Wayne Manor

من طرف **Lorna Wayne** 2/12/2012, 4:55 pm

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

من طرف **Lorna Wayne** 6/3/2018, 8:50 pm

إرتفع حاجبيّ بإهتمام :

+ حقًا، لماذا؟ لم تشعُر بالأُلفة هُنا بعد؟ +

مالت شفتاي مُبتسمة و حرّكت كتفاي :

+ انت قلتها، التسلُّط بالطبع .. لا بُد أني تطبّعته منهم، آمُل أني لم أفعل بأي شيئ آخر، لكن هذا شبه مُستحيل أظن .. +

حسن تحدث عن إبنة شقيقته اكتفيت بزم شفتاي و لم أعلق، فصدقًا لستُ أفضل مَن قد تُسدي نصائح بهذا الشِق ..

ظللت صامتة حين بدأ حديثه عن تلك الفترة من حياته، لتضيق عيناي و ألتفت ناظرة له على ذكره بأنه أبقاهم بثلاجة موتى، و حتى بعد إنتهائه لم أتحدث لفترة، قبل أن ترتخي ملامحي لأرفع يدي و أحيط به جانب وجهه مُحركة إبهامي عليه بصمت لوهلة، مِن الجيّد ألا أشعُر أني الوحيدة بيننا مَن تملك رُكنًا قاتمًا بداخلها..

تنهدت و سحبت يدي لأعتدل بجلستي و عقبت :

+ الآن بِت تُشبه فيكتور فرانكنشتاين نوعًا، فرانكنشتاين العصر الحديث .. +

ابتسمت و أنهيت على ما تبقى من شرابي لأعيد الكوب لسطح البار :

+ إن قررت إبتياع هديّة، فسأود مُساعدتك +

من طرف **Caden Russel** 7/3/2018, 2:41 am

لا أدري مع مشكلتي بالضبط مع الولايات و لكني مـازلت لستُ مرتاحاً.
[] رُبما، لا أدري السبب.
إبتسمتُ لأربت على يدها على جانب وجهي و ضحكتُ على تشبيهها.
[] ليست قصة خيالية تماماً كما يبدو.
تنفستُ براحة، لا تعلم كيف يُرهقني البحث عن هدية و بالنهاية أختار شيء مريع.
[] شُكراً، أنقذتيني لتوكِ.
نهضتُ من مكاني لأقبل أعلى رأسها.
[] سأرحل الآن، و أعتذر عن الظهور بشكلِ مفاجئ بهذا الوقت.

من طرف **Lorna Wayne** 7/3/2018, 3:27 am

ضحكت حين عبر عن راحته و قلت :
+ إذا كنت مُتاحة الآن فلمَ لم تطلب وحسب بما أن الأمر يبدو شاقًا لتلك الدرجة؟، شيئًا كهذا حتمًا مُدرج ضمن واجباتي كصديقة! +
إرتفع حاجبيّ حين نهض، ثم غمغمت ببعض الخيبة :
+ "هذا الوقت" و سترحل؟، لن تمكُث اليوم؟ .. قد يبدو القصر من الخارج مُريبًا لكن لدينا غُرف مُريحة بالمُناسبة +

من طرف **Caden Russel** 7/3/2018, 3:53 am

[] لستُ جيّداً بالطلب، إن لاحظتِ.
وضعتُ يديّ بجيبي
[] أريد أن أجيب دعوتكِ، و لكن ألا تخشين من حديث الصحافة إن نُشر أمر قضاءي الليلة هُنا؟

من طرف **Lorna Wayne** 7/3/2018, 4:08 am

رفعت أحد حاجبيّ بإستنكار ساخر :

+ و لا أنا، لكنكَ تُريدني أن أفعلٍ بشكلٍ ما، لذا سأكتفي بأن كلانا ينتظره تدريب شاق! +

ابتسمت لأنهض بدوري و قلت :

+ أخبرتك أني مُعتادة على الأمر، ألن تخشى انت مِنه؟، فعلى ذِكر أمرهم الآن، بالصورة أو الاثنتين و الإشاعات التي نُشِرَت .. هل بالغ أيهم بتطفله؟، قاموا بإزعاجك مثلاً؟، إلى جانب أن مثل تلك الأخبار تُقلل من فرصك مع الفتيات بالمُناسبة .. لذا القرار لك +

من طرف **Caden Russel** 7/3/2018, 4:42 am

[] يُمكنني البدأ أنا، هلا تأتين معي لحفل التوقيع؟ سأحتاج دعماً.
لم يكن الأمر سيئاً للغايّة
[] لا أظنهم يسببون مُشكلة، مكوثتي بالمشفى أغلب الوقت يجعل الأمر مملاً، لا يوجد نميمةِ حولي. و بالنسبة للفتيات ليس لديّ فرصاً كثيرة لهذه الدرجة، عملي، و شخصيتي، يجعلان هذا الأمر صعباً.
نظرتُ لمسئول البار و الذي كـان يصب تركيزه على حديثنا لأقول
[] بالتفكير بالأمر أنا لم أرى الكثير من القصر.

من طرف **Lorna Wayne** 7/3/2018, 5:08 am

اتسعت إبتسامتي مع دعوته :

+ موافِقة، لكن .. +

تابعت بتفكير :

+ إن كنت تفكر في إصلاح الأمور بينكما، رُبما يجدُر بكَ لقائها وحدك؟، لستُ بارعة للغاية بتلك الأمور، لذا شخصيًّا، إن كنت مكانها و أتى شخصٌ من العائلة لإصلاح الأمور معي و معه رفيقة، لن أراها سوى عقبة أو ساتر يقي نفسه به .. +

حرّكت رأسي للجانبين :

+ لكنّي لستُ شخصيّة مُتساهلة تمامًا كذلك، لذا لا مُشكلة معي إن كنت تريدني وقتها أو تفضل الذهاب ثُم مُلاقاتي لاحقًا .. أيًا يكُن ما يُريحك أكثر. هل سيحضر براد أيضًا؟ +

مالت شفتاي :

+ ليست الشخصيّة، إنهُ العمل كايدن، أنت تقوم دفن رأسك به و ترفض حتى النظر بنطاقه .. هذا ليس صحيّ بالمُناسبة +

حرّكت نظري لحيث ينظر، لكنّي لم أطل النظر قبل أن أعود له لأضحك و أقوده لخارج البار :

+ هذا سيحتاج أيامًا، لذا هاك، هنالك حجة جيّدة لتبقى معي لفترة، سأدلك على غرفتك و بطريقنا سأعرفك على ما سوف نمُر به +

من طرف **Caden Russel** 7/3/2018, 5:35 pm

[] إصلاح الأمور؟ هذه كلمة كبيرة ، لا أظن أن الأمور ستنصلح بزيارةِ واحدة. أنا فقط أريد إظهار دعمي. و لا أعلم بشأن براد، فهو دائماً مُنشغلاً بشيء مـا، و بآخر مرة زارني بالمشفى كـان مع فتاة فاقدة للوعي و فتاةِ آخرى. و رحل دون مُلاقاتي. لا أعلم.. رُبما تكون العلة بي بالنهايّة.

إبتسمتُ لأعلق على أمر العمل.
[] بدونه قد أفقد عقلي.

تبعتها ناظراً للرواق الطويل
[] قومي بتحويله لفندق، ستربحين كثيراً و إتركي الشركات و ألم الرأس، و سآخذ عيادة صغيرة عندكِ.

من طرف **Lorna Wayne** 7/3/2018, 8:36 pm

+ بإمكاننا أن نطلق عليها عمليّة "إصلاح الأمور"، و أولى خطواتها "إظهار الدعم".. و بالنبة لبراد فرُبما ظن أنك مُنشغل فحسب. ألا يزال مُرتبطًا بصديقته ذات الحالة السيئة؟ +

حرّكت رأسي بإيماءة مؤيّدة بشأن العمل :

+ أجل .. +

حين نهض و تبعني نظرت له مُبتسمة :

+ أحب كونك سهل الإقناع!، و هل تعِد بأخذ تلك العيادة؟، لأني لن أقوم بعمليّة التحويل الضخمة و أتعرّض لخمسمئة مُحاولة إغتيال من باقي عائلة واين ثُم تتشبث أنت بالمُستشفى لكثرة العمل بها +

من طرف **Caden Russel** 7/3/2018, 10:02 pm

[] أنتِ تدافعين عني كثيراً. أنا متصالح مع حقيقة أن لديّ عيوباً. و بالنسبة لـ براد، هو يحاول الإنفصال عنها و لكن كُلم فعل تقوم بإيذاء نفسها و هو لا يريد تحمل هذا على ضميره، معادلة صعبة. لا أعلم لماذا تورط بعلاقة مثل تلك منذ البدايّة.

سِرتُ لـ جوارها و إبتسمتُ إبتسامة جـانبية.
[] و ستأخذين المخاطرة فقط لأجل عيادتي؟

توقفتُ لأسألها
[] مـا هو مجال دراستكِ الأساسي؟

من طرف **Lorna Wayne** 7/3/2018, 11:26 pm

حرّكت رأسي نفيًا :

+ لا أدافع عنك كايدن، بلى جميعنا نملك عيوبًا لكنكَ تُحاول هُنا .. كما أن عدم مرور براد بكَ بزيارته للمشفى عيبًا بحقه و ليس بحقك أنت، لذا أنا تقنيًّا أدافع عن نواياه هو، أيضًا رُبما لم يكُن يعلم أن الحال سيسير بهذا الشكل حين ارتبط بها .. أم كان يعلم بحالتها؟ +

رمقته بنظرة جانبيّة :

+ للتغيير و ترك آلام الرأس، و عيادتك .. سأورطك معي بما أنه اقتراحك +

توقفت حين فعل، لأنظر له و حرّكت كتفاي :

+ إدارة الأعمال؟ الخطة كانت واضحة بشأني مِن البداية +

من طرف **Caden Russel** 8/3/2018, 12:04 am

إبتسمتُ و لم أعلق، مـازلتُ أظنها تدافع عني.
[] لا أعتقد أنه كان يفعل و لكنها لم تكن فتاةِ سهلة منذ البداية و حذرته.
رفعتُ حاجبيّ لأقول.
[] حسناً!.
أكملتُ سيري معها بعد إجابتها
[] هل هذا مـا أردتِ دراسته؟

من طرف **Lorna Wayne** 8/3/2018, 2:17 am

رفعت أحد حاجبيّ :

+ لم تكُن فتاة سهلة، و حذرته؟، و لا زِلت تبحث عن سبب إرتباطه بها؟ .. أظنك أجبت سؤالك بنفسك للتو .. +

بعد تلك الدهشة ضحكت :

+ ماذا؟ "حسنًا" كـ "أعدكِ سأعد عيادة هُنا"، أم "حسنًا، لكِ جزيل الشكر قررت الإنسحاب"؟ +

و بعد سؤاله الأخير، غمغمت بـ "رُبما" و تابعت سيري معه .. مررنا بالمطبخ و الغرفة الرياضيّة و التي وجد بها قاذفات أسهمٍ أضفتهم بجوار آلة الركض و كيس الرِمال، و بالطابق الثاني كانت هناك غرفة جلوس ذات تصميم حديث، تقنيّ، و مُختلف عن باقي القصر، و مزودة بشُرفة واسعة تُطِل على الحديقة الخلفيّة.. و قبل كل هذا كنت قد أخبرت إحدى العاملات بتجهيز غرفة بعينها لكايدن، و بهذا انتهت الـ شِبه جولة عند غرفتي الخاصة، فأنا لم استخدم الغُرفة الرئيسيّة قط حتى بوجود نـوا، كنا بغُرفة أخرى بحجمٍ مُشابه للرئيسيّة، و مع رحيله عدت لغرفتي مُجددًا.

فتحت الغُرفة و قلت مُشيرة للشُرفة الواسعة من مكاني :

+ تلك هيَ التي راقتك صورتها .. +

غادرتها و فتحت له غرفة أخرى مُجاورة :

+ و ها هيَ غُرفتك +

صمتُّ لوهلة، ثم قلت :

+ كنت لأختار الموسيقى، إما الإكمال برقص الباليه أو أصبح عازفة بيانـو، لكن.. الأولويّات.. +

نقّيت حلقي لأبتسم :

+ ليلة سعيدة +

من طرف **Caden Russel** 8/3/2018, 8:47 pm

[] مـاذا؟ الآن أصبح إرتباطه بها غلطتي؟
كُنتُ أراقب المكان بينما نسير، يبدو بلا نهايّة.
[] كيف تمكثين هُنا وحدكِ؟ ألا تفقدي طريقكِ؟
إبتسمتُ مع رؤيتي للشرفة ثُمَ تبعتها لحيث الغرفة التي من المفترض أن أقيم بها.
[] لماذا لا تبداين الآن؟ أكملي تعليم مـا تُحبين. لا أحد الآن سيعترض.
هززتُ رأسي لأحتوي كتفيها و أقبل جبهتها.
[] ليلة سعيدة.

من طرف **Lorna Wayne** 8/3/2018, 9:29 pm

حركت رأسي :

+ ليس تمامًا، لكنها لفتت نظره و مع رأيك السلبيّ بشأنها فعلّت لديه خاصيّة العِند بأن بإمكانه التعامل مع الأمور، و الآن بعد أن فشل في التعامل مع الأمور لا يستطيع الإنسحاب لأنكم عائلة تحب إنقاذ الناس بالفطرة +

ضحكت على تعليقه بشأنه المكان، ثم قلت بهدوء :

+ كنت لأفعل، لكنّي لا أجد وقتًا للقائك فقط، كيف سأجد وقتًا للعَودة لأي شيئ؟ +

حرّكت يدًا لظهره بعد قبلته و أدرت وجهي له لأميل نحوه .. بماذا أفكر؟!، إنقبضت أصابعي على ملابسه، و باللحظة الأخيرة رفعت نفسي لأطبع قبلة على جانب وجهه بغمغمة مُقتضبة:

+ شكرًا .. +

و استدرت لأعود لغرفتي و أغلق الباب خلفي، لأتجه للخزانة و أقوم بفتحها لأخرج منامتي، و نظرت للمرآة المُثبتة بالباب داخليًّا، قبل أن اصدم رأٍي بها بخفة هامسة :

+ سُحقًا!!+

أين الصداقة بما كنت أفكر فيه توًا؟، حتى العلاقة الوحيدة الجيّدة بحياتي سأفسدها على هذا النحو!

من طرف **Caden Russel** 8/3/2018, 10:21 pm

راقبتها بعيني عندما غادرت لأنظر للغرفة حولي بتقطيبة خفيفةِ لأمسك بمقبض الباب و أغلقه بعد رحيلها.
أخرجتُ هاتفي لأجد براد قد إتصل بي بضعة مرات و هذه سابقة من نوعها.
إتصلتُ به لأخرج للشُرفة و عرفتُ أن أورسولا معه. لسببِ مـا فكونها ذهبت من تلقاء نفسها جعلني سعيداً. أخبرته أني سأعود صباحاً و أنهيت المكالمة. لأعود للداخل و أجلس على الفراش و شبكتُ يدي وراء رأسي لأتمدد ناظراً للسقف بشرودِ.

من طرف **Lorna Wayne** 9/4/2019, 1:14 am

عدتُ منذ بضعة أيام للولايات.

هاتفت كايدن مرّة واحدة عِند معرفتي بخبر عودة أورسولا، ولم يجيب. تلك المرة قاطعت بها حديث فيكتور ماركيز. لم تكن علاقتنا سطحيّة لفترة من الزمن، زمنٍ سحيق حقيقة قبل حتى إرتباطي بـ نـوا، لكنّي أشُك في أنهُ سيأخذ تلك المقاطعة على نحوٍ جيّد. وعلى الرغم من هذا، أظن أن إنتباهه سيتشتت عن فعلتي، قريبًا، إلى حمل إبنة شقيقته. كيف كان المثل يُرَدَّد؟ "أبقِ أحبائك قريبين، وأعدائك أكثر قُربًا." أحب إضافة "وأحباء أعدائك" على الأخيرة بأوقاتٍ كثيرة.

أما الآن، فجُزء بداخلي، جزء صغير للغاية، يشعُر بالراحة لعدم رَد كايدن حتى اللحظة.

حين تعلمين أن ابنة شقيقة حبيبكِ عادت من الـ.. لا شيء.. جل ما عليكِ الشعور به هو السعادة.. لأجله.

السعادة..

السعادة، لورنا.. وليس الـ...

شبكت أصابعي معًا لأقبضهم فوق سطح المكتب، لأحرّك عيناي عن شاشة الحاسوب التي تضيء غرفة المكتب وأخفضل جبهتي ليداي.

بدأت بالتنفس، فتلك التدريبات -نصيحة طبيبتي الأخيرة- تُجدِ نفعًا.. أحيانًا! وبالأحيان الأخرى، تأخذني رأسي إلى مناطق أعلم أن آخر ما قد أفعله بها هو سحب أحدٍ إليها.. والآن..

شعرت بجسدي يرتجف إنفعالاً..

أنا لا أملك سواه!

من طرف **Lorna Wayne** 10/4/2019, 10:32 pm

كم من الوقت مضى على جلوسي أمام البار؟ لا أدري، لكنه وقت طويل، فقد أتيت منذ الظهيرة والآن حل المساء.
كُنا قد اتفقنا على ألا أكثر بالشراب، أعني مُعالِجَتي. وهذا سيء بجميع المقاييس. بالفترة الأخيرة لم أعُد قادرة على التحكُّم ولم أكُن هكذا قط.. لا أدري حتى ما سبب كُل هذا. رمقت الكأس بنظرة جانبيّة مشمئزة قبل أن أقوم بدفعه عني قليلاً.
عُدت بظهري للخلف وأصابعي تنقر برتابة على السطح الأملس البارد، لأقطب وأوقف النقر.. ثم استدرت بسُرعة، وتعمّقت تقطيبتي..
البار بالطابق الأرضيّ، وله باب زُجاجيّ إلكترونيّ خارجيّ غير الباب الداخليّ ذا الطراز الكلاسيكيّ. وما رأيته هو إنغلاق الباب، بعد أن شعرت بحركةٍ خلفي.
نهضت لأقترب من الباب الزُجاجيّ بخطواتٍ هادئة، وتوقفت بعيدة بمسافة كافيَة لألا يُفتح بسببي.
تنفستُ بعُمق، رأسي باتت تلعب ألاعيب قذرة معي.. هذا ما ينقص!
إستدرت لأعود لمقعدي، لكنّي توقفت حين رأيته.. مَن يقف برُكن الحجرة. رُكن مُظلم بما يكفي لألا أتبيّن ملامحه، لكن أبعاد جسده توحي بفتى مُراهق، أو شاب صغير، يدس يداه بجيبيّ بنطاله.
تابعته بعيناي بينما يتقدم نحوي وقد إلتقط الكأس والزجاجة بطريقه، حتى تمكنت من رؤية وجهه بدقة، لتتسع عيناي قليلاً. أعرف هذا الوجه.. ولفترة، عرفت والده.. قبل أن..
حرّك اليد حاملة الزجاجة بتلويحةٍ بطيئة وإبتسامة جانبيّة:
+مرحبًا، سُعدت بلقائكِ أنا أيضًا آنسة واين..+
أدار عيناه بالمكان، قبل أن تستقر عليّ بالنهاية:
+أحب هذا المكان و.. أين أخلاقي؟ بيننا حديث طويل، لا يصح إجرائه واقفين!+
ليتّجه من تلقاء نفسه نحو أحد المقاعد الجلديّة البيضاء، ثم يجلس ويصب لنفسه الشراب بكأسي، قبل أن يلتفت لي ويُشير للمقعد المجاور له.
أشعُر أن ساقاي تحولتا لحجارة.. وجسدي تجمّد من البرد رُغم لطف الجو، لكنّي تمنّيتُ لو كنت أرتدي أكثر من ثوب نومي الآن.
جررتُ قدماي على أي حال وجلست حيث أشار، ليُمسك بالكأس ويدير محتواه بيده بتفكير زائف:
+لنرى، من أين نبدأ؟ أرى أن "ما بعد قتلكِ لأبي" بدايةً مثاليّة، ألا تظنـ.. +
+لم.. أقتله.+
قاطعته بنبرة خافتة وعيناي مُعلقة بالمسافة بيني وبين البار، ثم حرّكتهما له لأجده يحرقني بنظراته فحسب، قبل أن ترتخي ملامحه بإبتسامة جانبيّة كسول، وتابع حديثه حيث توقّف.
والده كان حارسي قبل نُـوا..
كان رضيعًا حديث الولادة وقتها.. وقتما قُتل والده بإحدى نزعاتي الإنتقاميّة من أبي، حين قررت لأول مرةٍ أن أفسد لشُركائه إحدى عملياتهم الكُبرى.
كـ نُـوا، كان عنيدًا.. لكن على عكسه، لم ينجو من جنوني.
رَوى لي عن كيف أودَى موت والده بعقل أمه تمامًا، لتُنهيَ حياتها وهو بالخامسة من العُمر فحسب.. والمنحطف الحاد الذي أخدته حياته.
شيئًا بحديثه كان غريبًا..
فأنا أعلم هذا، أعلم كُل هذا لكن.. لكنّي لا أريد سماعه. لا أريد سماعه الآن.
لأنهُ لم يتوقف عنده..
لقد قام بسحب كُل شخصٍ على حِدى!
كُل مَن حطمت عقله، قلبه، وحياته، مجازًا وحرفيًّا.. وكل من دفعتهم خلفي ومضيت قدمًا..
إنتهاءًا بـ نـُوا والآن.. كايدن.
رفعت يداي لأذناي بينما تنساب الدموع من عينيّ لأحرك رأسي في مُحاولة لطرد صوته منها:
+يكفي! أنا آسفة، توقف.. توقف فحسب! أقسم.. آسفة..+
أصدر صوت طقطقة بفمه تنُم عن الخيبة:
+ويقولون كُل شيء قويّ وفاتن عنكِ، لورنا واين! مَن تكونين الآن لأن صدقًا.. حتى أنا لا أعرفكِ! لورنا، أم هيلينا؟ تبدين مُثيرة للشفقة إن رآكِ أحد على هذا الوضع..+
الآن كنت أرمقه بذهول.. كيف..؟
إكتفى هو برفع حاجبيه، ليرحك رأسه بأسى زائف، ثم يضع الكأس على الطاولة الخشبيّة الصغيرة ويدفع به نحوي:
+إشربي. سيُساعد.+
أمسكت الكأس بيدًا مرتعشة، لأرتشف منه القليل.. أيُعقل؟ أن يكون المُترصد؟
أخذت جُرعة أكبر من الكأس، وإلتفتُ لأنظر له مُجددًا:
+كيف أتيت بـ..+
لكنّي إلتفتُّ للهواء بجواري.
هببتُ واقفة لأدير النظر حولي بدقة..
لا شيء.. لا أحد!
عليه أن يكون شبحًا ليختفي بتلك السُرعة..
ثم وقعت عيناي على اللوحة الإلكترونيّة الخاصة بالباب الزُجاجيّ، والضوء الأخضر الصغير الدال على إنغلاقه.. في حال فتحه يأخذ لونًا أحمرًا..
لا أدري متى أصبحت أمامه مُباشرة، وكأن المسافة بيني وبينه لم تكن كافية كإثبات.. ثم استدرت لأستند بظهري للجدار البارد وصدري يعلو ويهبط.. دقات قلبي في سباق، وكأنه يُحاول ما في وسعه لمواكبة رأسي، مواكبة إنهيار جسدي..
غطّيت فمي بإحدى يداي ضاحكة بخفوت حين عادت عيناي للطاولة الصغيرة، والمقاعد الجلديّة الوثيرة.
لقد كان شبحًا..
أنا أعرف تلك القصة جيّدًا، أعرفها عن ظهر قلب، هيَ وغيرها.
المرأة لم تتحمّل خسارة زوجها، لم تتمكن من تجاوز وحدتها مع ابنها، فأنهَت حياتها وحياة الطفل.. وُعثر عليهما على ضفاف النهر بعد أن جرفتهما المياه.
تحرّكت عائدة لمقعدي لأجلس عليه، وأمسك بقارورة الدواء الفارغة من على الطاولة.. ثم تتحرّك عيناي للكأس. أترك القارور وأمسك به لأنظر بقاعه..
بلى..
لم يذوبوا جميعًا..
تلك المرة اشتعلت ضحكاتي حتى دمعت عيناي.
لقد أمرت الجميع منذ فترة طويلة بألا يقاطعني أيهم أثناء جلساتي الوحيدة الطويلة بالبار.. لهذا لن.. لن ينتبه لي أحد.
حرّكت يدي باحثة عن هاتفي، كنت أريد التواصل مع أحد.. سماع صوته للمرة الأخيرة.. أو على الأقل مراسلته، إخباره بأنه ليس السبب بأيًا من هذا، بألا يتحمّل عبء فكرة أنه لم يكُن كافيًّا وأن رأسي وشرابي هما ما أنهيَا حياتي بنهاية المطاف..
هل.. سيُفكر بهذا الشكل؟ أم أنها آخر أفكاري السوداء؟ أتمنى ألا يفعل. أتمنى بصدق أن يشغل أبناء شقيقته عالمه بعيدًا عني.. أتمنى أن يكون..
أتمنى أن ينسى اسمي..
في جميع الأحوال.. هاتفي مع.. ملابسي.
قمت بملء الكأس مُجددًا، وعدت بظهري للخلف لأرفع رأسي مُحدقة بالمصباح الصغير المثبت بالجدار خلفي، والذي يتكفل بإضاءة المكان وحده. رفعت الكأس تحيّة له:
+أنا وأنت يا صاح. لم يعُد هناك سواي أنا وأنت.+
بالبداية بدا الأمر كسكين يُغرز بمعدتي..
إن كان هذا سيئًا، فقد تبعتها مئات السكاكين.. تنغرز وتُدار حتى أفقدني الألم القُدرة على الشعور، أو السيطرة على أطرافي.. ليسقُط الكأس الغير مُنتهي، ويتردد صوت تحطّمه برأسي قبل أن آخذ الظلام ملجأً لي، كما العادة.

Wayne Manor

Wayne Manor

رد: Wayne Manor

رد: Wayne Manor

رد: Wayne Manor

رد: Wayne Manor

رد: Wayne Manor

رد: Wayne Manor

رد: Wayne Manor

رد: Wayne Manor

رد: Wayne Manor

رد: Wayne Manor

رد: Wayne Manor

رد: Wayne Manor

رد: Wayne Manor

رد: Wayne Manor

رد: Wayne Manor

رد: Wayne Manor

رد: Wayne Manor

رد: Wayne Manor