Ms.Hoffman House

حركت كتفاي بـ"لا أدرى"، ثم ابتسمت على تعليقها بالشبه بيني و بين فايوليت.. لا تملكين فكرة كم أُشبهها ..
لأتمتم تمامًا قبل أن أرتشف بعضًا من الصودا :
سأكون فايوليت، و أنتِ دايزي ..

ثم أضفت مازحة :
فقط لا تنسيني بأي نوبة قتلٍ تنوين الدخول بها قريبًا، سأكون نِعم العون!

نظرت للشاشة للحظات، ثم أومأت :
التسوق.. أفضل علاجٍ للفتاة! لا أملك الكثير من الأثواب بدوري.

تأبطت ذراعها لأميل برأسي على كتفها :
أنتِ الأفضل !

قد افتعل مُشكلة هنا أو هناك، أعني .. ركل بعض المؤخرات سيكون جيد!
أو في حالتي، رُبما لا.. لا أريد مذبحة قريبة أخرى..

اعتدلت بغتة مع مشهد قفزهم على الجثث، و كدت أُفلت صيحة حماسيّة كبحتها سريعًا، ثم نقيّت حلقي لأسمع بعدها سؤالها :
همم؟

خرجت مني بتلقائيّة بنما التفت لها .. اظنني بدوت كبلهاء لثانيَة، قبل أن اصطنع تقطيبة :
على الأغلب قد يتخذ مني الأمر فترة لا بأس بها حتى أقتنع بأنكِ قد تكوني عاملة بتلك الفئة..

ثم حركت كتفاي و عدت بنظري للتلفاز :
لكن لما لا نكون؟ أعني، أستطيع التصويب!

همست بشرود :
بلى، كان صعبًا على إدوارد كذلك..

لأقطب.. مهلاً، هل تفوهت بهذا توًا؟ رمقتها بنظرة جانبيّة حذرة، ثم ملآت قبضتي بالفوشار و قمت بحشرها في فمي، لأسمع جملتها الأخيرة و تُصيبني نوبة من السُعال لم تهدأ سوى بشربي لما تبقى من مُحتويات عُلبة الصودا، لأنظر لها بعدم تصديق :
حقًا دايز.. -حركت رأسي سريعًا- أعني، بلايك؟ تلك..

نقيّت حلقي :
مفاجأة.

علقت عيناي بالتلفاز، و تقريبًا لم أعُد أُشاهد أيًا مما يدور.. لتمُر فترة على هذا الحال، قبل أن تتلوى شفتاي في إبتسامة خبيثة و أرمقها بنظرة جانبيّة صامتة ..

دخلت عن طريق المفتاح الإضافيّ الذي أعطتنيه، و تركت الحقائب عند الباب لأدخُل و أُغلق الباب خلفي .. انتظرت لأسمع أصواتًا، لكن على ما يبدو لم تعُد من عملها بعد ..
تنهدت و ركلت حقيبة السفر بقدمي بخفة، قبل أن أتقدم للداخل، و لم أتطفل على أي شيء خاص، فقد اتجهت صوب الغُرفة التي أشارت لي سابقًا بأنها كانت لتكون غُرفتي . فتحتُ بابها و الإضاءة لأدير نظري بها 
لم تعُد فارغة تمامًا كما السابق، فعلى الأغلب بصمات من أتوا قبلي -أو بعدي- لم تُزُل نهائيًّا.
زممت شفتاي و زفرت، ثم عاودت إغلاق الباب و عدت لغرفة المعيشة، لأفتح التلفاز و أبدأ بالبحث به بملل.

جلست أمام التلفاز، و عقلي يعمل بسرعة ثلاثة آلاف ميل بالساعة .. لا أعلم حقًا إن كان يجدُر بي إخبار بلايك بشأني أم التكتم على الأمر فحسب! فسأحيا معها ولا أريد للأمور أن تفسد لأي سببٍ كان، فلا أظُن أن أيًا كان ما يُبقي برأسي بعض العقل قد يتحمل شخصٍ آخر أتسبب في إفساده .. ليس كما حدث معه .. لن أرغب بفقدان شخص آخر بهذا الشكل ..
زفرت بحنق، و أسمع صوت هاتفي يُعلن وصول رسالة .. لأفتحها و..
تتسع عيناي بينما أعتدل بغتة .. لا مزاح! ما الذي .. !
أدرت عيناي سريعًا حولي، بحثًا عن فكرة! إلهام!
لاندون لن يخدعني .. 
قال بأنه ميت! إذن فهو ميت!
إلا إذا ..
فتحتُ قائمة الأرقام، لأتحرك بها سريعًا بحثًا عن رقم لاندون .. و أتوقف عنده
لتُظلم عيناي ، أقوم بإغلاق الهاتف ، و أعيده لجيبي .. و بهدوء تام أعود لجلستي المريحة على الأريكة و أتابع المعروض على الشاشة أمامي.

دلفت لغرفتي، و دون العبأ بفتح ضوءها، أغلقت الباب خلفي و النافذة تكفلت بالإنارة.. و ضوء الليل الفضيّ كان أكثر من مُناسب ..
اتجهت للحقيبة التي لم أُتم إفراغها تمامًا بعد، لأجلس القرفصاء أمامها أرضًا ، و اتخذ الأمر مني بضع ثوانٍ من العبث حتى و جدته و نجحت بإخراجه من الكومة القماشيّة ..
تربعت بجلستي ، لأرفع القميص أمامي لثوانٍ ..
إنهُ آخر ما تبقى لي مِنه ، و الشيء الوحيد الذي أخذته معي من غرفته قبل مغادرتي إياها .. القطعة الوحيدة الباقيَة معي و لا تزال ، بشكلٍ ما ، حاملة لرائحته !
عدت بظهري حتى أصبح مُستندًا للفراش خلفي .. ، و كوّمت القميص بيدي لأستنشق عبقه
كنتُ قد ظننت أن كُل شيء تلاشى باللحظة التي أدركت فيها اختفائه، ليُثبت خطأي مع عودته، ثم يُنهي كُل شيء بطعنة لم أرَها قادمة .. ليس مِنه ..
و مُجددًا، حين أرى أن جميع العلامات تُشير إلى ما أحمله له بداخلي من كراهيَة و بغض، يأتني خبر موته ..
لأتحطم للمرة الـ.. مِئة ؟
سواء كان خبرًا صحيحًا، .. زائفًا ..
لا يزال الأمر مؤلمًا ..
شعرت برطوبة القماش بيدي و قد أصبح الجزء الذي دفنت به وجهي مُبلل تمامًا ، كذلك شعرت باهتزاز كتفاي ، .. و شعرت بالامتنان لتلك قطعة.. لحجبها صوت بُكائي عما بالخارج ..

فالألم لن يذهب .. و أنا لن أتأقلم .. ليس بوقتٍ قريب ، 
أو حتى ينتهي الشعور المريع بتمزق كُل ذرة بداخلي!

رفعت رأسي إليها ، لأقطب .. هل نسيت إغلاق باب الغُرفة خلفي؟ حقًا .. !
تنهدت و قمت بفرد ساقاي أمامي ، لأترك القميص يسقُط عليهما :
لنقُل أنكِ كُنتِ مُحقة بنقطة .. و مُخطئة بأُخرى ..

حركت رأسي للجانبين :
أظن .. كُنتِ مُحقة بنقطة أنّي لا أزال أُحبه .. تلك!

شعرت بدموعي تنساب مُجددًا بالظلام ، لكن صوتي خرج ثابتًا .. عدا اهتزاز بسيط :
الألم .. لا ينتهي .. و لا أتأقلم ..

نظرت للقميص الذي أشارت له ، و شعرت بيداي تقبض عليه تلقائيًا دون إبداء تعليقات بخصوص ما قالته بشأنه ..
لم يبق لي سواه ! أعلم أنه غباء ، لكن ..

استمعت لحديثها ، و هو يحمل العقلانيّة التي افتقدها بالوقت الحالي ..
أعدت رأسي لتستند للفراش ، و أغلقت عيناي .. سحبت نفسٍ عميق .. و أطلقته ، لأسمع اقتراحها بشأن التنزه ، و أُحرك رأسي موافقة بعد .. ثانية..تردد؟ ربما؟
أيًا يكن!
نهضت ، و تحركت نحو الخزانة .. فهي على الأقل تحتوي على الملابس القابلة للارتداء حاليًا ، لأبدأ بتغيير ملابسي وحسب ..

انتهيت من تغيير ملابسي ، و كنت على وشك الخروج حتى عادت هيَ .. لأضحك رغم كُل شيء :
و أنا من ظننتكِ مُتعبة من العمل و ستنتهي الليلة بمسيرة هادئة بحديقة أو ما شابه !

رفعت أحد حاجبيّ ، لأتجه نحو المرآة .. أُبعثر شعري بعض الشيء ، و أضيف أحمر شفاة بدوري ، ثم التفتُّ إليها :
بـار ..

اتجهت إليها ، و أغلقت الأضواء ثم باب الغرفة خروجًا :
نستطيع دومًا جعله صالحًا للرقص إن اقتضى الأمر و انتهت الليلة دون شباب وسيم!

عدتُ للمنزل بعد نقاشٍ لطيف مع سوليفان ، أو اللقب الذي يُحِب! أيًا يكُن .. ثرثرة عن "عمليَّة جديدة" .. عمليّة جديدة .. تعني تصفيَة جديدة ..
مجزرة جديدة ! .. إلخ إلخ. 
لهذا يطلبني على أي حال .. يقوم بطلبي لمن يكرههم .. من يبغضهم ..
من يُريد لنهايتهم أن تكون بالسوء الكافي للتندم على ما اقترفوه معه حتى بعد مماتهم !

لم أجد أصوات بالمنزل تدُل على وجود حياة فيه، لكن للتأكُد مررت بغرفتها لأجدها مُستلقيَة على الفراش .. ليسَت نائمة ..
استندت بكتفي لإطار الباب ، لأعقد ساعداي قائلة بهدوء :
إذًا .. قَتَلتِ أم قُتِلتِ ؟

دلفت لأرتمي مستلقية بجانبها ، و قلت :
بالمرة القادمة اتصلي بي قبل أن تفعلي ..

نقلت نظري من السقف لها :
كوني عاطلة لا يعني بتاتًا أني أنتوي دفن نفسي بدموعي في ركنٍ مُظلم بغُرفتي !

لأرفع حاجبيّ و أتابع ببساطة :
كنتُ أجعَل أحدهم مُتاحًا .