1014 VIHAAN

من طرف **Yohan Vihaan** 26/8/2020, 3:41 pm

أوقفت السيارة أمام المنزل، المنزل نَفسه كان ببقعةِ مُنعزلة بعض الشيء لأن الهواء هُنا اكثر نقاءاً من قُرب المدينة و كان مُناسباً لأن صحة والدي لم تعد كالسابق.
هبطتُ أولاً و فتحت الباب لهما لينطلق روهان أولاً و مددت لها يدي لأساعدها بالهبوط.
< أنتِ بخير؟ >

من طرف **Arunima Vihaan** 26/8/2020, 9:07 pm

لطالما أحببت المكان هُنا، خاصة مع المساحة الخضراء التي تتزايد حول المنزل.. فتحت باب السيارة وحاولت إبعاد التنورة عن موضع قدمايّ لأتمكن من الترجل :
"- روهان، حاذر لخطواتك. -"
بالطبع لم يستمع إليّ، هذا هو مُشكلة أن فارق العُمر بيننا لا يسمح بالجدية في التعامل، لهذا نُصبح أصدقاءًا بدلًا من العلاقة الصارمة بين أي أم وطفلها.
انتبهت من شرودي عندما رَمقت يده لأمسك بها وأنا أتعامل مع التنورة حتى لا تُعرقلني، نهضت لأقول له :
"- أنا بخير. -"
ابتسمت عندما تذكرت ونحن عند مدخل المنزل لأنحني قليلًا مُتفحصة الأرضية :
"- مازلنا نبحث عن السِن الضائع الذي إنكسر عندما انزلق هُنا بالمرة الأخيرة، يؤمن بأن السن الجديد سينمو ضعيفًا إن لم يحتفظ بالقديم. أظنني أبحث عنه كل مرة لطمأنته فحسب. -"
إعتدلت ثم سألته بعدها باهتمامِ وأنا ألتفت إليه :
"- ماذا عنك؟ هل أنت بخير؟ تبدو مُرهقًا، أتود أن أعد لك مشروبًا دافئًا؟ -"

من طرف **Yohan Vihaan** 27/8/2020, 5:49 am

عندما تُصبح قريبةِ مني و أمام عَينيّ يكون كُل شيء أفضل. و هذا شيء لا أحب أن أعترف به حتى لنفسي و لكن هذا هو الحال.
إبتسامةِ خفيفة علت وجهي و أنا أراقبها تَبحث عن السِن الضائع:
< يُمكنكِ إخباره ان جنيّة الاسنان أخذته مِثل الفيلم الذي يُحبه.>
نَعم كنت أنتبه لهذه التفاصيل الصغيرة و قد أبدو صَلباً لكن لهم مكانةِ لديّ لا يحتلها أحدِ آخر هَززت رأسي:
< بخير و لكن لن أرفض المشروب الدافئ. >

من طرف **Arunima Vihaan** 27/8/2020, 5:24 pm

اتسعت ابتسامتي بعض الشيء لتخرج ضحكة خفيفة مني، ذلك الفيلم! رفعت يدي لأدلك بها جبهتي قائلة بعدمِ حيلة :
"- الأمر مُتعب بعض الشيء عندما تُشاهد الفيلم نفسه كُل ليلة، المُشكلة أنه يغفو قبل النهاية وإن أغلقته ينتبه لذلك ويستيقظ ثم نبدأه من بدايته مُجددًا، لهذا لم أعد أغلقه وأصبحت أستكمله أنا للنهاية.. كُل ليلة حتى أتأكد أنه سقط بالنومِ تمامًا. -"
دخلت معه للمنزلِ، غالبًا الجَد في غُرفة المكتب أو بالحديقة الخلفية، وفيديا والجدة؟ نائمين على الأرجح.
هَززت رأسي عند موافقته لأشيرُ للأعلى :
"- سأساعد روهان في تبديل ملابسه، ثم أكون بالمطبخ لأعده لك. -"
كدت أتحرك ولكني استدركت أن معطفه لازال على كتفيّ لأعيده له بابتسامة خفيفة وأنا أعدل من وضع الوشاح كما كان :
"- شُكرًا على إيصالك لنا. -"
لأصعد للأعلى حيث غرفة الأطفال، بالطبع لم يخلو الأمر من ركضِ ومسابقة "إمسكي بي إن إستطعتِ" ولكن بالنهاية انتصرت، آمل فحسب أن صوت الضحك والأقدام لم يكن عاليًا ليوقظ بقية العائلة.
غيرت ملابسي لثوبِ بأكمامِ طويلة بقماشِ يتداخل ما بين الشيفون وقماشًا أثقل نسيت إسمه، ولكنه كان من المفضلين لديّ، بلونِ سماويّ نقيّ، يمتد لقدمايّ وتخلصت من الأقراط، لم يكن سوى قلادة الزواج هي التي لا أخلعها، يُقال أنها فأل سيء، ويكفي أن راهول مُختفي.. انقطعت أخباره منذ مدة، ولا أدري أي فأل سيء آخر من الممكن فعله. تركت روهان يُشاهد الرسوم المُتحركة ثم هبطت للمطبخ لأرفع أكمامي وأبدأ بإعداد المثلجات بينما تُغلي المياه لأصنع المشروب الدافيء كذلك.

من طرف **Yohan Vihaan** 27/8/2020, 6:13 pm

ثنيت السُترة على ذراعي و راقبتها تصعد وراء روهان لتخرج مني زفرةِ قصيرة.
إتجهت لغرفتي كَيّ أبدل ملابسي أيضاً فقد كان يوماً طويلاً بالفعل و لديّ مُستجدين غداً للإشراف عليهم و هذا يعني كوارث مُتعددةِ.
إرتديت تي-شيرت أسود و سروال قُطنيّ رماديّ, خرجت لأغلق الباب خلفي و هبطتُ للمطبخ و سحبت كُرسياً لأجلي مُدلكاً ما بين عَينيّ و لكن طفت على وجهي إبتسامةِ مع رؤيتها مُنهمكةِ بما تَفعله.
< تحتاجين مُساعدةِ؟ >
ثُمَ سألتها فقط لأسمعها تتحدث:
< كيف حال العَمل معكِ؟ >

من طرف **Arunima Vihaan** 27/8/2020, 6:37 pm

هززت رأسي نفيًا وأنا أتحرك لأواجهه بينما انتهيت من مثلجات الڤانيليا، وكنت أصنع الشوكولاتة من أجل روهان ثم سألته :
"- متأكد أنك لا تود المثلجات؟ أعلم أنك لا تحبها، ولكني أصنعها خفيفة، ليست مثل الجاهزة، أحرص على ان تكون بسكر خفيف ودون الكثير من اللبن. -"
ثم بشأن العمل ابتسمت وانا أمزج خلطة الأعشاب التي أعدها من أجله :
"- لم يكن هناك الكثير من الأحداث لحسن الحظ، فقط كان هناك طفلًا بذراعِ مجروح، لم يكن الأمر جلل ولكن أظن والديّه أرادا التأكد أنه بخير. لذا لم يكن اليوم سوى للاطمئنان على بعض المقيمين بالمشفى. -"
سكبت المياه بالكوب الخاص به، ثم وضعته بعناية أمامه لأعود لاعداد بقية المثلجات. ثم رفعت رأسي لأنظر إليه قائلة بتقطيبة :
"- ولكن.. هل تناولت طعامًا؟ لم أكن هنا عندما عدت، وكان عليّ السؤال، أنا آسفة. -"

من طرف **Yohan Vihaan** 27/8/2020, 10:41 pm

قُلت بنبرةِ هادئةِ و النظر بوجهها كان يُريح أعصابي دون مجهودِ و كأنها مُهدئ طبيعيّ.
< أعلم أنكش تصنعين أفضل مُثلجاتِ بالعالم و لكني لا أحبها للأسف. هذا لا يُقلل من قُدراتكِ. >
هَززت رأسي برضا لأن يومها سار على مايُرام:
< هذا جيد. >
أمسكت بكوب لأرتشف القليل مِنه و وضعته أمامي على الطاولةِ
< لم افعل و لكني لستُ جائعاً. هل تناولتِ أنتِ طعاماً؟ >

من طرف **Arunima Vihaan** 28/8/2020, 12:31 am

قَسمت المثلجات بطبقان مختلفان لأجل الجَد وروهان، ثم ابتسمت على محاولاته للتخفيف عَني، كان هذا لطفًا منه.
"- أفكر أحيانًا في مدى صعوبة كون الشخص فردًا بالجيش، كيف أنكم تتعرضون لضغوطِ قوية.. ولكن ليس عليك أن تُهمل ذاتك، يُمكنني إعداد وجبة خفيفة لك إن كُنت تود تناول شيئًا. -"
أجبته بعدها بينما أضع الطبق على صُحفة ومعها معلقة :
"- تناولت الطعام قبل الذهاب للزفافِ، فكر بأمر الطعام ريثما أقدم المثلجات للسيد فيهان. إعذرني للحظة. -"
تحركت بالصُحفة للحديقة الخارجية لأجذب المائدة ذات العجلات قريبًا مِنه :
"- لم أتأخر بالزفافِ لأجل تلك اللحظة خصيصًا، كيف تشعر الآن؟ -"
وضعت الصُحفة على المائدة أمامه ثم إنحنيت بعض الشيء لأصبح شُبه جالسة على ركبتيّ أمامه.
- لا أمل أبدًا من تلك المثلجات، أنا بخير. إن كان روهان مستيقظًا إجعليه يأتي ليجلس معي قليلًا قبل النوم.
هَززت رأسي إيجابًا :
"- سأبعثه إليك حالًا. -"
رَبت على رأسي لأعتدل وأتجه للداخلِ لأجعل روهان يهبط لأسفلِ، ويأخذ الطبق الخاص به ليتناوله مع جده بالخارجِ. عُدت مُجددًا إلى المَطبخ لأبدأ بترتيب العُلب بداخل المُبرد ثم بترددِ كِدت أقول شيئًا، ولكني فيديا كانت مُخطئة، ليس لديّ الحق بالتحدث بموضوعِ كهذا.
"- إن لم تُرد تناول الطعام الآن، على الأقل إبق لتتناول الإفطار معنا صباحًا. -"

من طرف **Yohan Vihaan** 28/8/2020, 3:31 pm

< الأمر ليس صعباً للغاية عندما تنشئ بنظامِ مُشابه. و لا تقلقي لستُ جائعاً، فقط أنهي ما تفعلي و تعالي للجلوس، يومكِ كان طويلاً أيضاً. >
راقبت ذهابها لأعود بظهري للمقعد و انظر للبخار المتصاعد من الكوب بشرودِ
ثُمَ إنتبهت لعودتها لأقطب تقطيبةِ خفيفة عندما لا حظت تَرددها:
< أردتِ قول شيء؟ >
مالت شفتيّ بإبتسامةِ هادئةِ:
< سأفعل. سأحاول التأخر قليلاً و البقاء للإفطار. >

من طرف **Arunima Vihaan** 28/8/2020, 10:46 pm

أعددت لي كوبًا من الأعشاب وشعرت براحة وأنا أراقب المياه تتلون مع حركة المعلقة بها، ابتسمت برضا عندما وافق على أمرِ الإفطار ولكني رفعتُ عيني له مُحاولة عما إذا كان من المُمكن مُحادثته بأمرِ كهذا الآن.
أخفضت أكمام الثوب الذي أرتديه لأعيد إغلاق الأزرار، وأدركت أني آخذت وقتًا أكثر من اللازم لأجيب لأجلس على المقعد المُقابل بالطاولة :
"- أتذكر تلك الفتاة.. التي قابلتها بالأسبوع الماضي؟ لم تُخبرنا رأيك بشأنها، وعائلتها تنتظر ردًا منذ ذلك الوقت.. لا أعلم.. كُنا نتسائل فحسب.. -"
ارتشفت من الكوبِ لأخفي وجهي للحظة، هذا أصعب مما كنت أتوقع، وضعتُ الأعشاب أمامي لأستند بمرفقيّ إلى المائدة وأتابع :
"- أعلم أنك لا تُحب الإلحاح، ولكن الأمر لانهاءه أو.. تَعلم، ليبدأوا بمتابعة الاستعدادات للحفل وتلك الأمور. -"

من طرف **Yohan Vihaan** 29/8/2020, 3:56 pm

لم تعكس ملامحي ما يعتمر بداخلي عندما فتحت هذا الموضوع، عندما تُحدثني هيَّ بأمرِ كهذا..
ظَلت ملامحي بلا تعابير للحظاتِ و أنا أستمع لها و أنظر إليه دون أن تحيد عينيّ عنها أو يتشتت إنتباهي على تفاصيل إنفعالاتِها.
< لازِلت أفكر بالأمر. >
وضعت قبضتي على الطاولة لأسألها بنبرةِ هادئةِ:
< ما رأيكِ بالفتاة؟ هل تظنيها مُناسبةِ لي؟ >

من طرف **Arunima Vihaan** 29/8/2020, 7:51 pm

ظهرت ابتسامة خَفيفة عندما أجاب بهدوءِ، أحقًا يسأل عن رأيي؟ لماذا لازلت أربط بين ردة فعله وردود أفعال راهول، رُغم أني أعلم أنهم مُختلفين تمامًا عن بعضهم البعض.
ارتشفت من الكوب مُحاولة تذكر الفتاة، لأقول ببطيءِ مُفكرة :
"- كانت لطيفة وجميلة، عائلتها كذلك. -"
رفعت يدي لأستند بذقني لها بعد ذلك، أمن الحكمة أن أخبره برأيي بينما لازال يفكر عن الأمر؟ أعدت خصلات شعري لوراء ظهري لأتابع :
"- هُناك أشخاص يعيشون عُمرهم بأكملهم يودون فرصة للانطلاق، وآخرين يريدون الشعور بمعنى الراحة والاستقرار، هي بالفعلِ ستُشكل تطابقًا رائعًا لهؤلاء للذين يسعون للأولى.. ولكني أظنك تحتاج للثانية أكثر. -"
صَمت بعدها للحظة ثم عادت ابتسامتي لوجهي :
"- أنا فقط أود أن تكون سعيدًا، ولن ألح عليك للموافقة أو ماشابه، ولكن إعط لذاتك فُرصة للتعرف إليها أكثر، رُبما أكون مُخطئة. -"

من طرف **Yohan Vihaan** 29/8/2020, 8:14 pm

بقيت ملامحي كما هي و إن كنت أستمع بإنصاتِ لكُل كلمةِ تخرج منها. هَززت رأسي مؤكداً:
< كانت جميلة بالفعل. >
أمسكت بالكوب و تركتها تُنهي حديثها بينما أشرب المشروب الذي بدأ يَبرد عن ذوقي. طالما لا يخرج منه بُخاراً يكون بارداً بالنسبة لي.
أعدت الكوب و كِدت أقول شيئاً و لكن باللحظة الأخيرة غيّرتُ حديثي:
< لستِ مُخطئةِ، لا خطب بالفتاةِ، و لكن برغم أن الكثير من عاداتِنا أجدها ضروريّة و أحترمها بالفعل و لكن الزواج المُدبر لا أظنه لي. >
حركت الكوب بحركةِ دائرية هادئة:
< أيضاً لديّ أشياء أهم الآن من التفكير بالزواج. >

من طرف **Arunima Vihaan** 29/8/2020, 9:00 pm

احتويتُ الكوب بين يدايّ، حسنًا، كان الأمر يستحق المُحاولة، على الأقل الآن علمنا رأيه بشأن الفتاة.
"- هل تُريد أن أعيد تسخينه لأجلك؟ -"
قُلتها بتلقائية مع مُلاحظتي أن كوبي بدأ يبرد، مما يعني أن كوبه حاليًا لم يعد ساخنًا.
الصَمت والمُراقبة لكل شيء يجعل لديّ معرفة دقيقة ببعض التفاصيل.
"- أتعني العَمل؟ لن يُعطلك الزواج عن العَمل إن كان هذا ما تظنه. ولا أعلم بشأن الزواج المُدبر، أحيانًا يكون الرب هو ما يختار الأشخاص لبعضهما. لا يمكنك أن تعلم أبدًا إلى من ينتهي بك المَطاف بالنهاية. -"
أخذت نفسًا عميقًا لأني لاحظت أن نبرتي خرجت شاردة بالنهاية، ربما كنت أتحدث عني أكثر منه، لأرفع الكوب وأرتشف منه مُجددًا لأتابع بعدها بضحكة خفيفة :
"- لن يكفوا على المحاولة، أنت تعلم ذلك. -"

من طرف **Yohan Vihaan** 29/8/2020, 9:34 pm

حركت رأسي نفياً و نهضت و الكوب بيدي لآخذ كوبها أيضاً.
< سأقوم بتسخينهم أنا، إرتاحي. >
إستندت بظهري لطاولة المطبخ خلفي لأقول بنبرةِ هادئة و عينيّ مُثبتةِ عليها:
< ليس العمل فقط و لكن مع عدم وجود شقيقي يعني اني مسئولِ عنكما أنتِ و روهان. >
أعدت الكوب امامها بعدما أعدت تسخينه و عُدت لمقعدي لأكمل شُرب المُتبقي بكوبي:
< الرب قد يختار لنا أشخاصاً ثم نكون بالغباء الكافي لنوافق على آخرون. لا أريد زوجةِ فحسب، أريد شريكةِ، و هذا شيء مُختلف تماماً. >
إبتسمت إبتسامةِ جانبية:
< أعلم و لكني مُثابر. >

من طرف **Arunima Vihaan** 29/8/2020, 11:36 pm

كدت أقول شيئًا ولكنه كان نهض بالفعلِ وأخذ الكَوب لأبتسم بامتنانِ، ثم عندما أتى على سيرتنا اتسعت عينايّ بعض الشيء لأقول بمزاحِ :
"- أتتخذنا حُجة الآن؟ إنها مُقنعة، ولكنها ستسقط بعد عودة راهول، عليك التفكير بواحدة آخرى، ثم حتى إذا كان هذا الوضع، فكلانا، أنا وروهان نود أن تكون سعيدًا. -"
شَكرته عندما أعاد لي الكَوب، ثم بهتت ابتسامتي قليلًا.
أحيانًا لا تكون لنا رفاهية الاختيار، أو حتى الرفض.
"- أحيانًا لا نصنع ظروفًا، بل الظروف هي ما تصنع قراراتنا، وقتها قد لا تكون الحقيقة واضحة لدرجة أن نختارها، لا نكون أغبياء.. بل مُسيرين للاجبارِ. -"
أخذت نفسًا عميقًا وتوقفت عن الحَديث لأني لم أرد أن يفهم أني أتحدث عن زواجي، أم أنه كان عليه بالفعلِ؟
أتى روهان راكضًا من الخارجِ، ليُناولني الطبق الفارغ ويضع قُبلة على وجنتي -بمثابة ليلة سعيدة بالنسبة إليه- ثم أوشك على الصعود لأعلى لأمسك بذراعه وأهمس بأمرِ ما بأذنه، ظل مُحدقًا لثوانِ بي ثم اتجه بخطى مترددة إلى يوهان ليجذب ذراعه ليتمكن من تقبيل وجنته ثم هرع للأعلى.
نقرت على الطبق بأصابعي ثم تابعت بعدها حديثي :
"- أي زوجة يمكنها أن تكون شريكة، ولكن هذا يعتمد على طريقة مُعاملتك إياها فحسب. -"

من طرف **Yohan Vihaan** 30/8/2020, 4:27 am

نقرت الطاولة بخفةِ و قلت بجديّة:
< ليست حُجة. حَتى إن عاد راهول و هذا شيء أتمناه سأظل أهتم بكم. و لكن رُبما وقتها أستطيع أخذ خطوةِ كتلك. >
رُبما وقتها أستطيع التخطي إن كان سعيدةِ بالفعل.
لأن آخر شيء قد أريده هو رؤيتها تعيسةِ.
< إذًا، أ كُنتِ مُجبرةِ للقبول بـ راهول؟ >
إبتسمت مَع ما فعله روهان و راقبته يصعد للأعلى، يوماً ما..رُبما.. قد يُكسَر حاجز الخوف لديه مني.
عادت عينيّ لها
< رُبما..>
قُلتها على مضض، ليس إقتناعاً و لكني لأني إن جادلت أو شرحت وجهة نظري فسيظهر جلياً أني أفكر بإمرأةِ بالفعل.
إبتسمت إبتسامةِ جانبية:
< مُحادثتكِ ليست سيئة، علينا بتكرار هذا كثيراً. >

من طرف **Arunima Vihaan** 30/8/2020, 8:27 pm

حدقت بسطح الكوب مع سؤاله، كانت الإجابة معقدة، وكذلك بسيطة بنفس الوقت، أحيانًا تكون الإجابات من فرط كونها بديهية وواضحة، تكون غير مناسبة.
أخذت نفسًا عميقًا بينما يمر إبهامي على فوهة الكوب :
"- لم أكن مُجبرة أبدًا. -"
فعلى أرض الواقع لم يضغط عليّ أحدًا للموافقة، ولكني كنت أشعر بأني مدفوعة نحو ذلك، ووقتها لم يكن راهول مثلما أصبح.
مددت يدي لأحمل كوبه الفارغ وكذلك كوبي مع الطبق، لأنهض وأغسلهم جيدًا لأعيدهم إلى أماكنهم،
التفت إليه بابتسامة لأقول :
"- هذا صحيح، أنسى أحيانًا كم كان التحدث سويًا لطيفًا. -"

من طرف **Yohan Vihaan** 30/8/2020, 8:57 pm

نظرت عبر النافذة بشرودِ، و خرجت نبرتي هادئةِ مُتمهلةِ بالسؤال و كاني أزن الأمر برأسي أولاً:
< إذًا. تُحبينه؟ >
و قبل أن تُجيب إستدركتُ:
< ليس عليكِ إجابةِ هذا. فبالطبع تفعلي. >
نهضت من مكاني بعدما زفرت زفرةِ قصيرة، و إقتربت من مكاني وقوفها لأقف خلفها مُحافظاً على مسافةِ جيدة، إمتدت يدي إنشاتِ ضئيلةِ إليها و لكنها عادت لجواري مع إلتفاتِها.
< كُل شيء يتعلق بكِ لطيفِ. >
قبضت يدي بقوةِ غير ملحوظةِ و إبتسمت إبتسامةِ طفيفة.
< طابت ليلتكِ أرونيما. >

من طرف **Arunima Vihaan** 30/8/2020, 10:14 pm

"- أنا أحب عائلتنا، لم أكن لأبدل وجودي معكم هنا لأي شيء آخر بالعالم. -"
أخفضت عينايّ مع جملته التالية لأزم شفتايّ بخجلِ، ثم نظرت إليه لأهز رأسي :
"- شكرًا. طابت ليلتك يوهان. -"
تحركت بعدها لأتجه لغرفتي بأعلى، مازال روهان يخشى النوم وحده لذا وجدته نائمًا على الفراش، فأغلقت الأضواء والباب وأخذت مكاني لجواره لأغمض عيناي وأنا احتويه بين ذراعايّ.

من طرف **Yohan Vihaan** 12/9/2020, 1:27 am

فَتحتُ الباب ليدلف روهان للداخل راكضاً للأعلى. راقبته بصمتِ و لم أحاول تعنيفه لما حدث اليوم و لكن حتى مع تجاهلي لما حدث لم يوجه كلمةِ لي طوال الطريق و ركض لغرفته.
أغلقت الباب خلفي بهدوءِ لأصعد خلفه و أجده يجلس على الفراش يُشاهد الفيلم الذي لا يُشاهد غيره.
جلستُ بجواره:
< ماذا حدث؟ >
لم يُجبني و أكمل مُشاهدة الفيلم لأزفر و أربت على رأسه.
تركته و خرجت من الغرفة لأجد والدتي بوجهي:
- إذًا؟ -
< ماذا؟ >
رفعت حاجبيها و قالت:
- لم تُعطنا قرارِ بعد، لقد دعونا عائلة بريّا لتناول العشاء اليوم لتحظى بوقتِ مُنفرد معها و تتعرف إليّها أكثر. -
زفرتُ بعُمقِ و قلت بصوتِ أجش:
< أتعرف عليها أكثر لأجل ماذا؟ >
حركت يدها و هي تتحدث بطريقةِ سريعة على أني - مُستحيل - و أنها ستدع والدي هو من يتعامل معي.
قبل ان تسألني:
- لماذا روهان هُنا مُبكراً. -
قلتُ دون تردد:
< أنهيت عملي باكراً و فكرت بإصطحابه بطريقي، لا شيء لا تقلقي. >
دخلت هي إليه لأهبط درجات السُلم و أخرج إلى الشُرفة لأجلس ببعض الإرهاق.
المُديرة تقول أنه رفض الدخول للفصل بعد الإستراحة و حاولوا بلا فائدة حتى إتصلت بي للتعامل معه.
زفرت مُجدداً لأنهض من مكاني و أذهب لأبدل ملابسي بسروال رياضيّ أسود و لم أرتدي شيئاً أعلاه و إتجهت للقبو الذي به غرفة عِبارة عن صالةِ رياضية مُصغرةِ و بدأت تمريناً قاسياً فقط لأدفع ما برأسي بعيداً.

من طرف **Arunima Vihaan** 12/9/2020, 3:05 am

اضطررت إلى انهاء مناوبتي مبكرًا بعد اتصال جدة روهان، تسألني عن سبب اصطحاب يوهان له من المدرسة.. كان عتابًا ضمنيًا ولكني فهمته بالنهاية، لهذا السبب جئت، ولا أعلم لماذا لم يتصلون بي ولكن أخمن لأن يوهان هو من ملأ بيانات إلحاقه بالمدرسة.
صعدت إلى غرفة روهان، ولكن ردة فعله عندما رآني جعلت قلبي يعتصر وهو يركض تجاهي ليخفي وجهه بملابسي وينفجر بالبكاء، ربما في تلك اللحظات أشعر أن لا حيلة لي أمام ما مسنا من أذى.. لم يكن له ذنب ليوضع وسط كل ذلك.
حملته لأضعه بالفراش وأنا أمسد خصلات شعره بينما يخبرني عما حدث اليوم، لأحاول أنا في تلك اللحظة من كبح دموعي، كان خائفًا.. وحزينًا وكان هذا أبشع ما قد تشعر به أم مع طفلها.
لم أتركه سوى عندما وقع بالنوم، لأتجه للاغتسال وتغيير ملابسي لرداءِ من قطعتين، بلونِ أزرق داكن.. وأخذت طريقي لأسفل لألاقي أمي -جدة روهان-.
/ نيما عزيزتي، أيمكنك تحضير تلك الحلوى التي تصنعينها؟ بريا وعائلتها قادمين الليلة.
حركت رأسي إيجابًا بابتسامة خفيفة وإن كانت باهتة، قبل أن استدرك قائلة :
"- هل ما يزال يوهان هنا؟ -"
/ بالأسفل، لا أصدق تصرفاته، أريد رؤية أحفاده وأن أطمئن لوجود زوجة ترعاه وتهتم به، ألا يكفيني حسرة ما حدث بالفعل؟
كنت أعلم أنها تقصد راهول واختفاءه، لذا اقتربت لأحتضنها.. إن كانت أمي على قيد الحياة، غالبًا كانت لتشعر بنفس المشاعر تجاه أطفالها.
"- لا بأس، أنا متفائلة وأشعر بأن هناك أمرُ جيد على وشك الحدوث.
/ أتمنى.. لا تنسِ تجفيف شعرك وإلا أصبت بالبرد.
هززت رأسي مرة آخرى بتهذيب.. أحيانًا نكذب، نطمئن الآخرين بما يريدون حتى وإن كانت أمنياتهم تلك هي أسوأ كوابيسنا.. ولكننا.. نكذب. نطمئنهم بينما نرتعد خوفًا من الداخل، ونبكي دون أن يرانا أحد.
هبطت الدرج إلى القبو بعدما جلبت له مياه مثلجة بقطع الليمون، لم أرد صنع أعشابًا له لأن الطقس حار بما يكفي، طرقت بخفة ثم دفعت الباب بينما أمسك بالصحفة التي عليها الإبريق والكوب بيدي الآخر.
لم يكن هنا من الأماكن التي أحب الدخول إليها، كان مُقبض ولن أبالغ إن قلت مخيف قليلًا.. ويذكرني به.
"- ترهق ذاتك كثيرًا. أردت الاعتذار على أمر روهان اليوم، أعلم أنه عطلك عن عملك. -"
قلتها واضعة ما بيدي على طاولة قريبة من الباب.

من طرف **Yohan Vihaan** 12/9/2020, 2:45 pm

كُنت أقوم بتمرينِ ضغطِ مُتكئاً على يدِ واحة بينما الآخرى كانت خلف ظهري، حبات العرق نبتت على ظهري و وجهي لأجل المجهود الذي صنعته و لم أعتدل من فوري عندما سمعتُ صوتها، أنهيتُ عدد سبعون مرةِ ثُمَ إعتدلتُ واقفاً بأنفاسِ مُنتظمةِ و لكن عاليّة بعض الشيء:
< لا داع للإعتذار، هل هو على مايُرام؟ >
أمسكتُ بالمنشفةِ النظيفة و بدلاً من أن أجفف عرقي وضعت المنشفة فوق رأسها قائلاً:
< جففي شعركِ. >
أمسكتُ بكوب المياه البارد لأرتشف منه و أجلس على مقعد متواجد ناظرًا لها:
< لم يتحدث إليّ عندما سألته عما حدث، هل ضايقه أحدِ؟ أخبريني و سأتصرف. >

من طرف **Arunima Vihaan** 13/9/2020, 6:53 pm

"- أجل.. سيكون على ما يرام.. يوهان! -"
قلت اسمه بتأزم مازحِ بينما على وجهي ابتسامة خفيفة، لأحرك شعري على كتف واحد وسحبت المنشفة لأبدأ بتجفيفه، دائمًا ما أنسى فعل ذلك بعد الاستحمام، لأترك برك مياه صغيرة كلما خطوت.
تباطئت حركة يدي مع سؤاله الأخيرة لأصمت وأخفض يدايّ قليلًا حتى نهاية خصلات شعري..
"- رأى المعلم يُعنف زميله، وهذا جعله.. يخاف. -"
خرجت مني بتنهيدة خفيفة، كيف يمكن أن أطمئنه وأنا نفسي خائفة :
"- يوهان.. هل هناك ما تخشاه؟ -"

1014 VIHAAN

1014 VIHAAN

رد: 1014 VIHAAN

رد: 1014 VIHAAN

رد: 1014 VIHAAN

رد: 1014 VIHAAN

رد: 1014 VIHAAN

رد: 1014 VIHAAN

رد: 1014 VIHAAN

رد: 1014 VIHAAN

رد: 1014 VIHAAN

رد: 1014 VIHAAN

رد: 1014 VIHAAN

رد: 1014 VIHAAN

رد: 1014 VIHAAN

رد: 1014 VIHAAN

رد: 1014 VIHAAN

رد: 1014 VIHAAN

رد: 1014 VIHAAN

رد: 1014 VIHAAN

رد: 1014 VIHAAN

رد: 1014 VIHAAN

رد: 1014 VIHAAN

رد: 1014 VIHAAN

رد: 1014 VIHAAN

رد: 1014 VIHAAN