T.K.Jonathan - 06

من طرف **Thea Jonathan** 23/11/2019, 6:01 am

تنازلت عن المكوث بأحياء ومبانيٍ أرقى، بـ نيويورك، من العروض التي قُدمت لي. فما الداعي للحصول على كل هذا الثراء إن لم أكن سأمكث به أكثر من شهرٍ على الأكثر في المرة الواحدة؟ السبب الآخر هو أني شككت في أن دايف قد يشعُر بالراحة لزيارتي بأماكن كتلك.. أشُك في أنني شخصيًّا قد أشعُر بالراحة أمام فكرة مكوثي وحدي بمكان بهذا الحجم.
لذا ابتعت تلك الشقة، صغيرة والحيّ لطيف وباليوم ذاته أرسلت له نسخة من المفتاح، لكن زيارات دايف بدأت تقل تدريجيًّا بسبب الجيش، فلم أستطع التواجد بالولايات أثناء وجوده ولم يستطع هو التواجد بوجودي، وتضائل التواصل بيننا حتى انقطع منذ ما يقرب ثلاثة أشهُرٍ الآن. لم أعُد أعلم حتى إذا ما كان عُيِّن بعد أم لا يزال مهندسًا تحت التدريب.
فتحت الباب لأدخل جاذبة حقيبة سفر كبيرة خلفي وتقبع فوقها أخرى رياضيّة وكبيرة الحجم أيضًا نسبيًّا، ثم أغلقت الباب.
تركت الحقايب كما هم، ودلفت غرفة النوم لأتجه لدورة المياه المُلحقة، لأقوم بغسل وجهي.. مُحاولة ضبط تنفُسي..
رحلة اليوم من الطائرة للسيارة التي أوصلتني لهُنا لم تكُن سلسلة للغاية.. كانت سيئة.. بشعة! بتلك المهنة، مرّة نقضي وقتًا مُمتعًا وعشرة أود لو أخنق نفسي بأحد أسلاك مُعدات التصوير. مرّة تصدُر مقالة استحسان لعملي وما كان عليّ تخطّيه لأصل لما أنا به من نجاح، ومرّة -كالأخيرة- تتم مُهاجمتي وبقسوةٍ بسبب فكرة غبيّة من مُصورٍ أحمق. وتنهال فوق رأسي بدءً من مواقع التواصل الإجتماعيّ وانتهاءً ببرامج الترفيه. وتلك الفئة الأخيرة على وجه الخصوص تعي جيّدًا أني لا أملك التصرُّف أو حق التعديل بأغلب الجلسات. حتى بعد نشري اعتذارًا، ما تلقيّته اليوم بالمطار جعلني أُفكِّر بجديّة فعلاً بأمر الحارس الشخصيّ. وإن فكّرت بترك المهنة برُمتها، فلا أملك الكثير من الاختيارات التي قد تُبقيني مُنشغلة بهذا الشكل.

مسحت بيداي مرّة أخير على وجهي، ثم استدرت ناظرة للغرفة المُظلمة خلفي، وعدت أحدق بإنعكاسي في المرآة. أصبحت أجيد الاعتماد على نفسي الآن بشكلٍ شِبه تام، لذا لم أعُد بحاجةٍ لمُساعدة، وبسبب لحظات كتلك، لا أعلم إن كان هذا قرارًا صائبًا أم سيُنهي عليّ!
أتسائل أحيانًا كيف نجوت بنفسي للآن..
لكنّي أعرف كيف، لسنواتٍ كنت أعلم، والآن أشعُر وكأن وجوده بدأ ينساب من بين يداي، وبدأت أفقد القشة الأخيرة التي تربطني هُنا. والمُشكلة هيَ أني لا أستطيع السماح لأي أحدٍ آخر بهذا القرب مني سواه.
ماذا إن انشغل عني تمامًا؟
لا أستطيع ربطه بجواري، ولا أملك سواه، لكن ماذا لو أخذته الحياة مني أيضًا؟
لا أريد مواجهة كُل شيء وحدي..
أتلك أنانية مني؟
لا.. ليست كذلك لأني حتى وإن رغبت، فأنا لا أُقيّده، بل هو معي بأيًا كانت الصفة.. وجوده بأي شكلٍ كان بحياتي فحسب..

أشعُر بقلبي أوشك على الانبثاق من مكانه من شدّة ضرباته، وأنفاسي سريعة، تتسارع تدريجيًّا، تزداد عُنفًا وقوّة حتى فقدت أي فُرصة بالسيطرة عليها.. وحتى وفقدتها تمامًا.
قبضتُ بيدٍ على ملابسي، صعودًا لعُنقي، واليد الأخرى تقبض على حافة الحوض..
لا، ليست نوبة هلعٍ أخرى! ظننتني انتهيت من هذا الكابوس!
تراجعت مُتعثرة، خروجًا من دورة المياه إلى الغرفة، حتى وصلت للدرج العلويّ بجوار الفراش لأخرج منه جهاز الاستنشاق، والذي كاد يسقط من بين يداي عدة مرات حتى استعدت أنفاسي أخيرًا.. لأجلس أرضًا بإرهاق وظهري مُستند للفراش. ألقيت الجهاز لجواري، ونزعت السماعة من أذني ألقيتها بعيدًا بإهمال، قبل أن أعيد رأسي للفراش مُحدقة بالظلام والخيالات التي تصنعها الأضواء القادمة من النافذة المُغلقة. ثم رفعت ذراعي لأغطي به وجهي بالنهاية.
رُبما هي هبة ما بالنهاية، تلك القُدرة التي أملكها على إسكات كُل شيء حولي للفترة التي أريدها. فأحيانًا لا أحب سماع ارتفاع صوت بكُائي وحدي.

من طرف **Deive Omaly** 23/11/2019, 12:23 pm

ظللتُ أطرقُ الباب لدقائقِ طويلة، قبل أن أقرر أن هذا وقت كافي من الإنتظارِ، لكني أخذت وقتًا لكي أجد المفتاح المُناسب. فتحتُ الباب لأنادي ما إن أصبحت رأسي بالداخلِ، لكن لم يبد هُناك إستجابة.
قطبتُ وأنا أغلق الباب ورائي وأزيحُ الحقيبة الثقيلة عن كتفي لتسقط أرضًا، بعثتُ لها برسالة أني إستطعتُ التملص من عملي وأن أحظى بإجازة ولكن لم يبد أنها وصلتها.
وصلتُ لغرفة النوم لأحرك عيني بها وكدتُ أخرج لولا أني لمحتُ حدود جسدها في الظلام.. فتحتُ الأضواء لأقترب منها وأجلس على رُكبتيّ أمامها.. وهُنا تعمقت تقطيبتي أكثر، هل نامت هكذا حقًا؟
مررتُ ذراعي حولها لأتمكن من حَملها ووضعها على الفراشِ، ثم مررتُ يدي على ذراعها لأربتُ عليها بخفة صامتًا.. لا أعلم ماذا حدث، لكني أريدها أن تكون بخير فحسب.

من طرف **Thea Jonathan** 24/11/2019, 12:18 am

الحركة على ذراعي والضوء كانا كافيين لإيقاظي. فتحتُ عيناي ببطء فيطالعني وجهه..

رفعت نفسي له دون تفكير وأحطته بذراعاي. لن أتجادل مع رأسي حتى وإن كان مُجرد خيال اصطنعه عقلي الباطن، أو حلم ما. لا أريد سوى الشعور بذراعيه حولي وأن يُخبرني بأن كُل شيء سيكون على ما يُرام..

{اشتقتكَ للغاية..}

كانت لتخرج همسًا، لكنّي لا أعلم كيف خرجت، لم أسمعها.. لأقطب قليلاً وأتلمّس أذني بأصابعي، ثم حرّكت وجهي قليلاً بعيدًا عنه لأجد السماعة مُلقاة بالقرب من الباب. هل لا زالت تعمل من الأساس؟

لم أحاول التحقق، ولم أتحرك من مكاني سوى لدفن وجهي بين عنقه وكتفه وضمّه إليّ أكثر.

من طرف **Deive Omaly** 24/11/2019, 11:00 am

لن أنكرُ، كُنت أشعر بالضيقِ منها لوقتِ، رُبما من نفسي كذلك لأني لم أستطع أن أبقيها هُنا. ولكن الآن.. باللحظة التي فتحت بها عيناها، تبخرُ كُل شيء.. غمغمتُ بسبة بصوتِ خافتِ بينما أحيطها بذراعايّ أكثر، ينبسط كفي على ظهرها أضمها، أضعُ شفتيّ على جانب رأسها لأتركُ قبلة خفيفة عليها.
- آسف -
لا أعلم كم مر من الوقت وأنا أحتضنها بصمتِ، دون أن أحاول التحدث أو أجبرها حتى على إخباري ما الخطب. إحتويتُ وجهها بين يداي لتنظر إليّ ثم قلت ببطيءِ :
- أنا هُنا الآن، إشتقتُ لكِ كثيرًا. -

من طرف **Thea Jonathan** 25/11/2019, 1:49 am

تعلّقت عيناي بشفتيه لأسباب تتعدّى رغبي في فهم كلماته، وهذا لم يكُن أصعبهم، فما قاله كان كفيلاً بجعل الأمور بخير دون مجهود يُذكر من جانبه. لأحرك رأسي بإيماءة وأشعُر بالدموع تتجمع بعيناي مُجددًا قبل دفن وجهي بكتفيه. أخذت أنفاسًا عميقة لتهدئة الرغبة المُلحة في الاستسلام للنحيب، ثم ابتعدت عنه لأنهض وأفتح أحد الأدراج المجاورة للفراش وأخرج زوج بديل لتلك التي ألقيتها، أصغر حجمًا منها، لأقوم بتركيبهم وبعثرت شعري ليغطي كلا أذناي. ثم التفت له:

{هل ستبقى؟}

ضغطت شفتاي معًا، وغمغمت بعد ثوانٍ:

{إبقَ معي.}

نقرت بمُقدمة أصابعي أرضًا:

{وأعني.. هُنا، أعني..}

زفرت بقوّة:

{ألا يُمكنك الانتقال، بشكلٍ دائم؟}

من طرف **Deive Omaly** 25/11/2019, 9:27 am

أجلسُ على طرفِ الفراشِ لأقول بينما أستند بمرفقيّ إلى ساقيّ :
- بل يُمكنني. لكنك من لا تبقين هُنا.. "دائمًا". -
دلكتُ عيناي لأزفرُ بخفة، ثم بعد ثوان نهضتُ لأقترب منها وأضع يداي على كتفاها مُتابعًا :
- حسنًا، سأفعل. لكن فقط بالوقتِ الذي تكونين به هُنا، عدا هذا سأعود لمنزلي. أنا رجلٌ عادلٌ، أليس كذلك؟ -

من طرف **Thea Jonathan** 26/11/2019, 2:48 am

قطبت وقلت:

{لا يُمكنك فِعل هذا. تعلم أنهُ عملي وليس وكأني أهرب وأتلاشى مثلاً. لن أطالبك بتجاهل عملك والبقاء غن اضطررت للتغيّب، لذا لا تُحادثني بنبرة لوم.}

نظرت بعيناه لثوانٍ، ثم أومأت بغمغمة:

{عادلٌ بما يكفي.}

كدت أضيف شيئًا، لكنّي ضغطت شفتاي معًا وقلت بالنهاية:

{أحتاج لأخذ حمامًا، المكان مكانك إن أردت تناول أو شرب شيئًا ما حتى أنتهي.}

قلتها وتحرّكت عودة لدورة المياه مُجددًا، لأغلق الباب خلفي وأستند له بجبهتي.. أتنفس بعُمق.. ثم أبتعد لأحظى بحمامًا دافئًا.

حسن خرجت تسلل البخار خلفي، لكن الغرفة كانت فارغة، للحظة انتابني هلع تلقائيّ، لأحرك رأسي كما لو كنت أنفضه عنها. ارتديت طقم منزليّ مُريح، وجففت شعري ثم أعدت ارتداء السماعات لأغادر الغرفة باحثة عنه، وما إن وجدته حتى سألت:

{هل تم تثبيتك بعد؟}

من طرف **Deive Omaly** 26/11/2019, 10:48 am

كُنت بالمطبخِ أبحث عن طعامِ أستطيع إعداده، ولكني عانيتُ حتى إستطعتُ تكوين مكونات وجبة مُلائمة؛ ماذا تأكل هي بالضبط؟

أقول بإستنكارِ :
- ماذا تأكلين عِندما تسافرين؟ تعتمدين على البناءِ الضوئي؟ -
وضعتُ الكوب الذي كُنت أحتفظ به جانبًا أمامها، يملئه المشروب الدافيء لأجلها، أقول بينما أقطع الخضراوات بشكلِ سريعِ :
- منذ شهر، أجل؛ فاتك مظهري بالبذلة، كُنت لألائم جلسات التصوير معك. -

من طرف **Thea Jonathan** 27/11/2019, 9:52 pm

مالت شفتاي مبتسمة لأضيف بتهكم بعده:

{كما تعلم، بالنسبة لغذائنا كلما اقترب من الطبيعة كلما كان أنسب للحفاظ على القوام. لم تُجرب البناء الضوئيّ، لذا لا تحكم.}

تناولت منه الكوب بغمغمة شاكرة لأرتشف مما به، ثم نقرت على المنضدة بسبابتي برتابة بطيئة بينما أتابع ما يفعله:

{أعلم.}

تنهدت لأسأل:

{ما الذي تُحاول إعداده تحديدًا بكل تلك المكونات التي لم تجدها مُتاحة؟ أيضًا..}

قرّبت الكوب من شفتاي قليلاً:

{بما أني فوتت فترة لا بأس بها، والكثير من الأخبار.. هل وجدتها بعد؟ المُختارة؟}

من طرف **Deive Omaly** 27/11/2019, 10:01 pm

أخلع السُترة لأضعها جانبًا، لا أعلم لماذا لم أتخلص منها مُبكرًا، تُقيد حركتي، قُلتُ لها بسخرية بينما أحركُ الزُبدة بالمقلاة :
- ستحتاجين سنتان من البناءِ الضوئي للتخلص من تلك الوجبة. ومنذ متى أكون على علمِ بما أفعل؟ أنا فقط أعتمد على الحدس. -
أستندُ على المائدة التي تفصلنا بذراعايّ قائلًا بإبتسامة :
- ولماذا عليّ أن أجدها بينما أنتِ هُنا؟ -
قَبلتُ جبهتها لأعودُ لما أفعل ولجديتي بالمثلِ :
- لا، ليس هُناك من وقتِ للمواعدة أو البحث عن أي شيء حاليًا. -

من طرف **Thea Jonathan** 27/11/2019, 10:52 pm

تقلّصت ملامحي حين قال أنها ستحتاج سنتين:

{لا أريد أن أظهر كالجاحدة هُنا، لكن هلّا حاولت إبقائي بمُجال عملي لفترةٍ إضافيّة؟}

ابتسمت بعد ما قاله، وشعرت بفراشاتٍ تتراقص بمعدتي مع قبلته، لكن جملته التي خرجت بالنبرة الجادّة جعلت الابتسامة تتلاشى ومعدتي تتقلّص. أخفيت الأثر بشربي للشوكولاتة الدافئة، ثم قلت استنكارًا:

{إذن لست مُتفرغ لأيًا من هذا لكنك متضايق من عدم مكوثي هُنا بما يكفي؟ ما الفائدة من التركيز على مقدار مكوثي هنا إذن إن كنت منشغلاً وقد لا تلاحظ من الأساس؟}

من طرف **Deive Omaly** 27/11/2019, 11:06 pm

أتفحصُ تاريخ صلاحية اللحم لأقول بإنشغالِ :
- لأني أبقي عيني عليكِ ولا شيء يُمكنه أن يجعلني لا ألاحظك. -
فتحتُ الكيس بعدما تأكدت أنه صالح لأقول بإستنكارِ ناظرًا لها بتعجبِ :
- لا ألاحظك؟ أتمازحينني؟ -
جعلتُ شرائح اللحم تغوص بالزبدة المُفعمة بالثوم والخضراوات لأملأ صدري برائحتها، أكاد أذرف الدموع من لذة الرائحة.
- إنظري لهذا -
قُلتها ثم أمسكتُ بيد المقلاة لأحركها لأعلى لتنقلب الشريحة على الجانب الآخر بحرفية شديدة، أقول فخورًا بذاتي :
- أخبريني أين ستجدين طاهِ بارع مثلي. -

من طرف **Thea Jonathan** 30/11/2019, 3:24 am

جذبت مقعدًا لأجلس أمام المنضدة، أشاهد ما يفعله بصمت وعينان لا تريانه تمامًا.

ليس مُتفرّغ للمواعدة لكنهُ سيُلاحظ؟

لا.. هو لا يُلاحظني..

أو رُبما يُلاحظني، ولكنهُ لا يراني.

لا يرى أني لا أستطيع إبعاد عيناي عنه، أو عن ما يفعله كُلما كان بالجوار.. وحتمًا لا يرى أني لففت العالم، حرفيًا، ولم أجد سواه بحياتي لـ..

حسنًا، للدقة، لم أجد سواه لحياتي.

لا أريد سواه بحياتي، وأعود له كالمُنجذبة بخيطٍ غير مرئيّ لوجوده وحسب.

لا أعلم متى استندت بذقني لسطح المنضدة، أو كيف خرجت كلماتي بغمغمة شاردة:

{من المؤكد أنكَ لا تراني إذن.}

اعتدلت بجلستي لأمرر أصابعي بشعري للخلف، وظهرت ابتسامة خفيفة لما فعله.

إن أخبرته، ستسوء الأمور..

لا شيء يعود لبساطته بعد اعتراف كهذا فحسب، ولن أتحمَّل خسارته.

تنفست بعُمق، ثم سألت فجأة:

{كيف حال لورين ورفيقها ووالدك و.. رفيقها؟}

خرجت الكلمة بشك لأني لا أعلم ما إن كانت الأمور تطورت بعائلتهم بأي ارتباط رسميّ أم ليس بعد.

من طرف **Deive Omaly** 1/12/2019, 11:03 am

أقطبُ مع ما قالت لأسألها وأنا أتأكد من نُضج الشريحة بشوكة :
- وما الذي يُفترض أن يعنيه هذا؟ -
جلبتُ طبقان لأطلقُ صفيرًا مُتناغمًا وأنا أنقل اللحم للأطباق، لا يُمكنني أن أكون راضيًا أكثر عن ذاتي، تابعتُ واضعًا أكثر من معلقة من الخضراوات بطبقها كذلك :
- أمي مخطوبة، من المُفترض أنهم سيقيمون زفافًا بوقتِ قريبِ، لكن لا حاجة للتسرعِ، صحيح؟ -نقيتُ حلقي- ولورين بعلاقة طويلة الأمد؛ مما يجعلني أشعر بأني عجوز فاته القطار ولم يدرك هذا بعد. من المفترض أني الشاب بهذا المنزل، كان من المفترض أن أكون أولهم بعلاقة ما، لكن لا أشتكي، أنا فقط أقر واقعًا! -
قُلت الأخيرة رافعًا يداي بقلة حيلة، ثم قربتُ طبقها لها وقلتُ بينما أستندُ على المائدة بيننا بمرفقي، ويدي مرفوعة لأعلى مُمسكًا بمعلقتها لأتابع بمزاحِ :
- ألا تعلمين فتاة يُمكنها تضميد جراحي البائسة؟ بما إنك ترفضين هذا. -

من طرف **Thea Jonathan** 2/12/2019, 1:07 am

عقّبت بمُجرد أن سأل:

{لا شيء.}

ثم قطبت لأقول:

{دايف.. توقف. توقف عن الصفير. تؤلم أذناي.}

تلك كانت كذبة، لكن قد يفي لإيقاف تظاهره بأنه.. لا أعلم، سعيد؟ أعني.. ما سبب كل تلك السعادة فجأة؟ لا أعلم ما الذي قد يمنعه من أن يفعل، لكن ما بال تلك الطاقة وقد عاد لتوه من السفر؟!

نظرت له لتتعمق تقطيبتي، لأنتشل منه الملعقة ومِلت قليلاً نحوه بدوري:

{متى رفضت؟}

أشرت برأسي ناحية الأدراج:

{أحتاج شوكة وسكينًا.}

من طرف **Deive Omaly** 2/12/2019, 11:09 am

أمسكُ برسغها برفقِ لأقول بمزاحِ :
| ومتى قبلتِ بالضبط؟ لأني لا أتذكر ذلك الحدث ومازلت رجلٌ بائسٌ بجراحِ غائرة. |
أفلتُها على مضضِ، لأخرج بقية الأدوات واضعًا إياها أمامها مُتابعًا وأنا أتجه للجلوسِ جانبها لأقطع لها شريحة اللحم :
| جلبتُ لكِ هدية، إنه عيد الشُكر.. وسأقضيه معكِ. |
توقفتُ عن الحركة لأنهضُ لأتمكن من العبث بجيوبي، ليبهتُ وجهي، اللعنة! أين وضعتها؟ عادت إليّ ذاكرتي لأتجه نحو سُترتي، وأخرج العُلبة المُستطيلة؛ لأتابعُ بينما أدلكُ عُنقي بإحراجِ :
| سأجلبُ لكِ هدية آخرى، أعلم إنها سخيفة، وقد يكون لديكِ أفضل منها، لذا لن أطلبُ منكِ إرتدائها بالطبع، لكن بائعة ما بمُهمتي الأخيرة؛ قالت أن تلك تُدعى ريشة الحماية أوماشابه، وأظنني شربتُ الدعاية تِلك بصدرِ رحبِ وإشترتها على الفور. |
زفرتُ لأفتحُ العلبة وأعلقُ القلادة على أصابعي رافعًا إياها.
https://cdn.shopify.com/s/files/1/0501/9437/products/the-commandment-co-jewelry-feathers-of-protection-necklace-silver-encourage-verse-design-gift-idea-female-singapore.jpg?v=1530093627

من طرف **Thea Jonathan** 2/12/2019, 11:55 pm

غمغمت على مضض:

{رُبما لأنك لم تبدُ قط كرجل بائس بجراح غائرة.}

رمشت بملامح بلهاء بعد ما قاله، ولا أعلم ما الذي جعل الفراشات تتراقص بمعدتي.. إتيانه بهديّة أم مكوثه معي بعيد الشُكر!

ثم سرعان ما ظهرت التقطيبة على وجهي، لأسأل حين تحرّك من مكانه:

{ماذا عن عائلتك، ووالدتك على وجه التحديد؟ ألن تستاء؟}

تناولت منه القلادة بحرص، وبعيناي بدت بالفعل أثمن من أي حُليّ باهظ ارتديته بحياتي..

تلمست الريشة بأناملي، ثم همست:

{دايف..}

رفعت نظري له:

{أنا أحبك.}

من طرف **Deive Omaly** 3/12/2019, 9:55 am

أضحكُ بينما أحكُ مؤخرة رأسي قائلًا :
( إنه كبريائي الذي يمنعني من هذا. ومن المفترض أن تُصبح أمي سعيدة، أعطيها وقتًا خصوصيًا مع خاطبها، لماذا قد تستاء؟ )
إنكمشت الضحكة تدريجيًا، لأقطب بخفة مع ما قالت، تركتُ العلبة جانبًا ثم قربتها إليّ مُمسكًا بذراعها برفقِ، لأهزُ رأسي بعدم فهم :
( ماذا قُلتِ للتو؟ )
كُنت أقبضُ على ذراعها بخفة، لا يؤلمها ولكن لا يسمح لها بالإبتعاد.

من طرف **Thea Jonathan** 3/12/2019, 10:12 pm

رمقته ببرود:

{وهل فعلاً تنتظر من كبريائي أنا التنازُل؟}

لم أعلق بشأن والدته للآن، فقد أقترح المكوث أنا معه تلك المرّة للاحتياط وكُمبادرة أخيرة.. لكن الآن وقد تنازل كبريائي بالفعل وقبض ذراعي فلن أستطيع الاختباء أسفل الأريكة مثلاً!، لهذا عادت التقطيبة لوجهي وضغطت شفتاي معًا لثوانٍ ثم غمغمت:

{أكرهك!}

لماذا يفعل بي هذا!

من طرف **Deive Omaly** 4/12/2019, 11:25 am

أعقدُ حاجباي لأقربها أكثر إليّ ثم أقول بجدية :
- أنا لا أمزح! هل حقًا تعنينها؟ -

من طرف **Thea Jonathan** 4/12/2019, 10:08 pm

فتحت فمي، ثم أغلقه، ثم قلت بينما أفرد أصابع اليد التي يمسكها وأقبضها برتابة:

{إسمع، لا تتصرف بتلك الطريقة.. ما الذي قد يدفعني لقولها إن لم أكُن أعنيها؟ إن لم تكُن ترغب للأمر أن يتعدَّى حدود الصداقة فقط قُلها، وسأتفهم، لا بأس.. لننس ما حدث وما قلته ولتعود الأمور لمسارها السابق فحسب ودعنا نعود للطعام أيضًا لأنني مُرهقة وجائعة.}

لا أعلم ما الذي حَل على رأسي جعلني أتفوّه بشيء كهذا الآن!

من طرف **Deive Omaly** 5/12/2019, 12:43 am

أقول بإستنكارِ :
( ننسى! )
قطبتُ لأحتوي كتفاها بين كفاي لأقول بجدية :
( من قال أنكِ كُنتِ صديقتي يومًا؟ ثيا، لم أعتبرك يومًا كصديقة، منذ اليوم الأول وحتى تلك اللحظة؛ لم أقل شيئًا لأنكِ لم تكوني هُنا، ولم أرد أن أعيقك عن أي خطوة تُريدينها. )
زفرتُ لأضعُ يدي على جانب وجهها مُتابعًا :
( أنا أحبك، ولم أضع نفسي أبدًا بخانة الأصدقاء، ولم أكن أبدًا أتعامل كصديق. لذا لن أنسى لأني إنتظرتُ ذلك. )
هبطت يدي الآخرى لخِصرها، لأقبضُ عليه ببعضِ من الرفقِ بالبداية، ولكن ما إن إمتزجت أنفاسنا بقبلة عميقة، حتى ضممتها إليّ بقوة مالكًا جسدها بذراعي.

من طرف **Thea Jonathan** 7/12/2019, 6:58 pm

استيقظت على رائحة لطيفة، ودايف لم يكُن بجواري.

تركت الفراش مُتجهة لدورة المياه لأغتسل، ثم غادرتها وخرجت صوب المطبخ لأشاهد ما يفعله.. فطور كما هو واضح، لكن برائحة جيّدة والمطبخ قريب من الغرفة..

اتجهت إليه لأميل نحو ظهره برأسي، ثم رفعت ذراعاي لأضمه من الخلف:

{لماذا استيقظت باكرًا هكذا؟ أظن العمل في الجيش تسبب لك بعطب.}

حرّكت رأسي لأنظر لما يصنعه:

{أهذا توست فرنسيّ؟ متى وأين تعلّمت إعداد توست فرنسيّ؟!}

من طرف **Deive Omaly** 7/12/2019, 8:16 pm

أحركُ ذراعي لتحيطُ كتفاها وأضمها إليّ بينما يدي الآخرى تُحرك التوست لأقول :
- من أمي بالطبع. أيبدو هذا مُريبًا؟ -
مِلتُ لألتقطُ شفتاها بقبلة عميقة لتميلُ بعض الشيءِ لأحملها وأضعها لتجلس على المائدة مُتابعًا بسخرية :
- الجيش له ذلك التأثير نعم، ولكن أترك لكِ القدرة على الإصلاح والعلاج الكامل. -

T.K.Jonathan - 06

T.K.Jonathan - 06

رد: T.K.Jonathan - 06

رد: T.K.Jonathan - 06

رد: T.K.Jonathan - 06

رد: T.K.Jonathan - 06

رد: T.K.Jonathan - 06

رد: T.K.Jonathan - 06

رد: T.K.Jonathan - 06

رد: T.K.Jonathan - 06

رد: T.K.Jonathan - 06

رد: T.K.Jonathan - 06

رد: T.K.Jonathan - 06

رد: T.K.Jonathan - 06

رد: T.K.Jonathan - 06

رد: T.K.Jonathan - 06

رد: T.K.Jonathan - 06

رد: T.K.Jonathan - 06

رد: T.K.Jonathan - 06

رد: T.K.Jonathan - 06

رد: T.K.Jonathan - 06

رد: T.K.Jonathan - 06

رد: T.K.Jonathan - 06

رد: T.K.Jonathan - 06

رد: T.K.Jonathan - 06

رد: T.K.Jonathan - 06