Ledger 401

قطبتُ بخِفةِ على حديثه لأزفر بقوةِ و أقول:
{ طالما لا تريد أختكَ لن أدعوها لأيّ شيء مُجدداً، راضِ؟ }
إنسحبتُ من أمامه لأكمل مـا أفعله و أقول:
{ سيكون علينا إيجاد مُساعد لكَ. }
لويّتُ شفتيّ لأكمل
{ لأني لن أوافق على مُساعدة، لم أعد قادرة على القيام بالعمل هُنـاك و العمل بمصنع إدموند القديم.}

أحرك رأسي بإيماءةِ
{ نعم، أعني إنه ينتظر فقط فُرصة مُناسبة، ثُمَ ضعه تحت التدريب إسبوعاً فحسب. }
إبتسمتُ مع مـا يفعله لأضغط شفتيّ و أنقي حلقي
{ لا، لم تفعل. }

عندما نهضت توجهتُ معها للمطبخ وأمسكتُ بطبق البطاطا لأقول:
{ تذوقي و أخبريني، أهيَّ دسمة للغايّة؟ }
إبتسمتُ إبتسامة عريضة و أكملتُ:
{ و أيضاً إن لم تُمانعي سأحتاجُ مُساعدتكِ بتزيين الفطائر. }
خفتت إبتسامتي بعض الشيء:
{ هل يُمكننا أن نحظى بعشاءاً عائلتيّ دون شجاراً؟ من فضلكِ؟ أنا حقاً أريدُ التعرف عليكِ.. و.. }
تنهدتُ بعض الشيء
{ يُمكنكِ إعتباري صديقتكِ. }

{ هذه فطيرة لحم لذا سأقوم بتزيينها بكريمة الجُبن و الفِطر و أمـا تلك فـ فطيرة التُفاح، ستقومين بتزينها بـ الكريمة المخفوقة و الكرز. }
قبل أن أحرك رأسي نفياً
{ أنتِ مُخطئة، أنتِ لا تعرفيني بشكل جيّد و لكني لن آخذ صفه طالمـا ليس مُحقاً، أليس واضحاً؟ أنا دعوتكِ.. كيف بدعوتي لكِ آخذ صفه؟ و لن آخذ صفكِ أيضاً طـالما ليستِ مُحقة و عيد الشكر الخاص بي؟ شيئاً آخر لا تعرفينه أنا لستُ أمريكيّة لأحتفل به و لا أحتفل بأيّ أعياد سوى مؤخراً.. بدأتُ بالإحتفال فقط بـ زواجي لأخيكِ و لديكِ عائلة، لديكِ أخيكِ و لديكِ أنا و.. }
توقفتُ لأضعر يدي بخصري و آخذ نفساً عميق..
{ فيرونيكا، أعلم أني غريبة و أني توسلي إليكِ أن تعطي أخيكِ فرصة لن يكون ذو قيمة و لكني.. أنا كُنتُ مثلكِ تماماُ. كـانت لديّ أخت و كُنـا أعداءاً، آذتني و آذيتها بطرقِ لن تتخيلها. و ظللنا لـ سنواتِ لا نتحدث و الآن؟.. لا أستطيع إيجاد جُثتها حتى لدفنها، لقد دفنتُ تابوتاً فارغاً و لو تعلمين مقدار الألم الذي بداخلي.. أني لم أستطع تودعيها، لم أستطع إحتضناها لمرةِ أخيرة، لم أستطع أن أخبرها أني آسفة، لو تعلمين كم يؤلم هذا، و يكن أني أشعر دائماً بسكينِ مغروس عميقاً بقلبي، لو تعلمين كيّف أتمنى أن يعود بي الزمن لـ رؤيتها مُجدداً.. لقد رأيتكِ بالمشفى و أنتي قلقة عليّه. هو عائلتكِ و هو عائلتي و هذا يجعلكِ عائلتي أيضاً، أرجوكِ.. الحياة قصيرة للغايّة لـ تقضيها بعيداً عن منزلكِ، ألا تشتاقين لهذا؟ لـ هذه الأجواء؟ و تعرفين أنه طيب القلب و أنا أعلم أنكِ طيبة القلب لقد رأيتُ هذا بعيناكِ عندمـا أصيب.. }
كـأنت عينيّ إمتلئتا بالدموع مع الحديث عن مـاديسون. مـازلتُ لا أستطيع مُسامحة نفسي على مقتلها..
و لو تفهم أن هذا أسوء من أيّ شيء سيء فعلوه ببعضهما. أخذتُ نفسِ عميق لأمسح وجهي و عينيّ و أتنفس أنفاساً عميقة.
{ سأبدأ بإعداد المشروبات. }

{ أعلم، و لا أطلب منكِ المُسامحة من فوركِ. و لا أطلب منكِ محيّ مـا حدث. و لكن.. هذا منزلكِ فيرونيكا، و مفتوحاً دوماً لكِ ، عِندما تجدين نفسكِ وحيدة.. نحنُ هُنـا، لديكِ عائلة. }
تنفستُ بعمقِ و ظللتُ صامتةِ قليلاً.
{ لقد قابلتُ والدتكِ. }
إلتفتُ لها لأستند بظهري لـ مائدة المطبخ
{ و بالنسبة لـ جـاريد، الأمر صعباً عليّه كما هو صعباً عليكِ. أعطيه وقته و ستكون الأمور بخيّر، بالنهايّة أنتم إخوة، أحببتم أم لا، دماءه تجري بعروقكِ و العكس. }

ضغطتُ شفتيّ بآسى مع سماعي لها
{ آسفة..  لأنكِ مررتِ بهذا. }
لم أعلق على آخر جُملةِ لها
{ في الحقيقة لقد دعوتكِ لـسببِ آخر.. }

{ سأخبره بعد إستلامي لـ نتيجة التحاليل و لكن حتى هذا الحين سيظل سِراً بيننا. }
شبكتُ يديّ معاً  لأجيبها
{ أخبرتكِ بأني أعتبركِ فرداً من عائلتي، إن كـان خبيثاً سأخضع لـ جلسات علاج وبعد شرحاً مطولاً من طبيبي سيكون الوضع سيء بالبدايّة، سأحتاجُ بعض المُساعدة، بعض الدعم، تعرفين. و لكن أياً كـان ردكِ على طلبي المساعدة هذا لن يُغير موقفي تجاه محاولة إصلاح الأمور بينكِ و بين شقيقكِ حتى لا تفهميني بشكل خاطئ. }
أخرجتُ الديك من الفُرن لأنظر له مُبتسمةِ
{ ألا يبدو شهياً؟ }

{ الاسبوع القادم. }
أنظر لها بعد زفرتها لأكمل :
{ إسترخي، ستكون الأمور بخيّر، أنا فقط أتحدث معكِ. }
ناديّتُ على مُدبرة المنزل لتُساعد بإعداد المـائدة
{ يُمكنكِ حمل الفطائر؟ }