L.S - 2 -

من طرف **Liara Sullivan** 24/4/2022, 10:25 pm

إعتدلت جالسةِ على الفراش و صدري يعلو و يهبط بإنفعالِ شديد..
هذه الكوابيس.. لا أظنها ستفارقني أبداً. و برغم أنه كابوس إلا أن رائحة الحريق لاتزال تُزكم أنفي، و المكان هادئ هدوء الموتى..
نهضتُ مُتجهة للمطبخ لأفتح الثلاجة و اخرج زُجاجة مياهِ باردةِ بيدِ مُرتعشةِ. أحاول إقناع نفسي أنه كان كابوسِ لكن الحقيقة أنه كـان اقرب لإعادة لحظاتِ أنهت على حياتي و التي لم يتبقى منها شيءٍ.
وضعتُ كِلتا يديّ على وجهي لأتنفس أنفاسِ عميقة و أعود للفراش بخُطى ثقيلةِ. لازلتُ غير مستعدة و قد لا أصبح مُستعدةِ أبداً. إن كنتُ غير مُستعدة للنجاة فحسب فكيف قد أفكر حتى بأخذ ثأرِ؟
عقدتُ يدي خلف عُنقي و بقيّت ثابتة حتى بدأت أنفاسي تهدأ و أعود للتمدد على الفراش.

منذ بضعة أيامِ و ضعتُ إعلانِ على صفحة إعلانات الجامعة أبحث شريك سكنِ أو شريكةِ أو قطةِ شاردة حتى تحمل معي نصف التكاليف و في الحقيقة أجاب الإعلان كُثرِ و لكن كُلما خَط أحدِ بقدمه الباب عمل بداخلي نظامِ دفاعي و بدأ صوتِ يعلو برأسي، لا تثقي بهم.. لا تثقي بأحدِ.. لا يُمكنكِ..
رُبما كـانت فكرةِ سيئة لإنه إن شك أحدِ بي، قد أعرض نفسي للخطر بل قد ينهار كُل ما عملتُ لأجله حتى الآن، لكن هل من المفترض أن أظل مُختبئة طوال حياتي؟
رفعتُ ذراعي لأنظر للسوار الذهبي المنقوش عليه من الداخل.
- في السلام يقظة. في الحرب نصرِ، و في الموت تضحية -
لابد أنهم يشعرون بالخزيّ مني الآن.

زفرتُ بعمق و سحبتُ الغطاء عليّ. غداً ما بين التدريب و الإختبارات سأكون مُنشغلةِ بما يكفي لجعل الأفكار برأسي تصمت قليلاً، هذا إن صمدتُ للغد دون تفجير رأسي.

من طرف **Liara Sullivan** 26/4/2022, 3:00 pm

سحبتُ هاتفي عندما أضيئت شاشته و كان هذا الضوء هو الوحيد في الغرفة المُظلمة. مرت عينيّ على الرسالة لتظهر إبتسامةِ خفيفة على وجهي. أيود فِعلاً التحدث عن بحثي الآن؟
( غارق أسفل أطنانِ من المراجع. رُبما لن ينجو لكن علينا التحلي بالأمل. )
أرسلتها له و قد هدأت الإبتسامة على وجهي قليلاً لأعتدل جالسةِ على الفراش.
( لا تستطيع النوم؟ )
يبدو ان الأرق سيكون رفيق كِلانا الليلة.

من طرف **Liara Sullivan** 30/4/2022, 1:27 pm

ضحكتُ و دلكتُ عينيّ. إنها نهاية بشعةِ فعلاً. إن كانت هذه النهاية.
( أريد التحلي بالأمل لنجاته على باب التغيير. )
كتبتُ ببطءِ:
( كابوسِ. )
و لكني سُرعان ما حذفت الكلمات لأحدق بمؤشر الكتابة التي يومِض. أخذت نَفسِ عميقِ و كتبتُ:
( أرق. رفيقِ آخر لا استطيع التخلص مِنه. )
أسندتُ ذقني لرُكبتي و ظللتُ أنظر بشاشة الهاتف قليلاً:
( كيف حال رسمتك؟ هل أنهيتها؟ )

من طرف **Liara Sullivan** 2/5/2022, 4:28 pm

ضحكتُ و أنا أسند باطن يدي لجبهتي قبل أن أدفع شعري للخلف. أتمنى لو كـان الأمر بهذه البساطةِ. إن الهدوء هو ما يجعل هذه الأفكار تعلو برأسي و تُسبب الكوابيس و الأرق.
أخذتُ فترةِ قبل أن أجيب..
( أ تعلم، أظن أن لديّ ما من الكاكاو ما يكفي إثنين. إن أردتَ.. مُشاركتي. )
لكن حاجبيّ إنعقدا بخفةِ.
( هذا.. جيد صحيح؟ )
أشعر ببعض الغباء لأني تسرعت و دعوته إن كـان بالصورة " صاحبتها " لكن رُبما لن يقبل الدعوة من الأساس.

من طرف **Nathan Vincent** 4/5/2022, 1:09 am

رفعت يدي لبابها وقمت بطرقه بهدوء عوضًا عَن رَن جرسه، تاركًا مساحة لاحتمال ألا تسمعه.. لا تزال هُناك فرصة لمنعي من فعل شيئًا غبيًا باكرًا للغاية!

من طرف **Liara Sullivan** 4/5/2022, 9:33 pm

عِندما أخذ وقته بالرد كُنت شِبه متأكده من أنه سيرفض و سأستطيع تدراك كُل هذا لكنه لم يفعل..
بعدما أرسلت له العنوان إنقبض يديّ على الهاتف و لديّ صوت برأسي يُخبرني أن أنهض. أبدل ملابسي و أصفف شعري.. أو أعدّل من مظهري قليلاً على الأقل و لكني لم أفعل.. بقيّتُ بمكاني، بالثوب المنزليّ الأسود و شعري مُنسدل على ظهري ببعض الفوضويّة أو كثيرِ مِنها. حركتُ يدي على رأسي و غمغمتُ.

( ما الذي أفعله..)

وسط الهدوء الشديد سمعتُ الطرق لأدرك أنه هُنا فِعلاً.

أزحتُ الغطاء عني و تركتُ الفراش دون أن أنظر بالمرآة حَتى و فتحتُ له الباب لآملئ رئتيّ بالهواء بينما أنظر إليّه بتأملِ لفترةِ طوية جعلت الامر أكثر غرابةِ. إنتبهت لما أفعل لأدعوه للدخول و نظرتُ حولي لأقول مُتجهةِ للمطبخ القريب من البابز
( لم أصنع كاكاو من قبلِ. إبتعتُ بعضاً و لكني لم أخاطر بصنعه. لذا أعتذر مُقدماً إن لم يكن صالحاً للإستهلاك الآدميّ. )
أمسكتُ بعُلبة مسحوق الشيكولاتة المعدنيّة و تشاغلتُ بقراءة التعليمات

( لا يبدو الأمر صعباً للغاية. )

من طرف **Nathan Vincent** 6/5/2022, 12:16 am

مرت عيناي على مظهرها بنظراتٍ هادئة قبل ظهور ابتسامةٍ طفيفة:
[مرحبًا.]
تبعتها للداخل متفقدًا المكان بطريقي حتى وجدت نفسي أقف خلفها، هيَ تتفقد ما على العُلبة وأنا أتأمل خصلات شعرها صامتًا، حتى مددت يدي بالنهاية.. والتفطت منها علبة الكاكاو. دون النظر بأي شيء بدأت في إعداده بالفعل:
[في صِغري كنت أمكث مع قريبةٍ لي. كنت أرى الكوابيس أثناء النوم واليقظة معًا، وهيَ كانت مضطرة للغياب لساعاتٍ طويلة لعملها، خاصةً ليلاً، والشيء الوحيد الذي كان يُخفف من وطأة الكوابيس هو كوب الكاكاو الذي كانت تعده لي. بالنهاية لم تملك سوى تعليمي إياه لأعده لنفسي حين تأتِ الكوابيس أثناء غيابها، فيصبح هو والتلفاز رفيقيّ طوال الليل حتى يتوقف بَث الأخير لأننا لم نكن نملك سوى بضع قنواتٍ محليّة، فأنام مرهقًا على صوت الضوضاء البيضاء. تعلمين..]
أثناء حديثي كنت أسألها بين الحين والآخر عَن أماكن أدوات ومكونات ليست بالكثيرة، وعندما انتهيت صببت لها الكوب لأمد يدي لها به بملامح لا تحمل إنفعالاً:
[أن دعوتكِ لغريب لم تلتقيه سوى مرة واحدة ليس أكثر قراراتكِ حِكمة، صحيح؟]

من طرف **Liara Sullivan** 6/5/2022, 8:41 pm

شعوري بِه خلفي كان يجعل تنفسي أكثر إضطراباً دون تحكم مني، عِندما أخذ العُلبة تنفستُ و كِدت أبتعد جالسةً على أحد مقاعد المطبخ. تجمدت قدميّ لألتفت إليّه و أصنت لحديثه بأعيّن شاردةِ.
كان بإمكاني مواساته، التخفيف عنه، الإعتذار لأنه مَرّ بهذا لكن معرفتي أن هذا لن يُغير شيء منعني من قول الكلمات التي قد يسمعها من أيّ حدِ بموقفِ كهذا.
إن كنت مكانه - و انا كذلك - لما أردتها.. و لما جعلت الكلمات أيّ شيءِ أفضل..
إقتربت منه و أسندتُ جبهتي لظهره بينما يعد المشروب قبل أن أربت بلمسات خفيفة على طول ظهره.
أخذتُ الكوب منه بإبتسامةِ خفيفة و جلستُ مراقبة البُخار يرتفع برائحةِ غنيّة كفيلة بتدفئة قلبي.
( شُكراً. )
ظلت عينيّ على الكوب مُجيبةِ
( لا أتسم بالحِكمة في المطلق لكني أتعلمها مع الأيام و.. أستطيع الإعتناء بنفسي )
إنه أملِ، أني بالفعل أستطيع الإعتناء بنفسي في نواحِ عدةِ لكني أحياناً أشعر أني فاشلةِ.. تماماً.
( لديّ..كوابيسِ أيضاً. )
رفعتُ الكوب و نظرتُ له مُحركةِ كتفيّ:
( لنأمل أن يكون هذا الحل السحريّ )
تذوقته و تلقائياً ظهرت على وجهي إبتسامةِ، كان مذاقه جيّداً. أفضل من أيّ شيءِ أو رُبما هو شعورِ وهميّ لكن بهذه اللحظة كان يحمل كثيراً من التأثير.
( لماذا لبيّت أنتَ دعوة غريبة لم تلتقيها سوى مرةِ؟ )
لا أظنه من النوع الذي يُلبي هذه الدعوات، و لا الذي قد يتحدث عن كوابيسه و ماضيه.

من طرف **Nathan Vincent** 8/5/2022, 3:45 am

أنا أحرق كل ما أتوتي إضافة لسنواتٍ من التدريب على يَد ديريك كيّ لا يصدر عني رَد فِعلٍ غبيّ يُفسد الأمر برُمته، لكنها لا تجعل الأمر سهلاً خاصةً بعد أن شعرت برأسها على ظهري بينما أعد المشروب، لكن لحُسن الحظ حافظت أطرافي على ثباتها مما جعلني أترك تربيتة امتنان عقليَّة على ظهري.
حين ابتسمت كدت اسأل، للتأكيد، عَن المشروب، لكنها قاطعتني بسؤالها والذي لم أجيبه على الفور..
هل من الحِكمة مُصارحتها بإجابةٍ كتلك الآن؟!
ستظنني فاقدًا لعقلي، أو أسوأ.. لكن مع كل ما تقوله، مَن مِنا لا يملك مشاكله؟
تلك الفكرة جعلت شبح ابتسامة يطفو على وجهي لأدس يداي بجيباي:
[من الصَعب رَفض دَعوة انتظرتها لأعوام.]
أشرت برأسي للكوب بيدها لأدير دفة الحديث بعيدًا عما قلته آملاً ألا تُفكر بالأمر كثيرًا.
[جيّد؟ لم أعده منذ فترة، وأحبذ النقد الصريح.]

من طرف **Liara Sullivan** 9/5/2022, 2:34 am

تنفستُ بإرتجَافِ بعد دقائقِ من إجابته و عيَنيّ ظلت مُتعلقةِ بِه. أعوامِ؟..
وضعتُ الكوب على المنضدة و أخذتُ نفسِ آخر عميقِ
( إجابة جَيّدة. )
حركتُ أناملي على فوهة الكوب بحركاتِ عشوائيّة.
( إذاً.. هل الأمر كَما تخيلت؟ )
إن كـان ينتظر فبالتأكيد كـان لديه تخيل لكيفيّة سير الأمر، أهو أفضل؟ أسوء؟ مُقارِب؟
أخذتُ رشفةِ آخرى و أجبته مُبتسمةِ:
( بل مثاليّ. )
و لكن بما أنه يثحبذ النقد الصريح. قربت سبابتي من إبهامي
( رُبما نُجرب سُكرِ أقل بالمرة القادمة؟ )
لا أعلم أ كان وجوده؟ أم الصمت؟ أم المشروب السحريّ و لكني أشعر براحةِ لم أشعر بها منذ فترةِ. لكن كان هناكَ شيء لا يود أن يتركني..
( قُلت أنكَ وجدتها. من هيّ؟ )
حبيبة مفقودةِ رُبما؟ لم أكن أريد أن أعلم الإجابة لأنها قد تُفسد هذا الشعور الذي يُداعب روْحي. قد يجعل كُل شيء أبرد بغتةً لكنه فضولِ، رغبةِ عميقة بنفيّ ما يدور برأسي.

من طرف **Nathan Vincent** 10/5/2022, 6:03 am

ضحكت ضحكة خفيفة لم أستطع كبحها واستندت بمرفقيّ لمنضدة المطبخ في مواجهتها..
فشل الإلهاء، على الأقل تجدها "جيّدة"!
- لا.. ألطَف مما تخيّلت.
استقرَّت عيناي على شفتيها عندما ابتسمت وظلَّت مُعلَّقة بها لفترة.. لا يزال صوتها يصلني، لكن تلك المُحادثة لم تعُد كل ما يشغل رأسي رسميًا الآن.
رفعت نظري لعيناها، ثم شعرها، والذي بالنهاية لم أتمكن من كبح يدي من الوصول له لتمر أناملي بين خصلاته..
هُناك إجابتين لهذا السؤال، واحدة صحيح، أخرى أصَح.. الأصح بالصورة ليس بالضرورة أصح لي والعَكس.. هُناك صفات متقاربة بينهن، لكن الآن مع عَودتها أصبح الفارق واضحًا وإن لم أدركهُ سوى اليَوم. لا أظن أن هناك أي شيء بدا واضحًا أمامي كما هيَ الآن..
- أنتِ..
لكن صوتًا خافتًا، خافتًا للغاية مَر مرورًا عابرًا وكان كافيًا لتمرير تيارًا كهربائيّ برأسي وإعادتي للواقع.. أراهن أنها لا تحتاج إضافة كتلك بحياتها.
سحبت يدي ونقيت حلقي:
- فضوليّة أكثر مما توقعت. عُذرًا على هذا.
كنت موشك على طرح عرض لطردي لكني سحبته.. بالنهاية لا أستطيع لعب دور النبيل كاملاً.
مسحت بيدٍ على رأسي:
- قريبتي، صاحبة هذا الاختراع. وسأوصل لها اقتراحكِ.
أشرت برأسي للمشروب بيدها:
- لدينا ما ننظر به بخصوص الطعم، ماذا عن التأثير؟

من طرف **Liara Sullivan** 10/5/2022, 8:14 am

ألطَف؟ سأقبَل بِهذا.
لا أحد يَصفني باللُطِف كثيراً. لكن الأمور مُختلفةِ الآن.
هدأت إبتسامتي على وَجهي و أصبح هُناكَ توتر بالجو فَجأةِ. إضطربت أنفَاسي قليلاً و أصابعي أصبحت أكثر إحكاماً على الكوب.لكني تجمدتُ بمكاني تَماماً عندما شعرتُ بأصابعه بشعري. إنهُ يُذيب مقاومتي بجدارةِ. إن كـان هو من يقف أمامي بأيّ موقفِ يستدعي مني دفاعاً لما إستطعت رفع إصبع لإيقافه.

تنفستُ أنفاسِ ثقيلة و قد أخفضتُ عينيّ لأركز على أيّ شيءِ لأن هذا أخطر مما يَنبغي.
أفضل.. مما ينبغي!
لم أحاول إبعاد يَده أو الإبتعاد أنا بل إرتخى كتفيّ قَليلاً، لم أدرك كم أنا مُتعبةِ سوى الآن.
الشيء الذي جعل عيني تعود إليّه هوَ قوله " أنتِ" و باللحظة ذاتها تحركت يدي لتُمسك بيده بمنتصف سحبه لها. و الآن عَقلي وَقف تماماً لأحدق به في حيّرةِ من أمري. ما الذي أفعله؟ مَا الذي يَفعله بي؟
إنعقد حاجبيّ عندما لم أجد شيئاً أفسر بِه أو أقوله لجعل الوضع أقل غرابةِ.
( لستُ فضوليّة..لستُ فضوليّة إلا عندما يتعلق الأمر بِكَ.. لا أتحمل كُلفة الفضول و لديّ بجُعبتي الكثير كيّ لا أجد مجالاً لفضولٍ بشأن أحدِ. )
تركتُ يده لأضع كلتا يديّ على وجهي و أتنفس بعُمقِ. أحاول إمساك زِمام الأمور. فضحكتُ بإرتباك ضحكةِ ليست بمحلها و نهضتُ من مكاني.
( لا أعلم. سيكون عليّ محاولة النوم مُجدداً. )
دلكتُ عَنقي و رمقتُ السَاعة المُعلقة على جدار المطبخ.
( الوقت تأخر للغاية..)
صمتُ لدقيقة محاولة صياغة الأمر بأفضل طريقة ممكنة
( و يُمكنكَ - إن أردت - البــ.. )
زفرتُ و إبتسمتُ لأفرك شعري دون هدفِ:
( فقط.. إبقى. لديّ غرفة فارغة نظيفة و مُريحةِ و بالصباح سنعلم تأثير المشروب. ألا تود أن تعلم؟ و سأعد لكَ إفطارِ غير آدميّ. )

من طرف **Nathan Vincent** 11/5/2022, 8:54 am

اتجهت عيناي ليدها أولاً، ثم عادت لها.
طوال حديثها لم أعلق أو أبدي رد فعل أو حركة، فقط وقفت مستندًا بكفاي لسطح المنضدة، حتى أتت على ذكر الوقت لأبدأ في فرد أكمام قميصي الذي قمت بطيه أثناء إعداد المشروب.
ظهرت ابتسامة هادئة:
[ ستكون لدينا مشكلة هنا..]
قبضت على طرف السطح البارد أمامي بكلا يداي:
[إن مكثت هنا الليلة لن أنام بغرفة فارغة نظيفة وحدي كأي ضيف مهذب حاولت أن أكونه منذ وصولي للأسف. هل يظل العرض قائمًا بهذه الحالة؟]

من طرف **Liara Sullivan** 11/5/2022, 10:47 am

إنعقد حاجبيّ بخفةِ و عدم فِهمِ على ذِكره لمُشكلة! لما؟..ظننت الأمور تسري بشكلِ جيّد.
خرج صوتي مُحبطاً بإبتسامةِ لا تصل لعينيّ:
( آوه. رُبما لم يكن عليّ.. )
لكن ما تلا هذا جعلني أحدق به بأعيّن متسعةِ، هل يُلمح لما فهمت؟
أصبح وعيّ بوجوده قويّ للغاية و كأني لم أكن أستوعب بالكامل أنه فِعلاً هُنا و سقطتُ في صمتِ طال لدقائقِ. هذا أسرع مما ينبغي.. هو لا يعلم عني شيئاً و انا لا أعلم عنه سوى ماذا؟.. إسمه؟ دراسته؟
إزداد إضطراب تنفسي لأقترب قليلاً مِنه و عينيّ لا تُبارح عيناه:
( نعم يظل قائماً. )
أكملت خطواتي إليّه لأبعده من كتفيه بخفةِ كيّ يعتدل واقفاً و هبطت يدي لتستقر على صدره و يأتي صوتي خافتاً لأني لا أفعل هذا بالعادة. بل لم أفعله قبلاً أن أسمح لغريبِ بأن يقترب لهذا الحد. للحد الذي أتمنى به أن يظل هُنا. و أخشى أن يفهم هذا الوضع بشكلِ خاطئ. أو يرحل خلسةِ و أستيقظ وحيدة.. :
( أريدكَ هُنا صباحاً. )
خفق قلبي بقوةِ حتى خشيت أنه قد يسمه إن إقترب أكثر.
كونه هُنا يجعل كُل شيء يتضاءل و يصمت و لا يظل بأفكاري شيئاً سواه و هذا ..خاطئ و صحيح للغاية بآنِ واحد.
( ألا زال لدينا مُشكلةِ؟ )
لأني إن كُنت صريحة للغاية مع نفسي، فلقد أردته أن يُقبّلني مُنذ أن خَطّ بقدميه من الباب..

من طرف **Nathan Vincent** 14/5/2022, 12:47 am

مُشكلة؟ أظنها تكفلت بحل أعقد معضلات حياتي بتلك اللحظة.
استقرت يدي فوق أصابعها لأجذبها نحوي، أقبل باطنها بحرارة بينما أمحي أي مسافة بقيت بيننا. ذاعي الآخر أحاط بها ويدي قبضت على خصرها، لكن أيًا من هذه الشدة لم ينعكس على تذوقي لشفتيها بحرص بعدها.. وكأني أحاول كبح نفسي حتى بهذه اللحظة خشية أن تفر ما إن أكشف عن مدى رغبتي أو ما قد يسفره هذا عما أود فعله حقًا، وبالوقت نفسه أترك لهذا فرصة أخيرة لمراجعة كل هذا. لكن لأكون أكثر وضوحًا مع نفسي، وبينما أضغط جسدها نحوي أكثر وقد هبطت بشفتاي لعنقها بقبلات ازدادت جشعًا تاركة آثاري خلفها..
لا أعتقد أني كنت لأطلق سراحها حتى وإن قررت التراجع.
انخفضت يدي لقماش ثوبها حتى شعرت به ينتهي وبملمس بشرة ساقها أسفل أناملي لأرفعها فتحيط بخصري وتابعت بلمستي صعودًا لأسفل الثوب مستكشفًا إياها مع عودة شفتاي لتناول شفتيها بنهم..
لكن كل هذا لم يكن كافيًا.. كل ما ظننته سيروي رغبتي ولو مؤقتًا لا أجده يصنع فارقًا ولو بسيطًا الآن. لم يأخذ الأمر مني تفكيرًا طويلاً إلا وكنت أحملها، شفتاي لا تفارقنها، وأصابعي تشابكت مع خصلات شعرها التي ما إن تذكرت مظهرها بها.. مظهرها في المطلق عند وصولي، زاد من رغبتي في بعثرتها.. تملكها.. وما إن وصلنا لفراش وأصبحت أراها مستلقية أسفلي دون ثوبها، أطلقت العنان لنفسي لاستكشاف كل إنش منها بتأنٍ.

من طرف **Nathan Vincent** 5/7/2022, 9:29 pm

فتحت الباب دون صوت تقريبًا ودخلت. أدرك أني تخلصت من الملابس الملوثة بالدماء قبل مجيئي، لكن الرائحة لا تزال عالقة بأنفي بجميع الأحوال. هناك جرح نال طرف فمي، لكن لحسن الحظ المتسبب به لم ينل فرصة لإصابتي بسواه.
دلفت لغرفتها بخطواتٍ صامتة ورأس يغلب عليها الضباب كعادة تأثير تلك الجولات.
وقفت أتأملها لدقائق طالت، قبل أن اقترب من فراشها لأجلس على طرفه وعيناي تلازمها. مررت أصابعي بخفة بين خصلات شعرها على الوساد، ثم شرعت أقوم بتجديلهم لها بذهن غائب.

من طرف **Liara Sullivan** 10/7/2022, 8:11 pm

إبتسمت إبتسامة طَفيفة و أخذت نَفسِ عميقِ مع شعوري بأصابعه بشعري. إعتدلت قليلاً لأنظر له و أتأمل عيناه. قد لا أقول هذا بصوتِ عالِ لكني أظن أن عيناه التي يتغير لونهما هُم الأجمل على الإطلاق.
حركت إبهامي بلُطفِ على جرح جانب فَمه. لا أسأل لأني أخشى أن يسأل في المقابل، لقد رأى أن لديّ حصتي من الندوب و إن كـانت صغيرة.
إقتربت منه لأقبّله بعُمقِ و أنا أحيطه بذراعيّ، أشتاق له كثيراً أغلب الوقت و أدرك أن هذا خَطر، و أني لم أخطط لوجوده بحياتي.
قربت نَفسي إليّه و أنا أحتضنه و أصابعي تمر بشعره من الخلف بلمسات رتيبةِ:
( أ توْد التحدث؟ )
إبتعدت لأنظر بوَجهه:
( و شكراً على التصفيفة. أبدو جميلةِ؟ )

من طرف **Nathan Vincent** 10/7/2022, 9:09 pm

بدأ الضباب يتبدد تدريجيًّا وأنا أضمها إليّ، أقربها مني أكثر.
[في المطلق؟ بالطبع، على الدوام. وتبدين دائمًا جميلة.]
حركت الجديلة بين أصابعي بهدوء:
[كيف كان يومكِ؟]

من طرف **Liara Sullivan** 11/7/2022, 4:32 pm

رَفعت حاجبي بإبتسامةِ و أشرت برأسي للجرح قائلةِ:
( كنت أعني الحديث عن هذا، لكني سعيدة أنكَ تود التحدث بالمُطلق. )
ظَلت عينيّ على ملامحه و أجبته بشأن اليوم:
( ليس سيئاً للغاية. كان هناكَ دراما كثيرة لكني لا أتذمر. )
شبكت أصابعي بيده الحُرة و تابعت بعد فترةِ صمتِ قصيرة:
( سأسافر لـ كولورادو لبضعة أيامِ. )

من طرف **Nathan Vincent** 12/7/2022, 3:09 am

أعلم أن هذا ما كانت تعنيه، وهذا هو أيضًا ما لم أرغب في التحدث به. التفكير المنطقيّ يقول بأنه لم يجدر بي المجيء بهذه الحالة إن لم أتوقع منها سؤالاً بشأنها، لكني والتفكير المنطقي لسنا على وفاق مؤخرًا.
اكتفيت بإبتسامة خفيفة كإجابة، ثم مالت رأسي قليلاً:
[دراما؟ بخصوص..؟]
خفتت الابتسامة تدريجيًا واعتدلت بجلستي:
[كولورادو.. متى، ولماذا؟]

من طرف **Liara Sullivan** 12/7/2022, 4:44 am

لم ألح عَليّه و أعيد السؤال و لكني حركت إبهامي على الجرح مُجدداً لأمسه بشفتيّ بقُبلةِ خفيفة كيّ لا أؤلمه. إعتدلت و حركت رأسي لأبعد الخصلات الهاربة من الجديلة و قررت الدخول بعينيّ:
( بخصوص أستاذ الجامعة. زوجته السابقة أتت بصندوق ملابسه لتلقي كل قطعةِ بوجهه بما فيه ملابسه الداخليّة. هذا منظر لم أتوقع رؤيته. )
أخذت نفس عميق و أجبته ببطءِ:
( بعد غدِ.. زيارة عائليّة. )
يُمكننا إعتبارها كذلك صحيح؟ الوغد هو كُل ما لديّ لألقبه بعائلةِ الآن. أحياناً اشعر أني أريد البوح له بكُل شيءِ كيّ اشعر أني أخف و أن الحمل إنقسم على إثنان لكن الأمر ليس بهذه السهولة. و معرفته قد تعقد الأمور أكثر مما هيّ مُعقدة

من طرف **Nathan Vincent** 12/7/2022, 7:49 pm

لاحت على شفتاي ابتسامة خفيفة، ثم ضحكت:
[أ هو اكتشاف خيانة متأخر؟]
همهمت وحركت رأسي بتفهم:
[حسنًا.. لا تبدين متحمسة للغاية للزيارة..]
تأملتها بصمت لفترة، متابعًا كافة تحركاتها دون إنفعالات محددة..
[لديّ مشاكل تحكم بالغضب أحيانًا، مع البعض، لكنها نادرة.]
لا أريد إخافتها، أو إخفاء أكثر مما ينبغي عنها، أو تركها لرأسها والتكهنات التي لا تنتهي.. إن كانت عجلة رأسها تدور بالسرعة نفسها التي تدور بها خاصتي، فتركي لتكهناتها قد يكون أسوأ من إلقاء الخبر السيء وحسب. لذا لا بأس من إلقاء النسخة الملخصة منه.

من طرف **Liara Sullivan** 13/7/2022, 12:36 am

حركت كتفي بضحكةِ و أنا أفرد يديّ:
( لا أحد يعلم! لكن هناكَ رِهان دائر على الإحتمالات.. أظنهم جمعوا ما يقرب على الألف دولار. من سيربح بهذا سيتلقى أكبر كم من الحقد مني. )
زفرت و جلست متربعة أمامه صامتةِ لثوانِ فحسب.
( أ هو جَليّ عليّ لهَذه الدَرجة؟. لا لستُ متحمسةِ، عائلتي بأكملها ميتةِ و الرجل صديقِ قديم لوالدي أخذني ليعتني بي بعد موت الجميع، إنه صعب المراس و وغدِ و لكنه رَجل جيد، على الأقل لم يتخلى عني. مشاعري معقدة حقاً نحوه، أكرهه و أحبه بنفس الوقت. )
إبتسمت دون أن تصل الإبتسامة لعينيّ:
( لم أتحدث بهذا الشأن لأحدِ من قبل. )
إنعقد حاجبيّ بخفةِ مع مـا قال و إنتظرت حديثِ آخر و لكن هذا كـان كُل شيءِ

( حسناً.. )
أخفضت عينيّ و سألته ببطءِ دون ذعرِ، رغم أن بموقف كهذا قد يجعل الفتاة تركض بالإتجاه المضاد.

( هل قد تؤذيني بيومِ مـا؟ )

من طرف **Nathan Vincent** 14/7/2022, 2:10 pm

رفعت حاجبًا:
- ولما لم تنضمي إليهم إذن؟
قطبت قليلاً وأحطتها بذراعي قبل أن أميل مقبلاً جبينها قبلة طويلة بعض الشيء:
- صعب المراس ووغد.. هل أساء إليكِ قبلاً؟ إن كان صديقًا قديمًا وقرر الاعتناء بكِ فيبدو من الخارج كمن لا يزال وفيًّا لوالدكِ.
تعمّقت تقطيبتي مع سؤالها والذي لم تملك فرصة لإنهائه قبل أن تصدر الإجابة:
- لا.
لم تطرأ على خيالي قط تلك الصورة، توقعت أن تسأل وتؤخذ قليلاً بمعلومة كتلك ولم تفعل.. لسببٍ ما.. لم تفعل.. لكن وقع السؤال كان أسوأ مما توقعت.

L.S - 2 -

L.S - 2 -

رد: L.S - 2 -

رد: L.S - 2 -

رد: L.S - 2 -

رد: L.S - 2 -

رد: L.S - 2 -

رد: L.S - 2 -

رد: L.S - 2 -

رد: L.S - 2 -

رد: L.S - 2 -

رد: L.S - 2 -

رد: L.S - 2 -

رد: L.S - 2 -

رد: L.S - 2 -

رد: L.S - 2 -

رد: L.S - 2 -

رد: L.S - 2 -

رد: L.S - 2 -

رد: L.S - 2 -

رد: L.S - 2 -

رد: L.S - 2 -

رد: L.S - 2 -

رد: L.S - 2 -

رد: L.S - 2 -

رد: L.S - 2 -