Unit 013, No.160

من طرف **Hansel Turing** 31/5/2022, 9:25 pm

دفعت باب الشقة أفتحه، ولكني لم أدخل على الفور بل أدرت نظري بالمكان بنظرةٍ هادئة شاملة لا تحمل إنفعالاً..
| إنها بالفعل مُملة..|
تنهدت بعُمق
ومثلما فتحت الباب أغلقته وغادرت مجددًا.

من طرف **Hansel Turing** 22/11/2022, 2:29 am

لديّ موقع المنزل مسجلاً على برنامج تحديد المواقع، لذا حينما توقفت السيارة وقارنت بين النقطة التي نقف بها و.. النقطة التي توقفنا بها، أومأت برضا. تفقدت العداد وأخرجت من جيبي أجرته لأعدها بحرص وأعطيته إياها وبدا.. سعيدًا. أظنها إشارة جيّدة، صحيح؟
ترجلت من السيارة بحذر وسِرت خطوتين مبتعدًا ثم تذكرت.. شيئًا..
لم أكن وحدي..
قطبت واستدرت مجددًا لأعود للسيارة وأحشر رأسي بالنافذة:
|هل ستكونين بخير؟ أتريدين مني مرافقتكِ؟|
العرض أتاني ضحكة ولكنها لم تكن منها.. ضحكتها كأجراس.. إنما الضحكة التي صدرت..
أدرت رأسي تجاه مؤخرة رأس السائق بتقطيبة عميقه.
مؤخرة عنقه تبدو مُغريَة للسع...

من طرف **Saskia Olarescu** 22/11/2022, 3:01 am

عقدت حاجبيّ و.. هذه نقوداً كثيرة و بالطبع السائق يبدو أكثر من سعيدِ.
راقبت ذهابه بحاجبِ مرفوعِ، أحقاً نسى بشأني مُجدداً!؟ وضعت ظهر يدي على شفتيّ و أنا أراقبه بضحكةِ مكتومةِ بإنتظار أن يتذكر و.. قد فعل.
<< ألستَ نبيلاً! >>
و لَطيفاً أيضاً بطريقةِ كارثيّة! مِلتُ نحوه قَليلاً
<< سأكون بخيرِ. أتوْد أنتَ أن أرافقكَ لأعلى؟ >>

من طرف **Hansel Turing** 22/11/2022, 4:34 pm

كنت قد حرّكت يدًا استعدادًا لفعلها، من باب التجربة، هل قد يضحكه هذا أيضًا؟ لكن يدي توقفت بالهواء حين أجابت لأومئ لها بجديّة.. قدر المستطاع
[بلى، سيكون هذا أأمن لكِ.]
أخرجت رأسي أولاً ثم ابتعدت بضع خطوات كيّ تتمكن من فتح الباب والهبوط وأنا استندت لأحد أعمدة الإنارة ولكن مرفقي صدم هواءً فكدت أسقط قبل أن أعتدل باللحظة الأخيرة وتلك المرة أبقيت عيناي على العامود بينما أفعلها لأحرص على ألا يتحرَّك مُجددًا. حتى الأعمدة ضدي!

من طرف **Saskia Olarescu** 22/11/2022, 8:50 pm

راقبت يده و.. ما الذي كان يحاول فعله؟ تصنعت الجديّة و أومأت برأسي:
<< بالطبع. أأمن لي! >>
الذهاب لشقة غريبِ بمنتصف الليل.
ترجلت من السيارة و..
<< إحذ..>>
قلتها عندما كاد يسقط و لكنه تعامل، هذا لا يمنع أنه كارثة مُتنقلةِ!
مددت يدي و أمسكت بيده تحسباً كيّ لا يُقرر الإستناد على الهواء مُجدداً، صعدت معه لباب شقته و إنتظرت حتى وجد المفتاح و هذا أخذ.. وقتاً. دلف أولاً و تبعته ببطءِ لتمر عيني على المكان، كان لطيفاً بالواقع، لما يكرهه؟.
<< ستكون بخير؟ >>

من طرف **Hansel Turing** 23/11/2022, 2:29 am

فتحت الباب، بعد أن وجدت المفتاح، الذي شعرت وكأنه يرقص بجيبي رافضًا الخروج بإستماتة. دخلت وارتميت مستلقيًا على الأريكة من فوري.
سمعت سؤالها، لكني أخذت وقتًا أفكر..
لم يطرح أحدًا عليّ هذا السؤال منذ فترة.. طويلة.
في الواقع لا أتذكر متى طُرِح عليّ.
| لا.|
قلتها بهدوء، ثم تنفست بعُمق..
| أ يُمكنكِ البقاء لـ ساعة؟ ساعة واحدة.. فقط؟ قد تتمكنين من فك لعنة المكان. أيضًا.. جدرانه تنطبق فوق رئتاي ليلاً، والوضع يصبح مزريًا.|

من طرف **Saskia Olarescu** 23/11/2022, 2:35 pm

راقبته بتقطيبةِ خفيفة ثُمَ تنهدت ليرتخي كَتفيّ و إقتربت مِنه لأجلس جواره على ذراع طَرف الأريكة.
<< يُمكنني البقاء. >>
حركت أناملي على جبهته كيّ أبعد شعره من جبينه ثُم سحبت يدي لأعيد رأسي للخلف مُتنفسةِ بعُمق، أستطيع رؤيّة الآن ما جعلني أقع بالمشكلة التي أنا بها حالياً بالمقام الأول.
نهضت لأنزع السُترة و أتركها على ظهر مقعدِ لأبقى بالكنزة الخفيفة ثُمَ رفعت شعري لأعقصه بفوضويّة.
<< هل أنتَ جائع؟ >>
تحركت ناحيّة المطبخ الصغير لأفتح الثلاجة و كما توقعت لا يملك الكثير.
<< على الغالب لن تتذكر شيئاً غداً و.. ستستيقظ بصداعِ بشعِ. حساءِ ساخن سيجعلكَ أفضل و لكن هذا للغد. أمـا الآن هل تُناسبكَ شطيرة؟ >>

من طرف **Hansel Turing** 24/11/2022, 5:15 pm

لم أترك ثانية لتفصل بين ردها وغمغمتي بـ
|شُكرًا.|
أنا يائس لتلك الدرجة.. على ما يبدو.
لها لمسة مُريحة، لكنها انتهت سريعًا وهذا جعلني أزفر ببعض الضيق، لكني لن أعترض.. لن أمانع أيًا كان ما سأحصل عليه.
حين سألت عما إذا كنت جائع بدأت أثق أكثر وأكثر في كون هذا حلمًا. ليس منطقيًا أن تتواجد لأكثر من خمسة دقائق دون أن تفر، بل وأستطيع سماع خطواتها تتحرَّك بأريحيّة، وتهتم لتسأل وتترك نصائح غذائيَّة.
التفكير أبقاني صامتًا لوهلة قبل أن أجيب سؤالها
|أجل.|
لكن من كل ما ذكرته بخصوص الطعام وأعراض ما بعد الثمالة، سألت
|أ هذا يعني أنكِ ستمكثين للغد؟|
سيكون هذا بائسًا عَن المُعتاد أن ترفض امرأة شكّلها عقلي أن تبقى معي، ولكنه سيكون منطقيًا إن كنت سأستعيد وعيي بالصباح عاجلاً أم آجلاً.

من طرف **Saskia Olarescu** 25/11/2022, 1:19 pm

إستندت بظهري لطاولة المطبخ و نَظرت له بإبتسامةِ خَفيفة. هو يطمح بالكثير هُنا!
تنهدت و بدأت بإعداد الطعام لأجيبه
<< لن أبقى للغد، سأعد لكَ الحساء الآن و يُمكنكَ تناوله غداً عند إستيقاظك. >>
توقفت عما أفعل و ألقيّت نظرة صَامتة عليه
<< لما لا تذهب لتبديل ملابسك حتى أنتهي؟ >>
تركت الحشاء على الموقد و كنت أعد شطيرتيّن الآن بما تمكنت من إيجاده. و لم تبدو القهوة فكرةِ جيدة، لا يحتاج مُنبهاتِ بل نومِ عميقِ.
وضعت طبق الشطائر على المائدة و تفقدت الحساء ثُمَ أغلقت الموقد لأتركه يهدأ قليلاً قبل أن أنقله لوعاءِ آخر يسهل عليه إعادة تسخينه. لم أترك وراءي صحونِ. سيكون هذا أشبه بعقابِ!
<< عليكَ حقاً التسوق قريباً. >>

من طرف **Hansel Turing** 26/11/2022, 11:23 pm

اعتدلت بجلستي بحرص كيّ لا أقلب نفسي من فوق الأريكة بالخطأ. لم يكن ردها غير متوقعًا. اكتفيت بإيماءة قبل أن اسأل بعد وهلة:
|لماذا وافقتي على مرافقتي للأعلى؟|
دلّكت عنقي بزفرةٍ قويّة:
|لا بأس. سأنتظر إلى أن ترحلي.|
غادرتني ضحكة قصيرة تهكميّة.. التسوق؟!
|أجل، أعلم. لا أمكث هنا كثيرًا سوى للنوم.|
نهضت لأجلس على أحد مقاعد الطاولة وبدأت تناول الشطائر التي أعدتها وأتمنى ألا أستيقظ صباحًا لأجدني عضضت أحد كتبي فحسب بما أني لست واثقًا مما إن كان هذا كله حقيقيًّا بعد.
بعد ثوانٍ من الصمت نوّهت دون سبب:
|الحساء سيفسد بحلول الصباح. الثلاجة تتعطل فجأة ليلاً.|

من طرف **Saskia Olarescu** 27/11/2022, 9:01 pm

ضَغطتُ شفتيّ و أخذت نفسِ عميقِ
<< هذا سؤالِ جيّد. لكني من عرضت أن تُرافقكَ للأعلى. لما وافقت أنتَ؟ >>
إرتفع حاجبي و سألته باسمةِ بنبرةِ مازحةِ.
<< أتشعر بالخجل مني؟ إذهب.. سأنتظرك هُنا و لن أختلس النظر لا تقلق.>>
كِدت أعرض عليه أن نذهب للتسوق بيومِ مـا، لازلت لا أعلم طريق أيّ شيءِ بنيويورك و لكني تذكرت أنه ثَمِل حالياً و عندما يفيق لن يتذكر أيّ خططِ، و قد لا يُريد خِططِ. عادةِ لا تقع رغبات من أقابلهم تحت التسوق فقط. لكن لسببِ مـا أنا أشعر بإرتياحِ حَوْله. هو لطيفِ، لا يجعلني أشعر و كأني تحت مجهرِ.
<< حقاً!؟ >>
رمقت الحساء و وضعت يدي على وجهي بتفكيرِ.
<< هل لديكَ كوب يحفظ الحرارة؟ سيُبقيه دافئاً و صالحاً للغد. >>
تحركت لأجلس إلى جواره و سألته و أنا أتفقد المكان حولنا:
<< المكان ليس سيئاً، لماذا تود الإنتقال؟ >>

من طرف **Hansel Turing** 29/11/2022, 1:09 am

حككت رأسي بحيرة.. أ هي من عرضت فعلاً؟ يظل المبدأ واحد. لقد صعدت وصنعت طعامًا أيضًا.
|لماذا.. ظننتِ أن من الحِكمة الصعود مع رجل غريب وإعداد طعامًا له و..فقط؟|
قطبت بمجرد انتهاء السؤال، لأن التفسير لم ينير رأسي سوى بعد طرحه بصوتٍ عالٍ.
| أبدو مثيرًا للشفقة لتلك الدرجة هاه؟|
زفرت مدلكًا عيناي:
| لا ألومكِ.|
تعمقت تقطيبتي وأبعدت يدي عن وجهي:
| ليس هذا.. قد تتبخرين بأي لحظة.|
ستفعل عاجلاً أم آجلاً لكن ليس علي تعجيل هذا بإدارة ظهري عنها الآن.
حاولت تذكر ما إن كنت أملك الكوب وانتهى الأمر بفشل غير مسبوق.. ظننت أن لي ذاكرة مميزة بفترةٍ ما لكن أظن أنها بدأت تتآكل نتيجة الكحول.
| لست واثقًا مما إذا كنت أمتلك شيئًا كهذا.|
نظرت حولنا وكأني أرى المكان لأول مرة:
| ألا يبدو مملاً؟ باهتًا؟ عليه لعنة أيضًا. من يخطو بقدميه داخله يختفي.|

من طرف **Saskia Olarescu** 29/11/2022, 9:48 pm

أبعدت شعري عن وجهي و أعدته خلف أذني لأغمغم:
<< لم أظن أنها حِكمةِ، فقط أردت هذا. >>
إرتفع حاجبي و إقتربت بمقعدي مِنه
<< لا. لا تبدو مثيراً للشفقة. أظنكَ لطيفاً. أظن أيضاً أن جميعنا نحتاج غريبِ لطيف يهتم بِنا قليلاً.بيوم مـا تمنيّت هذا. تعلم؟ أن يفعل أحدِ شيءِ ، بادرة لطيفةِ دون مُقابل. >>
وضعت يدب على عُنقي و راقبت ملامحه عن قُربِ:
<< أ كُنت تنتظر شيئاً آخر؟ ليس قبل أن تدعوني على كوب قهوةِ على الأقل!>>
تنهدت و نهضت لأبحث عن الكوب و.. لم أجد!
رمقت الحساء بقليلِ من الحسرةِ:
<< عليكَ أخذ فُرصكَ مع الثلاجة. >>
نظرت حولي بتوجس ، لما سيبدأ بإخافتي الآن! نقيّت حلقي و قلت على مضض:
<< يبدو طبيعيّ لي. من الذي إختفى به؟ >>

من طرف **Hansel Turing** 3/12/2022, 12:46 am

إجابتها جعلتني أقطب.. أ هذا يعني أن بكلانا عطب ما؟ أم هيَ فقط رأسي بوضعها الحالي؟
|ألديكِ حبيبًا؟|
الإجابة التي سوف تقضي بالحُكم الآن. رُبما هذا يُفسر سبب صعوبة لفظي السؤال، وكأني أدفعه دفعًا لطرف لساني. أتمنى أحيانًا لو كنت وغدًا آخر..
راقبتها بصمت تتحدث قبل أن اسألها بعدم فِهم:
|ما اللطيف الذي بدر مني؟|
رُبما أبلهًا..أو "مملاً لدرجة تُثير الاشمئزاز". كانت تلك أسوأهم!
همهمت بتفكير.. هل كنت أنتظر شيئًا آخر؟
لا أظنني انتظرت منها مرافقتي من الأساس.
حككت رأسي وغمغمت:
| لنتخطى هذا السؤال.|
إجابته قد تُفهم بشكلٍ خاطئ من عِدة زوايا.
ثم ضحكت.. لأن فكرة أخذي فرصي مع الثلاجة جعلت عقلي يترجمها وكأن هذا أكثر ما قد أناله. فرص مع الثلاجة بنهاية المطاف.
| حسنًا..|
دلّكت جبيني بضحكة خفيفة أخرى:
| ليس داخلها، بل خارجها. يذهبن ولا يعدن.|
كم أنا ساحر في تعاملاني مع النساء حقًا. المرأة لم تكد تشاركني بضع كلمات وأحادثها عن مآسيّ السابقة.

من طرف **Saskia Olarescu** 3/12/2022, 4:47 pm

إبتسمت و هَززت رأسي نفياً.
<< ليس بالوقت الحالي. >>
لا أعلم. أنا نفسي لا أفهم.. لكن أنا توقفت عن محاولة فِهم كُل شيءِ حولي منذ فترةِ طويلة لأن لا شيء يبدو منطقياً و كوْنه لطيف لا يحمل أسبابِ الآن سوى أنه كذلك!
رفعت حاجبيّ مُعلقةِ على تخطي السؤال.
<< آوه! >>
سأعتبرها نعم إذاً. و.. لا أشعر بالإهانة و لستُ محبطةِ، بالعكس.
لمست عُنقي و تنهدت بخفةِ. لا أعلم من مِنّا كان ينتظر شيئاً آخر.
أمسكت بذراعه و مِلت تجاهه لأقبّل جانب وجهه
<< و إن أخبرتكَ أني أريد العودة؟ >>
لم أكن برفقة رجل لطيفِ من قبل. ليس وغداً، لا يستخدم قبضته، ليس لديه مشاكل مقامرة، مخدراتِ، أحكامِ سابقة.. القائمة لا تنتهي.
نهضت من مكاني و إلتقطتُ حقيبتي لأخرج ورقة و قلمِ، دونت رقم هاتفي و وضعته أسفل مغناطيس الثلاجة.
<< هذا رقم هاتفي. إن حدث و تذكرتني بالغد سأنتظر منكَ إتصالاً. رُبما موعد؟ سأحب إن فعلت هَذا. >>
علقت الحقيبة على كتفي و أمسكت بسُترتي:
<<عليّ الذهاب الآن. الوقت تأخر. طابت ليلتكَ هانسل. إعتني بنفسك>>
لوحت له و فتحت الباب لأغادر و اغلق الباب خلفي.
لم أجد إتصالاتِ من سام و هذا يجعله بالخارج للآن!

من طرف **Hansel Turing** 5/12/2022, 3:29 am

تعمقت تقطيبتي بحيرة أكثر من أي شيء آخر. إنها لطيفة، وبارعة الجمال، فكيف..؟
ارتخت تعبيراتي تمامًا بعد قبلتها ولم أملك سوى متابعتها بصمت حتى غادرت. وفقط حينها، صدرت عني زفرة قويّة قبل أن تعود العقدة بين حاجبيّ. إنها.. حقيقية!
لا أعلم كم من الوقت قضيته بمكاني قبل أنا أدلك ما بين عيناي، أنهض، وأتجه للثلاجة. مرت أطراف أناملي على كتابتها ولم يأخذ الأمر مني سوى ثوانٍ لأحفظ الرقم عن ظهر قلب، قبل أن أتركه مكانه واستدير متجهًا لغرفتي.

من طرف **Hansel Turing** 8/1/2023, 9:22 pm

نقرت بقدمي أرضًا شابكًا أصابعي معًا ومحدقًا بالهاتف المُلقى أمامي على المنضدة الصغيرة. أعلم أني تأخرت، وبدلاً من التواصل معها باليوم التالي بدأ الأمر يأخذ مني أسابيع لدرجة تجعلني أشك مما إن كانت لا تزال تتذكرني من الأساس، لكني بدوت أحمقًا بما يكفي أمامها، صحيح؟ لا أتذكر الكثير من تصرفاتي لكني لن أتفاجئ أيضًا..
سحبت نفس عميق وزفرته، لأمسك بالهاتف بالنهاية وأفتح نافذة محادثة جديدة بيني وبين رقمها الذي نقش تقريبًا برأسي من كثرة قراءتي له أثناء محاولاتي الفاشلة السابقة:
|مرحبًا.|
أرسلتها سريعًا قبل أن أتردد مجددًا، لكني هذا جعلني أركل نفسي داخل رأسي.. لم أفكر بشيء جيّد يلي هذا..
لكن ما اسوأ ما قد يحدث ولم أختبره قبلاً؟
تبِعتها بنقرٍ سريع على الشاشة:
|لا أعلم إن كنتِ تتذكريني لكني مدين لكِ بدعوة هلا أخبرتني وقتما تكونين متفرغة؟|
تعمّقت تقطيبتي.. سرعة أفكاري انعكست بشكلٍ مثاليّ بذلك النص والآن ستتأكد من كوني مختل!
غمغمت بسبة، وما حدث قد حدث.. فقط استدركت لأذيّلها بـ
|هانسِل.|

من طرف **Hansel Turing** 10/1/2023, 9:49 pm

إرتفع حاجبيّ محدقًا بالشاشة لدقيقة.. حصلت على إجابة فوريّة ولا تبدو مُستاءة..
بداية تدعو للتفاؤل! أعني.. أظن..؟
نقيت حلقي واعتدلت بجلستي لأرسل:
|يُمكنني أن أعد لكِ شيئًا إن كان من الممكن أن نلتقي الآن. مكانكِ أو مكاني، أيًا كان ما يريحكِ.|
ولكن بعد إرسالها قطبت..
هل ستظن أني أحاولي إلقاء نفسي بكامل ثقلي عليها بطرحي زياراتٍ منزلية بتلك المرحلة؟!
الفكرة جعلتني أتبعها سريعًا بـ
|أو أدعوكِ لمكانٍ لطيف غدًا. هذا مُتاح أيضًا.|
جززت أسناني قليلاً. الحالة الوحيدة التي أتناول فيها طعامًا بالخارج هيَ أثناء ثمالتي لأني حينها لا أستطيع التفرقة بين الألف وكوز الذرة، لكن يُمكنني التنازل إن كان هذا سيعني ألا تصاب بريبةٍ تجاهي.. ليلة لقائنا تكفي كذكرى سوداء مثاليّة لتربطها بي.

من طرف **Saskia Olarescu** 29/1/2023, 4:04 am

طرقت الباب و أنا أثني سُترتي على ذراعي، أدرك أن الوقت مُتأخر و أنها ليست ساعات زيارة مُتعارف عليها و لكني أنهيّت نوبة عملي منذ قليلِ و أيضاً بهذا الوقت سأضمن تواجده بالمنزل بما أني لم أتصل بِه أو أعلمه بقدومي أو ما شابه.
أتمنى ألا يقوم بطردي. أستطيع تحمل المعاملة الجافة و السيئة و لكن الطرد؟ كيف أتعامل معه؟. و إن فعل لما ألقيت بلومِ عليه. ليس بعد الذي فعله سام. و لهذا أنا هُنا. لم يكد يصل المرة الماضيّة حتى وصل سام بنفس اللحظة تقريباً و بالطبع لم يسلم من لسانه و شِبه قام بطرده. أعلم أن سام لديه أسبابه و أن تاريخي ليس مُشرفاً و لكن أن يأتي هذا الوجه من نصيب هانسل؟ لم يكن هذا عادلاً.
هذه أول مرة أتعثر برجلِ ليس وغداً من الدرجة الاولى و لهذا.. أتيت. مضحيّة بإحتمال طردي أو صدي. على الأقل أنا مدينةِ له بإعتذارِ و توضيحِ.

من طرف **Hansel Turing** 30/1/2023, 8:52 pm

نظرت بالساعة عند سماعي الطرق على الباب بما أني لا أتوقع أحدًا حاليًا ولم أطلب طعامًا وأتمنى ألا يكون شخصًا قرر بيع شيئًا ما بهذا التوقيت وإلا لن يروقه ما سيحصل عليه. لست بمزاج جيد ولديّ عمل متراكم جعل الشقة تبدو كموقع إنفجار قنبلة ورقيّة!
نهضت بينما أدلك ما بين عيناي أسفل عويناتي وفتحت الباب وقطبت حينما سقطت فوق رأسي ذكرى تلك الليلة كمطرقة مع رؤيتي لوجهها. لست معتادًا على نهر شاب غريب أمام منزله بما أنه كان محقًا بنقطة من حديثه، لكن أسلوبه كان شيئًا آخر.. شيء تجاهلته وغادرت في سلام فحسب متوقعًا أن تكون المرة الأخيرة لرؤيتي لها.
أفسحت لها مجالاً لتدخل بصمت،وعندما عاد نظري للمكان نقيت حلقي:
|يُمكنكِ الجلوس أينما.. تجدين مساحة.|
دلّكت عنقي:
|أتودين شرب شيئًا؟|

من طرف **Saskia Olarescu** 30/1/2023, 11:52 pm

عندما أخذ وقتاً بفتح الباب فكرت أنه قد يكون نائماً، الوقت تأخر فِعلاً أو يكون معه رفقة؟ الفكرة الأخيرة سبحت قليلاً بعقلي، هذا سيكون مُحرجاً. لكني لم أغادر أيضاً. أفضل أخذ المخاطرة و تحمل الحرج فيما بعدِ.
إبتسمت عندما طَالعني وجهه و قلت ببطءِ:
<< آسفة للقدوم بهذا الوقت و دون إخطاركَ قبلها. >>
دلفت للداخل و دار بصري بالمكان لأترك السترة و أجمع بعض الأورق من على كُرسيّ لأضعهم بحرصِ على المائدة.
<< هنا جيد؟ >>
كنت أسأله عن مكان وضع الأوراق، و برغم أني أهليت المقعد فلم أجلس.
<< ليس حقاً. أنتَ بخير؟ >>
زفرت بعُمقِ و بدلت ما بين قدميّ بتردد لثوانِ معدودةِ:
<< سام، ينسى أحياناً أني الشقيقة الكبيرة. أحياناً أنا أيضاً أنسى. و بطريقته يرى أن هكذا يعتني بي. و جُزءاً كبيراً من هذا يأتي من إفتقاري الشديد لأيّ حس سليمِ عندما أختار الرجال الذين أرافقهم عادةِ. هذا لا يجعلني أبدو رائعة للغاية صحيح؟ لكن حسناً.. هذه الحقيقة لا مفر من محاولة إدعاءي غير هذا. لم يكن عادلاً أن تتلقى أنتَ جُرعة الحماية الزائدةِ. أنا آسفة لأني تسببت لكَ بحرجِ بالغ و إهانةِ. أنا حقاً.. آسفة. >>

من طرف **Hansel Turing** 31/1/2023, 11:00 pm

| لا بأس.|
تابعتها بنظري إلى أن وجدت مكانًا لتجلس به وأومأت لأجل المكان و.. عليّ قول شيئًا الآن عدا الإيماءات صحيح؟
| نحن ببداية الفصل الثاني الدراسيّ. لا يزال أمامي بعض العمل لإنهائه.|
استمعت لحديثها بتقطيبة خفيفة. أشك في أن هنالك ما لا يجعلها رائعة للغاية.
مسحت بيد على رأسي وهززتها بإيماءة أخرى:
|مفهوم..|
نظرت حولنا لبضع ثوانٍ من الصمت، قطعتهم بالنهاية:
|لم يكن عليكِ ضرب مشوارًا بتلك الساعة كي تُنهي شيئًا لم يحدث، كان بإمكاني إلتقاط الرسالة حين لم يردني شيء منكِ بعد ما حدث لذا نحن بخير.|
أجد من الغريب أن تأتِ لسببٍ كهذا لكن أي سبب آخر قد يدفعها للمجيء؟ فكرة أن تأتِ خصيصًا لمُحاولة الإبقاء على علاقة ما لا تعريف لها بعد يبدو غير وارد من مكاني.

من طرف **Saskia Olarescu** 1/2/2023, 8:48 pm

همهمت بتفهمِ قبل أن أدرك شيئاً:
<< آوه.. إذاً أقوم بتعطيكَ عن عملك؟ لن آخذ كثيراً من وقتك. >>
زفرت بعُمقِ و لم أخفي الإحباط بعد " لم يكن عليكِ ضرب المشوار" أ هذه إشارةِ أن آخذ نفسي و أرحل و أتركه بسلامِ؟ لكن مع إكماله لحديثه إرتفع حاجبي لأرمقه بحيرةِ.. أ يظن أني جِئت لإنهاء.. أيّ شيءِ؟
ضغطتُ شفتيّ لأبتسم و و أقترب منه قائلةِ بنبرة بطيئةِ:
<< كـان هناكَ شيئاً ليحدث؟ >>
تعلقت عَيناي بِه و إنخفضت نبرتي بعض الشيء:
<< في الواقع. لستُ هنا للسب الذي تَظنه. أنا هُنا لأني آمل أني أروقكَ كما تروقني. و آمل أيضاً بالشيء الذي لم يحدث. أخبرني.. هل آمل بالكثير؟ >>

من طرف **Hansel Turing** 1/2/2023, 10:49 pm

فكرت قليلاً، ثم بهزةٍ طفيفة من رأسي:
|لا، سيفيدني الوقت المستقطع. لولا زيارتكِ لما انتبهت للساعة.|
تباطئت نبرتي بنهاية حديثي مع بطئ عمل تروس عقلي وظهور تقطيبة.. أ هذه كانت.. زفرة محبطة؟!
تعمّت تقطيبتي مع سؤالها وعقدت ذراعاي.. ألم تتوقع حدوث شيء؟
| أعني.. أعني رُبما؟ إن تقارب شخصان تنشأ علاقة ما صحيح؟ أنواع متعددة وتسميات مُختلفة ولكن..|
ذلك القرب جعلني لا إراديًا أشد على إنعقاد ذراعيّ.. ورُبما كان لطبيبي كلمة مُفيدة ما قالها بإحدى جلساتنا من بين سلسلة طويلة من اليأس وخيبات الأمل.. وقفتي تبدو كوضعيّة دفاعيّة آليّة.
خفضت ذراعاي ونقيت حلقي لأشيح ببصري لأي نقطة خاوية حولنا. أحتاج لاستعادة السيطرة على ما تبقى من عقلانيّتي هنا وعيناها لا تساعد!
| لا، ليس تمامًا.|
عاد بصري لها بنظرةٍ جانبيّة حذرة بعض الشيء:
| أدين لكِ بدعوة عشاء.|

Unit 013, No.160

Unit 013, No.160

رد: Unit 013, No.160

رد: Unit 013, No.160

رد: Unit 013, No.160

رد: Unit 013, No.160

رد: Unit 013, No.160

رد: Unit 013, No.160

رد: Unit 013, No.160

رد: Unit 013, No.160

رد: Unit 013, No.160

رد: Unit 013, No.160

رد: Unit 013, No.160

رد: Unit 013, No.160

رد: Unit 013, No.160

رد: Unit 013, No.160

رد: Unit 013, No.160

رد: Unit 013, No.160

رد: Unit 013, No.160

رد: Unit 013, No.160

رد: Unit 013, No.160

رد: Unit 013, No.160

رد: Unit 013, No.160

رد: Unit 013, No.160

رد: Unit 013, No.160

رد: Unit 013, No.160