Hospital Room No.49

لقد إستعدتُ وعيّ مُنذ بضعة ساعاتِ فحسب. من الغريب أنهم لم يرسلوا أحد بالقضاء عليّ ، أم أنهم إعتمدوا على عدم إستيقاظي مرة آخرى؟
ما عرفته من الممرضات أنه لم يزوني سوى شخصاً واحداً و بما أني أعلم أن كالفن لن يخاطر بظهوره فلم يبقى سوى شخصاً واحد و هو الشخص الذي لم أتوقع منه تلك الزيارة.
الآن.
لن أستطيع البقاء هُنا ، الوضع سيء هُنا و هُناكَ بروسيا أسوء و لكن هُناكَ على الأقل أستطيع حماية نفسي.
جلستُ على طرف الفراش أقوم بإغلاق أزرار قميصي بشرود ، وافق الطبيب على خروجي اليوم و لكني ضائعة تماماً ، إلى ماذا سأخرج و لمن أذهب و ماذا أفعل؟
كان مُحقاً عندما قال أنه سيعطيني حياةِ و يمكنه أخذها بلحظةِ.

توقفتُ عندما سمعتُ صوتها ، لا .. لا .. لا يجب أن تكون هُنا!!
كانت ملامحي تعكس الصدمة قبل أن يتوقف الحديث بحلقي بل يتوقف الهواء!
نظرتُ لها عندما جلست و قلتُ ببطءِ :
" بخيّر. "
و الآن تتحدث عن أولـا؟ مَنْ هيَّ أولـا؟ ..
ضغطتُ شفتيّ قليلاً و قلتُ بإرتباك:
" نعم. "

أبعدتُ يدها بحدة لأقول :
" ما مُشكلتكِ بالضبط؟! "
هذا ما ينقصني ، إفساد كُل شيء أكثر مما هو فاسد!! 
قبضتُ يدي بينما تنظر لي بهذه النظرات المليئة بالإتهام ثُمَ قولها أني لستُ أختها.
نظرتُ لها دون تعليق ، و ملامحي كانت جامدة دون إنفعالاتِ لأقول :
" لا أعرف ما الذي تظنين أنكِ تعرفينه و لا أعرف ما الذي تحاولين إثباته و لكن .. سأقترح عليكِ أن ترحلي الآن. "

ظلت ملامحي جامدةِ حتى مع صفعته لأنظر له ببرودِ و لم أجبها على سؤالها و لكن الحقيقة.. نعم ، أختها " ماديسون " ماتت مُنذ فترة طويلة و تم قتل كُل من كان يستطيع التعرف عليها و السبب الوحيد الذي جعل المُنظمة التي أعمل لديها و التي زرعتني في الشرطة تحت إسمها من القضاء على مادلين .. هو عملها مع آرون في المخابرات لم يرد أحد ضجة. و لكن بعد رحيلها .. صدر أمر قتلها على الفور.
بمجرد خروجها تلاشى القناع الجمد الذي كُنتُ أختبئ ورءه لأنهار في بُكاءِ محموم..
لقد رفضتُ قتلها، لم أستطيع قتلها.. أردتُ الإكمال بهذه الحياة ، كُنتُ أحب هذه الحياة، لقد كُنتُ ميّتة و أعطوني هذه الحياة هل كان عليّ الرفض؟
أنا أردتُ فقط.. أردتُ..
أردتُ أن أحيّا.
كُنتُ أنوي إنهاء الأمر بحفل خطبتها و لكني لم أستطع الدخول حتى.. لم استطع أن أسلبها حياتها ، لأنها .. مثلي..
أخيراً وجدت حياةِ نظيفة ، فلماذا أسلبها هذا..
كانت الدموع تسقط على وجهي و تنساب لتسقط من على وجهي في رحلةِ تنتهي بإصطدام الدموع بقميصي ، تحول البكاء لنحيب حادِ و كُل شيء حولي ينهار.. لقد أردتُ بناء عالمِ أفضل ، أن أكون أفضل..
كذبتُ الكذبة و صدقتها ، لم أقصد هذا كُله .. لم أقصد أن أكون سبباً في أيّاً من هذا، و الآن؟ أنا هالكة.
لن يتركوني أبداً حيّة بع معرفتها بأني لستُ ماديسون.
دفنتُ وجهي في دي بينم يتنفض جسدي بحركة لا إراديّة.. أنا هالكة.

مسحتُ وجهي بحدة كيّ أخفي الدموع و نظرتُ له ببرود لأقول :
" لماذا أنتَ هُنا؟ ، إرحل! "

تنقست بعمقِ لأهدأ من روعي بينما يقترب ، هل عليّه السخريّة دائماً ؟
" و لماذا تهتم؟ بوعيّ بدون وعي.. هذا لا يهم ، أنا لا أهم أحد! ، لذلك إرحل. "
وضعتُ يدي على مكان ندبة الرصاصة بشرود قبل ان أغلق زر القميص و أترك أول زرين مفتوحين لأنهض و قلتُ :
" ماذا بي؟ لا شيء.. فقط.. لقد فقدتُ كُل شيء ، و ليس لديّ أيّ شيء الآن لأعود له. سأترك الولايات. "

راقبت إغلاقه لأزرار قميصي ، و كدتُ أعلق تعليقاً اخراً و لكني إبتلعته فـ الحقيقة أنه لا أحد هُنا .. الآن.. سواه.
تنفستُ بعمقِ قبل أن تقفو تقطيبة لوجهي :
" فرنسا؟ هل تظنني سأذهب إلى رحلة إستجماميّة؟ ، سأعود لـ روسيا "
أعدتُ شعري للوراء بعصبية ، لا أصدق أن سأعود لهذا الجحيم!
نظرتُ له بتفكير قليلاً و قلتُ :
" بما أنكَ هُنا ، ستقوم بإقلالي للمطار "

قلتُ بإستنكار :
" لماذا تظن أني أهتم بالفتيات الفرنسيات ، يُهمني الرجال الفرنسيّون و هم لا بأس بهم بالمُناسبة. "
رد فعله عن روسيا أكد لي أني لستُ الوحيدة التي أعتبر تلك البلاد جحيم رغم برودتها الشديدة. 
" روسيا المكان الوحيد الذي قد به أحد قد يساعدني ، إلا إذا.. "
نظرتُ له قليلاً و أنا أفكر و قلتُ :
" إلا إذا ساعدتني ، وقتها قد أفكر بكَ كـ رفيقِ. "

لم أستطع منع الضحكة عندما علق الرجال الفرنسيون! ثُمَ نظرتُ له عِندما وقف أماميّ لأنهض و اصبح بمواجهته و قلتُ :
" أنتَ تعرف أني مُنجذبة لكَ صحيح؟ "
وضعتُ يدي على صدره و تابعتُ :
" كما اعرف أمكَ مُنجذباً لي و استطيع رؤية هذا بعينيكّ الآن و لكن "
تركتُ يدي تستقر لـ جواري :
" و لكنكَ لا تعرف ما الذي تورط نفسكَ به."

هبطت عيني لذراعيّه على خصري قبل أن أعود للنظر له دون أن أعلق على حديثه و بالنهايّة
" لا قوة في الحب؟ رائع .. إذن علينا أن نتفق. "
مررتُ أناملي على جانب وجهه مُتلمسةِ لحيّته الخفيفة و تابعتُ
" أنتَ لن تقع بحُبي صحيح؟ لأني لا أريد تعقيداً بحياتي أكثر مما هيّ مُعقدة"

جايمس بالنسبة إليهم شوكة بالحلق و كيّ يصلوا إليّ الآن سيكون صعباً خاصاً و هم في مرحلة حرجة في تنفيذ خطتهم الكبيرة أو خِطته الكبيرة. مُنقذي و قاتلي، أليس هذا ساخراً. تقبلتُ قُبلته بهدوءِ و بأنفاسِ ثقيلة قبل أن أعقد يديّ عُنقه و أرفع نفسي له لأرد قُبلته بآخرى حارة و أتبعها بآخرة قصيرة لأبتعد قليلاً مُتأملةِ ملامحه لثوانِ و تميل شفتيّ بإبتسامة.
تركته لأعود للجلوس على طرف الفراش و أرتدي حِذائي قائلةِ بينما أفعل
" سيكون عليّ العودة لغرفتي أولاً و تقديم طلب أجازة و بعدها سيكون علي السفر لـ بضعة أسابيع."