طعامها:

[أنتِ حقًا ماهرة!]
ضغطت فكي حين أتت على ذكر اسمه، ثم رمقتها بغرابة بعد المثل الذي اختارته
[إذن تُخططين للاختفاء حتى تتناساكِ مثلاً؟ وهل المشكلة في السيد تشو في حد ذاته أم فقط لمجرد أنكِ لم تأخذي إذنًا في المجمل؟]
هززت رأسي
[كما تشائين.]

من طرف **SooJin** 24/9/2022, 7:14 pm

إنعقد حاجبيّ مِثله و إن كنت أشك اني أبدو بنفس التجهم:
- لِما تُقطب الآن؟
ثُمَ إرتفع حاجبيّ لأرمقه بدهشة و إبتسامةِ ثُمَ هدأت لإبتسامتي لكنها لم تتلاشى، لم يكن هذا لُطفِ منه فحسب بل تلقائيّته أيضاً بالإعتذار و تفسير أنه لم يكن من حقه الإنفعال عليّ، كان تغييراً جعل دفئ يغمر قلبي.
- هذا.. لُطفِ منكَ. و..أنتَ مُحقِ، لكني أعلم أن هذا يأتي من باب القلق لذا لستُ مُنزعجةِ. و لازِلت أرغب تُسامحني. لستُ مدينةِ و لكن هذه رغبةِ مني ستجعلني سعيدةِ. أنا فعلاً لم أتعمد أن أقلق من حَوْلي.
في الحقيقة لم أكن ماهرةِ و لكن لديّ سنواتِ من التدريب. لكني أذكر أني كنت سيئةِ و إن كانت أكواب المياه تُحرق لكنت أحرقتها!
- سعيدة لأنه راقك.
هززتُ رأسي برضا عن نفسي و تابعت تناول طعامي بنفسيّة أفضل بكثيرِ.
- شيءِ كهذا. ليس حتى تتناسى وجودي بل حتى أبتعد عن مرمى يدها و نفوذها. خارج كوريا سيكون جيداً. لا أعلم لم أضع خطةِ كاملةِ بعد، ما لديّ ليس سوى أفكارِ. و لأخبركَ بالحقيقة كان عليّ الرحيل من هذا المنزل منذ موت السيد بارك. و المشكلة ليست في يونهو. بل في عدم سير مُخطاطتِها و لأني المسئولةِ بنظرها. هو كان إبن عامل صغير لديهم و الآن أصبح شريكِ، كيف تضمن بقاءه أسفل يدها؟ تزوجه الإبنة المُتبناةِ.
ضحكت دون مرحِ و أنا أدلك عيناً كيّ لا أبكي:
- لقد أخبرتني بوضوحِ أني لم أفعل كُل شيءِ. فكيف سيستمر معي و لم أشاركه فراشِ؟ أظنها كانت تقترح ضمنياً أن أفعل لأغيّر رأيه. هناكَ حداً لما أستطيع تقديمه لأجلها. كنت على وشك ربط نفسي للأبد بشخصِ لا أحبه و لا يُحبني كيّ أرد لها جُزء مما فعلوه معي و هذا كان شيئاً يُرعبني. كُل ليلةِ أقول أني لا أستطيع فعل هذا ثم أتذكر أني لم أكن لأنجو دون هذه العائلة فأبتلع كُل ما لديّ من إعتراضاتِ. و هيّ لم تحاول أن تسمعني حتى.. تفهم أو تكترث. كم يُمكنكَ أن تكره شخصاً لم يرد سوى أن يرضيك؟ لا أفهم..

من طرف **Nam Hyun-jun** 24/9/2022, 10:01 pm

زفرت ضحكة خفيفة ودلّكت بإبهامي بين حاجبيها وكأني أزيل التقطيبة:
[لا تليق بكِ.]
حدقت لثوانٍ بمكان إصبعي قبل أن أنقي حلقي وأبعد يدي، ليأتِ حديثها عن القلق..
[أ هذا هو المُعتاد بمنزلكم؟ التعنيف والانفعال لصالح الغير؟]
عدت بظهري للخلف:
[أنا أكثر من واثق أنكِ لم تتعمدي إقلاق أحد.. المنزل الذي أتيت منه هادئ في المطلق، الغضب والضيق والقلق يأتي بصورةٍ باردة مُتزنة، أنا أعد أكثرهم انفعالاً. جميعنا أصبحنا نعلم رَد فعل الآخر الآن عن ظهر قلب، ما يضايقه وما قد يمر مرور الكرام دون أن يرفع أينا صوته سوى في حالاتٍ قليلة شاذة. لا أقول أن هذا هو الوضع الأمثل للتعامل مع المشاكل، لكن أحيانًا هذا النوع من الإنفعال يضر أكثر من المتوقع. رُبما حتى، إلى جانب ظنكِ أنكِ تسببتِ لهم بمشاكل كافية، لم تُحاولي التواصل لا إراديًا مع أخيكِ أو خطيبكِ السابق لخشيتكِ من رَد فعل أيهما، خاصة الثاني. لأنكِ لم تكوني بحالٍ يسمح لكِ التعامل مع إنفعالٍ كهذا، مُجددًا، مع كل ما مررتِ به، وأنا لا أريد هذا..]
أشرت بذقني للنافذة:
[أنظري إلى ما كاد أن يحدث حين كنتِ وحيدة. لا أريدكِ أن تكوني وحيدة بموقفٍ كهذا. أريدكِ أن تلجأي إليّ دون أن تخشيّ رد فعلٍ بعينه يجعلكِ تفضلين الوحدة على أي شيء آخر.]
فقط عِندما صمتت أدركت ما تفوهت به لتوي.. لأغطي وجهي بيداي بزفرةٍ قويَّة مستندًا بمرفقيّ للطاولة. من أي عرض تنميّة بشرية هربت!
أنقذني رنين الهاتف لأنقي حلقي متأسفًا وأنهض لأجيب مبتعدًا قليلاً. عندما أنهيت المُكالمة عدت إليها. بقيت صامتًا لدقيقة ناظرًا لها فحسب، ثم بالنهاية قلت:
[أتمنى أن تلحَظ بمرحلةٍ ما أنها كانت خطة فاشلة، لأن بإمكان كلاهما الفرار سويًا بما أن لا شيء يربط أيهما فعليًّا بالمنزل. وخارج كوريا.. لا أجده قرارًا في صالحكِ، أعني.. ما أسوأ ما قد يحدث بعد ما حدث بالفعل؟ الرحيل قد يُثيبت شيئًا أو اثنين مما تُحاول إثباته عليكِ.]
أومأت رأسي بعد حديثها ورفعت الهاتف:
[لقد وجدوا الحقيبة، سأذهب لآتِ بها ويُمكننا أن..]
قطبت قاطعًا حديثي حين أعادت لي رأسي شيئًا ما مما قالته:
[النجاة ممَ؟]
هززت كتفاي:
[رُبما لهذا تم إنقاذكِ من الأصل، لاستغلال ولاؤكِ لصالحهم. لا أستطيع الجزم لكنه سيناريو وارد.]

من طرف **SooJin** 25/9/2022, 4:29 am

إبتسمت عِندما ضَحك أخيراً، هذا كان إنتصاراً شخصيّ لي. إرتفعت عينيّ لموضع إصبعه ثُمَ تعلقت به و بعيناه حَتى عندما أبعد يده، كانت هناكَ حرارة مُختلفة تنبعث من وجهي و إن لم أكن واعيّة الآن لقلت أني ثملةِ. أشحت بعينيّ و عدتُ لتناول طعامي بشيءِ من العجل مُخفيّة إنفعالي.
متى كان لطيفاً هكذا؟
أشعر بالغباء لأجل صورتي التي كونتها عنه. لكنه كان دائماً يبدو مُتضايقاً لسببِ لا أفهمه.
- لا. المنزل أشبه لما تصفه الآن. هوان ليس متواجداً بكوريا أغلب الوقت و السيدة بارك لا تتعامل معي إلا بنطاقِ محدودِ. رُبما لهذا السبب لستُ مُستاءة من إنفعالكَ لأنه يأتي من إهتمامِ و ليس لأني مصدر خيبةِ.
حديثه الذي تلى هذا حَرّك شيءِ داخلي و شعرت أني أكاد أبكي و أرتمي بين ذراعيّه مُجدداً.
أخذت نفسِ عميقِ عندما نهض ليأخذ إتصاله و نهضت بدوري لأرفع الأطباق. حركت شعري خلف أذني بعيداً عن وجهي لتتسع عينيّ بإنبهارِ:
- حقاً؟ بهذه السرعة؟! هذا رائع، لقد فقدت الأمل أن أرى أغراضي مُجدداً.
عضضت على شفتيّ لأني لا أحب التحدث بالأمر
- أنا.. كُنت أحتضر. ثُمَ عندما قاموا بتبنيّ أجروا لي عمليّة زرع قلبِ. لم يكن دار الرعاية يتلقى تبرعات كافيّة لشيءِ كهذا.
حركت رأسي نفياً:
- لا أظن. أنا واثقة بأن السيد بارك كان يُحبني. لقد كان رَجُلِ جيّد.
قبل ذهابه أمسكت بيده لأقف على أطراف أصابعي و أضع قُبلةِ رقيقةِ على جانب وجهه
- شُكراً، لأجل كُل شيءِ.
أخفضت بصري لموضع يدنا و إبتسمت إبتسامةِ خفيفة لأبتعد عنه و أرتب المكان كيّ أشغل نفسي عن التفكير.

من طرف **Nam Hyun-jun** 28/9/2022, 2:08 am

لديها عفويّة وحُريّة في ظهور إنفعالاتها بتعبيراتها لدرجةٍ قد تجعلها تتوهج بالظلام بمرحلةٍ ما.. شيء افتقدته لسنوات.
شردت متأملاً ملامحها لفترة، أحفظها بها عن ظهر قلب، في حال قررت الاستقرار على قرار التلاشي.
[ هذا جميل، لكن ليس وكأنكِ أجبرتِهم على أي من تلك القرارات. الآن كلانا، ورأس إضافيّ أعلمه، يدينون لهم لهذه القرارت، لكن ليس على الأمور قد أن تصل لهذا الحَد، لأن ما سوى هذا يُعَد استغلالاً لا جدال به. إن كان الرجل جيّدًا كما تصفيه، فلا أظنه كان ليُريدكِ أن تتركِ نفسكِ أو أن تصل بكِ زوجته لهذه الحالة تحت يَدها. وعلى الجانب الآخر، أخيكِ بدا كمن يهتم بصدق أثناء الحفل، إن كانت تلك الصورة عنه صحيحة، فهو يستحق معرفة حقيقتكِ حين تُقررين مُحادثته، معرفة جانبكِ من القصة.]

إرتفع حاجبيّ مع تلك اللمسة البسيطة منها، لتقبض يدي لا إراديًّا على رسغها قبل أن تبتعد وأجد نفسي أحدق بها. لم تُجيبني حين أخبرتها أني مُعجب بها والآن لا أعلم ما الذي كنت أسعى له حين أوقفتها.. أو رُبما أفعل، وليس له صلاحيَّة هُنا بعد، وليس وكأني سأرغمها على إعطائي إجابة ما وسط كل ما يحدث.
إنتهى بي الأمر ممرًا يدًا على رأسها ومحررًا إياها:
[لن أتأخر.]
نقيت حلقي مبتعدًا وغادرت الشقة.

من طرف **SooJin** 28/9/2022, 7:13 pm

تجمدت بمكاني و شعرتُ بإختلال بضربات قلبي و هو يفلت دقةِ تلو الآخرى و يده تُمسك برُسغي، هذه أول مرةِ اشعر بمثل هذا الإضطراب.
ظلت عينيّ معلقةِ به لأرمش و قد تخضب وجهي تدريجياً
- حسناً، سأنتظرك.
بعد ذهابه وقفت أبتسم كبلهاءِ و أنا أحرك يدي على شعري مكان يده و كأني أعيدُ لها الشعور الدافئ. لا أتجاهل ما قاله كما لا أتجاهل ما يحدث بداخلي و هو قريبِ لكني أحتاج قليلِ من الوقت لأعلم ماهيّة مشاعري قبل إعطاءه رداً.
جلست على الأريكة بعدما أنهيت ترتيب المطبخ و إنزلقت نصف ممدةِ مُحتضنة وسادة الأريكة أرمق شاشة التلفاز الذي يعمل بصوتِ خافت للغاية بالكاد يُسمع، لا أستطيع البقاء وحيدة في مكان شديد الهدوءِ لسبب مـا.
أغمضت عينيّ مُستسلمةِ للإرهاق، نومي خفيفِ عندما يعود سأشعر بِه.. الآن فقط سأرتاح قليلاً. فكُل إرهاق الأيام السابقة حَلّ فجأة و شعرتُ أني بلا قوة لرفع ذراعِ.

من طرف **Nam Hyun-jun** 30/7/2023, 3:58 am

احتجت لمراسلة الكثيرون لإعلامهم بشأن تلك الساعة الذي اعتبرتها استراحة غداء بما أننا مشغولون لأعالي رؤوسنا بتحضيرات جولة الفتيات بالولايات.
فتحت الباب وجعلتها تتقدمني أولاً:
[حسنًا؟ ما هيَ المُفاجأة..؟]

من طرف **SooJin** 2/8/2023, 8:33 pm

وَقفت أمامه كيّ لا يأخذ خطواتِ أكثر من هذا.
- أغمض عيناك.
إنتظرت إلى أن فَعل و دلفت لأشعل الشموع التي كنت وضعتها مُسبقاً، خشيّت تركها مُشتعلة فأعود لأجد حريقاً.
أخذت نفسِ عميق و خلعت المعطف الخَفيف الذي أرتديه لأقف بثوب القصير البسيط. لم يكن شيءِ مُبالغ به و لكِن.. رُبما أكون أدرت أن أبدو جَميلةِ.
- إفتح عيناكَ.
نقرت أصابعي سوياً و أنا أقف لجوار طـاولة العشاء.
- لقد تحسن وضعي الماليّ و سأنتقل قريباً وجدت مكانِ لا بأس به فلن أحتل منزلكَ للأبد و أردت أن اشكرك لأجل ما فعلت و لأجل كُل شيءِ في المُطلق.. أيضاً..
نفسِ آخر عميق كيّ أسيطر على توتري، هذا أصعب بكثير مما خططت له برأسي.
إقتربت قليلاً منه و تطلعت لوجهه لتتخضب وجنتيّ و أهرب بعينيّ مُتأرجحةِ على مشط قدمي.
- قُلت أن.. آ.. أنكَ..
كيف أقول هذا الآن؟
لأكون صادقة أنا أشجع بكثير عندما أتخيل الأمور برأسي. أعد العُدة و أتدرب على الحوار ثم بالموقف أشعر بالحديث يتبخر و أتجمد بمكاني كالبلهاء.
لمست بأصابعي يده لأشب على قدميّ و أضع قُبلةِ خفيفة على جانب وَجهه
- لا أستطيع قول هذا بشكلِ جيد..لهذا إسألني.. إسألني إن كُنت أكن لكَ مشاعر..

من طرف **Nam Hyun-jun** 8/8/2023, 4:16 pm

جاريت طلبها بإغماض عيناي حتى طلبت مني فتحهما مجددًا وأعتقد أن عقلي شل لثوانٍ بينما أحدق بها لفترةٍ طالت حتى نقيت حلقي:
[تبدين.. بديعة..]
شملت عيناي المنظر بجوارها بينما ألفظ الكلمة وقطبت قليلاً بعدم فهم. لما يرسل هذا شعورًا غير مُريح لا أستطيع وضع إصبعًا عليه.
ثم فسرته هيَ بحديثها الذي جعل التعبيرات تذوب عن ملامحي صامتًا.
لقد ذكرت شيئًا عن نيتها قبلاً، ظننت أن الأمر سيأخذ وقتًا.. وهذا.. أتى أسرع مما ينبغي.. لكن لما قد أعترض"؟ ليس وكأني كنت أقيم معها طوال الوقت أو ما شابه!
عاد نظري لها، وجهها الذي ينبض بحمرةٍ تجعلها ألطف، ثم لمستها والقُبلة.. إنقبضت أصابع يدي الحرة لجواري وتعمقت تقطيبتي. منذ لحظات كنت أشعر بالخيانة دون سبب.
[تفعلين، أليس كذلك؟ تملكين لي مشاعر؟ لن تطلبي مني السؤال لتُخبريني بأنكِ لا تملكين سوى بعض المودة مثلاً لأن هذا سيكون قاسيًا وأنتِ..]
رحلت عيناي مجددًا للطاولة التي حضرتها مُنهيًا بهدوء ونبرة أبطأ:
[لستِ بتلك القسوة.]
أخذ مني الأمر دقيقتين قبل أن أجذب نظري إليها مجددًا:
[ليس عليكِ الرحيل إذن. هذا يحسم الأمر، إن كنتِ تملكين لي مشاعرًا يُمكنكِ البقاء في هذه الحالة، صحيح؟]

من طرف **SooJin** 11/8/2023, 11:46 am

إبتسمت و الشعور بالسعادة يُداعب قَلبي الذي يتقافز داخل صدري بطريقة مؤلمة بعض الشيء و لكني.. سعيدة.
كَوْنه يراني جميلة يجعلني سعيدة، بل نَظرته إليّ بهذه الطريقة وحدها كفيلة بجعلي سعيدة لسنةِ قادمة.
نقيّت حلقي و هدأت الإبتسامة بعض الشيء عن وجهي لأرمقه بنظرةِ طويلة و أقول بنبرة جـادة.
- مـا أكنه لكَ يتعدى بعض المودة بكثيرِ..
لستُ جيدة بالإعترافات و لم.. أعترف لأحدِ من قبل. هذا كُله مُحرج و جديدِ عليّ و يجعلني أشعر بالتوتر و الحماس بنفس الوقت.
سحبت نفسِ عميقِ.
نظراُ لأني بالفعل أقيم هنا منذ فترة فلما طَلبه الآن يجعل وجهي ينصهر حَرجاً؟
- لم.. آمم.. لم تَطلب مني بَعد، أن أكون حَبيبتكَ، لذا..
تنهدت و إرتخى كتفيّ لأنظر بعيداً:
- الحقيقة.. أنا أعلم أنكَ تتعمد عدم التواجد هنا إلا للضرورة و أنا لا أريد التطفل. أيضاً.. المكان وحيدِ دونكَ. لا أريد البقاء إن كان سيجعلكَ هذا تشعر بعدم راحة.
عاد نظري له:
- أنا حقاً أشتاق لكَ.. أتعلم هذا؟ رُبمـا لا. لم أجد طريقة لأخبركَ بها أو أطلب منكَ البقاء أكثر لأن الوضع مُحرج و لكني أفعل. و أكون سعيدة.. للغاية عندمـا تأتي.

من طرف **Nam Hyun-jun** 14/8/2023, 4:04 am

حركت يدي لتُعيد خصلات شعرها خلف أذنها دون وعي مُصغيًا لها وعيناي لا تُبارح حركة شفتيها حتى إرتفعا لعيناها، لتميل رأسي:
[سوجين، هلا أصبحتِ حبيبتي؟]
زفرت معدلاً وضعيتي:
[هل كنتِ تدركين؟ أنني مُعجب بكِ من قبل حفل الزفاف الذي خضنا به حوارنا الأول؟ رُبما حتى منذ النظرة الأولى. دامي تكفلت بتكرار على مسامعي حقيقة أنني مفضوح للرآين دون جهد منهم حتى كادت تُدمي أذناي..]
نقيت حلقي ولم أعقب على الفور..
[آه، لقد.. لاحظتِ هذا. كنت آمل ألا يُشعركِ وجودي بعدم راحة بالمكان لكن يبدو أن نواياي تركت تأثير عكسيّ.]
عدت لتأملها بينما تتحدث، لتميل شفتاي بإبتسامة طفيفة تلاشت بسرعة ظهورها مع تنقية حلقي مجددًا ثم رفعت ساعدي لتصبح ساعتي أمامها:
[لقد انتهت الساعة. أ يُمكنكِ إعطائي ردًا على سؤالي الآن؟ أحتاج لسماع تلك الإجابة منكِ، قبل أن يتم ركلي من الوكالة على الأقل. نتواعد؟ نعم، لا؟]

من طرف **SooJin** 18/8/2023, 8:22 am

شعرت بالحرارة تَزحف من وجنتيّ لتشمل جَسدي بالكامل حتى أصابع قَدميّ، لكني إبتسمت و هَززت رأسي بالإيجاب بينما أضغط شفتيّ. هووف، هذا ليس سهلاً كما توقعت. قلبي لا يهدأ لثانيّة واحدة كيّ يلتقط أنفاسه.
إتسعت عينيّ و حدقت به بذهولِ.
- حقاً؟.. لا، لا لم أكن أعلم. أعني.. كنت أظن أنكَ لا تستلطفني كثيراً لأنكَ بدوت كمن يتجنب التعامل معي عَنْ قرب.
اخفضت عينيّ.. رُبما إن كنت أعلم أو لو كـان قال شيء لكانت الأمور إختلفت. أو رُبمـا لا. لا أدري إن كان هكذا أفضل أم إن كُنت علمت بوقتِ أبكر.
نقلت نظري بينه و بين الساعة ليرتخي كتفيّ بإحباطِ.. و الطعام!؟
أظن أن العمل أهم ها هُنـا لهذا إبتسمت و إقتربت مِنه لأعانقه لدقيقة بصمت مُتنفسة بعُمقِ.
بَلى.. لا شيء يبدو سيئاً أبداً بقُربه.
- نَعم.
رفعت رأسي لأرمقه و أسحب ذراعيّ:
- عند إنهاءكَ لعمل اليوم سأنتظرك لنتناول العشاء سوياً. لا داع لتبقى بعيداً بعد الآن.

من طرف **Nam Hyun-jun** 22/8/2023, 4:27 am

ظهرت ابتسامة طفيفة على محياي لكن سرعان ما تلاشت وارتفع حاجبيّ بدهشة لأظل محدقًا بها لدقيقة كاملة.
لقد.. أجابت بجديّة تامة..
وجديّتها دفعتني للضحك رغمًا عني قبل أن أشيح بوجهي ضاغطًا شفتاي في محاولة لكبح ما يُمكن كبحه منها مغمغمًا:
[عذرًا، إحم..]
عاد بصري لها..
إنها تضيء بالظلام، ولو أمكن لقلت حرفيًا.
أحطت وجهها بيداي محركًا إبهاميّ على بشرتها الدافئة مغمغمًا بنبرةٍ خفيفة وحيرة حقيقيّة:
[كيف يُمكن لأحد أن يكون بهذا اللطف؟]
إتجه بصري معها للطعام. أملك كافة السبل للبقاء، المال والعلاقات وكل شيء يُمكنه المُساعدة في ألا أقع بمُشكلةٍ فعليَّة إن تأخرت.. أعني.. ما الكارثة تحديدًا في "تأخري"؟ أنا هو مَن يملك من الأخلاق المهنيّة ما يكفي لألا أحيد عن طريق وحدود بعينها.. حدود لا أمانع للغاية كسرها الآن.
نظرت لرأسها بينما أحيطها بذراعاي بدوري.. لكني أيضًا لا أريد لكل مما سبق أن يظهر الآن. ليس بعد كل ما عانيته لإخفائه كيّ تتم رؤيتي كما ينبغي دون اسم أخير وإرث لن يخذلني إن اعتمدت عليه وحده لثلاث قرون قادمة.
[إذن...]
رفعت حاجبًا بعدم رضا واضح:
[أصبحتِ حبيبتي للتو، وتعلمين أنني سأخرج لأواجه مَن يدري كَم الوحوش الجامحة بالخارج بسبب صديقتكِ وباقي فرقتها، وهذا هو كل ما سأحصل عليه؟ عناق؟!]

من طرف **SooJin** 22/8/2023, 10:21 am

زَممت شفتيّ مَع ضِحكه، مـاذا قلت كَيّ يضحك!؟ لكن ملامحي لانت تدريجياً و إبتسمت لأن.. كَيف لا أفعل و هو يَضحك؟ لم تَكن رؤيته يضحك شيءِ مُعتادِ و بدا بهذه اللحظة سعيدِ بالقدر الذي يجعلني سعيدة بدوري.
تَطلعت لعيناه و إزداد دِفئ وَجهي أسفل لَمسته. غَمفمت بصوتِ خافت.
- هذا ليس لُطفاً.. أنا حَقاً أحبـ.. وجودكَ.
للغايّة..
إنتبهت مع " إذن " و قفزت الحيرة لعينيّ لكن سُرعان مـا نَافس وجهي البندورة بشدة الإحمرار..
- آ.. حسناً.. أعني.. لا..
قبضت يديّ و لا أعلم لما أتصرف كمراهقة تختبر كُل هذا للمرة الأولى، أو رُبما لأن تقنياً.. إن أخذنا بالإعتبار قد تكون المَرة الأولى.
وقفت على أطراف أصابعي وشعرت بأن قلبي سيتركني و يطير بينما ألمس بشفتيّ زَوايّة فَمه بقُبلةِ خَفيفة. قبل أن أتزن على قدميّ و أخفي وجهي بصدره ليخرج صوتي مكتوماً:
- أ هذا كَافِ؟