Ms.Hoffman House

دلفت لأرتمي مستلقية بجانبها ، و قلت :
بالمرة القادمة اتصلي بي قبل أن تفعلي ..

نقلت نظري من السقف لها :
كوني عاطلة لا يعني بتاتًا أني أنتوي دفن نفسي بدموعي في ركنٍ مُظلم بغُرفتي !

لأرفع حاجبيّ و أتابع ببساطة :
كنتُ أجعَل أحدهم مُتاحًا .

صَمَتُّ لثوانٍ ، ثم .. :
أوه .. لم نملأ الثلاجة ..

تنهدت و أشرت لها لتنهض :
على الأغلب وجودي هُنا يُعَد تطُوع خَيريّ لكلانا ! سنتعشى بطعام الصينيين الليلة، أتُحبيه؟

سألت بتهكم بينما أنهض معها تاركين الغرفة :
الرقص أم القتل؟

قلت بينما أغلق خلفنا باب المنزل :
بإمكانكِ قتل من لا يُسيِّر أمر الرقص بالنسبة لكِ و تنتهي المُشكلة ..
لنذهب!

و غادرت معها للمطعم.

فتحت باب المنزل لأدخل بهدوء .. و مُجددًا لا أصوات !
تنهدت و أغلقت الباب خلفي ، فإما أنها لم تَعُد بعد ، أو بغُرفتها .. على أي حال اتجهت نحو الأخيرة ، و انحنيت لأضع عُلبة أنيقة أرضًا أمام باب غُرفتها ، و مُرفَق معها بطاقة كُتِبَ بها :
- ! You're more than enough -
http://data.whicdn.com/images/224733653/large.jpg

لأتوجه بعدها لغُرفتي و أغلق بابها خلفي لأبدأ بتغيير ملابسي ..

تركي للفراش كان بمثابة مُعجزة ما ! فقد استيقظت منذ بضعة ساعات لكن .. حسنًا .. الفراش يُداوي الجروح على أي حال .. ما جعلني أنهَض بالنهاية هو صوت الباب ، و الظل المار من باب غُرفتي ..
فتحت بابها بنيّة شعلقتها من قدمها لإخراج التقرير الذي احتاجه بشأن اليومين الماضيين ، لكنّي وجدت شيئًا آخر أرضًا ..
انحنيت لأجلس القرفصاء أمامها و أمسكت بالبطاقة لأقرأ ما بها ، جعلني هذا ابتسم بحرج ، قبل أن أفتح العُلبة لأرى ما بها ، لتتسع عيناء و ابتسامتي في آنٍ واحد .. تلك زهور حقيقيّة ، صحيح ؟ .. رائع، أظنني أُشبه القط تشيشر الآن !
اعتدلت بوقفتي بتقافز ، ثم ارتديت القلادة و اتجهت لغُرفتها ، لأفتح الباب و انظر لها أثناء استلقائها :
وجدتُ تلك ..*و نقرت بسُبابتي على الكُرَة الزجاجيّة الصغيرة* هائمة بالرواق ، فاعتبرتها ملكي ..

أصدرت قفزتين مرح بمكاني ، ثم اتجهت إليها بخطواتٍ واسعة لألقي بنفسي عليها في عناقٍ قويّ ..

اعتدلت بدوري ، قبل أن أشبك كفاي معًا بنظرة حالمة .. :
باتريك ..
أظن .. قنبلة تصف الوضع بشكلٍ مثاليّ !
شيء لا يُجرَّب سوى مرة واحدة بالحياة قبل أن تفقدي القدرة على تذوق أي شيء سواه و ..
لحظة واحدة !

رمقتها باستنكار :
مارك ! مرحبًا ؟ لم يتسنى لي مُحادثة الفتى حتى لأحظى بفكرة و لو ضئيلة عنه ..
هل كان كما بدا ؟ أم مقلب ؟

وضعت يد على قلبي في صدمة مصطنعة :
لم أكُن أتخيَّل .. بعد الهدية و كل شيء أن .. أن ..
مع باتريك ، بلايك ؟ باتريك !!
خيانة بتلك السُرعة ! قلبي !

حركت رأسي بأسي و عدت بظهري لأرتكز على الفراش بمرفقيّ ، لتلتقط عيناي نافذة غرفتها و تتعلق بالضوء الصادر منها بصمت ..

نظرت لها ، لأرمش عدة مرات :
مـاارك ..

ثم صمت لثوانٍ ، قبل أن أسأل بهدوء :
لما أرادت منظمتكِ قتل إدوارد ؟

قطبت :
انتِ لم تشُكِ توًا في أني قد أشي بكِ أو ما شابه ، صحيح ؟

ثم زفرت و قلت :
على أي حال ، لم أعُد مُتاحة بقسم جمع المعلومات ، فلا تقلقي ..

لأسأل مُجددًا في اهتمام و قد اعتدلت بمكاني :
و ما المعلومات التي تملكونها عنه ؟ أيوجد شيء عن حياته الخاصة ؟

ابتسمت لها بأسف ، قبل أن تتلاشى الابتسامة فور سماعي لآخر كلمة منها ، لأقطب بعض الشيء لثوانٍ .. ثم أقول :
المعذرة .. مَن ؟

استمعت لهذا الكَم من المعلومات .. لأعتدل و أجد بالنهاية يداي و قد غطت رأسي لأقول بصدمة بائسة :
ألطم !

تربعت لأنقل يداي لتغطية فمي :
إذن .. هو تبرع بالتكفُل بالفتاة و ابن اختها و.. و قال لي أنه لم.. يجد..

لأصيح بالنهاية :
بحق الجحيم من يفعل هذا بنفسه! مَس؟ مَس بعقله فقط؟ لقد فقده تمامًا!
لِمَ يقوم بتتبع العائلة و إبادتها و من ثم يُفاجئ بـ .. ياللهَول لقد قضيت عليهم جميعًا و عليّ التكفير عن أخطائي الآن..
منذُ متى و تُصيبه لعنة الضمير تلك بعد عمليته؟ و إن لَم يكُن راضيًا عن النتيجة، لماذا القيام بمثل تلك المهمة مِن البداية؟!