Jonathan's House

سمعت صوت التحطم بالمطبخ ، لأنظر نحو آليشيا مضيقة مابين عيناي و قلت في هدوء تام قريب للبرود :
لقد جعلتيه يغضب .. أبي غاضب منكِ ! لن تذهبي ، هم لا يذهبوا عادة ..

قطبت و تابعت بالنبرة ذاتها :
سيُضايقني ، لكن أبي لا يريدكِ أن تذهبي !

لم تتغير ملامحي :
أعلم ، و هو لا يدعهم يذهبوا ، لكنه سيدعكِ أنتِ تفعلي .. لم يفعل هذا قبلاً !
لهذا أريدكِ أن تبقي ..

عقدت يداي خلف ظهري ، لأقول بمرح طفوليّ بغتة و إبتسامة وديَّة لها :
ستلعبي معي حين لا يكون هنا ، و نصبح أصدقاء .

قلت و نظري معلق على آنسة آليشيا في مرح :
أنا و هي سنصبح أصدقاء ، و هي لن تذهب و تتركنا، أبي !

إلتفتُّ إليه حينما هرعت نحوه ، ثم اتجه نظري إلى يده ، لتتسع عيناي في رعب و قلت بينما أجذبه من يده الأخرى حينما لم يدعها تُكمل :
أبي ، دعنا نذهب لأعالجه لك ..

حركت رأسي نفيًا له و بقوة و قد زممتُ شفتاي :
لا ! سأتناول معها بوقتٍ آخر .. فهي باقية !

دفنت وجهي بذراعه و قلت بصوتٍ مكتوم :
أريد أن أساعدك الآن فالجرح خطير و يقطر دماء كثيرة ..

تنهدت بحنق ، لكن بالنهاية تمتمت بخفوت دون الإبتعاد :
حسنًا ، أبي .

حولت نظري بينهما بعدم فهم ، ثم أومأت له حين طلب مني إرشادها ، لأتجه نحوها و أجذب يدها بمرح :
هيا بنا ، آليشيا ..

أرشدتها للغرفة الثالثة ، و فتحت لها الباب بصمت لأتكئ إليه بكتفاي ، و تركت لها حرية الدخول لتتفحصها .

لم أقترب منها ، بل قلت بأعين جامدة و نظرة باردة .. أنا لا أحب تلك المرأة بالنهاية !:
أبي ليس غاضب .. هو على وشك الإحتراق .. لقد رأيته يدلف للقبو .. بسببك !
يجدر بكِ الإستماع لكل ما يقوله لكِ حتى يهدأ ، ولا تحاولي مناقشته أو تسديد أي نظرة قد تثير إستيائه له ..
فهو لن يكون بخير للغاية حين يخرج ، و سيحتاج للهدوء ، فإن لم يجده .. سيتخلص ممن لم يوفره له !

قلت الأخيرة ببساطة تامة مع تحريك كتفاي بيدان منعقدتان خلف ظهري .

إلتفتُّ نحو ماريا حين جاءت تُخبرني بإنتهاء العشاء ، فهي لن تستطيع إخبار أبي بحالته تلك ..
أومأت لها لتغادر هي ، ثم نظرت لـ آليشيا قائلة بهدوء :
لقد إنتهت ماريا من إعداد العشاء ، هيا بنا .

كدت أغادر الغرفة ، لكني إلتفتُّ لها أولاً و قلت مُحذرة :
قد يكون من الأفضل ألا تنظري له مباشرة ، إلا في طلب منكِ .. فإن فعلتي قد يزيد هذا من حدة أعصابه !

قلتها و حركت لها رأسي بإتجاه خارج-الغرفة في إشارة لها لتتبعني ، و هبطت معها للطابق السُفليّ ،
لألمح أبي بالخارج عند المسبح .. اتجهت إليه لأقبل جانب وجهه و قلت مُبتسمة :
هيا ، أبي .. لقد سيوشك الطعام على النفاذ إن لم تأتِ الآن .. فلن أترُكَ لك شيئًا .

جلست على المقعد الذي سحبه لي أبي ، لأحدق بالطعام الذي أعدته ماريـا .. أسماك ! أنا أكره الأسماك !!
قطبت بضيق ، و هي لازالت جديدة هنا ، لذا لم أعترض .. ربما قد أحادثها لاحقًا ..
زفرت و اكتفيت بتناول الأرز فقط ، و بعض الخضر الذي أضافته للوجبة .