Private Hospital Room 84

من طرف **Gretchen Franklin** 19/5/2023, 9:26 pm

وضعنا حِراسة على الباب كَيّ لا يقاطعنا أحدِ. نظرت له بأسفِ و قلت بهدوءِ
- راي، تم سحبكَ من القضيّة. منذ اليوم أنتَ بالنسبة إليّهم ميت لقد تكفلنا بكُل شيءِ. كُن شاكراً أنكَ نجوت. -
سأخذ الأمر مِنه شهوراً كيّ يتعافى من إصاباتِ كتلك. بينما أنطق الحروف كان يرمقني بغضب و مُقتِ خالص.
- بعد. كُل. هذا.؟ بعد كُل هذا العمل و السنوات.. هل لديكِ أدنى فكرة عما تحملت؟ ثُمَ مـاذا عن كُل المعلومات التي جمعتها -
لانت ملامحه بمرارةِ لم أرها من قبلِ و هو يدرك أن الأمر ليس بيدي حقاً.
- لا يهتموا. سيقوموا بترك القضية بأكملها. -
بهت وجهه و لا أعلم هذا بسبب حالته أم بسبب الصدمة. أخفضت نظري و أكملت بأسفِ:
- هذه الأوامر. قسمكَ وافق و قِسم لوس آنجلوس و حتى قِسمنا. ستعود لعملك الطبيعيّ بعدما تتعافى. -
لا أعلم لماذا قاموا بوضعي أنا بهذا الموقف و لكن رُبما لأني أقل شخصِ قد يُفكر بقتله بعد خبرِ كهذا.
إستدرت مُغادرة
- إذاً لا شيء سيتغير.. كُل هذا بلا طائل -
زفرت و لم أعلق و تابعت طريقي راحلةِ عن المشفى.

من طرف **Davina Sloan** 20/5/2023, 6:19 am

لاحظت من غادروا غرفته بطريقي إليها لأقطب. هل تمكنوا من الوصول لأحدٍ آخر من معارفه؟! أم.. رُبما..
فتحت باب غرفته سريعًا، لتتجمَّد حركتي وعيناي عليه. حتى الثانية الأخيرة كنت أتمنى لو لم يكن هو فعلاً.
إرتخى كتفاي ولانت ملامحي:
(إلهي..)
تنهدت لأشير خلفي تجاه الباب بعد أن أغلقته:
(رقمي كان آخر رقم تواصلت معه على ما يبدو، فقاموا بالإتصال بي. وبلى أستطيع تخمين أنك تكره وجودي الآن على وجه الخصوص لكني هُنا بالفعل لذا لنتخطى هذا سريعًا.)
أظن أن الجيّد بالأمر هو أنه.. واعٍ!
جلست على طرف الفراش بتقطيبة سيئة.. ليست أول مرة أرى فيها رجلاً بهذه الحالة، ولكنها المرة الأولى التي أجد فيها صعوبة فعليَّة في النظر لحالته لأن أي إصابة تقع عيناي عليها أشعُر وكأن ألمها ينعكس عليّ لسببٍ ما..
(كنت لأسألك إن كانت المقامرة، لكنك أذكى من أن تُورط نفسك بشيء كهذا، صحيح؟)
ضغطت شفتاي معًا وبقيت صامتة لدقائق قبل أن أدفع بعيناي له واسأل بخفوت:
(ماذا حدث؟)

من طرف **Ray Jang** 20/5/2023, 9:26 pm

أظلم وَجهي و رمقتها بتعابير داكنة لأقول بصوتِ قاسِ:
- ماذا تفعلين هُنا؟ -
لما هيّ هنا؟ لمـاذا هيّ تحديداً؟
لم أكد أطرح السؤال حَتى أتت الإجابة. بالطبع..
هذا يثبت مُجدداً أني لم أكن حضراً بما فيه الكفاية و لم أتذكر أن أمحي رقمها.
أغمضت عينيّ و أنا أجز على أسبابي بغضبِ مكتومِ.
- لا شيء حدث. مهمة فاشلة. -
رمقتها دون تعابيرِ واضحةِ:
- أليس لديكِ سفرِ؟ -

من طرف **Davina Sloan** 21/5/2023, 5:46 am

تنهدت بيأس حين تلقيت نبرته بوجهي.. رأيت هذا قادمًا ألم أفعل؟ لكن قطبت حينما أجاب سؤالي ومالت رأسي ببلاهة:
(المعذرة؟ مـهـ - ماذا الآن؟)
منذ متى ومفصليّ البذل يتولون مهمات ينتهي فشلها بـ.. هذا؟!
(هل سأكتشف أنك جاسوس ما بنهاية هذا الفيلم المُريع؟)
تجاهلت سؤاله بخصوص السفر وأخرجت هاتفي لأسأله:
(ألديك أقارب أو معارف أو أحبة أتصل بهم لأجلك كيّ يعتنوا بك خلال هذه الفترة؟)

من طرف **Ray Jang** 21/5/2023, 11:41 pm

زفرت بعدم إستمتاع. ذهب ذِهنها إلى جاسوسِ إلى جانب المقامرة هذا نتاج الكثير من الأفلام. لكن ذهني حالياً كان مشغولاً بالفشل الذي وصلت إلى ، حائط مسدود.. و كأن كُل هذه الاشهر كانت مزحةِ مـا. قاموا بإلقاء كُل عرض الحائط. لدينا ألف دليلِ لإلقاءه خلف الشمس و لكن فجأة سيغلقوا القضية؟
ثُمَ.. هو إبتاع كوني ميت؟ لا اظن. أشعر أن رقدتي هنا بهذا الفراش اللعين كضحكةِ ساخرةِ منه.
إرتخى كتفيّ و لم تعد ملامحي تحمل نفس الغضب. كان هناكَ مزيجاً من اليأس و المرارة فحسب.
- مُحقق. -
تجاهلت سؤالها كما تجاهلت سؤالي و لكني كررته بنبرة من لا يرغب بلعب هذه الألعاب الآن:
- أليس. لديكِ. سفر؟ -

من طرف **Davina Sloan** 23/5/2023, 11:06 pm

لويت شفتاي بإحباط وكأنه أخبرني للتو بأنه عامل تذاكر بالسيرك.
مُحقق؟ حقًا؟!
مَرَّت عيناي عليه بتدقيق وكأني أراه لأول مرة وحسنًا.. التوقيت لا يُساعد تمامًا. تنهدت وهززت كتفاي:
(على الأقل.. يجعلك هذا ذكيًّا، صحيح؟ أيضًا تملك حِسًا جيّدًا بالأناقة، إن كانت المناظر التي رأيتك بها للآن نابعة من مجهودك الخاص بالطبع. أستطيع العمل بهذا.)
همهمت بإيماءةٍ من رأسي حين تجاهل سؤالي وقلت وقد عاد انتباهي لشاشة الهاتف والرسالة التي أنقرها عليها:

(سأعتبرها إجابة بالنفي.)

إلتفت لأنظر له بإبتسامة بهجة لا تتماشى مع أي شيء بالوضع الحالي..
(تأجل!)
اليوم، الآن في الواقع.
نهضت لأرفع هاتفي كيّ أتمكن من إلتقاط الغرفة كاملة -كنوعٍ من الإثبات للآنسة نيتا على مدى فداحة الموقف وحاجتي للعمل من الولايات لبعض الوقت- دون أن أُدرج وجهه كي لا يقتلع عنقي بأسنانه:
(قُل تشييز!)
إلتقطت الصورة على أي حال وأرفقتها بالرسالة ولكني أجلت إرسالها للآن وأغلقت شاشة الهاتف لأضعه بجيبي وعدت حيث كنت أجلس ولكن أقرب قليلاً منه لأنظر بعيناه لفترة دون حديث، ثم قلت بهدوء جاد:
(سأرحل بمُجرد أن تُصبح بخير.. حتى وإن توسلت وتوسلت وتوسلت إليّ كيّ أبقى، سأختفي على أي حال. حسنًا؟ لذا..)
أبعدت خصلات شعره بلمساتٍ خفيفة عن عيناه وأعدت ترتيبه له:
(هاك، كالجديد تمامًا. يُمكنك أن توفر طاقة اللؤم مؤقتًا لاستثمارها بشفائك. لن تخسر شيئًا. وثق بي، إن عددت لك فوائد مكوثي معك بتلك الفترة ستجد نفسك مدينًا لي بثروة.)

من طرف **Ray Jang** 24/5/2023, 6:23 am

إنقلبت ملامحي للضجر مع الإحباط البادي على وَجهها. ليس حقاً أكبر هَمي هو محاولة إرضاء توقعاتِها عني.
- ما الذي أعطاكِ إنطباع أني غَبياً؟ أيضاً.. -
زَفرت بعُمقِ و هَذا بصدق لم أره قادماً من أيّ جهة أن تجلس معي بغرفة مشفى و أخبرها عن:
- والدي كـان خَياطاً. -
شَردت عينيّ قليلاً، لديّ.. عائلة أو شِبه كذلك تنحسر بشقيقِ رغم أني أشك أنه قد يظهر حتى و إن علم أني على فراش موتي و أغني بوصيتي الأخيرة.
ضيقت عيني بشكِ و بنبرة بطيئة و كأني أحاول فهم كيف يعمل رأسها:
- تأجل؟ منذ متى؟ خمس ثوانِ؟ -
تثق كثيراً بقدراتها على إخفاء الأمور و الكذب. أتوقع أنها بارعة بالخسارة في البوكر.
أدرت عيني على الصورة. لن أسأل حَتى.
إنعقد حاجبيّ مع إقترابها ثُمَ حديثها و نبرتها قبل أن تلين ملامحي بعض الشيء و أزفر للمرة المئة بعد الألف.
- أعلم أنكِ تنتظري اليوم الذي قد أتوسل بِه و لكن كِلانا يعلم أنه لن يأتي و بكُل الأحوال ستختفين لذا لنضع هذا جانباً. ما الذي تفعلينه حقاً هنا؟ كان بإمكانكِ تجاهل الإتصال و لم يكن عليكِ القدوم و لا تأجيل عملكِ. -
ضحكت دون مرحِ و بسخرية على " كالجديد " و بيدي الشبه سليمة إن تغاضينا عن الضمادات لأن الآخرى مُجبّرة أمسكت برُسغها
- لست. لئيماً. -
حررت رسغها و ذهب نظري للسقف:
- مازالت الأمور غير آمنة تماماً لمكوثكِ من عدمه. ثم بمُجرد تسريحي من المشفى سأغادر كاليفورنيا. كنت هنا لأجل عملِ و إنتهى.. سأعود لإستكمال عملي في واشنطن و إكمال رحلة التعافي هناك. بقاءي هنا ليس فكرةِ حكيمة و مظهري الحالي قد يُلهمكِ سبب أو إثنان للرحيل و الإبتعاد عَني. إن رأيتِ أني كُنت وغداً معكِ من قبل فعلى الأقل أنـا وغد لديه أسبابِ . -

من طرف **Davina Sloan** 25/5/2023, 3:35 am

زممت شفتاي وقررت تخطِّي هذا السؤال بإجابة أخرى:
(عنيت أن مهنتكم محفوفة بالمخاطر وما إلى ذلك. قد تنتج عن كم لا بأس به من الـ..)
حرّكت يدي بإشارة شملته:
(خسائر الفادحة.)
رمقته بصمت لدقيقة، ثم قلت بهدوء:
(من اللطيف معرفة أن هناك علاقة تربطك فعلاً بالوظيفة التي أخذتها كغطاء.)
تنهدت لأدير نظري بالغرفة وسألت:
(أ كان والد جيّد؟)
عاد نظري يستقر عليه لأرفع حاجبًا وأميل برأسي قليلاً وهذا كان الإنفعال الوحيد الذي تشكَّل على وجهي:
(بالنسبة لشبحٍ نصف هويّته إن لم تكن كلها غير حقيقيّة، لديك ثقة بالنفس غير مسبوقة. ما الذي يجعلك تظن أنك بالأهميَّة التي قد تدفعني للمخاطرة بوظيفتي وتأجيل سفري لأجلك؟)
لحق الحاجب الآخر بأخيه بينما أستمع له:
(وبينما أنتظر أنا اليوم الذي قد تتوسل به، ماذا تفعل أنت؟ لأن كل ما أسمعه منك الآن هيَ توسلات من نوعٍ آخر وإن لم تبتعد كثيرًا عما أنتظره.)
هززت رأسي بنوعٍ من الأسى لأجله ثم حولت نظري لقدماي وأنا أقوم بأرجحتهما أمامي:
(كُل ما بالأمر أن هذا المنظر ليس غريبًا عليّ وأعلم كيف من الممكن أن يسوء الوضع، خاصة إن أمضيت تلك الفترة وحيدًا. أ تريد أن تفقد عقلك، أو الباقي منه؟ لأنك لن تكون أول رجل أراه يفعل بسبب حوادث مماثلة. أيضًا كُن ممتنًا، فالتشتيتات التي أصبحت مُتاحة لك الآن باتت معدودة وأهمهم هو لسانك. ألن يكون لطيفًا وجود من يُمكنها مُجاراته أو على الأقل ابتلاع الشيفرات التي لا تتوقف عن إطلاقها منه؟)
نظرت له بإستنكار:
(لست لئيم؟ وغد فقط؟)
كنت لأسحب رسغي منه بطريقةٍ مؤلمة لو لم يتركه بنفسه، لأعيد رأسي للخلف بصوتٍ ينم عن التفهم حين فسّر نقطة الوغدنة
(تلك ستكون مشكلتي أنا، ما الذي ستخسره إن اصابني أيًا كان ما ينتظرني على أي حال؟ توقف عن إعطائي أسبابًا ومُبررات تظن أنها ستدفعني للرحيل من تلقاء نفسي وقُلها مُباشرة.. أنظر إليّ وأخبرني بأن أرحل، أنك لا تريدني بالجوار ولا تُريد رؤية وجهي مُجددًا.)

من طرف **Ray Jang** 26/5/2023, 6:17 pm

لا أرى أين الرابط بين هذا و بين كوني ذكيّ أو غبيّ و لكني لم أتوقف عند محاولة إيجاد تفسيرِ فرأسي تؤلمني بالفعل من التفكير بالموقف البارع الذي أنا بِه حالياً.
أجبتها دون إنفعالاً.
- كان والد. كان متواجد -
هذا تقريباً كُل شيءِ.
زفرت لأنها حَقاً تسألني سؤالِ من الأجدر أن تسأله لنفسها.
- لا أعلم، أنتِ أخبريني. لماذا قد تفعلي هذا؟ لماذا قد تأتِ من الأساس؟ لقد أوضحتِ بآخر مرة أنكِ راحلة و لا تعلمي متى ستعودين -
تراجعت ملامحي للبرود التام:
- أهيّ شفقةِ؟ وجودكِ الآن عملِ خيريّ؟ لأني لا أحتاج أياً من هذا. إن كنتِ معتادة على رؤية رجالِ يفقدوا عقلهم فعُذراً لتخييب ظَنكِ. -
زفرت بقوة و ظَللت صامتاً. أ تظن أني لن اقولها لها بشكلِ مباشر؟ أستطيع فعل هذا..
- لم أقل قط أني لا أريد رؤية وجهكِ مُجدداً. و لن..أفعل. -

من طرف **Davina Sloan** 28/5/2023, 12:20 am

أومأت كتعليق بشأن والده، فهذا أفضل ما يمكنهم فعله صحيح؟
(هل مات؟ وهل لديك عائلة أخرى بالجوار؟)
كاد حاجبيّ يقفزان خارج وجهي تمامًا بعد إرتفاعهما على إثر ذلك السؤال.. مجددًا!
(واو! لم أقل سوى أن سفري تأجل ولازلت واثقًا أنني أجلته وسأخاطر بوظيفتي لأجلك. أ هذا مُجرد غرور أم نكران لاحتماليّة بقائي فترة إضافيَّة لأسبابٍ سواك؟ التوسلات التي أسمعها منك بهذا السؤال وحده أمور على غرار: "اهتمي بي"، "إبقي لجواري"، "أخبريني أنكِ هُنا لأجلي وليس لأنكِ ترينني كحالةٍ خيريّة لا تستحق سوى الشفقة"، والأهم من كُل هذا.. "إختاريني دونًا عن العالم".. تركت لك نافذة واســـعـــــة لنُكران هذا الاستنتاج العبقريّ بالمناسبة.)
زفرت.. ثم قلت بالنهاية:
(أمي هُنا، حسنًا؟ تمكث بالولايات وأحيانًا تحتاجني لذا أقوم بتأجيل سفري أحيانًا أو آخذ إجازة خصيصًا لأجلها. ارتحت الآن؟)
ليس كذبة تمامًا فهيَ فعلاً هُنا، مسجونة هُنا، وإن كانت لا تتذكرني سوى لأجل المال الذي تقامر به داخل الزنزانة! حدثني عن إدمان مُستعصي!
مالت شفتاي بإبتسامة جانبيّة حينما تحدَّث عنه كعملٍ خيريّ فعلاً..
(أ تعلم ما الذي يُير غيظي حقًا هُنا؟ سيكون من المُثير رؤيتك تفقد عقلك تمامًا! ولكني، كأي فتاة بضميرٍ حَيّ، أحاول إيقاف هذا.)
ثم حدثت تلك العبارة الأخيرة لتلين ملامحي وأراقبه لفترةٍ طالت، بالنهاية امتدت إحدى يداي لجانب وجهه ومِلت نحوه لأقبله، قبلة بدأت سطحيّة لثوانٍ معدودة حتى بدأت الحرارة تتصاعد من جسدي لرأسي وهُنا تعمّقت أتذوقه بالرغبة الحقيقيّة التي كبحتها قدر الإمكان منذ أن التقينا لأهبط بالقبلة من شفتيه لحدود ذقنه بقبلاتٍ أقصر مُتقطعة حتى سحبت نفسًا عميقًا واعتدلت بجلستي لأسحب يدي بعيدًا عنه ورفعتها جواري كمن تلقي قسم كشافة:
(لا تقلق، لست عملاً خيريًّا بأي شكلٍ من الأشكال. أنتوي استغلال هذا الوضع أسوأ استغلال ممكن.)
نهضت من جواره لأضع الهاتف بحقيبتي وسألته بهدوء وكأن شيئًا لم يكن منذ قليل:
(سأذهب لأجري مكالمة وآتِ بشيء أشربه. هل أحضر لك شيء من الخارج؟ أي شيء ممنوع عنك رُبما...)

من طرف **Ray Jang** 28/5/2023, 6:17 am

زَفرت دون رغبةِ في الحديث لكني أجبتها بالنهاية:
- هو ميت. لديّ شقيق، لسنا على وفاقِ. -
حَاكيت إستنكارها
- إن لم تكن ذاكرتي قد تضررت فأنا أتذكر أني أخبرتكِ اني مُحقق؟ أنا أعلم أنكِ فعلت لأجل.. حالتي رُبما ليس السبب الرئيسيّ أو الوحيد و لكنه سببِ. و أتخيل أن هذه الحوارت برأسكِ ممتعة حقاً خاصةً إن إقترنت بكوني جاثِ على رُكبتيّ. ما أحاول أن يصل لعقلكِ أنكِ لستِ مُطالبة بفعل شيء و أن البقاء بحد ذاته مقامرة ليست محسوبة و إن فعلتِ فعلى الأقل أريدكِ ألا تندمي فيما بعد لكن من فضلكِ أكملي تخيلاتكِ. -
لا اعلم كيف يُسبب لي معرفتي بشأن والدتها أيّ راحة و لكن كان من الجيد معرفة جانب شخصيّ عنها.
ظَلت ملامحي جادة و زفرت:
- ليس مُثير. أتمنى حقاً ألا يتسنى لكِ رؤيتي أفقد عقلـ.. -
إنعقد حاجبيّ بشدة لماذا تنظر لي و كَأني مُهرج هارب من السيرك الآن؟ ماذا قلت؟
جَززت على أسناني مع شعوري بلمسة يدها:
- دافينا.. -
و قد فعلت كُل ما أحاول دفعه عن ذهني لفترةِ طويلة الآن. و هذا يجعل مجهوداتِ آخرى لي تذهب أدراج الرياح.
إنقبضت أصابع يدي المَضمدة على خصلات شعرها لأحتفظ بها قريبة و قبّلتها بعُمقِ و بشغفِ و إشتياقِ لا أدري مصدره. و كَأن هذا اياً ما كان يشتعل لفترةِ طويلة حتى أصبح أكبر من قُدرة " قُبلة " على إطفاءه. رمقت عيناها من ذاك القُرب و هيّ تحتل كامل أفكاري الآن.
إرتخت أصابعي عن شعرها و قبل إبتعادها وضعت قُبلةِ طويلة على جَبهتها مُعيداً رأسي للوسادة بزفرةِ عميقة.
-لا.. أنا بخيرِ. -

من طرف **Davina Sloan** 30/5/2023, 3:55 am

حرّكت رأسي بهدوء بشأن والده ثم رميته بنظرةٍ جانبيّة عَن أخيه:
(لماذا؟ ما الذي فعلته له؟)
ثم أدرت رأسي تمامًا له بإبتسامة بريئة:
(أ هو وسيم أيضًا؟ إن كان الأصغر فقد يكون أوسم منك، وإن كان الأكبر.. قد يكون أوسم أيضًا لكن مُعدلات الأصغر أعلى.)
زفرت بقوّة وقلت بصبرٍ بدأ ينفذ حقًا الآن.. لماذا يُصر على حصري بتلك الزاوية؟!
(لا، لقد تضررت بالفعل، لأني أخبرتك أن السفر تأجل فحسب. لم أقل أنني أنا من أجلته ولم أذكر أن لك علاقة بالتأجيل، التأجيل قد يحدث من جانب رئيستي أيضًا إن احتاجتني لإنهاء أي شيء لها هُنا. إلى جانب هذا، إن كنت تعلم أنك لست سببًا رئيسيّ قد أؤجل سفري لأجله، فأود إضافة أنكَ لا تعتلي قائمة الأسباب الثانويّة حتى، راي. هذا يعني أنك لازلت لست سببًا قد أؤجل سفرًا قد يُضر بوظيفتي لأجله لذا لا تهتم بشأن شيء لا يخصك. سواء كانت مُقامرة أو سواء كنت أنتوي إلقاء نفسي من النافذة بنهاية فترتنا هُنا، لا أتوقع منك القفز خلفي، صحيح؟ جيّد، استمر على هذا المبدأ إذن وليهتم كل منا بشؤونه. ثم عن أي مقامرة تتحدث؟ رحيلك لواشنطن؟ أخبرتك أنني أيضًا سأرحل بمُجرد أن تصبح بخير لذا سنكون متعادلين، أليس كذلك؟!)
هززت رأسي بخيبة جدة بالسبعين من العمر:
(يا إلهي، لا، هذا لا يجعلك ذكيًا على الإطلاق. كل ما تأتي به تلك الوظيفة على رأسك هي تلك المرمطة فقط. من الجيد أنك وسيم وإلا لبقيت وحيدًا حتى تفنى!)
ثم مالت شفتاي بإبتسامةٍ جانبيّة:
(تجثو على ركبتيك؟ تبدو كمشهدٍ قد أتطلع له فعلاً. أستطيع التفكير بشيء أو اثنين لك لتفعله أفيد حينها عوضًا عن التوسل لذا لا، يُمكنني أن أقبل بالتوسلات شفهيَّة دون إضافات مؤقتًا.)
أومأت حين قرر ألا يطلب شيئًا وقلت:
(مُمل لكن حسنًا، أنت الخاسر. هنيئًا لك طعام المشفى. لاحقًا!)
وخرجت من غرفته لأسير خطوتين بالرواق مُبتعدة عنها قبل أن أتوقف، أستند بظهري للرواق وأنزلق أرضًا.. أحاول استيعاب ما حدث للتو وكونه.. جيّد! بالتقبيل على الأقل! لمست جبهتي حيث ترك تلك القبلة وزفرت بقوة.. رُبما أفضل حتى مما ظننت لذا.. بلى.. نهضت مجددًا ونفضت بنطالي من أي أتربه.. قرار الرحيل بمُجرد أن تلمس قدمه الأرض كان حكيمًا فعلاً.

من طرف **Ray Jang** 30/5/2023, 5:37 am

لِما تتوقع أني أنا من فَعل له شيئاً مـا و ليس هو؟!
لقد قالت شيئاً خاطئ لتوها و لم أصححه لها لأن هذا قد يُعقد الأمور و لكنها إن ألقت بنفسها من نافذةِ، فقد القي بنفسي بالفعل خلفها بمحاولة لإنقاذها لأن.. هذا كُل مـا حاولت فعله.
أبقيها.. آمنة.
السبب الذي جعلني أصارع نفسياً حرفياً كيّ لا أتخذ خطوة قد أندم عليها.
- بلى، لا يجعلني ذكياً -
غمغمت و أنا أحدق بالسقف، غبي..لأني تورطت بكُل الأحوال معها..
غبيّ.
و الآن أرسلت أفكاري بمسارِ منحرف جعلني أزفر بعُمقِ. هيّ أيضاً ليست ذكية لأن الشيء الذي يُبقيني مُتعقلاً - قليلاً - هو حالتي الصحية فحسب. لأن الصورة التي رسمتها لتوها لا تساعد على الحفاظ على التعقل.

Private Hospital Room 84

Private Hospital Room 84

رد: Private Hospital Room 84

رد: Private Hospital Room 84

رد: Private Hospital Room 84

رد: Private Hospital Room 84

رد: Private Hospital Room 84

رد: Private Hospital Room 84

رد: Private Hospital Room 84

رد: Private Hospital Room 84

رد: Private Hospital Room 84

رد: Private Hospital Room 84

رد: Private Hospital Room 84

رد: Private Hospital Room 84

رد: Private Hospital Room 84